الحائف من كل شيء..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم..
لا أعرف من أين أبدأ أنا دائما أشعر بالخوف من كل شيء جديد دائما أشعر أنى أريد الجلوس بمفردي حتى لو كنت مع أعز من أحبهم حتى لو كنت في أسعد أوقاتي..
دائما بداخلي شعور بالحزن العميق يمتزج أحيانا بالخوف أشعر أنني إنسان جبان لا أستطيع مواجهة أى مشكلة بشجاعة، لا أستطيع اتخاذ قرار يعني تقريبا شخصيتي ضعيفة..
دائما أريد أن أعيش في أحلام اليقظة وأظل أتخيل في أشياء فوق قدرتي..
منذ صغرى وأنا أعيش في مشاكل شبه مستمرة بين أبى وأمي منذ صغرى وأنا أتدخل لفض المنازعات بينهما، كنت أعيش في ضغط عصبي فظيع هي الآن هدأت نوعا ما لكن آثارها أظن أنها لن تنتهي.
مع العلم أن لي ثلاث أخوات بنات أصغر مني، أنا لسه مخلص ثانوية عامة وللأسف دخلت كلية تجارة (92%) بعد أما كان حلمي أدخل صيدلة لكن الحمد لله لا أعرف إذا كنت استطعت أن أوضح المشكلة ولا لا
ولكم جزيل الشكر..
03/09/2004
رد المستشار
أخي "أحمد" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... كل عام وأنت بخير وأعتذر لتأخري في الرد عليك..
رسالتك تحمل هم الكثيرين من الشباب في مثل عمرك؛ وتنوع مشكلاتها وتداخلها أيضا مشابه لعدد غير قليل من حالات شبابنا العربي؛ خاصة إن كان في الخلفية من صورتنا دوما خلافات الأبوين لتفرز لنا هذه النتائج من توتر الأبناء؛ وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار والشعور بعدم الحب والأمان وبالتالي تدني تقدير الذاتي حيث ضربت خلافات الوالدين دعامتين هامتين جدا من الدعائم الأساسية لتقدير الذات هما: الحب والأمان.
أكتب إليك بعد ردي على رسالتين أخرتين بنفس المضمون الذي يؤلمني: تدني تقدير الذات.
أكتب وأنا في ذهني صورتك وغيرك من أصحاب هذه الرسائل الأخرى حين تدور بكم الأيام وتصبحون آباءا إن شاء الله..
ربما تتعجب كيف لي أن أعبر الطريق سريعا وأحدثك عن دور لم تقترب منه ولو خطوة في وقتك الراهن.... و لكن للحق أود أن أحذرك وغيرك حتى قبل أن تقترب ولعلك تتذكر كلماتي حينها .
أخي بالله حين تصبح أبا لا تسمح للأنماط التربوية المختزنة في عقلك أن تتسرب للجيل القادم.. بالله ابذل جهدا أن تبدل هذه الأنماط التي تكون أول ما نجده بين أيدينا حين تعاملنا مع أولادنا وإن لم نرضَ عنه..
النقطة الثانية التي أرجوها منك أن تقوم بدور المنصف لأي طفل يمارس معه ما مورس معك من أساليب خاطئة.. ربما لو أن صاحب مشكلة ذات جذور نبه من يمر بنفس المشكلة ربما وعى البعض مستقبل أفعاله الغبية التي يفعلها أحيانا مع أعز من له بحسن نية!
معذرة لطول تقديمي ولكن كثرة الشكاوى من هذه النقطة ووضوح أثرها الكبيييييير في الشباب؛ لابد وأن يحذرنا جميعا من مراجعة ثقافتنا التربوية والتي نعيش جميعا في ظلها متناولين أول ما نتناول ما ألفناه لأننا لا نعلم غيره وربما في أحيان كثيرة لا نعرف أيضا أثره..
وستكون أحد هؤلاء الآباء يوما ما ولكن لو أنك منتبه لن تفعل نفس الفعلة، بل أحسب أنه يمكنك أن تلعب دورا إيجابيا في تغيير هذه الأنماط السائدة؛ وربما بدأت هذا الدور من الآن.. فمما يعين الإنسان على تجاوز صعوبات حياته أن يجد نفسه في دور المعلم أحيانا؛ ودور المنبه والمرشد ليتجنب الناس ما وقع فيه.. جزاك الله خيرا..
