اضطراب الشخصية شبه الفصامي
رد على رسالة مُسبقة.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قَبل ما يُعادل الشهرين ، كَتبت استشارتي وحصلت على الجواب الشافي.
شُخصت المشكلة على أنها اضطراب الشخصية الشبه الفصامي .
لأكون صريحة لَم أطبق ما طُلب مني، لم أشأ قط أن أحجز موعداً مع أي طبيب لأسباب عدة أولها وجه مجتمعي المُطبق على الأرض .
بدأت في القراءة في الشخصية، ولكن شبكة المعلومات شحيحة ، لم أجد ما يكفي لسد فجوة فضولي .
تَركت الأمر على أنه مجرد تغير في الهرمونات، وربما شِخصيتي لم تتكون بعد ..
اليُوم أعتقد بأنني مقتنعة جداً أنني في أتم صحتي .
الأفكار الغريبة لم تُغادرني، التوهمات، الإنطوائية، هوسي بالحديث مع نفسي، حتى أنني بدأت أحاط ببعض الهلوسات السمعية.. لماذا يجب علي أن أكون مجرد شخص ناتج من طابعة البشر العملاقة؟
لماذا حقاً يجب علي أن أقلل شكوكي ووساوسي وابدأ بأخذ كل الصور حولي على أنها مُجرد حقائق مطلقة؟
لماذا نغُلق بأفكارنا ونحبسها في قمع من المسميات الرنانة في علم النفس ، ونعيش بأفكار أجدادنا؟
إنني حقاً أجهل سبب اعتبارنا مجانين كُلما خالفنا ما يعدهُ الآخرون قانوناً ثابتاً !
هل يَجب علي أن التحق بالمدرسة التي في الحي، ثُم أتخرج من الجامعة الفلانية، ثم انظم بالوظيفة في الأرض تلك وأتزوج ذلك الرجل الأعرج؟
لماذا لا يُمكنني أن أصيغ حياتي وفق أفكاري؟
إنني أؤمن بغرابتي وأحبها كما تُحبون أنتم توحدكم وانسجامكم ..
لا بأس .. حتى وإن تَحولت الشخصية الى فصام ..
وهل حقاً يَجب أن يقود التفكير المزمن الى المرض ؟
رُبما كُنت أخاف من الموت واعده شَبحاً ، ولكن كُلما وجدتني أفكر فيه ، كُلما شَعرت أن الحياة بلا أي معنى .
فَكرت بعمق في طبيعة الموت، وإتصال الروح بالجسد، وهذا العالم الموهم أهلهُ بالحقائق، زادات المسافة بيني وبين البشر، قل تعلقي بأحلامي، انقطعت رغبتي في مزيدٍ من الأهداف، هل قادني التفكير ذاك للانتحار ؟ لا
.
ما مِن معنى لأي شيء .. رُبما لو طُلب مني تَشخيص رسالتي لَقلت أنها فتاة تتبع (nihilism) أو أنها لا تُحب الموسيقى بذات النغم الواحد أو أو أو ، .. ولكنني لن أتهم نفسي ابداً
بالشخصية الشبه الفصامية ..
فالأمر قد يغدو مشوشاً لُو ربطنا كُل حال بصورة مرضية ..
عُموماً شُكراً لكم.. كُنت في أمس الحاجة للصراخ من وضاعة الأفكار حولي..
أتمنى أن لا تأخذوا الرسالة على محمل الجدية وتهتموا بتشخيصها.. فقط تجاهلوا..
25/2/2018
رد المستشار
أهلا بك مجددا يا "ساشان" على موقع مجانين.
ولي ملاحظة بسيطة على منطقك، أن ندرس في حينا أو في تلك المدرسة أو نتخرج من تلك الكلية، هذه أمور فيها اختيار شاسع، ولا يعتبر اختيار غير ما اختاره الناس فيها مرضا ولا اضطرابا، وهو شيء غير أن ندرك الواقع بالوهم والتخيلات! يعني بدل أن تضعي قياسا وأمثلة على "نوع المدرسة التي سترتادينها"، تخيلي أن تلك المدرسة ترينها سجنا حقيقيا أو فندقا، ومن قال لك ذلك تخيلي ردة فعلك معه! هذا هو نطاق "تميّزك" وليس في رؤيتك للمدرسة الفلانية غير مهمة، بل ترينها شيئا آخر غير المدرسة!وما ترفضينه من تشخيصك وتقولين عن القوالب الاجتماعية هو عين هذا الاضطراب الذي يرفض صاحبه بأن يتبع علاجا ويعترف بحاجته إليه.
والطرافة أنك تنتقدين الطابعة العملاقة في الجانب الاجتماعي النفسي، لكنّك تقبلين بالقوالب البيولوجية وعبت على ذلك الرجل الأعرج المميز ! ولم تتخيلي أو تحبي أن تكوني إنسانا بأربعة أرجل أو ثلاثة أعين! وكفى بهذا تخبطا منطقياتحياتي إليك وأرجو لك حياة هانئة (إلى أيّ مدى وحين!؟) ولن نتدخل في قرارك ولا نملك أساليبَ لنجبرك على فعل شيء لا تحبين القيام به.
وقد يغدو الأمر مشوشا إذا ربطنا كل حال بمرض معين، لكنه قطعا يغدو أكثر تشويشا إذا ما غابت "معايير الصحة النفسية" وصار كل شيء مثل أي شيء، والجنون مجرد مصطلح والصحة العقلية مجرد وهم!
وأتمنى لك التوفيق