وسواس التلوث التحاشي الغسل: قذارة نجاسة واشمئزاز
ليتني أعود كما كنت... قبل أن أسقط في حفرة الوسواس٢
استكمالا لرسالتي السابقة أحببت أن أبوح بأشياء لم أذكرها في الرسالة السابقة.
في كثير من الأوقات عندما أشعر أن الوسواس سيعيق حياتي أقول أنا لازم أعمل وقفة مع نفسي وكفاية وسواس بقى وأتحمس للتخلص من هذا الوسواس اللعين لكن التحسن بيكون وقتي وفي بعض الأعراض وليس جميعها وبعدها أعود كما كنت.
أيضا يأتيني الرغبة في التخلص من الوسواس في حالتين إذا سمعت خبرا حزينا جدا مثل وفاة أو مرض أحد الأشخاص المقربين حينها أحدث نفسي بأنه كفاني تضييع وقت في الوسواس فقد يأتيني المرض أنا أيضا أو تأتيني الوفاة وأنا غير مستعدة لمقابلة ربي والحالة الثانية في حالة وجود حدث مبهج جدا مثل عيد جوازي عيد ميلادي عيد ميلاد ابنتي فأقول لنفسي حينها كفاني تضييع وقت في الحزن والاكتئاب الناتجين عن الوسواس.
ما هو الرابط بين الفرح والحزن الشديدين والرغبة في التخلص من الوسواس؟ ولماذا لا يملك المريض القدرة على اتخاذ القرار بشأن التخلص من هذا المرض؟ لماذا نكون أصحاء ونصاب بهذا المرض فجأة لكن العكس لا؟ فلا يمكننا التخلص منه فجأة كما أصبنا به فجأة؟ هل هو فعلا مرتبط بنقص هرمون السعادة في المخ؟ وإذا كان كذلك هل يوجد أصناف من الأطعمة والفاكهة والخضروات والأعشاب يمكن أن تعوض هذا النقص بدلا من الأدوية؟
هل يمكن التخلص من العادات المكتسبة بعد الوسواس فجأة وبالإصرار أم يجب التدرج؟ وإذا كان التدرج شيئا حتميا فكيف يكون ذلك وما هو عدد الأيام اللازمة للتخلص من كل سلوك قهري؟ وما هو شرح طريقة جيفري شوارتز؟ نفسي أخرج الوسواس من حياتي فجأة كما دخل فجأة؟ سئمت من البحث على الإنترنت وسئمت من قراءة المقالات؟
لماذا أنا أصاب بهذا المرض؟ هل لأني بطبعي منظمة جدا وكنت أهتم بالنظام والترتيب والنظافة لكن لم يصل الأمر قديما لحد الوسواس؟ أحيانا تكون حالتي ثابتة ومستقرة من خلال الاحتفاظ ببعض الإجراءات التي تضمن لي الأمان مثل استعمال أنواع مختلفة من الصابون في كل مرة أدخل فيها إلى الخلاء.
وهناك موقف عايزة أحكيه في مرة كنت مسافرة لمدة بسيطة وأثناء تغيير الحفاض لابنتي تبولت وكان تحتها الفوطة الخاصة بها طبعا الفوطة مبللة لسببين الأول الماء الذي غسلت به ابنتي والسبب الثاني هو البول فقمت بوضع الفوطة في كيس بلاستيك علشان أغسلها حينما أعود لمنزلي، بعد العودة بفترة بسيطة أخرجت الفوطة وكانت لا تزال مبللة لأنها لم تتعرض للهواء ووضعت الكيس جانبا حتى أضعه في القمامة.
