وسواس التطهر : الطهارة تبقى ولا تنجيس بالشك !
وسواس انتشار النجاسة
السلام عليكم... دمتم ووفقكم الله على هذا المنتدى الرائع.. أحببت أن أنضم إليكم وأطرح مشكلتي لعل شفائي بعد الله على يدكم.. أنا امرأة مصابة بالوسواس منذ ٣ سنوات بدأ بعد زواجي مباشرة وبدأ بوسواس الوضوء والصلاة وبعد معاناة الحمد لله شفيت منه بنسبة ٩٠ بالمائة بعدها بدأ بالغسل واستطعت التغلب على أكبر قدر.
ولكن بعدها اتخذ منحى آخر تماما بدأ بوسواس البول وانتشاره واعذروني إن أطلت ولكن أتمنى إجابتي على أسئلتي حتى أستطيع إقناع نفسي ومحاولة الشفاء منه بإذن الله...
أولا: أثناء الاستنجاء أشعر بتطاير البول على قدمي وعدم انقطاعه وأقوم بغسل كل جسمي والمشكلة أنني أشعر بعدم انقطاع البول فلا أستطيع التمييز إذا كانت نقط الماء على قدمي من غسلها أو أنها بول فأصبحت أتعذب كثيرا حتى أثناء الاستحمام بعد انتهائي أقضي فترة طويلة بغسل قدمي وكلما رأيت الماء يمشي على جسمي أقول أنه يمكن أن يكون مختلطا ببول مني وأصبحت ألبس أكثر من طبقة ثياب وكلما وجدت ماء على قدمي أقول أنه بول حتى تبولت مرتين على نفسي بسبب الأوهام.
وعندما أريد الخروج من المنزل أدخل كثيرا إلى الحمام أراقب ثيابي إذا فيها ماء أو لا وإن كان فيها ماء أجزم أنه بول مع أنه يمكن أن يكون بسبب تغسيل يدي أو من المطبخ ...
ثانيا: عندي طفلة عمرها ٣ سنوات قد تعقدت بسببي دائما عندما أدخلها إلى الحمام أتفحص قدميها وإذا وجدت ماء أخاف أن يكون بولا وأغسل قدميها كثيرا وأيضا عندما أحممها وأخرجها أخاف من الماء المتساقط منها وأبدأ تحقيقا معها إذا تبولت على الأرض وأضغط عليها كثيرا حتى ترتبك وأبدأ بالشك وأقوم بتغسيل قدميها والأرض...
ثالثا: عندي طفل عمره سنة أيضا نفس المشكلة كلما أردت تغيير الحفاظ له أشك بأنه تبول ولم أنتبه وأفتش ثيابي وأمسح الأرض بعد تحميمه أشك بالماء المتساقط منه لأنه طفل قد يتبول داخل المنشفة ولا أعرف فأخاف من هذا النقط حتى أصبح تحميمه وتغييره كابوسا حقيقيا ودائما أغير ثيابي خوفا من وجود نجاسة بها وأصبح الحمل ثقيلا علي وأصبحت أكره نفسي ومنعزلة عن العالم حتى أولادي تعقدوا، والمشاكل أصبحت بيني وبين زوجي كثييييرة تصل للانفصال في كل مرة وأصبح بيتي جحيما ...
الرجاء الرد على وسوستي وإقناعي حتى أحاول التخلص منه كما تخلصت من غيره أريد أن أعود إنسانة طبيعية مثل قبل.
وشاكرة لكم حسن مساعدتكم وطول بالكم علي
ودمتم سالمين.
