وسواس التلوث التحاشي الغسل: قذارة نجاسة واشمئزاز م
إحباط متواصل ... وتسويف... وخطط غير واقعية1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
أنتظر ردكم على رسالتي السابقة بلهفة ... أتصفح الموقع الإلكتروني يوميا لقراءة تشخيصكم الكريم لحالتي... لم تنتهي معاناتي بعد... أرغب اليوم في التحدث في موضوع مختلف عن رسالتي السابقة... وسأبدأ كلامي بتعريف نفسي... أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات ولا أعمل... وأبلغ من العمر ٢٨... عندي طفلة تبلغ من العمر عامين...
مشكلتي كان عندي طموح كبير وخطط كثيرة لمستقبلي قبل أن أتزوج كنت أطمح لتحضير الماجستير والدكتوراه في تخصصي وبالفعل بدأت وأنهيت السنتين التمهيدي قبل الماجستير لكن بعدها تزوجت وسكنت في إحدى المدن الجديدة والبعيدة مع الانشغال بأعمال المنزل التي لم أكن أفقه فيها أي شيء قبل الزواج وبسرعة حصل الحمل وأنجبت طفلتي الأولى.. فلم أستطع الذهاب إلى الجامعة... ولم أستطع استكمال ما بدأت...
المشكلة أني كلما أتذكر أشعر باكتئاب شديد... مش قادرة أنسى طموحي... ويزداد الاكتئاب كلما دخلت على مواقع التواصل ورأيت زملائي قد أنهوا الماجستير فأشعر بالتقصير وأبدأ في مرحلة اللوم وجلد الذات... وطبعا ينتهي الأمر بالحزن والاكتئاب... كان لدي الكثير من الأمور التي أهتم بها قبل أن أتزوج مثل الرسم والقراءة والترجمة وحفظ القرآن والماجستير والرياضة وكنت دائمة الاشتراك في أنشطة لتطوير ذاتي في هذه المجالات، صحيح كان يصعب علي التوفيق بين كل هذه الأمور في آن واحد لكن الأمر الآن أصبح شبه مستحيل... لا أعرف كيف لي أن أكون زوجة مثالية وأما مثالية وفي ذات الوقت أحقق طموحي وأهدافي دون التقصير مع زوجي وطفلتي...
هل أرضى بحياتي على هذا الحال وأجتهد فيما يخص بيتي ولا ده بيكون تخاذل.. وبصراحة أخشى الندم في المستقبل على ضياع أحلامي...
وما هو الفرق بين الرضا والتخاذل والكسل وعدم المثابرة؟... فهناك من هي زوجة جيدة وأم فاضلة وامرأة عاملة وطالبة مجتهدة... كيف التوازن دون المبالغة والتقصير... كيف لي أن أضع خطة واقعية بعيدة عن المبالغة...
عندي مشكلة أخرى وهي التسويف ثم التسويف ثم التسويف... حينما أضع خطة أو برنامج يومي لا أبدأ مباشرة بل أظل أسوف وأسوف وأسوف حتى ينتهي بي الأمر إلى اكتئاب شديد. أضع خطة كل عام ولا أنفذها... أضع خطة كل رمضان ولا أنفذها... ما الحل؟؟... قد تكون الأمور التي أعاني منها كثيرة لكن أرجوكم تحملوني
أنتظر ردكم وفقكم الله
٢١ فبراير ٢٠١٨
25/2/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "آسيا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أزداد اقتناعا مع كل إفادة منك بضرورة تلقيك العلاج النفسي اللازم على يد طبيب نفساني ذي خبرة بالعلاج السلوكي المعرفي لحالات الوسواس القهري، أنت مكتئبة وموسوسة وغير راضية بحياتك وما أنجزت فيها... وهذا يحتاج عملا معرفيا وجهدا سلوكيا وعلى الأغلب دعما عقاريا أيضًا.... كان لابد من هذا التقديم ليكون واضحا أن كل ما يستطيع مجانين تقديمه لا يغنيك عن ضرورة العلاج النفساني.التسويف سمة من السمات الشائعة في أصحاب الشخصية القسرية (الوسواسية) وفي بعض مرضى الوسواس القهري، وتحتاج إلى برنامج علاج دائما ما تحدد صورته حسب الظروف والملابسات المتعلقة بكل حالة على حدة، إلا أن علاجها لابد أن يكون تاليا أو مصاحبا لعلاج الوسواس القهري والاكتئاب.... وأما الأمر الذي يبدو غائبا عن ملاحظتك يا "آسيا" فهو أن أحد أهم الفروق بينك وبين من يستطعن التوفيق بين واجبات الأمومة والحياة الزوجية وبين حياتهم العملية هو الوسواس القهري الذي يستهلك من وقتك وجهدك الكثير ... وما يزال بلا علاج.
المبالغة والنزوع إلى الكمالية هي من سمات شخصيتك يا "آسيا" والإحباط في مثل هذه الحالة يكون سببا ونتيجة في نفس الوقت كما أن مقارنتك نفسك بزميلة غير مريضة أو غير متزوجة هي مقارنة ظالمة فلا تكرريها متناسية الفرق بينك وبين من تمتلك وقتا وبراحا نفسيا لكيث تنتج على أكثر من مستوى في حياتها، وبدلا من ذلك فكري في ضرورة أن تحصلي على حقك في العلاج وعلى زوجك أن يكون على قدر المسؤولية فيساعدك على ذلك.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات