من الهلع إلى الاكتئاب ورهاب الساحة
الخوف والألم من الموت وعدم الابتعاد عن المنزل والخوف من الأماكن المرتفعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ أنا شاب أبلغ من العمر ٣٤ عاما، سأعرض عليكم مأساتي (مشكلتي) دون مقدمات، فحتى كلماتي سئمت مني ومن شكواي، بعد أن تخرجت من الجامعة وبتقدير جيد جدا عدت إلى البلد الذي أعيش فيه فلم أجد وظيفة وقضيت ٤ سنوات عاطلا عن العمل وكنت أمر ببعض المشاكل الاجتماعية.
وفي يوم ظالم ومظلم كنت أجلس في مقهى وأشاهد مقاطع في موقع اليوتيوب وفي نفس الحين كنت أفكر بمشاكلي فصادف أن شاهدت مقطع فيديو لشاب يموت على الهواء مباشرة دون سبب أو مرض، فأصبت بحالة هلع وقلق وشعرت أني سأموت مثله فعدت إلى المنزل مسرعا في حالة سيئة، ومضيت أعاني على فراشي لمدة ٩ أشهر لا أفارقه، بسبب خوفي من الموت، اعتزلت الناس والناس اعتزلتني، لم أخرج من المنزل إلا مرتين كانتا لزيارة العيادات النفسية، الأول كان استشاريا ولم أستفد منه شيئا،
أما الثاني فكان طبيبا ووصف لي دواء (سيبراليكس cipralex) حتى وصل لجرعة ٢٠ تحسنت قليلا جدا وأعتقد أن تحسني كان بسبب شعوري بالملل من الخوف ونسيانه مؤقتا، ثم التحقت بوظيفة وتحسنت نفسيتي بسبب العمل واختلاطي بالناس ولكن استمرت مشكلة عدم استطاعتي الذهاب إلى أماكن بعيدة عن المنطقة التي أسكنها ومكان وظيفتي كان بقرب منزلي.
توقفت عن الدواء فترة بسطية ثم عدت للطبيب وأعطاني دواء آخر (زولفت®) تناولته لفترة وبجرعات متزايدة ولكن لم يأتي بأي نتيجة ثم عدت للطبيب فوصف لي دواء ((بريســــتيك)) pristiq وكان دواءً غريبا جدا حيث أن معدتي لا تهضمه وتخرج حبة الدواء كما هي، عدت للطبيب فوصف لي دواء آخر (الإفيكسور) وبجرعات متزايدة فلم أشعر بأي تحسن،
فراسلت مواقع الإنترنت المجانية لأن أموالي نفذت على زيارة الأطباء الباهظة الثمن حيث الزيارة الواحدة تصل إلى ٢٦٠ دولار !!، نصحني أحد المواقع مشكورا بدواء (سيروكسات) واستمريت عليه حتى جرعته القصوى ولا فائدة، وأخيرا نصحني صديق بدواء (أنافرانيل anafranil) وتناولته لمدة أشهر بجرعته القصوى أيضا دون فائدة فتوقفت عن تناول جميع الأدوية، وقمت بعمل جلسة تنويم مغناطيسي ولم ترق لي وباعتقادي أنها تجارية ولا فائدة منها.
وأنا الآن في مشكلة كبيرة جدا حيث أني توظفت بوظيفة جديدة وتتطلب أن أصعد إلى أدوار مرتفعة ومن مشاكلي النفسية أنني لا أستطيع الصعود إلى أماكن مرتفعة، كما أني لا أريد أن أخسر الوظيفة لأنها بجانب بمنزلي، فأنا لا أستطيع الذهاب بعيدا عن المنزل وحاولت كثيرا ونجحت ولكن أعود مرة أخرى كما كنت، لقد تعبت من نفسي ومن معاناة أبي وأمي معي، فبدل أن أعينهم أنا هم من يعينونني وأنا خائف جدا على مصيرهم فهم كبروا بالعمر وأنا غير قادر على حمايتهم والاعتناء بهم، أنا عالة عليهم وعلى المجتمع.
