علاقتي مع أهلي..!؟
بوركتم على هذا الموقع الرائع,,
اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم...
مشكلتي تتلخص أن أسرتي أسرة متفككة... دائما بنتخانق..!!!
لا زلت أذكر.. منذ الطفولة..
أننا عندما نجتمع عند طعام الغذاء.... أمي وأبي هم فقط يتحدثون مع بعض.. ونحن كلنا صامتين.. وبالتالي.. عندما كبرنا.. لا نشعر أننا أخوة.. ولا نتحدث مع بعض كثيرا.. مع أننا جميعا طيبين... وكلنا اجتماعيين.. ودمنا خفيف.. لكن ليس مع بعض..!!!
أحيانا.. أقول أنني لا أريد أن أجلس على مائدة الطعام معهم.. لأنه ملل.. ولن نتحدث حديث يسعدني.. كلنا يشعر بهذه المشكلة.. والجميع يسعى إلى تغييره... ولكن أحدا لم يستطع..!!!
أريد أن أحب عائلتي كثييييييييرا..... وأن اجعلهم جميعا يحبونني... ولكن كيف؟؟؟
إذا أردت هذا.. يتحتم علي أن أكون قوية.. وصبورة.. ولكني أصلا جدا حساسة... أبكي على كل شيء... وأشعر بالضيق بسرعة.. في بيتنا...لا تستطيع أن تعامل الناس بشخصيتك.. لأن أي كلمة خطأ.. ستجد الجميع يصرخ في وجهك..
أشعر أن أمي هي السبب في كل شيء.. فهي لم تربنا على حب بعضنا البعض... وأن نرتاح لبعض... وتجعلنا أسرة متماسكة... إهمالها.. هو السبب.. إهمالها جعلني أحيانا أشعر بكرهها... فهي دائمة الصراخ.. على لا شيء..!!!
وهي لا تهتم بالبيت.. وأشعر أحيانا أنها لا تعرف شيء..!!!!
حتى أنني أحيانا أقول أنني لا أريد الزواج.. لأنني سأشعر بالضغط...وهي لن تساعدني... أريد أن أصلح حالة بيتنا... وأن نحب بعضنا.. ونرتاح لبعض.. وأن أشعر أن هذا أخي.. وهذه أختي... ونكف عن مضايقة بعضنا لبعض.. ولكن.. هذا هدف.. بعيد.. جدا.. خاصة أنني أصبحت لا أعاملهم بحنية أبدا.. وأقسو كثيرا على أختي الصغيرة..
لدي مشكلة ثانية.. هو أنني أفكر كثيرا بالشباب.. وخاصة إذا كانوا حلوين وإذا رأيت واحد لا أغض بصري. وأتمنى محادثته وإذا لم أحادثه أعيش أحلام اليقظة معه وأيضا عندما أقابل أي بنت وأتعرف عليها... أقول أنها ستخطبني لأخيها..!!
مع أنني لا أريد الزواج الآن.. ولا أريد أن أقع في الحب... ولكن.. هذا هو تفكيري.. الضال..!!
2004/9/17
رد المستشار
ابنتي الجميلة..
سعدت بك كثيرا لتفكيرك المبكر في رؤية مشكلة أسرتك بل ومحاولة علاجها فأنا أعرف فتيات وصلن لعامهن الثلاثين وما زلن في دائرة مغلقة من النقد وعدم الرضا والمطالبة بالعصا السحرية للحل السريع أو إعلان حالة التمرد والعصيان والعمل من تحت شعار "خالف تعرف" أو أنهن( تستحققن القسوة) ولم يسعدن بذلك أو بتلك!!!
وأقول لك أن إحدى السمات الأولي للعلاقات الأسرية غير السوية هي إتقان الصورة الظاهرة وإهمال الحقائق الباطنة!!
فلا تتعجبي كثيرا من كونكم اجتماعيين وأصحاب دم خفيف مع الآخرين وعندما تلتقون تسقط تلك الأقنعة، ولا يبقي إلا الحقيقة وأقصد بالحقيقة هي حقيقة التواصل بينكم فعدم وجود تواصل إيجابي وطبيعي بينكم هو الذي يخلق في كل منكم حاجزا يسد عليه طريق التصرف بحرية أو باجتماعية أو حتى بدم خفيف!!!
لذا يا ابنتي أريدك أن تتعرفي علي عدة أمور حتى تمرين بحساسيتك ودموعك السريعة من مرحلة النقد وعدم الرضا إلي مرحلة محاولة إحداث تغيير أو علي الأقل قبولهم علي ما هم عليه!!