26/3/2018
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم معن" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
قرأت رد الأستاذة رفيف الصباغ على استشارتك السابقة التي تشترك محاورها الرئيسية وأغلب تفاصيلها مع استشارتك هذه واستغربت هل أنت فعلا لم يرحك رد رفيف؟ ليس عندي بعد تحليلاتها الفقهية المستنيرة جزاها الله عن مجانين وعن كل الموسوسين خيرا- ما أضيف إلا أن أوضح بعض الأمور من الناحية الطبية في تفصيل الأبعاد الحسية للظواهر الوسواسية في مرضى اضطراب الوسواس القهري:
ففي جانب مهم بل محوري من أعراضهم يشتكي كثير من مرضى اضطراب الوسواس القهري خاصة من أصحاب الوساوس الدينية- من أحاسيس جسدية حشوية Visceral أو لمسية Tactile أو شمية Olfactory أو سمعية Auditory تتماشى دائما مع فعل قهري يليها أو فكرة تسلطية تغذيها تلك الأحاسيس، ويظهر دور تلك الأحاسيس في دفع الشخص إلى الاستسلام لأفعاله القهرية واضحا كما تظهِر هذه الخبرات الحسية إلحاحا في حال مقاومتها أو محاولة نفي واقعيتها بشكل يجعلها تماثل الحدث العقلي التسلطي أو الوسواسي والمقصور رسميا وتقليديا على الفكرة Thought أو الصورة image أو النزعة Urge .... كان هذا سببا دفعني للبحث أكثر في ظواهر اضطراب الوسواس القهري... وإذا أردت استكمال فهم المقصود بالظواهر الحسية في مرضى الوسواس القهري اضغطي الرابط.
معنى هذا الكلام أني أعطيك الدليل الطبي العلمي على أن مشاعرك تخدعك كأغلب من هم مثلك من المرضى والمختلفين في حساسيتهم لمشاعرهم بشكل عام بحيث أن بعضهم تكفيه المعرفة بأنه غير مؤاخذ حتى ولو كانت هناك لديه شكوك في النجاسة لأنه موسوس، ومنهم من يطلب أن نقول له لك عذرك حتى لو تعمدت التجاهل! رغم أن المطلوب منه شرعا بالفعل هو التجاهل.... كل هذا أرشدتك إليه مجيبتك في ردها السابق عليك فلعلك لم تقرئيه جيدا أو أرسلت مرة ثانية للتأكد والاطمئنان..... وبعض المرضى يحتاجون إلى عقاقير تساعدهم على العلاج وهي معززات السيروتونين م.س أو مضادات الوسوسة
وبعض المرضى لا يكفيهم ما سبق ويصرون على تحري الكمال تعمقا وهو مسار مذموم شرعا وسيد الخلق يقول في المتعمقين المتشددين في الدين "هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون" صدق صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه مسلمُ والبخاري....
واسترجعي قول رفيف: (العبد مطالب بطاعة الله كما يريد الله، وليس كما يريد هو...، الله سبحانه وتعالى يكتفي منك أن تعملي بما تعلمينه ظاهرًا كي لا توقعي نفسك في الحرج ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) [البقرة:185]. ولا يريد منك أن تفتشي وتضبطي الطهارة 100%، لأن هذا يجعل حياتك جحيمًا كما ترين من نفسك الآن).
نصيحة الموقع
نفس ما قالته رفيف إن كنت اقتنعت ولم تستطيعي مع هذا أن تطبقي وتخالفي وسواسك، فلابد أن أقول لك: إنك بحاجة إلى دواء يساعدك ويشجعك على مخالفة الوسواس، فإن كان هناك رفض من جهة زوجك، ففكري بطريقة تساعدك على الذهاب إلى الطبيب، فهذا بلاء مجتمعاتنا، وليس لي أن أقول إلا أعانك الله وعافاك.
ودائما دائما أهلا وسهلا بك على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
التعليق: ألف شكر لك يا دكتور على ردك وبالفعل هذا أول موقع أجد فيه الرد والاهتمام والصدق بالتعامل جزاك الله ألف خير ..
قرأت ردك كثيرا وبإذن الله سيكون حجة لي لمقاومة هذا الوسواس وسأدعو لك بالخير دائما ... ولكن أثناء الرد قلت لي بأن الدكتورة رفيف أجابت على استشارتي السابقة ولكن للأسف لم أقرأ ردها لأن لم أشاهد إيميلا بالرد وظننت أن هناك خطأ بطريقة تقديمي للاستشارة لذلك أعدت طلب استشارة جديدة
وسؤالي كيف يمكن أن أجد رد الدكتورة رفيف واستشارتي السابقة كي أقرأ إجابتها أيضا وألف شكر لكم