لكن فوجئت بزوجي قد وضع داخل الكيس بنطلونه علشان يذهب به إلى الخياط طبعا لم يكن يعرف أن هذا الكيس كانت بداخله الفوطة النجسة طبعا توترت كثيرا بعدها كنت مقتنعة تماما أن البنطلون تنجس وطبعا أي شيء يلمس البنطلون يكون نجسا فظننت أن الجزامة تنجست لأن زوجي وضع البنطلون فوقها بعد إخراجه من الكيس ولأننا اشترينا بعض الأغراض في ذلك اليوم بعد الذهاب الخياط فظننت أن الأكياس التي وضعت بها الأشياء هي أيضا نجسة لأن زوجي أمسكها بيده التي أمسك بها البنطلون وأيضا اقتنعت بأن رف الدولاب الذي وضعت عليه هذه الأكياس تنجس هو الآخر. أحيانا أشعر باستحالة منطقية أفكاري لكن لا أملك الحل في يدي.
أعتذر عن الإطالة أستحق المساعدة فعلا وأخرى لن أستطيع الذهاب للطبيب لأنه لا يمكنني البوح بهذا الكلام لزوجي لأنه سيخبر عائلته بحالتي. أرجوكم ضعوا لي جدولا أو خطة زمنية أسير عليها حتى أتخلص من كافة الأعراض بشكل تدريجي ولا أعود لها مجددا.
أتمنى أن يرد على رسالتي الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، والأستاذة رفيف الصباغ وكل من هو مختص بمرض الوسواس.
وفقكم الله
١٢ فبراير ٢٠١٨
12/2/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Asia"أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك واستعمالك خدمة استشارات مجانين.
ما هو الرابط بين الفرح والحزن الشديدين والرغبة في التخلص من الوسواس؟
الرد على هذا السؤال في منتهى الوضوح يا ابنتي "Asia" ببساطة الفرح الشديد يستدعي الرغبة في التخلص من الوسواس القهري لأن بقاء الإنسان أسيرا للوسواس يحول بينه وبين أغلب المفرحات في حياته وينغصها بشكل عام، وأما الحزن الشديد فالواقع أنه ليس هو وإنما شعور الإنسان المتدين بإمكانية الموت والوسواس يحرمه من صفاء العبادة وسلاستها... أظن هذا في منتهى الوضوح.
ولماذا لا يملك المريض القدرة على اتخاذ القرار بشأن التخلص من هذا المرض؟
بل يملك المريض القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار، وإنما تكمن المشكلة في عجزه عن التنفيذ خاصة عندما يحاول التنفيذ بمفرده دون مساعدة وتوجيه.هل هو فعلا مرتبط بنقص هرمون السعادة في المخ؟
ترتبط أعراض الوسواس القهري فعلا بنقص مستويات الناقل العصبي (وليس هرمون) السيرتونين بحيث أن العقاقير التي تزيد من مستوياته في المشابك العصبية في المخ تخفف من حساسية الإنسان للأفكار الوسواسية بينما العقاقير التي تسبب نقصا في مستويات السيروتونين في مشاب الدماغ العصبية تجعل الإنسان أكثر حساسية لتلك الأفكار، إلا أن السيروتونين ليس الناقل العصبي الوحيد الذي يرتبط الوسواس القهري بتغيرات مستوياته الدماغية (فهناك الدوبامين أيضًا) كما أن الوسواس القهري ليس الاضطراب النفسي الوحيد الذي يرتبط بنقص السيروتونين بل أيضًا الاكتئاب واضطرابات الهلع والقلق والرهاب كلها وكذلك اضطرابات العادات والنزوات والقائمة طويلة بما لا يجعل الارتباط خاصا بالوسواس بشكل خاص.
