عقل لا يكف عن الضجيج : ذهان نشط!
فوضى في عقلي
حسنا.. أتتني فترة أصبحت بها واثقة من نفسي بشكل مفرط وأصادق الناس من جميع الجهات وأحب النقاش وكنت نشيطة حقًا، كنتُ ألوم الناس دائما وكنت أخدع نفسي بأن الحياة جميلة، باختصار كُنت أعيشُ في وهمٍ طوال تلكَ الأشهر التي مضت كنت أخدع نفسي أن الكل يحبني وأني شخص مُنجز وذكي في هذا المجتمع على الرغم من أنني لم أفعل شيئًا يستحق الفخر، حسنًا لا يهم .. لم أفهم ما خطبي حتى الآن.
عندما قاربت إجازة الصيف الماضية على الانتهاء أصبت بفترة اكتئاب حادة لدرجة أني كنت كل ليلةٍ أغرقُ في البكاء ولا أحد يعلم بي كنت أكتم نفسي وأخبرت أشخاصًا لي أثق بهم لكني شعرت بالغباء لكوني أخبرتهم عن حُزني حتى أنني لم أستفد شيئًا من إخبارهم، فقط كنت أريد أن يشعروا ما بي لكني كنتُ مخطئة.
حسنا بدأت السنة الدراسية وكنت متحمسة لها بشكلٍ غريب ورجعت لنفسي القديمة النشيطة وحتى مضى أسبوع أسبوعان حسنًا مضى الفصل الدراسي الأول وأنا حزينة لكن بشكل أخف من الآن، هذا الفصل بدأت أشعر بغرابة، أنا حقًا لا أتوهم ذلك أنا أشعر أن عقلي ليس بوعيه هل أنا شخصٌ عادي؟ هل عقلي كعقول الناس الأُخرى؟.
بدأت بالاكتئاب منذ فترة بشكل مقزز لدرجة أن أحلامي أصبحت تأتيني أحداث كثيرة لا أستطيع أن أشاهدها تمرُ بسرعة حتى أصحو وأجدني لا أتذكر شيئا لكني كلما أرى شيئا في واقعي أشعر أنه مألوفٌ لي ولطالما بكيتُ بمفردي وشعرت بضيق في نفسي، وكنت حينما أتصفح هاتفي أو الحاسب المحمول أشعر أن شخصًا ما يراقبني، أو عندما أقوم بتبديل ملابسي وأحيانا أقوم بتوهم روائح أو أصوات شخص يمشي وغالبا عقلي يضجُ بكلام مزعج كمثلا أكون أمشي وأتأمل الأرض فجأة يأتيني حديث غريب عقلي يقوله لاعلاقةَ بي فيه وكأنه شخصٌ آخر مثلا أن أسمع أناشيد لم أقم بسماعها منذ سنين ولا أتذكرها حتى.
أو أن عقلي يقول أشياءً كـ "مرحبا جميعا معكم الآن بطيخة" أشياء حمقاء كهذه تأتي فجـأة بلا أي إنذار وأيضا لطالما كنت أتخيل أوهاما بأنني شخص عظيم وأستطيع قراءة ما بداخل الناس وأحيانا أخرى أظن أن الناس يكرهونني وأقوم بكراهيتهم أنا أيضا، حسنا حتى إن شرحت ما أعاني منه فهو لن يصبح مفهومًا، منذ أن بدأت بقراءة موضوع الفصام وأنا أخاف أن يكون فيني، وليس فقط خوفًا إنما شعرت أنني حقًا أهلوس أصواتًا ولكني لست متأكدة من ذلك حتى الآن.
عقلي يعج بالفوضى والأفكار المتناقضة وعدم معرفة هويتي الحقيقية هل أنا انطوائية هل أنا اجتماعية هل أنا طبيعية أم مريضة وأيضا. لطالما تصنعت أني سعيدة وطبيعية أمام الناس لكن بداخلي أقول "لماذا تفعلين هكذا؟" قد تظن أنها فترة مراهقة لكني لست مقتنعة بهذا.
