وساوس عقدية: وسواس الاستنجاء والرطوبة م2
وساوس عقدية
كنتُ قد أرسلتُ إلى حضرتكم استشارة عن بعض الشكوك المتعلقة بالعقيدة، وفي نفس الفترة تقريباً أرسلتُ إلى الشبكة الإسلامية سؤالاً بنفس المضمون. وجاءت إجابتهم عبر هذا الرابط:، وهذه الإجابة سببت ليَّ رعباً شديداً، فهم يقولون أن من أصابه أدنى شك في صحة الإسلام ليس من جموع المسلمين، ولا يُزوَّج، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا تنفعه صلاته ولا صيامه ولا قيامه بالشعائر الإسلامية.
ومن ثم فهي إجابة مرعبة، إذ أصبحتُ أخشى على صحة إيماني، أو أن أتزوج من أيِّ امرأة مسلمة، أو أن أخذ ميراثي لأن الكافر لا يرث المسلم. فأنا مؤمن بالله، وأُؤَدّي واجبات الإسلام، وأجتنب نواهيه، وأحسب نفسي ممن يتمتعون بمكارم الأخلاق، ما استطعتُ إليه سبيلاً،
وقرأتُ في مقارنة الأديان، واخترتُ الإسلام ليَّ دينًا، لأنه الأقرب إلى القلب والعقل والمنطق، ولكن يراودني بعض الشكوك لا أستطيع دفعها، وكنتُ أرى أنه لا ضير من وجود بعض الشكوك، لأن اليقين الجازم لا يمكن الوصول إليه سوى بالمشاهدة العينية، وأن ما نستطيع فعله هو الإيمان بالقلب، واختيار الدين الأقرب إلى الحق والعقل والقلب والمنطق، وكنتُ أظن أن هذا كافٍ، حتى يكشف الله لنا الحقيقة يوم القيامة، ويحكم بيننا فيما كنا فيه نختلف.
فأنا أؤمن أن الله وحده هو من يملك الحقيقة المطلقة، وأن هناك أشياء كثيرة نجهلها، ولا تستطيع عقولنا القاصرة استيعابها، وأن الله سبحانه وتعالى سيكشفها لنا يوم القيامة.
وكنتُ أعيش في هدوء، دون اكتراث بهذه الشكوك، وكنتُ أظن أنه لا ضير منها، طالما أنني أُؤَدّي واجبات الإسلام، وأجتنب نواهيه، ولكن الأمر تغير بعد قراءتي للفتاوى التي تفيد بأن هناك ردة شك، وأن عقد النكاح ينفسخ في حالة الشك في العقيدة فمثل هذه الفتاوى من شأنه أن تثير الرعب داخل أيِّ إنسان، ويشككه في أهم شيء عنده، وهو إيمانه.
فالإجابة المذكورة في الرابط السابق مخيفة، فقد أصبحتُ مع أدنى شك أخشى الخروج من دائرة الإيمان وأن يحبط عملي، وأصبحتُ على وشك الدخول في دوامة من الوساوس في العقيدة، فحتى الآن الأمور مستقرة، لكن مثل هذه الفتاوى قد يدخلنا في دوامات يعلم الله مداها.
مرة أخرى، إذا كانت هذه الاستشارة، ستؤثر على إخوة آخرين، أو من شأنها أن تزعزع إيمانهم، أو تزيد من وساوس آخرين، فمن الأفضل عدم نشرها، حتى لا أتحمل ذنب أحد.
شكراً مقدماً لحضرتكم.
1/6/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
صدقت في أنها فتوى مرعبة ... لكنني أظن صاحبها لو استشعر شيئاً من وسوستك لما جاء رده بهذا الشكل ... وأما من ناحيتك أنت فإن بعض المسؤولية واقع عليك لأنك لم تشر في سؤالك لهم بأن لديك مشكلة وسواس قهري ولعل هذا يعذرهم.... أما نحن في استشارات مجانين فلدينا طرقنا في استشعار أسئلة الموسوسين وفي حالتك أنت لدينا علم مسبق بالحالة.
مختصر الكلام يا "محمد" هو أن الفتوى المشار إليها لا تخص الموسوسين بأي شكل وانتظر قريباً على مجانين مقالة نشرح فيها كيف أن الموسوس لابد يعفى من كل واجب يستدعي التفتيش في الدواخل.... والنقطة الأهم هي أن الموسوس حريص على إيمانه وليس العكس وشك الموسوس شك مرضي لابد معفى عنه ... هذا والله أعلم.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات .