تائه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
أشكركم جزيلا على موقعكم المميز والمتميز، وأتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح، أكتب لكم وأنا أشعر بحرقة في قلبي، آسف سأطيل عليكم حتى تتعرفوا على شخصيتي وما أعانيه.
أنا أصبح عمري ٣٤ قبل أيام، منذ أن وعيت على الحياة وأنا أكابد الأمرين، في المدرسة والبيت والحارة دائما مشاكل، أما في المدرسة كان زملائي يضايقوني بالمسبات أو الإهانة أو الضرب أو حركات جنسية، علما كنت متفوقا علميا بالرياضيات والفيزياء والكيمياء، علاماتي كاملة والحمد الله والدرس كنت أحضره في البيت لوحدي قبل اعطاءه من المعلم، وأما في الثانوية بشهادة المدرسين الخصوصيين كنت ممتاز لكن لم أدرس نهائيا، ومع ذلك والحمد لله نجحت بتقدير جيد جدا،
أما في الحارة كنت أعاني نفس الشيء أضرب وأهان ولا يلاعبني الأطفال معهم، وإذا حدثت أي مشكلة تلصق بي، وكانوا يقومون بحركات جنسية لي.
أما في البيت كنت نفس الشيء أعاني وأضرب من والدتي وأبي، لأتفه الأسباب بنظري، وإخوتي كانوا يعاملوني بقسوة، إذا لم أصغ إليهم، وكانوا يحطموا ألعابي ويرمونها، وينعتونني بالمجنون والمريض النفسي، وفي بعض الأحيان إذا لم أتكلم يطلبون مني أن أتكلم وبعدها يستهزؤون بي، وكذلك بالنسبة لأولاد إخوتي وأخواتي، وكذلك بعض أقاربي، يستهزؤون بي.
لما دخلت الجامعة كنت أكرهها دخلت كلية الزراعة، حسب المعدل دون رغبة، لم أفلح في تخصص، بسبب الرغبة وكنت أعاني من الذهاب للحمام كثيرا بمعدل ١٥ مرة في اليوم، عملت فحوصات لم يتبين أي شيء والحمد لله، وبعد زمن زالت الأعراض، وبعد ٣ سنوات في التخصص حملت بعض الفصول، تم إعفائي من التخصص، كان لابد أن أحول لتخصص أقل،
حولت بنفس كلية الزراعة تخصص هندسة زراعية تربة وماء وبيئة أعجبني التخصص والحمد الله، وأبدعت فيه لكن المواد التي تم حسابها للتخصص الجديد كانت علاماتها متدنية، تخرجت من الكلية بتقدير جيد، علما في كثير من ومواد الرياضيات والكيمياء والفيزياء والتخصص في الجامعة كانت علاماتي متميزة، علما أني كنت أقاسي فترة الجامعة أذهب صباحا وأرجع مساء يوميا، علما أن أغلب بعض رفقائي كانوا ينزلون مساقات الجامعية يوم الأحد والثلاثاء والخميس وباقات معينة ثلاث ساعات يوميا، لكن أنا لم ينضبط مع برنامج الدراسي، فكنت بالجامعة دائما مهموم وحزين ولم تكن لي صداقات، ولا حتى فتيات والحمد لله،
وخلال الفترة الجامعية كنت أعاني من أهلي وتعامهلم معي أني مريض نفسي أو مجنون، غالبا أبقى لوحدي، لأن أصحابي كانوا دوامهم قليل، ولكن حدث أن بعض أصحابي تغيروا تجاهي، حاولت أن أعرف منهم أو من الآخرين السبب لكن لم أعرف، وحاولت أن أتذكر إذا صدر مني أي شيء، ولكن لم أجد أي شيء،
تخرجت والحمد الله من الجامعة بعد أشهر توظفت في شركة المسؤول عني نصرانية، في البداية كانت كويسة، لكن بعد مدة أخذت تتغير الطباع وبحكم أنها المسؤولة عني تصدر توبيخ على أشياء تافهة، وتتدخل في كيفية أوقات صلاتي، طفح الكيل معي وبختها وشكيتها للمدير، وتركت العمل بعد ثلاث أشهر، ولا أعلم هل تركت العمل حتى أحافظ على ديني أم من أجل صعوبة العمل.
بعد سنة تقريبا توظفت معلما في القطاع الحكومي، لكن كنت أرفض فكرة المعلم، لدي أخي مقرب مني جدا كان وحاول أن أدرس تخصص الرياضيات على حسابه الخاص بحكم إني مجتهد بالمادة منذ الصغر لكن رفضت، لأني لا أريد وظيفة معلم، والداي غضبا مني وذهبت مجبرا للعمل بوظيفة المعلم وكان مكان العمل يبعد ٢٥٠ كيلو متر فكان علي أن أبيت في تلك المناطق، لم أحتمل الغربة والبعد علما كنت أرجع إلى نهاية الأسبوع للمنزل، بالإضافة بعض المنغصات في تلك المنطقة، مثلا عندما كنت أريد أن أستأجر منزل في تلك المناطق خرج علي شخص كنت أريد أسكن بالقرب منه، قال إذا سكنت يحدث شيء مش كويس.
بعدها وجدت سكن أبعد قليلا عن عملي، لكن حدث شيء مع صاحب السكن إنه في العطل السنوية كان يستخدم المنزل ويضع فيه أدوات ويسكن أولاده فيه، والحمد الله لم أكن مقصرا كنت أرسل مبلغ الاستأجار في موعده، ولكن لا أعلم لماذا فعل ذلك، اكتشفته إحدى المرات إني قبل نهاية العطلة ذهبت للبيت فوجدته مسكون، وسبب هذه المشاكل وعدم الرغبة في التدريس، والغربة لا أطيقها، تركت الوظيفة، وعملت بها سنتين،
بعدها جلست في البيت سنه وكنت أبحث عن وظيفة لكن لم أجد، أحد الأشخاص نصحني أن أرجع وأدرس، لكن لأني تركت التعيين من وظيفة معلم لا يحق أن أتعين مرة أخرى، لكن المقصود إن أعمل معلم بدل نقص وفي هذه الحالة يكون نصف الراتب وبدون تامين، وإذا تغيبت يخصم ذلك اليوم، وبحكم أحداث سوريا تم افتتاح مدارس للسورين اللاجئين، عملت معهم، وها أنا أصبح لي ست سنوات عمل، لكن في هذه الفترة لم أشعر بالفرح مشاكل مع الإدارة، على كيفية الدوام أنا دائما أبقى لوحدي نهاية الدوام، علما يجب أنت تكون جميع الصفوف والمعلمين ننهي مع بعض لكن وجدت أشخاص ينهوا الدوام باكرا، أبلغت المدير بذلك بطريقة مهذبة لكي يعيرني الاهتمام، وأصبح يبحث لي عن زلات ويقوم بمشاكل معي،
وأصبح لي عداوة من بعض المعلمين، ثم انتقلت لمدرسة أخرى لم يكن الحال جيدا، أنا أدرس مادة اسمها تربية مهنية، وفي بلدي هذه المادة لا يعتبر لها قيمه في أغلب المدارس لا تدرس، لكن هذه المادة لها منهاج وهو مفيد للطالب، أغلبها معلومات عامة عن الزراعة والنجارة والحدادة والإسعافات الأولية، لكن هذا مدير المدرسة لم يكن أرغب إني أدرسها وكان يريد أن يقوم الطلاب بالتنظيف وأعمال أخرى، ويأخذ الحصص للمواد الأخرى العلمية، فأنا لم أقبل أصبحت مشاحنات بيني وبينه، ومشاكل، والمعلمين كانوا أغلبهم مع المدير، وكنت أسمع منهم تجريح لي، وكانوا ينقلون للمدير ما أفعله، وأنا الآن أريد أن أترك هذه العمل، ماذا أفعل؟
أما الآن لدي أصحاب 4 أشخاص يطلبوا مني أن أذهب إليهم، ولا يأتون لي، ويتعذرون أن آتي إليهم أفضل وأسهل، ويقولون أنه حديثي ممتع، لكن في صيغة حديثهم كأنه استهزاء،
أما لأبي وإخواني وأخواتي، في السنتين الماضيتين أصبحت لا أجالسهم، إذا أعطي رأيي يقولون أنت مجنون ومهبول ومريض نفسي، وفي بعض الأحيان إذا لم أتكلم يطلبون مني أن أتكلم وبعدها يستهزؤون بي، وكذلك بالنسبة لأولاد إخوتي وأخواتي،
أما في حارتي في السنوات القليلة الماضية أخرج من مشكلة لأدخل في مشكلة، بحكم إنهم يعتدون علينا، أشتكي عليهم للشرطة، ولكن الناس لاموني ووبخوني، وأولهم أهلي، يقولون أنت صاحب مشاكل.
أما بالنسبة لوالدي وإخواني وإخواتي، مع أنني أحاول إطاعتهما وبرهما في الآونة الأخيرة يدعون علي (إن الله لا يوفقني، وأن لا أتوظف وأني أرجع للبيت مقطع قطع)، لأتفه الأسباب.
في خلال عملي بليت وقبل ذلك بحب العدد والأدوات الصناعية فكنت أشتريها حتى أنفقت ٥ آلاف عليها، خلال 6 سنوات ماضية، كنت أشتري الأدوات من راتب كل شهر يبقى منه قليلا فأشتريها خلال فترة عملي، والآن في الوقت الحالي، ليس لدي أي نقود،
من دخولي للجامعة وإلى الآن أنا أريد الزواج بإلحاح، ولكن وضعي، لم يسمح لي، وأنا أشعر الآن بفراغ عاطفي، وجنسي، ممكن تقول لي النقود كان أستخدمتها بالزواج كنت أتأمل أن أتوظف وأحصل على راتب أعلى، ولم يكن إدرك ماذا أفعل وضائع ومشتت الذهن، ولم أحد من عائلتي نصحني، أو علمني.
أنا أشعر بالانفعال وسرعة الغضب، ومتسرع، وليس لي هدف، وضائع ومشتت، وأحس إن عقلي صغير بعمر طفل عمره ٥ سنوات، وأشعر بحزن وكآبة وضيق، ويأس وقنوط، وهموم ولا أعرف أن أفكر، وخمول وكسل، وعدم بالمسؤولية، أحب الجلوس، وأدير أرق وقلق.
أنا ملتزم دينيا، وملتحي، وأقوم الليل وأصوم، لكن مبتلى بالعادة السرية من عمر 13 سنة وإلى الآن، من موعد الفتوى السابقة إلى الآن حاولت إنى أكبح جماحي، لكن أعود إليها، كل الأشخاص الذين من عمري متزوجون وعندهم أطفال، لم أعد أذهب للسوق وغيرت كثيرا من مسجد ولم أعد أخرج خارج المنزل، ولم أعد أحب العمل، لأني أشاهد الناس وزوجاتهم وأطفالهم ويضحكون ويلعبون، أشعر بمرارة وحزن، حتى وصل أن أصابني الشكوك واليأس والقنوط والاكتئاب من ثلاثة أشهر تقريبا، وأقول أن الله لن يستجيب الدعاء، وإني من الأشقياء،
والله أريد أن أعف نفسي، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحدكم يأتي شهوته ويكون له صدقة، أنا لم أبلغ هذا الحديث بل تعديت لأمارس عادة السرية، وكل أقراني الذين أعرفهم لديهم بيوت ووظائف وزوجات وأطفال يبلغون من العمر الخمس والثمن سنوات، حاولت الصوم لحديث الرسول من لم يستطع الباءة فعليه بالصوم، أحاول مواساة نفسي أنه كل الأمور بإرادة وتقدير الله وعدم الحصول على وظيفة وزوجة لعله خير لي، ولكن أفكر لأجد أنه يمكن أن يكون في الزواج والوظيفة شر ولكن أنا واقع في أشر من ذلك وهو ممارسة العادة السرية .
أما السؤال؛ إذا وجدت زوجة هل أتزوج علما أن بكثرة العادة السرية أصبح المني أصفر وكمية قليلة، ويخرج المني بمجرد تذكر مواقف، أو لمس الفرج، وإذا تزوجت كيف سأشبع زوجتي وأقضي لها وطرها،
المشكلة أن الناس يأتون زوجاتهم بالحلال ويحصلون الأجر وأنا أمارس الاستمناء وأكسب الإثم، وأثرت في العادة السرية، عرق نسا، ومنيي تغير، وأشعر بخدر اليدين، وأنا أراجع للعصاب فلم يجدوا شيء، وأشعر بطنين في الأذنين.
أرغب بالزواج كثيرا، حتى وأنا جالس أصبح لدي حلم يقظة أن لدي زوجة، بالإضافة أحلم في الليل، من صغري إلى الاآن وأنا أبكي، وكثيرا في الأونة الأخيرة
لا أريد الذهاب لطبيب نفسي لأني لا أثق بهم، بالإضافة أنا ريفي، أخال أحد يعلم بي، فلا أحبذ ذلك، بالإضافة أن زيارة الطبيب مكلفة كثيرا في بلدي، تكلمت مع شيخ ببعض الأمور من هموم ومشاكل، قال لي ارقِ نفسك، واقرأ على ماء واشرب منه واغتسل بالباقي بعد خلط الملح معه، فعلت ذلك لمدة 25 يوم، لكن دون جدوى.
لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك...... أخاف أن أكون أنا من الأشقياء ومن المغضوب عليهم.
ماالحل؟؟؟؟ الرجاء عدم نشر الاستشارة
15/2/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخي"عمر"...... وأهلا بك على موقع مجانين، ونأسف لحالك ونتعاطف معك.
كنت أنتظر وصفا لشخصيّتك بعدما قلتَ (آسف سأطيل عليكم حتى تتعرفوا على شخصيتي وما أعانيه) لكنّك ذكرت معاناتك فقط ولم تذكر إلا بعضا من جوانب شخصيتك، في الأخير، وهي أيضا لها علاقة بمعاناتك، ما فصلت فيه هو تصرفات الناس، ومعاملتهم لك، وما عانيته معهم، وأنا أمر على سطورك لم أستطع صراحة أن أحدد معالم المشكل، لأنك تتحدث عن "تصرف الناس اتجاهك" ولم تذكر لنا كيف تتصرف أنت معهم! تتظلم فقط منهم، أنا لا أقصد أنك تتظلم بهتانا، فلا يمكنني الجزم، فضلا على أن الحكم الأخلاقي هنا ثانوي، لأن الإساءة في العلاقات تنبع من اختلاف الدوافع والمصالح والترقّبات في الأشخاص، وأحكامنا المسبقة عن العلاقة وتصورنا لها، المهم أنني لم أجد شيئا ملموسا.
أما من جهة الحالة التي أنت فيها، فهي واضحة المعالم، فالأعراض التي ذكرت هي أعراض اكتئاب ويحتاج تدخّلا طبيا، لكن المشكل أن التدخل الطبي يحتاج قدرة مادية، وأنت تفتقدها الآن.
بغض النظر عن تخصصك الذي اخترت، فأنت لا ينقصك مهارات معرفية، بل تنقصك مهارات اجتماعية، وهي إن فُقدت في أحد يعاني مع المجتمع ويعاني من تفاعلاته البسيطة كل يوم، وطاقته تنهار في خلافات وتذهب طاقته سدى في غير محلّها، فهما عرفت وأتقنت، تبقى شخصيتك ومهاراتك وتواصلك في غاية الأهمية، لأنها هي التي تسهل عليك التحرك.. فأنت قلت مرارا أنّ الأسرة والناس يصفونك بالمجنون والمريض النفسي، لكن لم تخبرنا ولا شيء عن السبب!! شعورك بالضيق من المسؤوليات والغربة والمشادات اليومية البسيطة دليل على تقدير ذات منخفض، وثقة مهتزة، ولم تحاول العمل عليها، ولا الصبر على ما ينفعك من أعمال، قد يتمناها غيرك، وقد تهربت من العمل مرّتين، وها أنت تحمل تقييما سلبيا عن نفسك، بخصوص قدراتك وحياتك ومستقبلك، العمل شيء كريه للإنسان، والكل يحب الراحة والدّعة، لكنه يعاني معهما معاناة من شكل آخر، وحلاوة الإنجاز في العمل تطغى على منغصات صغيرة، هذا هو الطبيعي، فإن انقلبت المنغصات لتنسف حلاوة الإنجاز فهناك خلل.
بالنسبة لسرعة القذف والعادة السرية، أظن أن ما تقول عن عرق النسا يجب أن تتأكد منه عند الطبيب ولا تعتمد فيه على "ربطك" أنت، وسرعة القذف قد تكون ناتجة عن قلقك واكتئابك، وستكون عابرة. فدع عنك التساؤل عن ذلك وعن الزواج وتساءل عن حالتك النفسية، التي ستخولك لأن تكون زوجا أو أبا! وهل إذا بقيت على هذه الحال ستكون مرتاحا في زواجك ؟! أم أن همك مثل الكثيرين منا هو الاستعفاف، ثم يكتشف أن التبعات أثقل من مجرد صبر على الشهوة أو إشباعها!
لا أنصحك بالزواج الآن إطلاقا، حتى تستقر حالتك النفسية والمادية، واصبر وابتعد عن المهيجات واشغل نفسك، فالفراغ قاتل، ربما تكون نصائح بالية، لكنها رغم شيخوختها إلا أنها ناجعة.
ولا تكترث للناس ولا تقارن نفسك بهم، فليس كل من تزوج وأنجب فقد بلغ الثريا، اقترب أكثر لترى الصورة الحقيقة للزواج والإنجاب بشقيها "السعيد والكئيب" ولا تخدعك صورة "الأب والأم والابن" لحظة صفاء منهم، لعلك إن سمعت شكواهم وسمعت شقاوة الأطفال يخفف من نظرتك المثالية المشتاقة إلى الزواج على عجالة، ولا أقصد أن تبني فكرة سلبية عن الزواج، بل فكرة متوازنة بعيدة عن الهالة التي نعطيها للأمور التي نفتقدها في الحياة، فالزواج والإنجاب مثله مثل أي شيء، قد يكون مصدر تعاسة أو مصدر سعادة حسب الوضع، وليس جنة بإطلاق.
إنك إن شعرت بالراحة والتقدير والثقة وحلاوة الإنجاز قد ترتاح وتسعد أكثر من تصورك متزوجا ويأتي الزواج والإنجاب ليكون تاجا فوق ذلك الكيان المرتاح القوي!
وأضيف ملاحظة ضرورية في نظري عن "تديّنك" الذي لم تخبرنا عنه أو عن بعض مظاهره وتفاعلك به مع أسرتك ومع الناس، وكونك "ملتزما وملتحيا" هل هذا يشكل لك عائقا أو صراعا مع المجتمع؟ وبأي معنى تكون "مريضا نفسيا" على ضوء تدخلاتك وتعليقاتك بصفتك ملتزما؟! على الأقل من نظر الناس، وهل أجواء سوريا السياسية تجعلك "كبش فداء" وحاوية لتفريغ الكبت على الجماعات الإسلامية؟ وهل إذا حلقت اللحية وتماهيت مع المجتمع، سيقلل ذلك من العداء اتجاهك، ولو ذلك الجزء الذي نتج عن "مظهرك" إضافة إلى سلوكك وتصرفك وشخصيتك؟! وهل حلق اللحية مثلا (إن كانت سببا في عراقيل) يشكل إثما أكبر من تفويت مصالحك مما يجعلك ضعيفا خائر القوى مهتزّا كنتيجة لعدم تحقيق أهدافك؟ وهل إعفاؤها أكبر نفعا وطاعة من الوقوف على رجليك واستقرارك ثم زواجك، طبعا لا تنظر للحية وكأنها ذلك الشعر فقط، بل هي "رمز" تدينك، ومعه تصوراتك وتصرفاتك أيضا ونظرتك للحياة، ولا أقصد أيضا أن تدينك سبب مصائبك ولا ضعفك أمام تحديات الحياة، إن كانت إلا ملاحظة على الجانب.
وفي الأخير، أقول لك ماذا تنتظر من الموقع، وأنت تطالب بعدم زيارة الطبيب النفساني "مراعاة للناس"؟! وهم الذين لم يراعوا وضعك طيلة عمرك؟! وهل فخرك أقصى ما بلغه معك هو رفض العلاج، مع أنه لم يمدّك بعزيمة لتغيير وضعك الذي هو وحده مدعاة للخجل بحق، وليس طلب العلاج والتقويم، أم أنك تعتقد بأن المشاكل النفسية تختفي من رقية (كما نصحك الشيخ) أو من خطبة عصماء أو موعظة رنانة! الأمر أعمق من ذلك، ويجب أن تزور طبيبا، إن لم تكن في ذلك بطلا، فلا بد أن تكون مكرها. وحاول أخذ دوام جزئي في دروس خصوصية، في مادة الرياضيات مثلا، أو مما تحسن، فقد تجني مالا لا بأس به، تعالج به نفسك، وتعتني بها، ودعك من ترّهات المجتمع فقد أعْيَتك، وقد اشتكيت منها، ثم أنت تنادي بها فقط في "طلب العلاج"
وأتمنى لك التوفيق والشفاء، وعذرا إن لم أستطع أن أتنبأ بمشاكلك العلائقية لانعدام المعطيات الكافية.
واقرأ على مجانين:
غربة + خلطة قلق واكتئاب
بداية اكتئاب أم اكتئاب حاد ؟ بل عسر مزاج !
اكتئاب الغربة، وفرصها: مهجر السوريين، وغيرهم
خلطة قلق واكتئاب إجهاد وعصبية وأعراض جسدية
بدلا من القلق والاكتئاب ...ذا طريق الشفاء