السلام عليكم؛
أنا متزوجة منذ 3 سنوات ولدي ابنة, مشكلتي هي أني لا أستمتع بالعلاقة الزوجية ولا أطلبها أبدا مهما طالت المدة.
لا توجد لدى زوجي مشاكل وأنا ليست لي أي تجارب مؤلمة من قبل.
كل ما هنالك أني لا أرغب في هذه العلاقة، مع العلم أني على وفاق مع زوجي.
Please doctor if you need any information please contact me on my personal E-mail, I really appreciate your help
(من فضلك يا دكتور إذا كنت تحتاجُ إلى أية معلومات فاتصل بي من خلال بريدي الإليكتروني الخاص، وأنا بصدقٍ أقدر مساعدتك).
20/8/2003
رد المستشار
السائلة العزيزة؛
أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا وصفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن ما قلته لنا في إفادتك هذه قليلٌ جدا، وهو ما يعني أننا نحتاجُ إلى فتح الموضوع من كافة جوانبه ومناقشتها جانبا بجانب، لأننا بهذا الشكل نناقش قضيةً لا تخص واحدةً بعينها وإنما تخص كثيرات، أي أنها تخص كل حالات غياب أو عدم الاستمتاع بالجنس وكذلك عدم وجود الرغبة الجنسية من جانب الزوجة، ورغم أنك أعربت عن رغبتك في إعطائنا ما قد نحتاج من معلومات إلا أنك لم تردي على أسئلتنا التي أرسلناها على بريدك الإليكتروني كما طلبت، وقد أرسلنا لك الرسالة التالية:
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، رسالتك مقتضبة جدا ونحن بحاجة إلى الكثير من المعلومات عنك وعن زوجك وعن كل خبراتك ومشاعرك الجنسية وأفكارك عن الجنس قدر ما تستطيعين التذكر، كلما كنت مرتبة في عرضك للموضوع كلما كان المستشار أقدر على الرد الأدق والأصح، ونحن في انتظار إفادتك ونظرًا لأنك لم تردي علينا بعد فقد رأينا أن إجابتنا المطولة هذه قد تفيد في مساعدتك في الإفصاح عن مشكلتك بالضبط، إذ يندرجُ ما تشتكين منه بوجهٍ عام (عد استبعاد الأسباب العضوية) تحت ما يسمى في الطب النفسي بخلل الأداء (وخلل الوظيفة) الجنسي، وتتضمنُ هذه الفئة التشخيصية كل الأشكال التي يكونُ فيها الفرد غير قادرٍ على المشاركة في علاقةٍ جنسيةٍ كما يتمناها أو تتمناها،
والاستجابةُ الجنسية هيَ عمليةٌ نفسيةٌ جسدية، وفي أغلب الأحيان تشتركُ العمليات النفسية والجسدية في إحداث الاضطراب الوظيفي الجنسي، وقد يكونُ من الممكن التعرف على سببٍ نفسي أو عضوي بشكلٍ مؤكدٍ ولكن الأكثر شيوعًا هو أن يكونَ من الصعب التأكد من الأهمية النسبية لكل من العوامل النفسية أو الجسدية.
والنساءُ بوجهٍ عام يملن إلى الشكوى المتعلقة بشعورهن الشخصي بشأن التجربة الجنسية كالشكوى من عدم الاهتمام أو عدم التلذذ أو الاستمتاع أكثر من الشكوى من فشلٍ في استجابةٍ معينة، وإن كانت الشكوى من خلل الأداء في الإرجاز ليست نادرة، ولكن تأثرَ مظهرٍ واحدٍ من مظاهر استجابة المرأة الجنسية غالبًا ما يؤدي إلى تأثر المظاهر الأخرى،
فمثلاً إذا عجزت المرأة عن الوصول إلى الإرجاز بشكلٍ دائم أو متكرر فإنها ستجد نفسها غير مستمتعةٍ ببقية حلقات العملية الجنسية، وستفقدُ أيضًا كثيرًا من رغبتها الجنسية، وتختلف المرأة في ذلك عن الرجل الذي عادةً ما يقر باستمرار وجود الرغبة الجنسية رغم عجزه عن الانتصاب مثلا.
نستطيع في تعليقنا المبدئي على حالتك الغامضة تلك والتي تحدثُ فيها العملية الجنسية بينك وبين زوجك كلما طلب دون أن تعاني أنت من ألم معين أثناءها ودون أن ترفضي نستطيع فقط أن نستبعد احتمال وجود عسر الجماع Dyspareunia والذي يكونُ الجماع فيه مصحوبا بالألم عند المرأة، كما نستطيع استبعاد احتمال وجود اضطراب النفور الجنسيSexual Aversion Disorder حيث يكونُ مجرد توقع التفاعل الجنسي مع الزوج سببًا في المعاناة من مشاعر شديدة السلبية وربما خوفًا وقلقًا يدفعان إلى تجنب النشاط الجنسي،
فهذان الاضطرابان غير واردان في حالتك، وكذلك نستبعد الجفاف المهبلي الناجم عن عجز التزليق المهبليFailure of Vaginal Lubrication اللازم للإيلاج أي أننا نستبعد اضطراب فشل الاستجابة في الأعضاء التناسلية Failure of Genital Response لديك نظرًا لأن إفادتك لا يوجد فيها لا ما يشيرُ إلى الألم ولا ما يشير إلى اضطرار زوجك إلى استخدام مزلق صناعي، بينما يبقى لدينا عدةُ احتمالات لاضطرابات مختلفة قد يكونُ أحدها أو بعضها موجودًا لديك،
وأول: هذه الاضطرابات هونقص أو فقدان الرغبة الجنسية Lack or Loss of Sexual Desire حيث يكونُ فقدان الرغبة الجنسية هو المشكلة الرئيسية وليس نتيجةً ثانويةً لصعوباتٍ أخرى،
وإن كان نقص أو فقدان الرغبة الجنسية هذا لا يعيقُ التلذذ أو الاستمتاع بالجنس أو حتى الاهتياج الجنسي لكنه يعني انخفاض أو انعدام المبادرة في النشاط الجنسي وهو ما قد يشيرُ إليه قولك في إفادتك (ولا أطلبها أبدًا).