وسأعود لرسالتك: أشعر بالخوف من كل شيء؛ الرغبة في العزلة؛ الحزن الدائم؛ عدم القدرة على المواجهة واتخاذ القرار، تخيل أشياء فوق قدرتك منذ كنت صغيرا؛ مشاكل أسرية دائمة؛ وتتدخل أيضا في حلها؛ دخولك كلية غير التي كنت تتمناها
هيا نرسم الصورة التي بين أيدينا لنحطمها ونصنع غيرها:
بيئة غير مستقرة؛ وخلافات بين الأبوين؛ ماذا تفرز لنا هذه الخلفية؟ ستفرز لنا حزنا؛ ورغبة في العزلة.. وبالطبع الخلافات فوتت عليك فرص التلاحم مع أي من الأبوين لتتعلم كيف يمكنك أن تتخذ قرارا صائبا ولتتدرب على أن تجرب وتخطيء وتتعلم من الخطأ.. وبالطبع هذا يقلل فرص ثقتنا في قرارانا..
ولأنك شاب بجناحين فلابد أن لديك طموحا ورغبات تتمنى أن تحققها في الواقع؛ وإن لم يسعك الواقع فلابد حينها من تخيل هذه الرغبات فتكون هذه الأحلام التي تحدثنا عنها..
وفي النهاية تجيء بعض الرتوش النهائية لتنقص بعض الدرجات في الثانوية فتدخل تجارة بدلا من صيدلة..
أخي أنت حتى هذه اللحظة مفعول به.. هل تريد تصبح فاعلا؟؟؟
إن أردت هيا معا نبدل الصورة ونغير فيها وفق ما ترغب أنت.. ماذا تريد الآن؟؟؟؟؟
فكر.. فكر كثيرا في هذا الأمر.
ماذا تريد؟؟؟؟
يمكنني تصور صورة أخرى ولكني لن أشاركك الآن التخطيط للوصول إليها لأني أتمنى أن أسمع منك أولا إجابة هذا السؤال: ماذا تريد ..
بين أيديك صورة أحسب أنها واضح فيها السبب والنتيجة؛ واضحة المفردات؛ بدل تفاصيلها في خيالك وأخبرني ما التفاصيل التي تريدها؛ فدائما ما تخبرنا رسائلكم عن هذا الذي لا تريدون؛ ولكن عسانا نصل معا لصياغة أخرى للمشكلات تخبرنا عما تريد فنفكر معا ونخطط بأمر الله للوصول إليه ..
ويمكنني أن أتوقع :
أريد أن أكون قادرا على التحدث بشجاعة مع الآخرين.
أريد أن أتعلم كيفية اتخاذا القرار.
......
.......
ماذا أيضا ؟ ما هي الشخصية التي تتمناها؛ ما صفاتها؟ ماذا تفعل هذه الشخصية؛ أخبرني عن تصرفاتها.. سلوكها؛ طريقة تفكيرها... أخبرني أنت بعد تفكير وأنتظر إجابتك.
أخي صحيح أن هناك بعض الظروف قد ساهمت في الوصول لما تشكوه الآن.. ولكن الأصح أنك الوحيد القادر على أن تجتاز ما أنت عليه الآن لتعبر لحياة جديدة بتفاصيل جديدة من صنعك أنت.. فهل تبادر في صنع هذه الحياة الجديدة؟!!!
آخر كلماتي في هذه الرسالة: اعلم أن عددا كبيرا ممن تراهم ناجحين؛ سعداء؛ مقبلين على الحياة؛ مبتسمين كانوا يوما مثلك بنفس ظروفك وبنفس تفاصيل صورتك؛ إن جاز لى أن أقسم على هذا الأمر لأقسمت.. كلنا أخي في هم آثار التربية سواء.. حتى والديك؛ وغيرهم...
الفرق الوحيد بين هؤلاء وبينك وغيرك ممن لا زالوا في نفس خندقك أن الآخرين اختاروا أن يتجاوزوا عراقيلهم؛ وينتقلون من ساحة المفعول لساحة الفاعل.. فدعنا نتجاوز الاتهام للإصلاح والتغيير.. وأول ما نغير هو أنماطنا المتوارثة سواء في أنماطنا الفكرية؛ أو أنماط الحوار والسلوك.. فكل منهما سيوصل للآخر.... ونحن معك..
أنتظر تواصلك على مجانين نقطة كوم.
أرجو أن تطالع:
أخرج من الأبواب أو إكسرها