وسواس النذر : وسواس الاستنجاء والرطوبة م
وسواس الاستنجاء
طوال عمري أستنجي بالماء بصورة طبيعية دون مشكلة، وأنا في أواخر الثلاثينيات من عمري اكتشفتُ بالصدفة أن ثمة نقاط بول قليلة تخرج مني بعد التبول بفترة، ولم أكن أنتبه لهذا الأمر طوال عمري، لأنني كنتُ أستنجي بالماء، وبالتالي أيُّ نقاط قليلة تخرج بعد التبول لن تظهر وسط ماء الاستنجاء.
قررتُ أراقب ما يحدث بعد التبول، ووجدتُ بالفعل أن ثمة نقاط قليلة تخرج بعد التبول، وليس لها وقت محدد، فهي قد تخرج بعد نصف ساعة أو حتى ساعة، أو على مرات متفرقة، وهو أمر يقيني يحدث بعد كل مرة تبول، هذا الأمر شككني في طهارتي السابقة، لأنني لم أكن أنتبه لهذا الأمر.
عملتُ الفحوصات الطبية، وكانت جميعها سليمة، ولم تظهر أي مشكلة لدي. حاولتُ إيجاد حل، حتى توصلتُ إلى أنني عندما أعصر ذكري، وأضغط برقة على رأس الذكر لمدة عشر دقائق تقريبًا، تخرج القطرات العالقة في مجرى البول، ثم يتوقف خروج البول، ولا تخرج أيُّ نقاط بول بعد ذلك، وهذا الأمر أراحني كثيرًا، وجعلني متيقنًا من طهارتي.
وسؤالي هو: كنتُ قد ذهبتُ إلى أحد أطباء المسالك البولية، وأخبرني أن جميع الرجال يخرج منهم قطرات قليلة بعد التبول، ولكنهم لا ينتبهون لذلك. فهل هذا صحيح؟! هل جميع الرجال يخرج منهم قطرات قليلة من البول بعد التبول؟! فكلام هذا الطبيب أقلقني، وجعلني أخشى الصلاة في جماعة، فلعل الإمام يخرج منه قطرات بول ولا ينتبه إليها.
باختصار: من الناحية الطبية، هل جميع الرجال يخرج منهم قطرات قليلة من البول بعد التبول؟!
شكرًا مقدمًا.
20/3/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
من الناحية الطبية وباختصار نعم غالبية إن لم يكن جميع الرجال يخرج منهم قطرات قليلة بعد التبول لكنها دون مستوى ما يشعرون به ويختلف ذلك من وقت لآخر في الرجل نفسه على المدى اليومي وباختلاف مراحل حياته فهي أكثر في سنوات الرشد المبكر وبعد المشيب... وهي ظاهرة طبيعية وليست مرضا.
المشكلة ليست في القطرات لأنها تكاد تكون ظاهرة عامة لا تقلق أحدا فلا ورد عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ولا سمعنا بأن أحدا من الصحابة رضوان عليهم كان يفعل شيئا مما تفعله أنت، وهم رضوان الله عليهم جميعا كانوا راشدين وشبابا وشيوخا.... بما يعني فقهيا فيما أخمن أنه قد يكون من اليسير الذي يعفى عنه، أو تصححنا رفيف جزاها الله خيرا.
وإنما المشكلة هي في استعظامك لهذا الأمر بما يستدعي التأمل، واهتمامك المفرط به إلى حد الوسوسة (والتعبير الفقهي هنا هو التعمق والتنطع) ولك في الفقه المالكي مخرج يسير يجب عليك الأخذ به اختصاره أنك كموسوس لا يجب عليك أن تتحرى النجاسة لتتخلص منها لأنك مستنكح بالشك (أي موسوس)... وأما تفصيل الأمر فتجده في إجابات رفيف الصباغ وفي هذا الموضوع.
تذكرني حالتك بما كتبه ابن القيم عن بدع الموسوسين في الاستبراء من البول (السلت والنتر والنحنحة والمشي والقفز والحبل والتفقد والوجور والحشو والعصابة والدرجة، فالسلت والنتر ليستخرج ما يخشى عوده بعد الاستنجاء، والنحنحة ليستخرج الفضلة، وأما المشي والقفز فيمشي خطوتين ثم يرتفع عن الأرض شيئًا ثم يجلس بسرعة، والحبل يتخذ بعضهم حبلاً يتعلق به حتى يكاد يرتفع ثم ينخرط منه حتى يقعد! وأما التفقد فيمسك الذكر ثم ينظر في المخرج هل بقى فيه شيء أم لا؟ والوجور يمسكه ثم يفتح الثقب ويصب فيه الماء، والحشو يكون معه ميل وقطن يحشوه به كما يحشو الدمل بعد فتحها، والعصابة يعصبه بخرقة، والدرجة يصعد في سلم قليلاً ثم ينزل بسرعة)... كما يذكرني باستشارة: وسواس الطهارة: هلك المتنطعون
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.ويتبع>>>>>>>>>>>: وساوس عقدية: وسواس الاستنجاء والرطوبة م2