هل يوجد أصناف من الأطعمة والفاكهة والخضروات والأعشاب يمكن أن تعوض هذا النقص بدلا من الأدوية؟
للأسف هذا غير ممكن أولا لأن زيادة مستوى السيروتونين الدماغي Brain Serotonin من خلال بعض المأكولات ومن أشهرها الشيكولاتة الغامقة مهما بلغت لا تكون إلا زيادة عابرة لا تكفي ربما إلا لتحسين المزاج قليلا! وثانيا لأن الحامض الأميني الذي هو نذير أو سليف السيروتونين Serotonin Precursor واسمه تريبتوفان Tryptophan يحتاج إلى عدة خطوات استقلابية (أيضية) ليتحول إلى سيروتونين فضلا عن محدودية قدرته على عبور الحائل الدموي المخي وهو ما يجعل محاولات استخدامه وما أجري حوله من أبحاث حتى الآن ... أقل من أن تسمح بالاعتماد الطبي عليه.هل يمكن التخلص من العادات المكتسبة بعد الوسواس فجأة وبالإصرار أم يجب التدرج؟
نعم يمكن التخلص من العادات المكتسبة بعد الوسواس فجأة ولكن معظم المرضى يفضلون التدرج... وخبرتي العملية تقول أن احتمال الانتكاس يكون أعلى في حالات التخلص غير التدريجي.وأما كيف يكون ذلك التدرج؟؟ وما عدد الأيام اللازمة للتخلص من كل سلوك قهري؟ فهذا مشروح يا "Asia" في سلسلة مقالات العلاج السلوكي للوسواس القهري فاقرئيها جيدا.
وما هو شرح طريقة جيفري شوارتز؟
ترجمة وجيزة للخطوات الأربع لبرنامج جيفري كوارتز الشهير:
- الخطوة 1: أعد التسمية Relabel
• تهدف هذه الخطوة إلى تعليم المرضى كيفية التعرف على الوساوس والقهورات وتسميتها "وسواس قهري"
• وينصح المرضى بالنظر إلى الوساوس على أنها "رسائل خاطئة" من الدماغ بسبب خلل ما
وخلاصة هذه الخطوة هي تسمية كافة الوساوس والقهورات باسمها، وذلك للقدرة على النظر لها كاضطراب وليس كأنها من فعل الشخص نفسه، فليس المهم في هذه الخطوة ذهاب الوساوس بل في البداية يكفي تمييزها وتسميتها، كأن الشخص ينظر من خارج نفسه لها، فيراقبها بهدوء ويراقب عملها في عقله كأفكار أو في نفسه كقهورات ورغبات، مع الإبقاء على هدوئه ما أمكن، وتذكير نفسه بوعي تام أنها وساوس وليس أكثر (هذا ليس أنا,,, إنه الوسواس).
- الخطوة 2: أعد العزو Reattribute
• الغرض من هذه الخطوة هو تعليم المرضى إعادة عزو كثافة الأفكار إلى السبب الحقيقي، الوسواس القهري ومفتاح لهذه الخطوة هو إدراك أن كثافة الأفكار الوسواسية يرجع إلى خلل التوازنات البيوكيميائية في الدماغ، وهذا هو السبب في أنها لا تختفي تماما، ويتم تشجيع المرضى على تصور هذه الأجزاء من الدماغ التي لا تعمل كما ينبغي، بهدف مساعدتهم على فهم أن الأعراض هي نتيجة لخلل وظيفي في الدماغ، وهي لا تمثل الواقع، فيقول لنفسه مؤكداً (لست أنا سبب هذا الوسواس, لكنه الاختلال في كيمياء الدماغ المسؤولة عن ضبط الأفكار).
- الخطوة 3: أعد التركيز
• الغرض من هذه الخطوة هو التغلب على الأفكار الوسواسية من خلال تركيز الاهتمام على الأنشطة البناءة (السلوكيات البديلة) بدلا من تنفيذ القهورات
• وينصح المرضى بأداء أنشطة بناءة وممتعة ومفيدة من الناحية المعرفية أو المادية (مثلا، التمشية، والاستماع إلى الموسيقى أو أي حرفة يدوية)
• والخيار البديل هو مواصلة النشاط المعرفي السلوكي الذي اقتحمته الأفكار الوسواسية، وكلما كان ذلك النشاط يتطلب التركيز ويضم أشخاصا آخرين أو كلما كان غير متوافق مع السلوك القهري كلما كان ذا كفاءة عالية، فالهدف من هذه الخطوة هو (حاول أن تفعل شيئا آخر).
