وساوس عقدية : وخلافات فقهية م3
وسواس النذر2
السلام عليكم، بداية أود أن أشكر الأستاذة رفيف على أسلوبها في الرد على استشارتي، التي جاءت تحت عنوان "وسواس النذر"، جزاها الله كلَّ خير.
ثانيًا، هل ليَّ أن أطمع في الحصول على تعقيب دكتور وائل على هذه الاستشارة، فالأستاذة رفيف تناولتها من الناحية الشرعية، ولكن هل ليَّ أن أطلب من دكتور وائل أن يعطيني رأيه من الناحية الطبية. كل ما أريده من حضرتك يا دكتور وائل أن تخبرني بالتشخيص الطبي لحالتي الموصوفة في الاستشارة سالفة الذكر، ولا سيما مدى مسؤوليتي الدينية، وهل حالتي ينطبق عليها وصف الإكراه أم لا، فأنا أعلم أن الوسواس والإكراه درجات، ولا يسري عليه حكم واحد، لذا حاولتُ في الاستشارة سالفة الذكر أن أشرح حالتي بشيء من الدقة، فيما يخص "وسواس النذر"، حتى أحصل على تشخيص طبي دقيق يمكنني أن أركن إليه.
*ملحوظة: أنا حضرتُ لعيادة حضرتك يا دكتور وائل، في أواخر مارس وأوائل إبريل ٢٠١٦، حوالي ثلاث جلسات، وحضرتك وصفتَ ليَّ دواء «سبرالكس» و«أبليفاي»، لكنني لم آخذ الأبليفاي لأن به مشتقات حيوانية. ولكنني بفضل الله مرتاح الآن على دواء «سبرالكس»، ومواظب عليه منذ فترة طويلة.
شكراً مقدماً لحضرتكم.
2/6/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك الدؤوبة مع خدمة استشارات مجانين بالموقع.
استشارتك التي أجابتها فقيهتنا رفيف الصباغ ضمت ما يقال في الجانبين الشرعي والطبي حقيقة فقد قالت : ليست لديك أي مسؤولية دينية، ولا أي التزام، فالأصل براءة الذمة من النذر، ولا تنشغل الذمة إلا بيقين، لا يكفي لا الشك ولا غلبة الظن، لا من موسوس ولا من غيره.... وهذا جانب شرعي ثم قالت :
(من طبيعة الوسواس أنه يخف ويشتد، ولكنك على كل حال تبقى في حكم الموسوسين، وأحد وساوس الموسوسين أن يشك هل تنطبق عليه أحكام الموسوسين أم لا؟! وإذا كنت تستطيع التحكم بما تتلفظ به فلماذا الشك؟ إما أنك تتحكم، ولا يؤثر الشك، وإما أنه فعلاً يحدث منك تلفظ، دون إرادتك، ولا ينعقد لأنك موسوس مكره!)... هذا كلام طبي كذلك
(ثم قالت : بالنسبة لتثبيت لسانك، ونومك، فهي أفعال قهرية ناتجة عن الوسواس، واللجوء إليها يزيد الوسوسة، أرجو أن تكف عنها، وأرجو أن يسمح لك الوسواس بتصديق كلامي، أن ذمتك بريئة من أي نذر وأي التزام)... وهذا طبي وشرعي في آن.
استشارتك التي أجابتها المستشارة ونتناول ردها الآن بالتعليق والتعقيب كنت عندما قرأتها قد اكتملت لدي رؤية مفادها أن الموسوس إذا فتش في دواخله وقع في وسوسة جديدة، أي أنه إذا حاول استبطان معلوماته الداخلية كأن يحاول التفتيش في ذاكرته أو مشاعره أو نواياه فإن قابليته للوسوسة تزداد جداً ... وهو في غنى عن ذلك...
وما يحدث معك ووصفته في استشارة وسواس النذر شبيه جداً بما يجده الموسوس بالطلاق والموسوس بالتجديف وغير ذلك ما يستلزم في بعض أحكامه أن يُسأل الموسوس عن نيته أو قصده من قول ما ... أو حين يسأل هو نفسه هل تلفظ أم لم يتلفظ فهو هنا يحتاج إلى التذكر ومحاولة التذكر هي استبطان وتفتيش في معلومات الذاكرة الداخلية أي أنها مما يعفى الموسوس منه.وحتى التفريق بين الشك وغلبة الظن ليس مطلوباً منك طالما تعلق الأمر بوسوسة لأنه كذلك تفتيش في الدواخل، وإذا كان الوسواس كما يفعل معك ومع غيرك قادراً على حشر الكلمات في وعيك وتشكيكك في أنك تلفظت رغم أنك لم تتلفظ...فإن هذا يعفيك طبياً ولابد شرعياً من كل مسؤولية دينية تتعلق بهذا الأمر..... بل ودعني أزيدك أنه في بعض الحالات لا يُلزمك حتى التلفظ بعبارات النذر بأي شيء ... وأنا هنا أقيس على ما سمعت من كلام فقهاء كبار عن عدم وقوع طلاق الموسوس إلا عند المأذون ... يعني مهما تلفظ لا يقع طلاق... لماذا ؟ لأنه مكرهٌ وكاره لما هو مكره عليه.
أما التشخيص الطبي فواضح ومعروف إنه الوسواس القهري! وهل تتوقع شيئاً آخر؟ وأما عدم استخدامك الأبليفاي لأن به مشتقات حيوانية.... فيعيد إلى أذهاننا إلى أي حد أنت متعمق متشدد ... وهو نوع من الاضطراب الوسواسي لا يستجيب بسهولة لعقاقير الم.س (معززات السيروتونين) وحدها ويحتاج عقارا تدعيمي... وأفضلهم في خبرتي هو الأريبيبرازول (أبيليفاي) ...
كما يذكرني بموقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من التعمق (مسند عمر رضي الله عنه 8816) عن ابن سيرين قال : هم عمر أن ينهى عن ثياب حبرة تصبغ بالبول، ثم قال : نهينا عن التعمق. فقد انتشر نوع من القصب (العباءات) في زمان عمر رضي الله عنه وبلغه أنها تصبغ بالنقع في البول في مرحلة من مراحل صناعتها ... وحين هم أن ينهى عنها تراجع مستندا إلى أنها تظهر بلا خبث وعليه أن يأخذ بذلك اتقاء للتعمق المذموم شرعاً... عافاك الله.
إذن فكر مرة أخرى في استخدام أبيليفاي لتحصل على تحسن إن شاء الله أكبر، ومرة أخرى أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات .
ويتبع >>>>>>: وساوس عقدية : وخلافات فقهية م5