لا أثق بكتاباتي
أنا كاتب
بدأت الكتابة منذ فترة ليست بطويلة
استطعت كتابة عدد جيد من الصفحات والمواضيع مع مرافقة القراءة الجيدة للكتب
تزامنت الفترة التي بدأت فيها بالكتابة بفترة بدأت فيها بالتغير نفسياً
وعندما يريد أحد أن يرى بعض من كتاباتي
أخاف من ذلك لأني أشعر أن كتابتي ليست بتلك الجودة
خاصة أني أكتب مسودة حالياً بنية أن أدقق وأغير بمسودات أخرى
فأريد أن أعرف هل هي حالة طبيعية أن أخاف من أن يطلع أحد على كتابتي خوفاً من أنه ليست جيدة
وما الحل لنوبات الغضب والقلق والاكتئاب
شكراً جزيلاً
مع تحيات زيد
24/5/2018
وبعد أسبوعين أرسل مرة أخرى يقول :
مشاكل وأعراض وعوائق خطيرة أرجو المساعدة مع شكري وتقديري لحضراتكم، أقدم شكري لكم جميعاً شكراً لاهتمامكم بشريحة منبوذة صحياً من قبل المجتمع، أرسلت استشارة مسبقاً لكنني لم أشرح الأعراض وحالتي بالتفصيل وفقاً لما يتطلبه الموقع
السلام عليكم أعزائي القائمين على الموقع وأعزائي القراء، استشارتي لحضراتكم مع الشكر أدناه:
قبل أكثر من عامين هاجرت من بلدي ومن هنا ساءت الأمور حيث لم أرتد المدرسة منذ عامين ولم أخرج من المنزل تقريباً، أشعر دائماً بالكآبة والملل والإحباط، وأحب العزلة جداً خاصة عندما أجلس لوحدي في الظلام، أشعر بالعصبية لأبسط الأشياء، وأحياناً أضرب أختي وأنا أعرف أن ما أفعله خطأ وأتألم كثيراً لذلك وأحزن.
لا أحب الخروج من المنزل حيث أشعر أن شكلي غير جميل رغم أن ملابسي جميلة الشكل، وبدأت مؤخراً بالكتابة لكن لا أشعر أن كتابتي جميلة ولا أشعر أنها تستحق أن يقرأها أحد وحينما أعود لأقرأ شيئاً جعلت أحداً يقرأه أقول في نفسي يا إلهي كيف فعلت ذلك كتابتي قبيحة لماذا أحرجت نفسي؟؟ أكره الشعور بالإحراج
أشعر أن هناك ثقل على كتفي
وعندما أكون مكتئبا وأخرج من الغرفة لأحتك بأهلي أكون عصبياً وتنعكس كآبتي عليهم
وحتى هناك أشخاص أقدرهم وأحبهم وأحترمهم بدأت أشعر أنهم يكرهونني وأنهم يخيطون مؤامرة ضدي حتى ألتقي بهم مرة أخرى وأعرف العكس وأعود كذلك مرة أخرى لأبسط سبب مثل التأخر في الرد على رسالة من رسائلي رغم أنني أحترم وأحب هذا الشخص بشدة
ومرات يبدأ قلبي بالخفقان ومرة أخرى شعرت أنه توقف لأنني لم أشعر أنه ينبض
ولا أشعر بالراحة عند الثبات على وضعية نوم واحدة مثلاً
ودائماً ما أعض أسناني بأسناني أي أن أظل أطبق فمي
ولاحظت أنا ومن حولي أنني أكرر أحياناً كلمات قد سمعتها
وأتعرق كثيراً كثيراً خاصة يدي تتعرق كثيراً وبشكل غريب
مع العلم أني تعرضت خلال العامين الماضيين للكثير من المشاكل وأكلت من القلق والتشاؤم والاكتئاب بما فيه الكفاية لأن لا أكون مطمئناً لأي شيء، فلو رأيت شيئاً يسير حسب المطلوب وباستقرار أشعر أن شيئاً ما سيئا سيحدث، وأشعر دائماً بالرغبة بالبكاء لكن ليس من السهل أن أبكي، وأشعر أن حتى من أحب يكرهني لأبسط سبب كما قلت كأن أشعر أنه يتجاهلني بعدم الرد على رسالة وغيرها وأحاول أن أوعز السبب إلى إمكانية كونه مشغولاً كثيراً لكن يظل هذا الشعور هو المستولي على الموقف
وأشعر بالراحة عندما أسمع الأغنية التي أحب وأغرق في أحلام اليقظة هرباً من الواقع
وأجد صعوبة في اتخاذ القرارات
ولا أحب الاحتكاك بالبشر وظللت على هذا الحال عامين كاملين
وأشعر أحياناً بآلام في منطقة الصدر وربما القلب
وفجأة كنت أشعر بضيق النفس وكأنني سأموت
وأكرر أنني أشعر دائماً بالتهديد حتى ممن أشعر بالأمان تجاههم وأرغب أحياناً بإيذائهم تحسباً لأن يكونوا يريدون إيذائي ولكن كل ما أشعر به يكون سوى تراكم مشاعر فور لقائي بهم مرة أخرى
ولا أشعر أنه يجب أن أهتم بنظافتي الشخصية حينما لا يوجد شيء مهم أو لا أتوقع الخروج من المنزل
وأشعر أحياناً بالخوف حيث أشعر أن هناك أحد يمشي وراء ظهري دائماً، ولا أعلم إن كنت أعاني من البارانويا أم لا لكن أشعر بوجود البعض من الأعراض لدي
وفجأة يقل تركيزي مثلا أثناء قراءتي كتاب فجأة أتشتت عن ما أقرأ
وأشعر أن حالتي النفسية تعيق حياتي مثل العزلة حيث أكره الخروج من المنزل وأشعر بالندم أحياناً حتى أريد ضرب نفسي لوجود أشياء لكنت قد استفدت منها قبل عامين لو احتككت بالبشر وشعرت بالفضول ولكن إرادة الله أقوى
ودائماً ما أتمنى لو كنت ميتاً حين أشعر بالكآبة والملل وكثيراً ما تمنيت من الله أن لا أستيقظ من النوم، وعندما أعود لأتذكر موقف حصل أتخيل أنني فعلت شيئاً محرجاً وأشعر بالإحراج، وعندما أغسل يدي أشعر أنني لم أغسلها جيداً وأكرر غسلي ليدي.
ولا أحتك بمن هم في عمري ولا أعرف كيف أتعامل معهم وأكون صداقات فلا أشعر أنهم مثلي ولا نتشارك نفس التفكير والاهتمامات مثلاً لا أحب الرياضة كثيراً ككرة القدم، ولا أستطيع تكوين صداقات بسهولة وأكره العنف الذي تحتويه ألعاب الأولاد غيري، وعندما أرى مجموعة من الأولاد لا أشعر بالانتماء لهم بل وأشعر أنني مرفوض
وعندما أتعلق بشخص وأحترمه وأقدره وأحبه أعطيه بداخلي حصانة قوية له وأحميه حتى من تفكيري لكن فجأة أبدأ أشعر بالتهديد منه ورغم أنه كما قلت تراكم لكن لا أعلم لماذا أشعر أنه يخطط ضدي أو يغتابني ويكرهني
وكما قلت أحب الكتابة وأحياناً القصائد والخواطر لكني أشعر أن كتابتي قبيحة وأن من يقرأها يخبرني بأنها جميلة لمجاملتي لا أكثر
وأكره الشعور بالإحراج لدرجة أشعر بالإحراج من أن أحك أنفي في الشارع أو حتى من المشي في الشارع
وعندما أستيقظ ويكون أول ما أتذكر هو الشيء الوحيد الذي فعلته طوال الأسبوع وهو سبب شعوري بالكآبة أكون مكتئباً طوال اليوم
وكثيراً ما أخبرني أهلي أن شخصيتك على الورق أجمل من الحقيقة وأخلاقك كذلك
لكنني لا أعرف كيف أتعامل مع غيري ربما لأنني لم أعتد على ذلك لا أعلم•
مع العلم أنني كتبت استشارة لحضراتكم مسبقاً لكنني لم أكتب الأعراض بوضوح تقريباً
وأريد أن أعرف هل يجب علي زيارة طبيب نفسي ؟ وهل حالتي تستدعي ذلك ؟
وما مدى خطورة حالتي ؟
وهل تظهر علي أعراض أكيدة واضحة لمرض معين؟
من فضلكم أريد أن أعرف كل شيء عن حالتي النفسية بالتفصيل أنا بأمس الحاجة لذلك
وشكراً جزيل الشكر
7/6/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك
عزيزي أنت صغير السن لكل هذا!!!
أنت الآن تضع اللبنة الأساسية لمستقبلك وحياتك
هل تريد أن تستمر حياتك هكذا؟
هل ستستسلم لنفسك تأكلك قطعة قطعة؟
اخترت العزلة معتقداً أن الوحش يعيش في الخارج ولكن الوحش يعيش بالداخل فالنفس إن لم تملكها ملكتك وقد كان فقد رمت عليك صنوف القلق والخوف والوساوس والاكتئاب أشكالا وألوانا
فتلقي بك هنا تارة وهناك تارة
ولكن يمكنك دائماً الانتصار والتغلب على أي ظرف مُعجِّز برفضه وتغييره...والبداية أولاً من نفوسنا فلا تبخسها شأنها فأنت تدني من نفسك كثيرا وهذا ليس صحيحا فعندما خلقك الله خلقك فريدا لا تشبه أحدا، ثق بنفسك وبقدراتك.... فاخرج للحياة وعش فلا زلت حيا تتنفس، والاحتكاك بالناس والأقران يجعلنا نتعلم ونشعر بذواتنا لا تخشى شيئا ولا تشغل نفسك بما سيقولون لا أحد فيهم يطعمك أو يرزقك ولن يغني أحد منهم عنك من الله شيئا.... وللتعامل مع الآخرين عليك أن تتعلم مهارات التواصل الاجتماعي وتتعلم كيف تروض أفكارك وتتحكم في انفعالاتك.
لذا بكل صدق وإخلاص أدعوك لزيارة الطبيب النفساني الذي سوف يقيم حالتك بشكل دقيق إن رأى أن العلاج الدوائي ضرورة سوف يقوم بكتابة الدواء المناسب لك ولكن هذا ليس كل شيء بل يجب أن تكون هناك جلسات علاج معرفي سلوكي فأنت بحاجة إليها
عزيزي إن قدرتك على الاستبصار رائعة ووصفك لمعاناتك وفهمك لها يعكس وعيا وعقلا فاهما كما أن سنك صغير، وكل هذا مبشر جداً وسيختصر عليك كثيرا فأنا أتفاءل بقدرتك على التفاعل مع العلاج ومن ثم الشفاء بأمر الله
خذ القرار وتوكل على الله فأنت ناضج وكفى ما كان،، لا زلت صغيرا وحياتك لم تبدأ بعد فابدأها بشكل صحيح.
أتمنى أن تطمئنني عليك قريباً
ويتبع >>>>>>>: الكاتب الصغير والاكتئاب والقلق م