وسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
أنا مصابة بأنواع كثيرة من الوسواس القهري ولكن أكثر نوع أتعبني هو الوسوسة في الدين والشعور بالكفر.
رمضان لمدة سنتين أصوم كل يوم وبعدين تجيئني وسوسة وأشعر بأني لست مسلمة وأنوي إعادة الصيام بعد رمضان،
فينتهي رمضان وأنا ناوية أعيد كل صيامي وأكون نويت قطع نية الصيام لكل يوم يعني كل يوم أصومه وأنوي أعيده بعدين أقطع نية الصيام لهذا اليوم، وأنوي إعادته ولكن لا آكل أي شيء..
وينتهي رمضان وأبدأ أحاول كل يوم أتشهد لأدخل الإسلام ولأصوم 30 يوم التي نويت إعادتها ولكن كل مرة يأتيني سؤال يشككني بالدين وتأتي أسئلة فأبحث عنها بالإنترنت
وأأجل الصيام ليوم آخر وعندما يأتي اليوم الآخر يأتيني سؤال آخر وهكذا على هذا الحال إلى شهر شعبان وأنا على نفس الحال أحاول التشهد للدخول للإسلام، وتأتيني أسئلة فجاء رمضان للسنة الجديدة ونفس المشكلة ونويت إعادته كاملا والآن سأصوم مع إخراج الكفارة لشهرين لتأخيري لهم.
المشكلة بأن الأسئلة التي تأتيني أتعبتني لأنها يجب على كل مسلم يكون عارف الأجوبة أما أنا ما أكون عارفة
وأيضا أقرأ بعض الأحكام وأشعر باعتراض في قلبي أستغفر الله بس شعور حقيقي مو وسوسة وما كنت للأسف كذا في السابق
الآن إذا قرأت الأحكام أشعر بعدم الرضا أستغفر الله ماذا أفعل؟
الوسوسة أتعبتني فما الحل؟
جزاكم الله خيراً.
16/4/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "M" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
عجبت لحالك رغم علمي بوجود كثيرين وكثيرات مثلك من المبتلين بالوسواس القهري،.... للموسوس يا "M" يا ابنتي أحكام خاصة به في كل مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة، وأوضح ما يكون ذلك في المذهب المالكي والذي خصص فقها للموسوسين هو فقه المستنكح ..... ومشكلتك أنك تقرئين الفقه الموجه لعموم المسلمين (وليس للموسوسين) وتحاولين تطبيقه على نفسك وهنا تكمن المأساة يا ابنتي.
الموسوس إن فتش في دواخله هوى في سحيق الوسوسة ولم يوقن شيئا من دواخله يبني عليه! ودواخلك هنا هي النية والذكريات وكذلك المشاعر.... إلخ هذه الجوانيات أو الداخليات في النفس البشرية هي مما يستطيع الوسواس العبث به وتلبيسه على الموسوس خاصة في غمرة انفعالاته أثناء الوسوسة، وبالتالي فقد اعتدت -واعتاد العالمون بأمور الموسوسين- نهي الموسوس عن التفتيش في دواخله كي لا يزيد مشاكله ومعاناته، بل إنني قلت لبعض المرضى "الموسوس لا نية له" والمقصود هو أنه لا يؤاخذ على النية ببساطة لأن ربنا جل وعلا لا يحاسبنا على ما نكون فيه إلى الشك أقرب منا لليقين.... فكم من مرضى الوسواس مثلا يقطع صلاته ويعيدها أو يعيد صومه لأنه تردد في النية أو لأنه وسوس أثناء صلاة الظهر بأنه نوى عصرا! كل هذا من صنيع الوسواس وعلى المريض إهماله وإكمال عبادته دون أي اهتمام بموضوع النية مهما كان محتوى الوسوسة.
ثم من أين أتيت يا ابنتي بأن ورود وسواس عقدي تشكيكي يفسد الصيام؟ لكي تقطعي نية الصوم كما تقولين!! ثم تكملين صومك وكأنك تكملينه دون نية وبالتالي ترين أن عليك إعادته؟ من أفتى لك بهذا إن كان حدث فهو على غير علم بأنك موسوسة! وأغلب الظن أنك أنت من تفتي لنفسها فتضيعها!!، كذلك من قال لك بأن ورود مثل هذا الوسواس أو أسوأ ما يمكن من الوساوس يجعلك لست مسلمة؟ وأي شعور ذلك الذي تبنين عليه أنك لست مسلمة؟ أو أنك خرجت من الملة فتحاولين التشهد للدخول في الإسلام!!! ناشدتك بالله ألا تفعلي هذا مرة أخرى واعلمي يا "M" أنك لا تخرجين من الإسلام أبدا وإنما توسوسين وأنت على دينك وتبقين على دينك مهما كان محتوى الوساوس والأسئلة!.
كذلك استغربت قولك (الأسئلة التي تأتيني أتعبتني لأنها يجب على كل مسلم يكون عارف الأجوبة أما أنا ما أكون عارفة) أي أسئلة تلك؟؟ وحتى لو صح أنك لم تكوني عارفة فمن قال أن ذلك يترتب عليه أي أحكام في حالة مريض الوسواس؟ هذا الكلام إن صح فربما لغير الموسوس لكنه في حالة الوسوسة لا يصح إطلاقا فلا تهتمي لهذا.
ثم تعالي إلى مسألة قراءة الأحكام والشعور الذي تجدينه داخلك بالاعتراض!! هذا الشعور المصحوب بفكرة الاعتراض على الحكم هو كذلك وسواس.... ويذكرني بما يشتكي منه مرضى الوساوس التجديفية والوساوس التشكيكية منة أنهم يشعرون بأن داخل نفوسهم استهزاء أو ضحكا أو لا مبالاة ويحسب المساكين أنهم بذلك ضاعوا وما هو أيضًا إلا من صنيع الوسواس! فإذا شعرت بشيء من ذلك يا ابنتي فلا تنزعجي ولا تهتمي واستعيذي بالله (مرة واحدة) ولا تستغفري!! ببساطة لأنك لم تذنبي وإنما عبث الوسواس في دواخلك عافاك الله وعافانا.
وأما الحل فهو ببساطة أن تطلبي العلاج من متخصص في الطب النفسي والع.س.م لا أن تتركي نفسك فريسة للوسوسة....... ونسأل الله لك الشفاء العاجل.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
واقرئي أيضًا:
وساوس الصيام والشك الإعادة والتكرار
الأفكار القهرية الكفرية لا تفسد الصيام !
التوبة للمذنبين والاستغفار القهري للموسوسين
وساوس كفرجنسية سرية واستغفار قهري
وساوس كفرية : احذري الاستغفار القهري
أفكار سحرية لا أذكار ولا استغفار