قلق..!؟
إني طالبة وقد تعرفت على شخص كان يدرس معنا في نفس الجامعة ولكن لم أحتك به إلا يوم تخرج من الجامعة، وزادت علاقتي به وقد اتخذته صديقا لي لأنه متزوج ويوجد لديه أطفال وهو كذلك يعتبرني صديقته فقط.
وقد تطورت علاقتنا فقط عبر الهاتف أحكي له ما يحصل لي وأنا طبعا لا أخرج معه ولا شيء.
فقط علاقتنا عبر الهاتف ولا أريد بكل صراحة أن اخسره لكونه شخص عاقل يقدر الحياة ويستطيع أن يساعدني في حل مشاكلي.
كيف لي بأن أحافظ على علاقتي به دون أن أخسره؟.
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا بك على صفحة استشارات مجانين، وشكرًا على ثقتك في صفحتنا؛
جميل أن يشعر الفرد أن هناك من يهتم به ويبادله الاحترام فالنفس البشرية على استعداد أن تفعل أي شئ مقابل هذا الإحساس الجميل، وبالنسبة لك يا عزيزتي أقول أن الصداقة بين الولد والبنت خاصةً في مجتمعاتنا كثيرا ما تخفي وراءها الكثير، وكثيرًا ما تكونُ صداقةً غير حقيقية.
فالصداقة دائما تكون بين اثنين من نفس الجنس ومتقاربين في العمر بين ولدين أو بين بنتين، قد يكون هناك ارتباط بين الجنسين (باختلاف الحب والزواج) كزمالة الدراسة أو العمل أو الجيرة ومن عمق الارتباط قد يتهيأ لنا أنها صداقة، وسوف أوضح لك أيتها الأخت ما أقصده بشكل أكبر من خلال توجيه السؤال التالي: باعتبارك أنثى هل تتحدثين معه بحريه عما تريدين وعما تشعرين؟ أكيدٌ أن هناك ما تتحرجين من الحديث معه فيه لأنه ببساطة لن يتفهم مشاعرك كأنثى فأنت تحتاجين لصداقة فتاة مثلك تشعر بمشاعرك وتفهمها جيدا فهذه هي الفطرة التي فطرنا الله عليها كذكر وأنثى.
لكن ارتباطك بهذا الشخص فيه خلل ما، ربما تكونين تحبينه، ولكنك تنكرين ذلك حتى أمام نفسك لكونه زوج أو أب، ربما تعوضين به فقدا ما مثل الأخ الأكبر أو الأب أو الحبيب، وأنت لم تذكري لنا تفاصيل كافيةً عن حياتك الأسرية.
وأحب أن أوجه نظرك يا صغيرتي لنقطة أخرى وهى هل تعلم زوجته بهذا الارتباط بينك وبينه؟ وهل إن كنت زوجة هل كنت تسمحين لزوجك بأن يكون على علاقة بفتاة أخرى ولو تحت مسمى الصداقة؟ بالطبع سوف تأكلك الغيرة لذلك.
وبالنسبة لهذا الشخص فإنه بالمثل يعوض فقدًا ما عنده ربما تعطينه ما لا تعطيه له زوجته من اهتمام وحنان وحسن استماع أو ربما يمر بمشاكل واضطرابات مع زوجته وثقي أنه بزوال هذه الاضطرابات والمشاكل سوف يبتعد عنك، إلا إن كان يطمع فيما هو أكثر.
إنك أنت الخاسر الوحيد من هذه العلاقة وأكبر دليل على ذلك انك تشعرين أنها مشكلة وأرسلت لنا طلبا في مشاركتنا بالرأي أليس كذلك؟
إنك تشعرين بأهمية هذا الفرد في حياتك لأنه ليس هناك من يحل محله وتشعرين معه بمثل ما تشعرين به مع هذا الشخص من اهتمام ومشاركة وأؤكد لك انك بارتباطك بالشخص المناسب إن شاء الله والذي سوف يكون لك الصديق والأخ والزوج والحبيب ويعوضك عن أي فقد في حياتك سوف تشعرين بضآلة هذه المشكلة وتنسين كل ما تشعرين به الآن فقط لا تتمادى في علاقتك مع هذا الشخص ولا تعطيه اهتماما اكثر مما يستحق فادخري شيئا لهذا القادم قريبا إن شاء الله تعالى.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي متسائلاً:
هل سألت نفسك يا صغيرتي أولاً: عن وجهة النظر الشرعية في مثل هذه العلاقة من خلال الهاتف؟ وأنت تقولين في إفادتك (وقد تطورت علاقتنا فقط عبر الهاتف أحكي له ما يحصل لي) فما معنى تطورت؟ أليس معناها أن مشاعر معينةً بدأت تتحرك وتتبلور وتؤثر أولا عليك،
وثانيا: عليه وعلى علاقته بزوجته وربما أطفاله؟ أليس ما يحدثُ بينكما أمراً تخجلين من الحديث عنه والتصريح به لوالديك؟ ثم ما معنى أنك تحكين له ما يحصل لك؟ أليس هذا الرجل أجنبيا عنك؟ هل من حقه أن يعرف ما يحصل لك؟
ثم أليس من الممكن في يومٍ ما من الأيام وتحت ظروف معينة لا يعلمها إلا الله أليس من الممكن أن يطلب منك ما لن تستطيعي فعله، فيكونُ لديه من المعلومات عنك وعن أسرتك ما قد يضرك به؟ إن عليك أن تراجعي نفسك وأن تعلمي ما نؤكد عليه مرارا وتكرارا من أن الإسلام لا يحرم العلاقة بين الولد والبنت مادامت في الإطار العام الاجتماعي المجتمعي بمعنى أنها تتم وسط الآخرين وتهتم بمواضيع تخص المجتمع سواءً كان هذا المجتمع هو مجتمع الكلية أو الجامعة أو مجتمع مؤسسة ما من مؤسسات المجتمع المدني أو حتى المؤسسات الحكومية أو كان هو المجتمع العام،
أما أن تتحرك هذه العلاقة من الإطار العام إلى الإطار الخاص فإن لذلك شروطًا معروفة أولها أن يطلب الزواج منك من أهله فهل هذا الشخص مستعدٌ لذلك؟ وهل أنت أصلا مستعدة للزواج من زوج أخرى وأب أطفالٍ منها؟
وأما ما أحب تنبيهك له في النهاية فهو أن العلاقة عبر الهاتف تشبه في بعض ملامحها العلاقة عبر الإنترنت وإن كانت أخف التباسًا في أبعادها لكن تأثير هذا النوع من الاتصال يضفي على الأشخاص كثيرًا مما ليس فيهم، فلاحظي أن اعتمادك فقط على تعبيرات الصوت المنقول عبر الهاتف يختلف عن تقييمك لشخص تتعاملين معه تعامل البشر العادي المعروف، راجعي نفسك يا بنيتي، وتابعينا بأخبارك، وشكرا مرةً أخرى على ثقتك بموقعنا.
ويتبع........: العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة (شكرٌ) ومتابعة