أحبه بجنوووون؛
بصراحة أنا فتاة في السادسة عشر، أحب ولد خالتي بجنووون، احب كل شيء فيه، فأخلاقه عااااااليه ما شاء الله، وتعجبني تصرفاته لأنه رجل بمعنى الكلمة، أحبه وهو يحبني أحسست بذلك من نظراته وابتساماته، مع العلم أنني لم أخبره بأنني أحبه، وهو أكبر مني بسنه ونصف.
الكل ينصحني بأن أتركه وأنساه، ولكني لا أستطيع لأنه ليس من السهل أبدا أن تنسى شخص أحببته من أعماق أعماقك منذ ست سنين.
أغلب من أخبرهم أنني أحبه يقولون لي بأنه حب مراهقة، ولكني أتضايق من ذلك كثيراً فأنا أحبه بصدق وأغار عليه جداااااااااااااا.
والآن أتمنى أن اعرف هل من المعقول أن يكون كل هذا الحب حب مراهقة؟؟ ومن المحال أن يدوم؟؟
وهل تنصحني بأن أحاول أن أتناساه، مع العلم بأنني يائسة وأعلم بأني لن أستطيع،
أرجو الإفادة،
أختكم في الله.
23/8/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن رسالتك الرقيقة أرغمتني على الرد عليها في نفس يوم إرسالك لها وهو ما لا يحدثُ كثيرًا، لكن الحب عندي خاصةً حب من هم في مثل سنك لابد أن يقدم على غيره فأنا دائمًا أتحيز للحب.
وسأبدأ أولاً من حيث انتهيت فحكم الناس على حب بأنه حب مراهقة غالبًا ما يكون مؤلمًا لصاحبه إضافةً إلى كونه حكما غير منصفٍ في الغالب، وأنا لا أدري ما السبب أصلاً في تبرعهم لتقييم الموقف؟ هل هو مثلاً إلحاحك في الكلام عن ذلك الشخص؟ أم هو إبداؤك الرغبة في أن تبوحي له بحبك مثلاً؟ فهنا تكونين أنت التي تسببُ الألم لنفسها باستفزازها للآخرين.
ثم أننا إذا توخينا الصدق في حكمنا على الأمور فإن معنى أن نصف مشاعر معينة يمرُّ بها الشخص في مرحلة مراهقته، بأنها مشاعر مراهقة، فإن هذا يعني أنها مشاعر صادقةٌ إلى أقصى حدود الصدق ومخلصةٌ إلى آخر حد في الإخلاص ومثالية إلى أقصى حدود المثالية!
إذن ماذا يضايقك يا صغيرتي؟ إن ما يضايقك هو ما يقصدونه هم من كلامهم وما سألت عنه أنت بصراحة وهو أن كل هذا الحب سيكونُ مؤقتا، وحسب كلماتك محال أن يدوم!، وأنا أقول لك أولا أن حب المراهقة هو أسمى وأطهر أنواع الحب، وهو في الأصل مرشحٌ للدوام إذا ما رعيناه حق رعايته ولم نسئ التصرف على أساسه كما سأبين لك فيما بعد.
وليس الحب في حد ذاته عيبًا فيك ولا عيبًا منك، فهذا هو الطبيعي وهو دليل على توجهك الجنسي الطبيعي، ولكن المهم هو كيف نتصرف على أساس ذلك الحب، ولابد بدايةً أن أحدد مفهومي للحب وهو الذي أجيبك على أساسه فالحب بمفهومه العربي أي المفهوم الذي يفهمه الإنسان العربي من الكلمة حب وهو المفهوم العاطفي أو الرومانسي للكلمة (وهو مفهوم عربي كلية لأن الباحث في المعنى التاريخي لكلمة لوف الإنجليزية Love سيجد أنها ظلت دائما تعني ممارسة الجنس ولا شيء آخر فلم تكن تعني العاطفة ولا الهوى إلى أن دخل المفهوم العربي على الثقافة الغربية في القرن الثاني عشر الميلادي من خلال الشعراء الأوربيين المتجولين التروبادور الذين أخذوه أصلا عن العرب في الأندلس ومن يقرأ كتاب طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي يعرفُ كم كان الإسلام رائعا في موقفه من الحب وكم كان المجتمع الإسلامي جميلا!) هذا الحب الذي لا يدفعنا لفعل ما يغضب الله أو يجعلنا في موضع الشبهات هو الحب المحمود.
فهل معنى ذلك أن الإسلام يوافقُ على التجاوزات التي تحدثُ الآن من البعض لأنهم يحبون؟ بالطبع لا و لكن الذي يهمني إيضاحه هو أن الإسلام لا يحرم على البنت أو الولد أو الرجل أو المرأة أن تحب، وسؤال هل الحب حرام أم حلال هو سؤال خاطئ من أساسه لأن أحكام الشرع إنما تتعلق بأفعال المكلفين الإرادية والحب فعل لا إرادي أصلا.
ولكن الحب كعاطفة شيء وتصرفات الإنسان المترتبة على هذه العاطفة شيءٌ آخر وفيما يتعلق بالتصرفات الإرادية فإن أحكام الشرع واضحة ومعروفة للغالبية منا، وهناك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "اللهم هذا قسمي فيما أملك فاغفر لي ما لا أملك" صدق صلى الله عليه وسلم وهو إقرار من سيد الخلق بأنه لا يملك توجيه قلبه كيفما شاء.
فأنا لا أطلب منك أن تتناسي حبك، بل أطلب منك أن تحسني لنفسك وأن تزيديها جمالا به، وذلك بأن تحرصي على عدم إغضاب الله أولاً، وأن تتفوقي في ما أنت مسئولةٌ عنه الآن وهو دراستك، فهكذا تفعلين بذكائك ما يجعل ابن خالتك هذا دائم التطلع إلى الارتباط بك عندما يصبح ذلك بإمكانه،
وألا تقعي في غلطةٍ قد تفقدك الكثير من أنوثتك وقوتك وهي أن تبوحي له بالحب فلابد أن يصرح لك هو أولاً وإلا خسرت كثيرًا من جمالك وقيمة حبك له في عينيه، وأما ما لا يفوتني تنبيهك إليه فهو أن تحرصي على كتمان أمر هذا الحب ما استطعت لذلك سبيلا وأنا أعرف جيدًا أنك تحبين (ككل المحبين الصادقين) أن تتكلمي عن من تحبين، وأن يكونَ هو شغلك الشاغل فالحب وسواس المحبين الصادقين لكنه يجبُ ألا يغلبك على أمرك فيضيع وقتك ويقلل من تحصيلك، إضافةً إلى أن كثرة حديثك عن مشاعرك البريئة تلك هيَ كما أخمن سبب ما تسمعين من اتهاماتٍ ممن حولك لمشاعرك بأنها مشاعر مؤقتة.
في النهاية أقول لك ما الذي تتوقعين أن يؤدي إلى مشاكل؟ أنا أحتاج إلى معلومات أكثر لكي يكونُ ردي عليك أقرب إلى مشكلتك الحقيقة، فأنا هنا كتبت فقط من أجل أن أحرك أفكارًا كثيرة في عقلك الصغير لكي تراجعي كل شيء، وأنا في انتظار متابعتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.........................
ويتبع>>>>>>>> : أحبيه لا عيب ، ولكن ... م