حائرة مصر: معرفة النفس، ومعارك الضياع
بلا عنوان
أتمني الدكتور أحمد عبد الله هو اللي يرد عليا زي ما رد عليا في الجزء الأول.
أنا سمعت النصيحة وبدأت في تنفيذها من فترة رغم تأخر الوقت لكن أفضل من عدمه... لكن لم أستطع قطع علاقتي مع الشاب ده معدش حب للعلاقة دي علي قد ما بقي خايفة إني أقول لا لي رغم أنه مش هيأذيني لكن بيرفضني وكأنه نوع من الابتزاز النفسي رغم إنه مش هيبعد عني وإنه فاضل وقت قليل علي وجود شيء رسمي .لكني جبانة.
في آخر مرة حسيت إن حد بيقطع جزء من روحي قصاد إني خايفة أرفض.
أنا نفسي أكون قادرة أقول لأ ومخافش حتي لو العلاقة دي هتخلص... ودايما بفكر لو كملت هل هيكون شايفني الشخص القادر أكون ببني حياة معاه هل ده هيتغير.. هو نفسه بقى بيقرب من ربنا بس ما عدا الجزء ببتاعي.. طب لو أنا مش هكون للشاب ده هقدر أكمل إزاي مع حد تاني هل ممكن أحب؟ ولو حبيت هل هقدر أقفل الصفحة دي وكأني ملاك؟ أقدر ضعفي واحتياجي لكن مفيش حد هيقدره ولا هيسامحني ومش قادرة أكون بكدب وأصدق كدبي.
أدركت أني مش حرة وإن الحياة رحلة صعبة خصوصا للي غلطوا.
أنا عايزة أعمل الصح وعايزة يبقى عندي الشجاعة إني أعمله من غير ما أخاف من اللي هيحصل بعد كده حتى لو مش هيقابلني الحب ولا اللحظات السعيدة.
18/4/2018
رد المستشار
الابنة السائلة:
محاولة إرضاء أكثر من طرف تقودنا إلى تيه أعمق، وارتباك أشد!!
تحاولين إرضاء شريكك في العلاقة، وتستمرين في علاقة تحت ضغط الخوف من الرفض، وهذا يضايقك!! و بنفس الوقت تتطلعين إلى أن تكوني صادقة مع نفسك؟؟
محاولة استطلاع صورتنا في ذهن وتقدير الأخرين، وربط سعادتنا بوجودهم، والتساؤل عن حياتنا بدونهم!!
وكأني ملاك!!
مخيلة الطهارة والنقاء مقابل الدنس والخطأ والذنوب والمعاصي التي لا نستطيع تركها، ولا نجد سبلا غيرها في تلبية وإشباع احتياجاتنا!!
إشترط تقدير الأخرين حتى يقبل أنفسنا، وانتظار السماح منهم حتى نسامح أنفسنا!!
الطموح إلى صوابية مطلقة ثابتة كمقياس للسلوك هو مسعى غالبا ما ينتهي بمزيد من الحيرة لأن الهدف هنا وهمي، ولكنه متداول وشائع بحيث تتردد داخل أدمغتنا صحية القائل: اعمل الصح!!
ليس عندي كثير أضيفه على إجابتي السابقة، وحيرتك مستمرة لأنك ما تزالين في مسعى التمزق بين أن تكوني نفسك، وأن تكوني مقبولة، أو مرغوبة، أو وسط الجموع محترمة، ومقدرة، ومغفور لك!!
وكأنك تربطين قبولك لنفسك بقبول الأخرين لك، ورضاهم، وتقديرهم!!
وهي ملايين ممن حولنا!!
تحتاجين الحركة – إذن – على عدة محاور:
الأول: تلبية احتياجاتك النفسية للصحبة، والاهتمام، والقبول، والدعم من طريق آخر غير هذه العلاقة الموجعة، والاعتمادية التي تؤذيك!!
استمرار هذا التعلق – ولو حصل زواج – سيكون نقطة ضعف مستمرة، ومدخلا محتملا للابتزاز الدائم باسم الحب، أو الرضا عنك!!
ومهمة تكوين شبكة دعم حولنا هي مهمة شخصية تقع على عاتق الإنسان ذاته، وتحتاج إلى وقت وجهد وإجراءات فلا تتركي نفسك في مهب ريح القبول المشروط،
وهي عاتية، وأحيانا مدمرة!
الثاني: استكمال هذه العلاقة بزواج رسمي أمر مهم بغض النظر عما سيحدث،
بعد ذلك، وتخطيط الأمور بحيث يحصل هذا قريبا، وعلى أكمل وجه قد يحتاج منك إلى تركيز وترتيبات حتى تصل السفينة إلى هذه المحطة، ولنرى بعدها كيف
ستتجه الرياح، والأمواج، ونحدد إتجاه الإبحار.
لا تترددي، ولا تسبقي الأحداث، ولا تشتتي تركيزك فيضيع منك الطريق.
الثالث: طموحك إلى أن تكوني نفسك أو ما تسمينه الشجاعة يحتاج إلى موقف قوي، وتكوني مستقلة ماديا ونفسيا، وبين القبول غير المشروط من جهة، والانصياع
لضغوط من حولك تكمن قدرتك على الموازنة والاتزان في رحلة الحياة التي هي ليست سوى المرور عبر أحداثها، والتعامل معها، والتعلم من دروسها، وليس
الانحباس في الماضي وتجاربه.
تابعينا بأخبارك.