وسواس
أتمنى أن أجد حل لهذه المشكلة دكتور وأنا متيقنة أنكم سوف تساعدوني لم أتخيل في حياتي قط أن من الممكن يوما أن أقع في مشكلة مثل هذه لدي موقف حدث لي لن أتحدث عنه بالتفصيل ولكن سوف أقوم باختصاره كنت في السابعة من عمري وكنت في المدرسة كانت تقوم بتعليمي معلمة اتصفت بأنها عديمة الذوق والأسلوب والكلام وكانت دائما ما تشتم بالكلام الغير لائق على الإطلاق
حدث لي موقف معها في يوم من الأيام حيث كانت هي من تعطينا الدروس لهذه المادة، التي لطالما كرهتها كانت تقول بصوت مرتفع بعد أن تنتهوا من الكتب هاتوا الكتب لكي أضعها عندي في الخزانة وأنا لا أريد وضعها لأن عندما كنت أصغر قليلا كنت أرتعب إذا نسيت كتاب معينا في منزلي أو لم أحضره للمدرسة وأقوم بالبكاء والانهيار في الحمام دون علم أحد خوفا من توبيخ المعلمة فأصبح عندي كرهه لهذا الشيء وهو أن أعطيهم الكتب وأضعهم في المدرسة دون أن أخذهم معي المنزل واستمر هذا المنوال إلى عدة سنوات انتهى هذا الأمر،
لكن للأسف عاد مرة أخرى بعيدا عن كل هذا لم أرد اعطاء المعلمة الكتاب فقامت بمناداة اسمي وأنا ذهبت وأنا مرتعبة لأنها تعلم أنني لم أعطها الكتاب حيث قامت بِعَد الكتب وقاموا بعض البنات بإخبارها بما أقوم فقامت وسحبت الكتاب بشدة من يدي إلى درجة أنني ارتددت إلى الخلف من شدتها وقامت بتوبيخي وقالت لي كلمات حتما لا أنساها
وأنا بسن أكبر وأيضا صرخت في وجهي ووضعت الكتاب في يدها وأرسلت طالبة لوضع الكتاب في غرفة القسم الخاص بالمادة حينها كنت منهارة كلياً لكن من الداخل ولم أشأ إخبار أي أحدٍ لأنها كانت الحصة الأخيرة بعدها الذهاب للمنزل فأعتقد أن هذه المشكلة هي السبب في جعلي أكرهه المدرسة كرها شديد ولكن هذه ليست مشكلتي بل مشكلتي الحقيقة ابتدأت من بضع شهور حينما دخلت الثانوية العامة كان كل شيء على ما يرام لكن بعد مدة من الزمن وبعد استيائي من سوء اللذين معي في الصف حتما كرهت كل شيء بمعنى الكلمة حيث بدأت بعدم إحضار أدواتي للكتابة بل أأخذ القلم من التي تجلس بجانبي خوفا من أن يضيع الحبر على تفاهات،
لكن مع الوقت لا أعلم ماذا حدث لي بدأت بأن ألاحظ القطن أو خيوط القماش الرفيعة في الملابس وقمت أخشى من أنها تسقط في المدرسة نعم إلى هذه الدرجة أكرهها ولا أحب أن أعطيها شيئا إلى هذه الدرجة وأيضا استمر بي الحال إلى أن قمت أن احتفظ بهذا القطن وأتخلص منه خارج المدرسة قمت ابتعد عن أصحابي خشية من ملامستهم أيضا خشية بأن يسقط شيء من القطن على ملابسهم ونقله إلى المدرسة أو إلى منزلهم لقد كرهت كل شيء من خيوط القطن أو غبار الأقمشة حتى الذي يوجد خلف كتابي الآن أخشى من أن أضع كتبي على المنضدة كي لا يسقط منها على طاولة المدرسة وشخص آخر يستخدمها وينتقل له الشيء الخاص بي أصبحت لا أجعل المعلمات يمسكون الكتب أو الأشياء الخاصة بي خشية من نفس الأمر أنا متيقنة بأن هذه المشكلة لن تدوم معي،
وأيضا دكتور حدث لي أكثر من موقف لي هذه السنة لكنني كتبت كثيرا وأخشى أنه إذا قمت بكتابة المزيد لن تستطيع قراءة كل ما كتبته فأتمنى من كل قلب أن تجد لي حل وأريد أن أنوه على شيء أنه لم يحصل لي شيء من هذا القبيل في رأس سنة من السنوات السابقة شكرا جزيل وإذا أردتم معرفة المزيد سوف أخبركم
وأتمنى أنه لو كان هنالك في الموقع تراسل خاص بين الدكتور والمستشير لديه كي تكون الخصوصية تامة ومن يريد عرضه للجميع يختار هذا الأمر أتمنى أن يحدث ما أقول
3/2/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة "Ha" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك على شبكتنا ونرحب دائما باستفساراتك في أي وقت.
