أترك لكم حرية اختيار العنوان
السلام عليكم ورحمة الله، سيدي الكريم أورد تساؤلي هنا مع علمي بعدم تخصص موقعكم بالرد على هذا النوع من التساؤلات ولكن لثقتي بردودكم السديدة أطلب إفادتنا فيما اغتمر في عقلي
السؤال الأول:
- صح فما ورد بالقرآن الكريم أن النملة قالت لمعشر النمل «يأيها النمل ادخلوا مساكنكم حتى لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» النمل:18. فإن كان النمل يملك العقل والتفكير والإرادة فلمَ لم يتطور عقل النمل من ذلك الزمن وحتى الآن؟ وإن كان قد تطور ما حدود تطوره؟ وما بالنا ندوس النمل بأقدامنا وكأنه لا يعقل مقولة أسلافه
السؤال الثاني:
هل المرأة من النقص يحيث لم تكن لتستحق أن يوعد بها الرجل في الجنة ووعد بالحور العين.
شكرا
4/4/2018
رد المستشار
سأرد على أسئلتك
شكراً على استعمالك الموقع. رغم أن ما تستفسر عنه لا علاقة له بالطب النفسي لا من بعيد أو قريب. ربما كان عليك أن تتحدى المعتقدات الدينية في مجالس دينية ثقافية بدلاً من تحدي الموقع.
الرد على استشارتك يدخل في إطار المعرفة البشرية والتي تطرق إليها الموقع قبل أسبوع من الرد على استشارتك، وأشار فيها إلى أن معادلات المعرفة البشرية من عدة أنواع وهي:
المعرفة = الصحف البشرية القديمة × المنطق.هذا هو التشريع القانوني والديني.
المعرفة = المعلومات × معادلات رياضية.
الحقيقة هي أن سورة النمل تجمع بين الاثنين. يجب الإشارة أيضاً بأن الحديث عن النمل لا يقتصر فقط على القرآن الكريم فهناك ذكر له في التوراة أيضاً. المنطق هو أن ترى هذه الشعوب من النمل المتعدد الأصناف تبني نظاماً وطرقاً وجسوراً عبر تعاون جميع أفراد الشعب. كل ذلك والانسان لا يبصر إلى النمل وإنما يسحقه، وربما المنطق هو أن يستعمل البشر البصيرة لتنمية عقولهم ومعرفتهم وبناء أوطانهم. من أجل ذلك هناك علم خاص لدراسة النمل في الجامعات العريقة وسأفسح لك المجال للبحث عن ذلك ولا أزيد أكثر.
أما قضية حور العين وجزاء النساء في الآخرة وغير ذلك فهو هذه الأيام مصدرٌ للهجوم على الدين الإسلامي. هناك أكثر من تفسير لمصطلح حور العين وربما السؤال الذي يطرح نفسه في استعمال المعادلة الأولى هو سبب استعمال هذا المصطلح دون غيره. هذه الأيام لا حديث للناس إلا من زاوية غريزية بحتة عند الحديث عن الدين الإسلامي رغم أنه الدين الذي شرع وفصل في العلاقات الزوجية وحتى الغريزة الجنسية بصريح العبارة.
بعبارة أخرى تلاحظ أن الدين الإسلامي كان ولا يزال أكثر الأديان ليبرالية حتى يومنا هذا، ولكن عند الحديث عن حور العين لا تسمع عن ذكر للغريزة الجنسية، وإنما التركيز هنا على حاسة البصر التي تستقبل أكثر الأحاسيس تطوراً بدون جدال، ومع الإحساس تولد العاطفة والفكرة. عند ذاك تولد عند الإنسان المعرفة عن الخلود الروحي وروعة الكون وبالتالي يصل الإنسان إلى ذروة السلام في نفسه عند لقاء الباري عز وجل. تضع هذا المنطق وتستعمل المعادلة الأولى وستكون النتيجة هي التعقل (أو اليقظة) Mindfulness والذي يبحث عنه الجميع هذه الأيام وأصبحت هدف العالم الليبرالي الذي نعيش فيه.
لماذا لم يوعد الرجل بالمرأة؟ ببساطة احتراما وتقديراً لموقع المرأة في ذلك العصر وهذا العصر.
هداك الله.
واقرأ أيضًا:
النمل واليقظة الذهنية مشاركة