أعاني من وسواس الموت
السلام عليكم/
أنا شاب من المغرب عمري 19 سنة.... كنت بخير فجأة بدأت أشعر بألم جهة القلب... ذهبت للاختصاص الأمراض القلبية... فكان تخطيط سليم....لم يخفتي الألم ذهبت إلى اختصاصي الأمراض الباطنية.. أخبرني أن كل شيء سليم... لكن استمر الألم ذهبت إلى دكتور آخر اختصاصي الأمراض الباطنية مرة أخرى وقال لي إن كل شى بخير.... وإن حالتي حالة نفسية وطلب مني فحوصات دم... للكبد والغدة ودم.. وأنا أنتظر نتيجة دائما كنت أقول ربما معي سرطان ربما فقر دم حاد...
لكن كل شيء خرج جيد وسليم... وأنه لا يوجد أدنى مشكل في جسمي.... مع العلم حالتي مع العائلة جيدة وكل شيء بخير مو مشكلتي أنني قرابة شهر لا أبارح مكاني ولا أفعل شيء سوى الأكل والنوم.
الآن أعاني من وسواس الموت وأشعر أن ساعتي اقتربت، مثلا عندما ألتقي بأحد ويلقي عليّ سلام أقول أنه يودعني.. عندما أزور عائلتي أقول أنني أودعهم.. وعندما يعاملني أحد بلطف أقول أنه يشعر أنني سأموت.. إذا راسلني صديق أو صديقة لا أستطيع رد أقول إذا جاوبتهم سأموت.. وكل يوم يخبرني الوسواس أنني لن أعيش غدا وسأموت قريبا... وأن طبيب القلب أخطأ وأن قلبي مريض... دكتوري الخاص أعطاني دواء lysanxia... وأمرني بعمل رياضة كل يوم...
بدأت العلاج وأقوم برقية شرعية.. تحسنت حالتي لكن رغم ذلك لازال الوسواس يقولي أنني لن أبلغ رمضان وأن شعبان يموت فيه الكثير وبأنني أنا أيضا سأموت... وعندما أسمع خبر وفاة أحدهم أقول أن القادم سيكون أنا.....
هل حالتي نفسية؟
أم فعلا هو شعور بدنو الأجل وأنني فعلا موتي قريب؟؟
26/4/2018
رد المستشار
السلام عليكم/
مرحباً بك على شبكتنا، وشكراً لثقتك باستشارتنا، يبدو أن المشكلة التي سقتها في إستشارتك واضحة في كثير من جوانبها بالنسبة لك، فيبدو أن تشخيص مشكلتك واضح لك كما ذكرت، لكن مع ذلك أدعوك إلى مزيد من المعرفة بقراءة كتب معتبرة حول الوسواس القهري ليصبح منهج التعامل مع الأفكار الوسواسية واضح لك.
من المهم في علاج الوسواس القهري تعلم الأسلوب الصحيح للتعامل مع الفكرة الوسواسية، حيث أن ذلك يساعد في جعل الفكرة الوسواسية أقل تهديداً، فحقيقة اضطراب الوسواس القهري تكمن في (الشعور بالتهديد نتيجة الأفكار)، حيث يصبح المريض خائفاً من مجرد ورود الفكرة على خاطره، وبسبب الطبيعة الحيوية لاضطراب الوسواس القهري، فتكون عمليات التنبيه الإدراكي في الدماغ تعطي تنبيهاً للنفس والجسم بنفس الطريقة كأن هنالك خطر، بصيغة أخرى فالدماغ يتعامل مع الفكرة كأنها حقيقة، ولا يعطي مجالاً لإعادة التقييم المعرفي للفكرة بشكل يستوضح منه أنها مجرد فكرة لا أقل ولا أكثر، وسبب صعوبة إعادة تقييم الفكرة بموضوعية يعود لرد الفعل الانفعالي المرافق للفكرة، فرد الفعل الانفعالي يؤخذ على أنه دليل على وجود تهديد حقيقي، فتخيل لو كان الإنسان يخاف من صورة الأسد وكأنه يوجد أسد حقيقي، فهذا ما يفعله الوسواس حيث يجعل الفكرة الطارئة كأنه إنذار على وجود خطر وتهديد حقيقي.
ولتطبيق ذلك على حالتك فأنت تصف أنه مجرد أن ترد فكرة الموت على خاطرك، فإن دماغك يتصرف على أنها حقيقة حتمية، ثم بعد ذلك صارت أي فكرة جانبية يتم ربطها مع فكرة الموت، فمجرد التفكير بأن أحدهم سأل عن حالك، سيجعل ذلك فكرة الموت تنشط، وتتحرك قناعاتك الخاطئة بأن ذلك حدث كدليل على قرب الموت.
لقد أصبحت تبحث عن الدليل الذي يدعم صحة فكرة التعرض للموت، رغم أنك تغفل عن الأدلة التي هي عكس صحة الفكرة، لكن لو سألتك سؤالاً كالتالي: كم مرة خطرت على بالك فكرة اقتراب الموت حتى الآن؟ ومن متى يتكرر ذلك الأمر معك؟.... هل كانت هذة الفكرة صحيحة؟... بالتأكيد لا وإلا فكيف كتبت لنا استشارتك.
إن أهم ما تحتاج معرفته كما قلنا هو أسلوب التعامل مع الفكرة حين ورودها على خاطرك، وبالتالي يجب أن تتعلم ماذا تعمل وماذا لا تعمل، ما لا يجب أن تعمله هو ما نسمية أسباب وعناصر الاستدامة للفكرة، أي أنها أمور تسبب استمرار وزيادة حجم المشكلة ومنها (التجنب والتحاشي، وسلوكيات الأمان، والتفكير المتعمق، والمبالغة في قراءة الإشارات والتحليل الزائد، التحقق والتأكد، والبحث عبر الإنترنت، وتكرار الفحص الطبي...) كل هذه الأمور يجب أن تتوقف عنها، مع الانتباه إلى أهمية التعامل مع الفكرة على أنها فكرة وسواسية، والانتباه إلى أن ما يجعلك عاجزاً عن تقييمها بشكل صحيح هو خوفك الكبير منها وشعورك بالتهديد، لذلك فالاستراتيجية هنا، إذا لحت الفكرة على خاطرك، فتذكر أنك يجب أن تتعامل مع القلق والتوتر والخوف الناتج عن الفكرة، وليس السعي والمضي مع ما تقوله الفكرة لك، فبدل أن تذهب للطبيب للفحص، فأنت بحاجة لتعلم أساليب تخفيض التوتر والخوف المرافق للفكرة، لأنه عندما ينخفض هذا التوتر والخوف، فإن الفكرة تصبح أقل أهمية وأقل تهديداً، فالذي يزيد حجم تهديدها هو الانفعالات المرافقة لها.
لذلك فإن هذة حالة نفسية تحتاج فيها لمراجعة الطب النفسي لأخذ العلاجات الدوائية اللازمة، مع العلاج السلوكي المعرفي المناسب لحالتك.
لا تتردد بإرسال المزيد من الاستيضاحات حول استشارتك،
مع تمنياتنا لك بالصحة والشفاء العاجل.
واقرأ على مجانين:
استشارات عن وسواس الموت