ابنتي الكريمة: ما تعانين منه هي أفكار وسواسية، تجعلك تجبرين نفسك على الاحتفاظ بالقطن والخيوط والتخلص منها خارج المدرسة، كما تجبرك أيضا على الابتعاد عن صديقاتك خشية ملامستهم، أو خشية أن يسقط شيء من القطن على ملابسهم، وينتقل إلى المدرسة أو إلى منزلهم، كما يجعلك تخشين من وضع كتبك على المنضدة كي لا يسقط منها غبار على طاولة المدرسة وشخص آخر يستخدمها وينتقل له الشيء الخاص بك، وكل هذه الأشياء هي أفكار وسواسية.
فأرجو أن تهوني على نفسك، فالوساوس هي أفكار أو أفعال أو طقوس أو خيالات ذهنية أو صورٍ ذهنية نمطية، وهي بالطبع سخيفة مستحوذة وتفرض نفسها على الإنسان.
والوساوس من النوع الذي أصابك يمكن علاجها عن طريق الأدوية أولا، أما العلاج الثاني فهو العلاج السلوكي عن طريق لفظ هذه الأفكار الوسواسية دون أي مناقشة؛ لأن إخضاعها للنقاش أو للمنطق سوف يزيد منها، لذا حقريها، مثلا قولي لنفسك (هذه افكار وسواسية حقيرة، لن أهتم بها أبدًا، ولن أرد عليها) وأرفضيها رفضًا قاطعًا وأكيدًا، لكن إذا شرعت في تحليلها ومخاطبتها وإخضاعها للمنطق فستتحول وتتحور وتولّد وساوس جديدة فلا تذهبي وراء الفكرة، ولا تشرحي الفكرة، وإنما حقريها، كما أنصحك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء فهي ذات فائدة جيدة في التخفيف من وطأة الوساوس، لأن الوساوس تعد نوعا من اضطرابات القلق، والقلق دائمًا ما يُعالج عن طريق الاسترخاء.
ابنتي الكريمة: فيما يتعلق بالعلاج الدوائي أنصحك باستعمال عقار البروزاك 20 ملجم، فهو من الأدوية الفعالة والممتازة لعلاج الوسواس كما أنه آمن للاستعمال لمن هم في مثل عمرك، ابدئي بتناول كبسولة واحدة من البروزك لمدة أسبوعين، ثم ارفعيها إلى كبسولتين بعد ذلك، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اخفضي الجرعة واجعليها كبسولة واحدة كما كنت سابقًا لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول العلاج بعد ذلك، مع ملاحظة أن تناول كبسولتين من البروزاك لا تعتبر جرعة كبيرة؛ لأن الجرعة القصوى من البروزاك هي أربع كبسولات في اليوم، وبالتالي فان الجرعة التي ستتناولينها هي جرعة وسطية معقولة جدًّا ومناسبة – إن شاء الله – لاستقرار حالتك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.