أعيش في غرفتي منزويا، لا أستطيع الذهاب إلى أبعد من منزلي بشارعين، ولا أستطيع السفر ولا الصعود إلى أدوار مرتفعة، وبسبب حالتي هذه لا أستطيع الزواج أو ممارسة حياتي بشكل طبيعي، أفكر باستمرار بالموت وبأفكار سوداوية، تجعلني في حالة قلق دائم من أن أموت فجأة، لجأت إلى الله بالصلاة والدعاء والرقية والصدقة لم تبقى وسيلة إلا جربتها، ماذا أفعل؟؟؟؟
هل كل من هم في حالتي مصيرهم الانتحار؟؟؟، هل هناك حل لمثل هذه المشكلة؟
لقد سئمت من الكلام المعسول والذي يصور أن الحياة وردية وأن حالتي لها حل ودواء، ١٢ عاما وأنا أسمع هذا الكلام ولم أجد حلا، أجيبوني بصدق أرجوكم.
ملاحظة: سبق وأن أصيبت أمي بحالة نفسية شبيهة بحالتي ولكن لمدة أقصر مني بكثير وتناولت دواء السيبراليكس وشفيت تماما ولله الحمد .
17/2/2018
رد المستشار
الابن العزيز "Laith" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ولجوئك لصفحة استشارات مجانين لطلب الاستشارة.
لا أدري إن كنت نسيت أنك راسلتنا من قبل أو أنك لم تقرأ ردنا السابق على استشارتك هذه أو بالأحرى استشارتك التي كانت أقل في التفاصيل لكنها لا تختلف في الجوهر والمعنى عن استشارتك الحالية..... معلومة مرض الوالدة الفاضلة بحالة نفسية شبيهة بحالتك ولكن لمدة أقصر منك بكثير وتحسنها على دواء السيبراليكس وشفاؤها تماما هي معلومة هامة تفيد أن القلق أو القلق والاكتئاب يمكن أن يكون مورثا منها وربما الاستعداد للرهاب... لكن من الواضح أن حالتها لم تكن تطورت إلى رهاب الساحة وإلا تحولت إلى ربة البيت سجينة البيت أو ما كانت تسمى Housebound Housewife مهما تناولت من سيبراليكس!
رغم أننا قلنا لك في ردنا السابق أن (ما تحتاج إليه برأينا هو العلاج المعرفي السلوكي على يد معالج نفساني متمرس وهذا متوفر حيث تقيم يا ولدي حيث يعتبر هذا النوع من العلاج الوحيد الذي يعطي نتائج طيبة في علاج رهاب الساحة كما يعطي نتائج ممتازة في علاج الاكتئاب ونصيحتي هي أن يضاف العلاج المعرفي السلوكي ع.م.س إلى أي عقار تفضله من عقاقير الم.ا.س.ا .... وستجد نتائج طيبة بإذن الله بشرط أن تتعاون مع المعالج)... رغم ذلك أكملت أنت مشوار تجريب الأطباء والمعالجين والعقاقير.. وللأسف كل هذا كان بلا فائدة ولم تكن أصلا تتوقع منه فائدة! ذلك أن حالات رهاب الساحة تحتاج إلى علاج معرفي سلوكي أساسا ود يكون للعقاقير دور مساعد ... لكن لا يوجد أي عقار يفيد وحده إلا إن كان المقصد علاج أعراض الاكتئاب وبقاء المشكلة الكبيرة وهي رهاب الساحة بلا علاج! وكذلك لا فائدة ترجى من العلاج الإيحائي أو التنويم المغناطيسي!
إذن عليك بالبحث عن معالج معرفي سلوكي محترف وغالبا سيكون شابا صغيرا وعليك أن تتعاون معه وهذا هو الطريق الوحيد للخروج من حالتك يا ولدي.
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضا على مجانين:
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة
لحن الحياة ...... وإيقاع الهلع
فقدان الأمان بعد نوبة الهلع
ويتبع >>>>>: من الهلع إلى الاكتئاب ورهاب الساحة م1