شك بعد التوبة
تبت من ذهابي للكهنة والعرافين.
بعد عدة أيام أشعر بأن الشك يسيطر علي بقوة وأحاول أن أزيلها وأحدث نفسي لكي يذهب الشك عما قاله الكاهن أو العراف عن حالتي في المستقبل وحالة أخي بأنه مريض وهو في الحقيقة مريض بعد ما قال أنه زاد عليه المرض وإلخ....
ولا أستطيع نسيان ما قاله... ودائما أحاول تذكر بأن من أخبره الكاهن الأخبار والمعلومات هو الجن والشيطان ولكن دائما أتذكر ما قاله يأتيني كلامه أخاف وأستغفر الله وأتوب كثيرا وأنطق الشهادة عدة مرات ماذا أفعل؟.
مع أني قد قرأت واطلعت وبحثت وتبين أن الكهنة كاذبون!!
ولكن لماذا أشعر عكس ذلك مع خوف شديد
8/6/2018
رد المستشار
أياً كان ما قاله الكاهن أو العراف, بأن الجن أو الشيطان من أمده بأخبارك وعن حال مستقبلك... كلام هراء وسخف ما بعده سخف... فهؤلاء الذين يدَعون معرفة الغيب باتصالهم بالجان أو الشيطان أو القوى الخفية, وربما يضفون نوعا من القداسة والروحانية, على هذه القوى الخفية وأنهم يدفعون تأثيرها عن الإنسان, الذي يأتي مهرولاً إليهم الناس - وليس بالطبع كلهم-, بطبيعتهم حين يعتقدون في وجود هذه القوى وفي تأثيرها عليهم ما مكَن الخوف والتوجس في عقولهم,
وراحوا يطلبون العون بالشفاء أو قراءة البخت من العرافين والكهنة والمشعوذين أو الدجالين وغيرهم من ممن يدعون السحر أو التنجيم أو قراءة الطالع. هؤلاء مدعو العلم بأسرار الغيب ومخاطبة القوى الخفية بالغوا في هذا الأمر, فادعوا أن كل الأمراض هي مس أو تلبس أو سحر أو حسد أو عين. هؤلاء يستخدمون أبشع الوسائل مثل الضرب أو الخنق أو الكي أو إيذاء المريض بالكهرباء أو الإيحاء كما هو الحال في رسالتك. وبعضهم ينتهك الحرمات وهتك الأعراض.
فالاعتقاد بهؤلاء, ليس مقصورا على الفقراء أو الطبقات الدنيا من الناس وإنما نجد أساتذة وجامعيين ومعلمين ومثقفين وكذلك أطباء ممن يعتقدون بتأثير الجن والسحر والحسد والعين. ومنهم من يذهب لمعالج شعبي أو مشعوذ للعلاج.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل كثيرة خبرتها كطبيب نفساني من خلال قصص وتفاصيل رواها لي المرضى وذويهم الذين كانوا ضحية لهذه الشعوذة والدجل والنصب والابتزاز تحت ستار الدين. من خلال خداعهم يستغلون الخوف الذي ترسب في عقول الناس- لكثير من المجتمعات عبر الأجيال المتوارثة للأساطير والقصص والمعتقدات- لهذه القوى التي ترسبت في العقول, من خلال إحاطة أعمالهم بالروحانية واتصالهم بالقوى الخفية, ولكي يحتموا بها تغلف بالدين مما يزيد تأثيرهم في الناس.
صحيح أن أخاك هو المريض.. ولكن العبء الأكبر يقع على عاتق الأسرة. بلا شك أنك قلقة وخائفة على أخيك... وهذا شيء طبيعي أن تخافين عليه. فماذا حدث لك...لقد استغل (الكاهن) بطريقة غير مباشرة خوفك وادعى بأن هذه القوى أخبرته أيضا عن خصوصيتك وأمدوه بالمعلومات... وبالتالي بداء تأثيره عليك من خلال الإيحاء ... المهم أنك لم تقعِ فريسة في الفخ الذي كان من خلاله محاولة اصطيادك كفريسة سهلة... لا تدعي هذه الأفكار أو الوساوس أن تتمكن وتسيطر عليك...
تسلحي بالقران الكريم... كوني قوية...
لا تصغي لهؤلاء.. أصغي لصوت عقلك الذي وهبه الله لك لتدركي الحق والباطل...ولكن أعتب منك وعليك فكان واجبك وواجب الأسرة أن يعرض أخاك على طبيب.
لك احترامي...
واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: سحر وحسد وتلبس، جهل نفسي