1- أنت فعلا تحبينهم ولولا هذا الحب الجميل الذي يملأ قلبك ما رغبت في حل المشكلة فاجعلي حبك يعلو فوق كل ما يضايقك.
2– لا تتوقعي أن هناك تغييرا اسمه تغيير كامل شامل لكل من حولك ولكن إحداث بعض التغيير هو الذي يمكن عمله ويكون ذلك بخفض أحلامك قليلا ومحاولة البحث عن مفاتيح رضاهم أو سعادتهم أو احتياجاتهم فالإنسان أسير الإحسان مهما كان، بمعني أنت تحلمين بأم حنون جدا، ذات عاطفة جياشة، هادئة، متعاونة، منظمة، ماهرة، فهذا لن يحدث لأن لا أحدا يتغير 180 درجة هكذا ولكن قد تهدأ حدة صفاته بالشكل الذي يمكننا من تقبله ولن يحدث هذا إلا إذا تنازلت قليلا عن مثالية أحلامك وبحثت عن مفاتيح رضا والداتك والإحسان إليها وقد تكون مفاتيح الرضا ليست بالشيء العسير قد يكون إظهار الأدب والاحترام معها ... معاونتها في أعمال المنزل.. هدية.. الاستجابة لطلب ملح لها وكذلك مع باقي إخوتك
3- حاولي أن تفرقي بين المخطيء والخطأ ففرقي بين خطأ والدتك –من وجهة نظرك– من إهمال وصراخ و ....و .... و ... وبين كونها أمك فأنا أراها وكأنها أرادت أن تصل لغاية نبيلة ولكنها أخطأت الوسيلة.
4- أعلم أنني أطلب منك الكثير ولم تخدعني كلماتك بأنك ضعيفة أو غير قوية بل أنت قوية وقوتك لن تعرفيها في فترات الرخاء الموجودة خارج المنزل، ولكن ستتعرفين عليها حقا في فترات الشدة داخله!!!
5- حاولي أن تخرجي نفسك قليلا من مراقبة من حولك وتقييمهم، لأن إحداث التغيير سيحتاج لجهد وصبر ووقت وقد لا يحدث منه الكثير فتتعلمي أن تتعاملي مع من حولك كما هم رغم اختلافكم فرغم وجود اختلاف إلا أنه يمكن أن يوجد تواصل طبيعي فاقبليهم حتى تستطيعي التواصل معهم وسيحتاج هذا إلي مجهود ولكن هل سمعت عن نجاح بلا تعب أو عمل بطولي دون المرور باختبارات ومحن؟؟!!
6- نجاح العلاقة بين مجموعة أفراد لا يتوقف إطلاقا علي رغبة قائدها -الأم أو الأب– وحده وإنما يتوقف علي رغبة أفرادها أيضا فلم لا تكوني أنت؟؟!! فحاولي مثلا أن تنتهزي أي مناسبة لعمل شيء جيد يحدث دهشة أو استحسان أو هدية لأحد إخوتك تعلمين أنه يحتاج إليها فهذا سيساعد علي عمل إحلال وتجديد في العلاقة.
7- ما تعانيه يا ابنتي ليست مشكلة تخصك ولكن بيوتنا تعاني منها ومن غيرها من المشكلات بل ويملأ وطننا العربي كله ويرجع ذلك لعدم وجود وعي تربوي صحيح وما يستلزمه من تواصل صحيح وكذلك أزمة الصدق مع النفس ووجود ازدواجية بين ما نعمل وما نعلم فاطمئني أنت لست وحدك!!
8- لا تنسي الدعاء وها نحن في أعظم ليالي وأيام الله في إرضاءه ولك دعوة مستجابة حتى تفطرين وتنتظرين ليلة قدر عظيمة فيها يفرق كل أمر فلا تهدري كل هذه الكنوز
9- أما موضوع الميل الفطري للجنس الآخر فهذا أمر طبيعي جدا قد سنه الله في نفوسنا ولا يحاسبنا الله عز وجل عنه سواءً كان شعورا أو مجرد تمني أو أحلام، ولكن يبدأ حساب الله عندما يترجم في أي تصرف بأي جارحة من الجوارح ومنها جارحة البصر وقد تحدثنا كثيرا وباستفاضة في ذلك الموضوع وطرق علاجه فأرجو أن تعودي إليها وكذلك إلي الروابط التالية :
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
الغلُّ والضغينة : أحلام يقظة أيضًا
الوسواس القهري وأحلام اليقظة !
وأهلا ومرحبا بك على مجانين