وسواس الطهارة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا شاب من المغرب (المذهب المالكي) ومصاب بوسواس الطهارة وأود أن أعرف من حضرتكم حكم الأخذ بأقوال بعض العلماء من مذاهب أخرى (مثلا حكم العمل بقول المذهب الحنفي بالاكتفاء بنضح المذي الذي يصيب الثوب وكذا بقول ابن تيمية في العفو عن يسير النجاسات مطلقاً) وهل علي إثم إذا عملت بهذه الأقوال لأنها ليست من المذهب المالكي؟ أرجو منكم أن تجيبوني في أسرع وقت لأنني أعيش في خوف وحزن دائم،
فمثلاً يوم أمس قمت بغسل الثياب في الغسالة الأوتوماتيكية وبعد إخراج الملابس وجدت نقطة مذي قطرها تقريبا 1 سنتمتر لا زالت موجودة على سروالي ولم تغسل جيداً والآن أنا في حزن وخوف من انتشار النجاسة إلى الملابس الأخرى وإلى كل مكان في البيت)
أرجو أن تفرجوا كربتي وتنصحوني وترشدوني إلى التعامل الصحيح مع هذه الأمور
ودمتم لنا ناصحين.
1/7/2018
رد المستشار
الأخ العزيز "Youness" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
تسألنا : (وهل علي إثم إذا عملت بهذه الأقوال لأنها ليست من المذهب المالكي؟) ..... وردنا هو بل عليك إثم إذا لم تعمل بما هو أيسر لك في أي مذهب منه في المذهب المالكي؟! إذ على الموسوس أن يتحرى الأيسر من الأحكام في كل ما له علاقة بموضوع وسوسته حتى يبرأ من وسواسه ... والخلط بين المذاهب لا يشرع للصحيح مخافة الخروج عن الإباحة بينما يجب على الموسوس حتى يبرأ ! أي أن الرخصة مفتوحة.
وأما ما يستدعي المراجعة والتأمل لما يشي به عن حالتك الذهنية فهو قولك : (قمت بغسل الثياب في الغسالة الأوتوماتيكية وبعد إخراج الملابس وجدت نقطة مذي قطرها تقريبا 1 سنتمتر لا زالت موجودة على سروالي ولم تغسل جيدا) ... هذا الذي تقوله مستحيل عقلا إلا إذا كانت غسالتك الأوتوماتيكية تغسل بالتجفيف مثلا دون استخدام الماء ! فالمذي عملياً وعلمياً يذوب تماماً في الماء ولا يحتوي على الدهون التي لا تذوب في الماء..
إذن فأنت بسبب التفتيش أوقعت نفسك في حرج لا داعي له ... فإذا كانت هناك نقطة بالكيفية التي ذكرتها فقد تكون نقطة زيت أو غيره من المواد الدهنية ولن تكون غير ذلك ... والأهم هو أننا نهينا عن التفتيش في الثياب بعد غسلها بحثاً عن النجاسة وبالتالي عليك ألا تكرر هذا ... وكذلك لا مجال لما تتخيله من الانتشار السحري للنجاسة في الملابس الأخرى وكل مكان في البيت!.إذن فالتعامل الصحيح بالنسبة للموسوس هو أن تعلم أن الأصل في الأشياء الطهارة وأن الأمور (بما فيها النجاسة) تبقى على العفو ما لم يتعمق الإنسان بحثا عنها ... وهذا لعموم المسلمين فما بالك بالموسوس ؟ ثم إن أردت أن تأخذ بالمذهب المالكي فيما يتعلق بالموسوس فإن رأيا قوياً فيه يقول بأن تحري التخلص من النجاسات لا يجب على الموسوس وإنما يسن فقط أي أنه سنة لا يلزم الموسوس القيام بها خاصة إن تسببت في معاناته!
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.