المرض من الناس والماضي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته/
أنا ارتكبت ذنب في الماضي تمر عليه 9 سنوات وفي ذلك الوقت رآني بعض الأشخاص وعندما رأوني أصبحوا أينما يجدونني يقومون بالضحك والاستهزاء ويرمون لي بالكلام السيء ويحاولون فضيحتي أمام الناس كأنهم هم لا يخطئون....
المهم هذا حدث لما كان عمري 16 17 سنة لكن مند ذلك الوقت لم يحدث لي شيء كهذا وأصبحت حتى أجد بعض الأشخاص منهم الذين رأوني لا يتكلمون معي ولا حتى ينظرون إلي أو ينظرون فقط ويمرون لكن الآن وبعد مرور السنين استرجعت الحكاية والناس وماذا فعلوا بي.
فأصبحت أخاف من الناس وأشعر عندما أخرج جميع الناس تنظر إلي وجميع الناس تريد التحدث عني والآن سيسترجعون الماضي ويتكلمون في عرضي وشرفي وسوف يقولون نحن رأيناها كذا وكذا بالرغم أني كنت في الماضي لست مبالية لهم ولست مهتمة للناس فجميع الناس تخطيء، والحمد الله عرفت مدى خطئي منذ زمن ورجعت لله عز وجل لكن لا أدري لماذا هذا الوسواس فيني وأشعر هكذا وأقول بما أني مخطوبة سيحاولون الإفساد علي في شرفي ولن يتركوني لحالي أبدا.
وأشعر أن جميع الناس تراقبني وتعرفني والله بدأت حالتي الآن منذ 3 أشهر نقصت فيها 9 كيلو بدأت منذ فترة خطوبتي قلت ربما تأنيب ضمير سأخبر خطيبي أخبرته لكن قال لي لا يهمني الماضي المهم الحاضر وتوبتك لله عز وجل والناس لا تهمني فكل الناس مخطئة ولو صحيح أن هؤلاء الأشخاص كانوا ذوي تربية حسنة لن يقوموا بفضحك هكذا.... لا يهمك هذا ماضي وانقضى وانتهى.... لكن أنا لا أشعر أن الناس لا ترحم صحيح ما فعلوه فيني في الماضي أصبح مرضا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
شكرا لسماعي وجزاكم الله ألف خير
ما توجيهكم؟؟
21/2/2018
رد المستشار
أشكرك "إيمان" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها.
أولا: مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعى لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير أن لديك رغبة صادقة في التغيير والبحث عن حلول، فالمسئولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فالشخصية المنطوية متقوقعة على نفسها، وفي أكثر الأحيان تعيش في عالمها الخاص بطبيعتها، حتى إن كان معها شيئاً من الإيجابية فهي تقع في دائرتها أو مبدعه فإبداعها مطعمة بصفاتها لذا فهي عائقة في طريق تقدمها، كما أن هذه الشخصية تتخذ موقف من المجتمع بحيث تتفادى الاحتكاك بالمجتمع والتأثر بسلوك الأفراد، وهي وسيلة للهروب من مواجهة المجتمع، فحالة الانطواء تبدو سهلة وطبيعية، ولكنها صعبة لسلبيتها وعزوف صاحبها عن الحياة، ويعتبر الانطواء مظهراً من مظاهر سوء التكيف الاجتماعي، ويحتاج إلى نوع من الإرشاد والتوجيه وعدم إهماله.تنبع سعادة الإنسان وراحته من قدرته على التكيّف مع البيئة المحيطة والأشخاص، ولِيُشبع حاجاته عليه أن يتفاعل إيجابيّاً في علاقاته، أمّا الأشخاص الذين يعانون من الخوف من النّاس فستكون لديهم مشكلات في التكيّف، ممّا يؤدّي إلى عدم شعورهم بالسّعادة، وممارسة حياتهم اليوميّة بشكل طبيعيّ، وأداء مهمّاتهم كما يجب.
وهناك العديد من أسباب الرُّهاب الاجتماعيّ منها:
الأسباب الوراثيّة: فهناك استعداد وراثيّ أكبر لدى الأشخاص الذين يعاني آباؤهم من هذه الحالة.
الأسباب المتعلّقة بالدّماغ: حيث يكون هناك خلل في مراكز الاستجابة تجاه الخوف في الدّماغ.
الأسباب البيئيّة: تظهر نتيجةً لما تعلّمه الشّخص من البيئة، ومراقبة الأشخاص الآخرين.
ومن أعراض الرُّهاب الاجتماعيّ
الأعراض الجسديّة
تظهر أعراض جسديّة على الأشخاص المصابين بالرّهاب الاجتماعيّ عند تعرّضهم إلى مواقف اجتماعيّةٍ، ومنها:
• احمرار الوجه.
• التعرّق المُفرط.
• الرّجفة.
• سرعة ضربات القلب.
• الغثيان.
• صعوبة في الكلام.
• الشّعور بالدُّوار.
الأعراض النفسيّة
هناك أعراض نفسيّة يشعر بها المصاب عند التعرّض إلى مواقف اجتماعيّة، مثل:
• القلق الشّديد في المواقف الاجتماعيّة.
• القلق لأيام أو أسابيع قبل حضور حدث اجتماعيّ معين.
• محاولة تجنّب المواقف الاجتماعيّة قدر المستطاع وإن لم يتمكن فمحاولة البقاء بعيداً عن الأضواء.
• عدم الانتظام في الدراسة أو العمل بسبب القلق.
• الخوف من أن الآخرين قد يلاحظون القلق والتوتر الذي يشعر به المصاب.
أعراض التجنّب أو الانسحاب الاجتماعيّ
من أعراض التجنّب أو الانسحاب الاجتماعيّ:
• تجنُّب طرح الأسئلة.
• تجنُّب حضور مقابلات العمل.
• تجنُّب التسوّق.
• تجنُّب تناول الطعام في الأماكن العامّة.
ومن مضاعفات حالة الرُّهاب الاجتماعيّ:
إذا تمكنّ الرُّهاب الاجتماعيّ أو الخوف من النّاس لدى الشّخص، فإنّه قد يؤدّي إلى المشكلات الآتية:
• تقدير متدنٍّ للذّات.
• الحساسيّة الزائدة تجاه التعرّض للنّقد السلبيّ.
• ضعف في المهارات الاجتماعيّة.
• الإدمان على المخدّرات والكحول.
• محاولة الانتحار.
• الحديث السلبيّ مع النّفس.
• العُزلة، وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعيّة
• انخفاض الإنجاز الأكاديميّ والوظيفيّ.
العلاج
توجد عدّة طرقٍ تخلّص الشخص الذي يعاني من الرُّهاب الاجتماعيّ من هذه الحالة، وهي:
العلاج السلوكيّ المعرفيّ: يهدف هذا العلاج إلى جعل الأفكار واقعيّةً وصحيحةً، ممّا قد يزيل أسباب المبالغة في القلق والخوف، وتغيير الشّخص ردودَ أفعاله وتصرّفاته تجاة المواقف المُقلقة عن طريق مواجهتها؛ سواءً بالتخيّل أو المواجهة التدريجيّة.
العلاج بالأدوية: تُستخدَم عدّة أدويةٍ لعلاج هذه الحالة، ومنها: الأدوية المُضادّة للقلق، ومضادّات الاكتئاب، وقد تُستخدَم بعض الأدوية الخاصّة بالقلب؛ لتهدئة ضرباته.
علاجات أخرى: من هذه العلاجات تمرينات الاسترخاء، وتمرينات التنفّس، والعلاج الاجتماعيّ.
المساعدة الذاتيّة للتخلّص من الحالة
هناك بعض الأمور التي يستطيع الشخص القيام بها منزلياّ للتخلّص من الرُّهاب الاجتماعيّ، مثل:
تعديل أسلوب الحياة عن طريق:
تناول غذاءٍ صحيٍّ متوازنٍ.
الابتعاد عن الكحول أو المخدّرات.
ممارسة الرّياضة بانتظامٍ.
التّواصل مع الأشخاص الذين يُشعِرون المصابَ بالرّاحة.
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
الانضمام إلى مجموعات الدّعم؛ سواءً المباشرة أو مجموعات الدّعم عن طريق الإنترنت.
الممارسة التدريجيّة لتفعيل العلاج
من الممكن أن يصبح العلاج أكثر فعاليّة عن طريق:
تناول الطعام مع أحد الأشخاص المقرّبين في مكانٍ عام.
تقديم المديح للآخرين.
التّواصل مع صديقٍ؛ للتّحضير لمشاريع أو أنشطةٍ معاً.
البدء بإلقاء التحيّة على الآخرين، والتّواصل البصريّ معهم.
طلب المساعدة من عمّال المتاجر؛ للمساعدة في البحث عن الطلب المنشود.
التّواصل مع الآخرين، وسؤالهم عن أحوالهم وحياتهم
التّحضير للمواقف الاجتماعيّة
يكون ذلك عن طريق:
التّحضير للمحادثات، كأن يقرأ الفرد قصّةً قصيرةً أو نكتةً؛ ليحدّث بها الأشخاص الآخرين.
ممارسة تمارين الاسترخاء.
عدم الخوف من المواقف التي قد تسبّب الحرج، والنظر إليها على أنّها ستمرّ، وأنّ كلّ شيءٍ سيكون بخيرٍ.
التّركيز على الصّفات الإيجابيّة لدى الشّخص.
وضع أهدافٍ واقعيّةٍ.
والله الموفق تابعينا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقة دائمة على موقعنا