وثاني: الاضطرابات المحتملة لديك هو فقد التلذذ الجنسي Lack of Sexual Enjoyment ويسمى أحيانا أيضًا Sexual Anhedonia وهو اضطرابٌ تحدثُ فيه الاستجابات الجنسية بشكل سوي، ويحدثُ الإرجاز ولكن مع فقد التلذذ (لاستمتاع) المصاحب له بدرجة ملائمة! وذه الشكوى أيضًا أكثرُ شيوعًا بين النساء منها في الرجال، وإن كانت إفادتك المقتضبة أيتها الأخت السائلة لم توضح لنا حدوث الإرجاز لديك من عدمه.
وأما ما تبقى فهو خلل الأداء الجنسي في الإرجاز (هزة ااجماع)rgasmic Dysfunction، وهيَ حالةٌ قد تكونُ مواقفيةً أي في بعض المواقف أو الأحيان دون غيرها وقد تكونُ عامةً، وهيَ في الحالة الأولى غالبًا ما تكونُ نفسية المنشأ، ويعني هذا الاضطرابُ إذا كان بمفرده أن جميع حلقات العملية الجنسية والاستجابات الجنسية تحدثُ ولكن الإرجاز لا يحدثُ أولا يتمُّ الوصول إليه، وهذا الاضطرابُ أيضًا أكثر شيوعًا في النساء منه في الرجال.
وإذا رجعنا في إفادتك لنفند ما قمت من تلقاء نفسك بنفيه لكي لا يذهب تفكيرنا بعيدًا (في ظنك على الأرجح)، فإننا نجدُ أنك أولاً تنفين أي تقصيرٍ من جانب زوجك إذ تقولين (لاتوجد لدى زوجي مشاكل) وأيضًا (مع العلم اني لي وفاق مع زوجي) لتنفي احتمال إرجاعنا لمشكلتك إلى أسباب في علاقتكما الزوجية من جوانبها المعيشية الأخرى، وبعد ذلك قمت بنفي تعرضك لتجارب جنسية مؤلمة من قبل حين قلت (أنا ليست لي أي تجارب مؤلمة من قبل)،
بقي عندنا إذن أن نسأل هل لك تجارب غير مؤلمةٍ من قبل؟ وهل تمارسين الاسترجاز الآن؟ بمعنى آخر هل تستمتعين أو هل أنت قادرةٌ على الاستمتاع بالجنس بمفردك أو بعيدًا عن زوجك، وهل تستطيعين التعبير لزوجك أصلاً عن ما تعانين منه؟ بمعنى آخر هل يعرف زوجك بمشكلتك أصلا أم لا؟
وتبقى في النهاية لدينا عدةُ سطورٍ عن الأسباب العامة المحتملة لاضطراب أو اضطرابات خلل الأداء الجنسي لديك، أو لدى غيرك من الزوجات، فمن المؤكد أن للخلل الاجتماعي القائم والمتجدد مع الأسف في مفاهيمنا المتعلقة بالجنس ودور المرأة فيه، إضافةً إلى اعتياد نسائنا منذ طفولتهن على كبت التعبير عن المشاعر الجنسية وخوفهن من كسر ذلك الكبت بعد الزواج، ورغم التناقض الغبي الذي نضع نساءنا فيه دون وعي منا، فالأنثى التي نظل نزرع فيها الخوف من الجنس ونسقيه منذ ولادتها ويطلب منها طول عمرها أن تعلنَ أن الجنس أمرٌ لا يعنيها والحديث فيه عيبٌ إلى آخر ما هو معروف، يطلبُ منها ليلة الزفاف أن تعلن لزوجها عن ابتهاجها بما يفعل (هي مفعول به بالطبع)، وأن تعلن له دائمًا عن استمتاعها، أما كيف نفترضُ أن يحدثَ ذلك ما بينَ عشية وضحاها، فلا أحد يجيب!،
يضاف إلى ذلك شيوع ظاهرة الخرس الجنسي لدى الزوجات (أن ما غير الخرس الجنسي يعتبرُ قلة حياء)، وشيوع ظاهرة الجهل الجنسي بأن للزوجة دورًا في العملية الجنسية غير أن تنام بالشكل الذي يحلو لزوجها وتستقبل ما يفعل وتبدي انبساطها به إن أحست أنه يريد ذلك، ولا نريد الإطالة أكثر من ذلك،
وبقي فقط أن نقول لك أننا نتمنى أن تصلنا متابعتك بالتفاصيل التي طلبناها وإن شاء الله نحاول مساعدتك في حل مشكلتك، وأن نشير إلى المجهود الضخم التي تقوم به مستشارة صفحتنا الزميلة الدكتورة سحر طلعت في اتجاه عقد الدورات التثقيفية للزوجات المسلمات تحت عنوان الثقافة الجنسية لدى الزوجات، ولمشروعها الرائد جانبٌ بحثي وجانبٌ تعليمي وقد بدأنا بالفعل في اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تطبيقه من خلال موقعنا هذا فتابعينا أيضًا في ذلك إن ظللت مصرةً على الخرس الجنسي الذي تبدو محاولتك لكسره غير كاملةٍ حتى الآن.