- الخطوة 4: أعد التقييم
• الغرض من هذه الخطوة هو إعادة تقييم الجوانب الأخرى من حياة المريض، إلى جانب الوساوس والقهورات، حيث تبدو الوساوس كالانحرافات لا قيمة لها، وتنطوي هذه الخطوة على إعادة تقييم أهمية الأفكار المقتحمة، بعد الانتهاء من الخطوات الأولى باعتبارها رسائل خاطئة أو ضوضاء بلا قيمة، ويعزز مبدأ (الأفضل تجاهل هذه الوساوس والتقليل من قيمة هذه الأفكار).نفسي أخرج الوسواس من حياتي فجأة كما دخل فجأة؟
للأسف ما كل ما يتمناه المرء يدركه يا ابنتي لابد من العلاج الذي يحتاج على الأقل ستة أشهر من الانتظام والمثابرة على حضور الجلسات العلاجية وأداء المهام السلوكية، ومن الأفضل في مجتمعاتنا أن يدعم هذا بأحد عقاقير الم.ا.س.ا وهذه نصيحتي التي أقولها رغم انتباهي وتذكري لقولك (لن أستطيع الذهاب للطبيب لأنه لا يمكنني البوح بهذا الكلام لزوجي لأنه سيخبر عائلته بحالتي).لماذا أنا أصاب بهذا المرض؟ هل لأني بطبعي منظمة جدا وكنت أهتم بالنظام والترتيب والنظافة لكن لم يصل الأمر قديما لحد الوسواس؟
هكذا رأيي شخصيا أن بعض العادات الخاصة بالنظافة والنظام والترتيب كثيرا ما تجعل الشخص أكثر احتمالية للسقوط في براثن الوسواس القهري هذا فضلا عن العادات التي أسميها الوساوس والقهورات المستأنسة والتي تمثل في الغالب حلا وسطا مثلا في صورة فعل قهري واحد يختصر به المريض سلسلة من القهورات ويدرأ قدرا من الوساوس ولا تكاجد تؤثر على مسيرة الحياة اليومية، وهو (أي المريض) نادرا ما يشتكي من هذه الوساوس مقارنة بالوساوس والقهورات التي تزعجه وتعرقل أنشطته اليومية وأسميها الوساوس والقهورات المستوحشة.وأخيرا تقولين: (أحيانا تكون حالتي ثابتة ومستقرة من خلال الاحتفاظ ببعض الإجراءات التي تضمن لي الأمان)... وهذه
اسمها سلوكيات أو احتياطات التأمين وهي ليس طريقة علاج بقدر ما هي طريقة إدامة للمشكلة،
واقرئي عنها مقالنا:
احتياطات الأمان، سلوكيات التأمين والوسواس القهري.وأما سؤالك عن الكيس والبنطال فقد استشرت أ. رفيف الصباغ فيه وكان هذا ردها: (أهلًا وسهلًا بأختي الكريمة، بالنسبة لقصة بنطلون زوجك الذي وضعه في كيس الحفاضة، يبدو أن الرطوبة التي في الكيس كانت قليلة جدًا حتى لم يشعر بها زوجك ووضع البنطلون فيه، ومثل هذه الرطوبة سيتشربها البنطلون وتجف عليه وهو في داخل الكيس، وحينها لا تنتقل النجاسة إلى غير البنطلون، سواء مس شيئًا جافًا أم رطبًا؛ أما الشيء الجاف فلأن الجاف على الجاف طاهر بلا خلاف. وكذلك لو مس البنطلون شيء رطب،
فأولًا: لا يوجد يقين بلمس الرطب لمكان النجاسة اليسيرة جدًا،
وثانيًا: هناك مذاهب تقول بعدم انتقال النجاسة الجافة إذا لامست شيئًا رطبًا ما لم يظهر أثر النجاسة على الرطب. وفي حالتك يستحيل ظهور أثر نجاسة البنطلون اليسيرة على أي شيء آخر)
وأهلا وسهلا بك على مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>>: وسواس التلوث التحاشي الغسل: قذارة نجاسة واشمئزاز م1