أشعر بانعزال عن العالم وأكره مجتمعي أكره أن الجميع يعيش في عالم وهمي على الرغم من أني أختلق عالما وهميًا مع نفسي كذلك، وأنا أكتب هذا الكلام ينتابني شعور بالبكاء، أنا ضائعة ولا أستطيع أن أميز هل أنا أتوهم أم أن هذا الأمر حقيقي وطبيعي؟ حتى أنني أتذكر الماضي فجأة بشكل مبالغ في كل لحظة يجب أن أتذكر الماضي وأشعر أن هنالك شيئا ما يقوم بمراقبتي بصمت بابتسامةٍ شريرة.
حلمت ذات مرةٍ عن حلم عادي لكنه يخيفني عندما بحثت عن تفسيره وجدت إحدى التفسيرات أنني أعاني من أعراض نفسية أو من مس جن وأحتاج الرقية الشرعية، تساؤلاتي ما زالت هكذا انتابني اكتئاب منذ بداية السنة الهجرية ولكن بتلك الأشهر التي مرت كانت بعض الأيام عادية وكان لي القدرة على المذاكرة نوعا ما وعلى الحفظ والابتسام وحب الناس، لكني كنت لا آكل كثيرا كما كنت في أول أيام اكتئابي كنت آكل بشراهة أما الآن كان وزني ٤٨ وأصبح ٤٣ والجميع لاحظ ذلك ولاحظ مدى انعزالي الشديد وإغلاقي لباب غرفتي دائما.
صرت لا أطيق الأنوار ولا أطيق المدرسة لدرجة أني لم أعد أستطيع المذاكرة أصبحت درجاتي تقل وأشعر أني منبوذة من الجميع، أكره زميلات المدرسة جميعهن يتصنعن المحبة وهن يخبرن بعضهن أنهن يكرهنني ويرونني غريبة أطوار ومُهملة لشكلي.
حسنا أعلم أنني أطلت الحديث ولم أتوصل إلى ماذا سأقول لكني أريد أن تكسبوا جميع ما قد أعلمه عن نفسي كي تستطيعوا مساعدتي، أنا عائلتي مكونة من أربعة أفراد وأيضا أحبهم وأنا لا أستطيع التخلي عنهم أجد أنني أعتمد على أمي كثيرًا ولا أستطيع الذهاب لمكان ممتلئ بلا أمي ولكني أيضا أخاف من أمي لا أريد إخبارها عن ما يجري بي فهي ستظن أن الحل الأنسب هو أن تقوم بإجباري على مخالطة الناس وأنا أعلم أنها ستفعل ذلك إن أخبرتها ولن تتفهمني، أنا أشعر بالحزن الشديد لطالما ردات فعلي باردة عندما يقومون بضربي إحدى الفتيات وعندما أقوم بالتحدث مع شخص في مدرستي أشعر أني نادمة لماذا أحادث حماقة مثلهم لماذا ما زلت صامتة.
في الفترة الأخيرة أصبح شرودي كثيرا ولاحظن بعض الفتيات، أنا لا أعلم ما خطبي حقا أنا أبتسم وأضحك أيضا لكن لا أعلم لماذا أنا متناقضة هكذا هل أنا طبيعية أم لا؟؟ أنا أعلم أنني قبل يوم تقريبا أرسلت طلب استشارة أيضا لكني شعرت أن هذه الاستشارة ستكون أوضح رُبما؟.
بدأت بالشعور أن جميع الأشياء مترابطة ببعضها البعض لا أعلم كيف ولكني حينما انتابتني شكوك أني مصابة بفصام قبل شهر وحتى الآن بالأمس أقاموا مسرحية عن فتاة مصابة بالفصام في مدرستي، الأمر مرعب وكأنهم يعلمون بشأني! وكأنهم يعلمون بما أفكر به وأيضا لطالما أحببت نفسي لكني كرهتها في نفس الوقت فمثلا كنت أتحدث مع نفسي فأضحك وأقول أنني أحب نفسي جدا وأني ذكية وأستطيع قراءة أفكار الناس ولا أحد يستطيع خداعي ثم فجأة أقول كلاما مناقضا لهذا الأمر تماما حتى تتغير حالتي من ابتسامة إلى عبوس..
لا أعلم إن كنتم ستعطونني حلولا مفيدة أم لا، أتمنى أن أعرف فحسب من أنا وهل أنا كالآخرين؟ هل أنا طبيعية؟؟ هل أشكو من شيء ما؟ لماذا لا أستطيع أن أعيش حياتي كالآخرين في الواقع أنا نسيت من أنا وكيف كنت في الماضي، على حسب ما قالته أمي أني عندما كنت في الخامسة من عمري كنت طبيعية وأيضا قالت بأني أصادق من هم أكبر من سني واجتماعية جدا.. شعرت أن عقلي تغير وأقنعت نفسي أنني غير عاطفية وحساسة ولا يهمني كلام الناس وفعلًا لم يعد يهمني هذا الأمر.
أشعر أني متناقضة قد أقول الآن كلاما ثم أغيره في دقيقة، عند مناقشتي مع شخص ما يقول لي لمَ أنتِ هكذا؟ لم أفهم ماذا تريدين التوصل إليه؟؟ لطالما كنت لا أطيق النظر في وجه أحد أو الاقتراب من أحد الأشخاص الوحيدين الذي أستطيع أن أعاملهم بشكل طبيعي هم عائلتي.. لكني بدأت الآن أشك أن أمي تعلم جميع ما بي لكنها لا تخبرني حتى أنني اليوم كنت نائمة على نفسي ووضعت مذكراتي بقربي فقمت من النوم بهلع خوفا من أن تقرأها فبدأت بالركض إليها مسرعة كي أتأكد ومع ذلك لا أعلم هي تعلم أني أخفي أمرا ما...
أنا حقا لا أعلم ماذا أقول الآن المستشار الذي سوف يرد على استشارتي أتمنى أن يخبرني... ماذا حلّ بي؟ وأتمنى أن لا يكذب علي في أمرٍ ما ويخبرني بما يشعر أنه بي حقًا فأنا لن أحزن، بل سأجتهد في محاولة إصلاح الخلل الذي أعاني منه في عقلي اللعين.
17/4/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "ميس" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما أراه هو حالة من الذهان وعدم التوازن الوجداني الشديد الواصل حد الثناقطبي إضافة إلى أعراض اكتئابية والوتيرة تبدو متسارعة ومتقلبة أنت بين الاكتئاب وبين المرح أو الهوس الصغير... ولكن الاكتئاب أطغى إضافة إلى أعراض ذهانية تتمثل عملية ذهان زوراني نشطة وإحساسات بالمراقبة وأصوات عقلية ليس واضحا غالبا في نص إفادتك إن كانت وساوس داخل العقل أو أصوات داخل العقل (حديث غريب عقلي يقوله لاعلاقةَ بي فيه وكأنه شخصٌ آخر...) أو هي هلاوس خاصة وأنك تكملين (مثلا أن أسمع أناشيد لم أقم بسماعها منذ سنين ولا أتذكرها حتى) وإن بدت لي أقرب إلى الهلاوس ....إلخ ...
ثم في قولك: (أو أن عقلي يقول أشياءً كـ "مرحبا جميعا معكم الآن بطيخة" أشياء حمقاء كهذه تأتي فجـأة بلا أي إنذار)... أين تقال هذه الأشياء؟ في عقلك أم أذنيك يا "ميس" يا ابنتي أين تسمعينها؟ هذا سؤال مهم...
حديث التشكك المستمر في دواخلك (معلوماتك الداخلية) أيضًا ذو شجون يا "ميس"... ويجعلنا نرجئ الخوض في تخمين التشخيص نظرا لحساسية تشخيص مثل هذه الحالات عبر الإنترنت والنصيحة هي أن تسارعي بزيارة طبيب نفساني.
ملاحظة : وزعت إفادتك الأولى يا "ميس" على مستشار مجانين الأنشط أ.د سداد جواد التميمي متعه الله بالعافية والعطاء.... ثم وزعت استشارتك الثانية على عجل دون الانتباه أنها متابعة عليّ وقمت بتدقيق النص حتى وصلت عبارتك "أنا أعلم أنني قبل يوم تقريبا أرسلت طلب استشارة أيضا لكني شعرت أن هذه الاستشارة ستكون أوضح رُبما؟".. والحقيقة أنني كنت أقرأ وأدقق وأجيب في وأنا على سفر... ولم تكن للحاسوب وصول للإنترنت لأقرأ استشارتك ولا لأعرف لمن أرسلت ولا متى! وكان هذا ردي على النص قبل أن أقرأ استشارتك الأولى ورد سداد عليها.
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>: عقل لا يكف عن الضجيج : ذهان نشط! م1