اكتئاب....
أخي كان يعاني من اكتئاب وذلك بعد عدة إحباطات متوالية وفشل عدة سنوات في الجامعة ثم ترك الدراسة وسافر إلى أمريكا للعمل في مطعم هناك ثم لم يستطع التحمل بسبب الفتن على حد قوله وقرر أن يتزوج ولكن اشترط عليه والدي أن يكمل دراسته وفعلاً اختار مجال سهل في جامعة أخرى وخطب قريبة لنا وكان وقتها يأخذ أدوية الاكتئاب وسألته هل ستصارح خطيبتك قال لا أنا أفضح نفسي قلت لكنه حقها ووعدني أن يشرح لها بأسلوب مبسط وتزوج ولم يخبرها وبعد عدة أيام بدأ يرجع للشرود وعدم الاستمرار في عمل
وزوجته تشتكي لي وأنه لا يتحدث معها كبقية الأزواج وأنا أحاول قدر ما أستطيع أن أوفق بينهما ومرت خمس سنوات وهي لا تشتكي اعتقدت أن الأمر على ما يرام وفوجئت أن زوجته تذهب بالأشهر عند أهلها وعندما سألتها قالت لا شيء وعلمت منه أنه يفكر في زواج آخر وهي تركت المنزل لعلمها بهذا الأمر وبعد محاولات للإصلاح من طرفي رجعت صارحتني زوجته أنه يشاهد مواقع وأكثر من مرة يحادث فتيات على مواقع للزواج وأخي يترك عمله ويبدأ في عمل آخر ولا يستمر أكثر من ستة أشهر ويستلف مني الكثير من الأموال ولا أقول له لماذا تريد المال وسألت زوجته قالت أنه يعمل مشروع ولكن عرفت منه بعد ذلك أنه فشل في المشروع وباع العربية ليسدد المال الذي استلفه مني
وهكذا سنة وراء سنة والعمر يجري به وعندما أذهب إلى بيت أهلي أجده يجلس مع أمي وهو شارد الذهن وعرفت من أمي أنه لا ينام في منزله وهذا منذ ستة أشهر ولكن يأكل مع أولاده ويجلس أغلب الوقت أمام النت وزوجته تشتكي لأهلها وأحياناً تحدث له انتكاسة من وقت لآخر ويكون في شدة من العصبية حتى أمي لا تستطيع الكلام معه ولكنه مع زوجته يكون كالمجنون ويصرخ في وجهها لو الشاي سخن جداً أو لو الشوربة ملحها ناقص ودائماً متحامل على زوجته في تلك الفترة التي تكون كالعاصفة وأنا أعلم أنه يذهب لطبيب نفسي لكن لا أعلم التشخيص ولا أسأله حتى لا أحرجه وبعد موجة الغضب تجده فجأة يرجع إنسان وديع ويحضر هدية لأمي ولزوجته ويقول حقك عليا أنا اتنرفزت لكنها ليست نرفزة سيدي هذا نوعاً من الجنون أراه فهو يبد كالمجنون أثناء الغضب وأمي تبكي منه وتقول له الله يشفيك وهي لا تعلم أنه مريض وهو ينسى كثيراً حتى أن أمي طلبت منه دواء للسكري وأكدت عليه ونزل يشتري ولكن رجع بالليل متأخراً وعندما سألته هل أحضرت دواء السكري قال بكل استهتار لماذا لم تتصلي تذكريني وتلاقيه متابع كل الأخبار الحزينة ومتابع جيد لقصص موت الفنانين
هزاره لا يطاق فهو عندما يسترسل في الهزار لا ينتهي فمثلاً لنا أخ خاطب وهو يناديه باسم الدلع حتى أمام خطيبته وأهلها وأخي هذا لا يحب اسم الدلع لأنه مائع جداً وبنت جارتنا اسمها سندس يناديها بسنت وأنا أقول له كم مرة أقول لك اسمها سندس وصديقتي تسكن في شارع السكة الحديد يقول لي دي صاحبتك اللي ساكنة في شارع السكن وأي كلمة انجليزية سهلة لابد أن ينطقها بطريقة مختلفة كلمة رجل بالإنجليزي مان ينطقها مانو وأنا بقول عالسلة باسكت هو يستهزأ بي ويقول خدي أرمي الورقة ديه في الباستك عندما يأتي عندنا ضيوف يدخل يسألني هل أروح أجيب دليفري نعشيهم ولا مالوش لزوم وطبعا الضيوف سامعين لأن صوته عالي ويسألني عن جارتنا المطلقة هل ترضى بالتعدد وذلك أمام زوجته وأولاده فعلاً وضع أمي في مواقف محرجة جداً وزوجته ومواقف لا حصر لها هنا كعدم اهتمامه بملابسه مع أنها غالية جداً لكنها غير مكوية أو غير نظيفة وعندما أراه خارج بلبس غير نظيف أخبر زوجته تقول لي أنها جهزت له لبس نظيف ولكنه قال لها ليس عندي وقت لأنتظر حتى تكوي وخرج بنفس لبس العمل مع أن رائحته كريهة
ما التشخيص سيدي أرجو الرد في أسرع وقت لأنه منذ أسبوع لا نعلم عنه شيء فقد نزل من شقته بنرفزة غير طبيعية ولما سألت زوجته قالت أنه لا يكلمها منذ أسبوع وقبل أن يترك المنزل بيوم طلبت مني زوجته أن أقنعه ليذهبا سويا إلى متخصص لحل المشاكل الزوجية رفضت وقلت لها أن تقنعه هي وفعلاً تكلمت معه ووافق .
ولكن لا ندري سبب هذا التصرف المفاجئ وهذه ليست أول مرة يترك فيها المنزل
فقد ترك المنزل منذ شهرين لمدة يومين وكان عند صديق أعزب.
8/7/2018
رد المستشار
أهلاً وسهلاً ومرحباً.
لا تشخيص بدون مقابلة، وفحص إكلينيكي، وينبغي التواصل مع الطبيب المعالج بدون حرج!!
والمشكل ليس في التشخيص إنما في التهرب والإنكار بدءا من اعتبار المرض النفسي فضيحة يجدر كتمانها ثم غموض موقفه العلاجي، وتخبطه السلوكي!!
قد يكون شقيقك مفتقد للدعم والمتابعة والمساندة المفترض وجودها من طرف القريبين منه، وله من أصدقاء، وشركاء هوايات واهتمامات، وهو دعم نحتاجه جميعاً، وقد صار لدينا مفتقدا في مشهد من مشاهد الغباء الإنساني الشائعة!!
فهل لدى أخيك شيء من هذا؟!
هو في محاولاته للحفاظ على زوجته عبر الكتمان والإنكار قد يخسرها للأبد إذا اعتبرت أن كتمانه هذا هو علامة على الغش، والخداع أو سطحية العلاقة بينهما!!
أرجو أن تكونوا قد وجدتموه، وأن تكون لديكم خطة للتعاون معه في ترميم وإصلاح حياته الآيله للسقوط، والأمر يتخطى مسألة مراجعة طبيب أو مستشار للزواج وحل مشكلاته أو الانتظام في العلاج على أهمية هذا كله، ولكن غياب الدعم والمساندة، وغياب الشغف والاهتمامات والهوايات، مع غياب البصيرة، والرغبة في تغيير أو تنسيق هذه الفوضى، وتتبع أسباب السقوط الوظيفي، والتعاون بشأن هذا كله.
زوجته يمكن أن تكون طرفا فاعلاً بحسب نمط شخصيتها وقدراتها العقلية والإدارية، وننتظر منك تفاصيلَ أكثر، ومتابعة للمستجدات حتى نتشارك التفكير معك، والله الموفق.
ويتبع>>>>>> : غموض وشرود واستهزاء : حياة آيلة للسقوط م