إناث وذكور: هل أنا مجنون؟
مشكلة اجتماعية وفكرية غير عادية
هذه مشاركة في المشكلة التالية والتي أجاب عليها الدكتور عمرو أبو خليل من قبل وظهرت على استشارات مجانين بتاريخ 12/08/2004
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلات الحالية:
1- عدم وجود دافع لمواصلة دراستي لقد فقدت هذا الدافع فجأة عندما حدثت مشكلة بين أبي وأقربائي المجاورين لنا في السكن ونحن نعيش في الريف وأنا على ارتباط شديد بهم لأنهم جيراننا الوحيدون وأحبهم بشدة رغم عيوبهم وهم سبب محنتي الشديدة وسبب تفجيرها.
ويجب أن أذكر أن أبي رغم حبه الشديد لي ولكنه قاسي جداااا ولكن الشيطان والناس يحاولون تشويه صورته في عقلي بسبب شدته.
2- وبعد المشاجرة مع الأقارب الذين كانوا يعطونني الحنان الكافي للنجاح واليوم أعتقد أن نجاحي كان من أجلهم، أنا أظن أني مختل نفسيا وتفكريا، بدأت أقول لنفسي كيف سأتعامل مع أقربائي؟ هل سألقي عليهم السلام أم لا ؟ ماذا سيقولون عني؟.كيف سأتعامل مع الذين لهم صلة بهم.؟ وكثير من الأسئلة كثيرررررررررررر.التي لا تطرأ إلا على عقول الأغبياء مثلي.
كانت هذه الأحداث في 3ث ع.تركت المذاكرة وسرحت في هذه الأفكار .لن لن لن لن تدركوا الألم الذي كنت أشعر به، وكنت أضرب نفسي بشدة كي لا أفكر في أقربائي. ولكن تفوقت في الثانوي ودخلت الطب وكنت أظن أنني سأتوقف عن التفكير بدخولي الطب.وفعلا بدأت أكره أقربائي بكل الوسائل الممكنة حتى نجحت في ذلك ولكن فشلت في دراسة الطب بكل المقاييس لأني بدأت أفكر في الأمور التجريدية بدرجة موسوس محترف.
3- أصبحت أشك في كل الحقائق الثابتة، أشك وأنا أكتب الرسالة أشك أني أكتبها، أشك أني إنسان، أشك أن البشر جميعا لهم نفس التركيب (Head and Neck and Upper and Lower Limbs ) نفس التركيب . وهى من أكبر المشاكل عندي.
4-أشك أن الأمريكان بشر مثلنا وهذا الموضوع من أهم مشاكلي.
5- والموضوع الأخطر أني أشك أنه يوجد (إناث وذكور) مما دفعني لمحاولة إثبات غير ذلك من خلال التلفاز والنت.
هل أنا مجنون؟؟؟
17/7/2004
رد المستشار
أخي العزيز........ "مهاب" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
علاقتك بوالدك تبدو مضطربة وضعيفة فأنت تصفه بالقسوة والشدة (رغم حبه لك)، وكنت تعوض هذه العلاقة الأساسية المضطربة بعلاقتك بأقاربك الذين هم أيضا جيرانكم الوحيدين، ولكن الأب أبعدك عنهم قهرا بسبب خلافاته ونزاعاته معهم وبذلك ذهبت هذه العلاقة البديلة التي كانت تعوضك حرمان العلاقة الأبوية، وهنا اهتزت الأرض تحت أقدامك حيث لم يعد هناك "آخر" في حياتك وقد شكل هذا أزمة شديدة لك لأن وجود الناس في حياتنا هو الذي يعطي للنجاح معنى ويعطي لجهودنا قيمة، إضافة إلى أن علاقتنا بالناس تشكل الكثير من أفكارنا وقيمنا وثوابتنا ومن خلالهم نختبر صحة أو خطأ الكثير من أفكارنا واتجاهاتنا.
وفي غياب الناس من حياتنا نشعر بالضياع ونصبح أشبه بمن يسير في البحر الواسع بمركب صغير ولا يملك بوصلة لمعرفة الاتجاهات ولا يرى شاطئا يأتنس به ولذلك تصبح الجهات الأربعة لديه بلا معنى لأنه لا يرى علامة ثابتة يقيس إليها موقعه فيعيش في حالة من التيه والشك والضياع.
وأنت حين افتقدت علاقتك بوالدك وابتعدت عن أقاربك الذين كانوا يمثلون لك العلاقة البديلة أصابك حالة مما نسميه "القلق الوجودي" حيث ينعدم المعنى في الأشياء وبالتالي تضعف الدوافع وينطفئ الحماس وتصبح الحدود بين الأشياء باهتة وغائمة ويسود الشك المؤلم والمحير. واضطراب العلاقة بالوالد تؤثر كثيرا في العلاقات الأخرى لأنها تعد بمثابة البروفة لكل العلاقات التالية وهذا جزء هام من أزمتك، فالوالد يمثل (أو يجب أن يمثل) الثوابت والأصول والمعنى والغاية، فإذا غاب من حياتنا غابت أو اهتزت أو تشوهت هذه الأشياء.
أنت في حاجة لوجود "آخر" في حياتك يدعم وجودك ويؤكد لك الثوابت ويطمئنك على صحة الاتجاهات ويخفف من شكوكك ووحدتك ومخاوفك.
حاول إقناع الوالد برفق للعودة إلى الارتباط بالأقارب والجيران مرة أخرى، وإذا أصر على رفضه فابحث عن الناس في كل مكان تذهب إليه وسوف تجدهم وتستأنس بهم.
وإذا لم تنجح في ذلك فيمكنك طلب المساعدة من معالج نفسي وأرى وسوستك الحالية في حاجةٍ إلى مساعدة من الطبيب النفسي الذي يمكن أن يرشدك، ويقدم لك ما تحتاج إليه من علاج، ويستطيع أن يقوم بدور الأب البديل ويقوم بدور "الآخر" مؤقتا ويساعدك على استعادة الروابط مع الناس ومع الحياة.
وأسأل الله لك التوفيق
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به كلٌّ من الدكتور عمرو أبو خليل، والدكتور محمد المهدي، غير الإشارة إلى الاكتئاب وربما عسر المزاج الذين لمستهما بين سطورك، واللذين مثلت الوسوسة قناعا يكتسيان به أحيانا، فعليك ألا تغفل طلب العلاج.
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: إناث وذكور: هل أنا مجنون؟ م