مثل كثيرات : أنا وأمي ..... سيرة ومسيرة !
المزيد والمزيد من الاستشارات..
السلام عليكم.. أنا كان لي حساب آخر وهي هذه استشاراتي السابقة عشان المستشار يعرف حالتي أنا بالفعل من سنة رحت لدكتور نفسي وكتب لي مضاد اكتئاب وقالي أن عندي اكتئاب حاد وتعالجت عليه وبطلت الدواء من نفسي لأن ظروفي تحسنت ودرجاتي الدراسية تحسنت وبقيت من أوائل الدفعة.. وبقيت مهتمة بحاجات كثير ما بقى عندي وقت أفكر فقطعته وما بقيت أروح له بس أخويا يتابع معه والدكتور يسأل علي كل فترة من أخويا
بس مؤخراً بقيت حاسة إني هشة وضعيفة وأي كلمة وأي موقف يوجعني ويكسرني ويخليني أبكي أبويا من طبعه العصبية وتعصب علي آخر مرة قمت باكية وقعدت أزعق وأقوله أنه يعاملني وحش وأنه يشتمني وده يجرحني وأنا مش عايزة منه أي حاجة ولا عايزة أعرفه عشان مش عايزة حد يشتمني أو يهيني!
أبويا وجعه كلامي وجه صالحني وقالي أنه مش قاصده. بس أنا مش قادرة أسامحه لأن ده طبعه وكل ما يتعصب يشتم بألفاظ موجعة لي!!
أمي كذلك وأنا ذكرت في استشارتي السابقة على الحساب ده.. تعبت من التظاهر بالقوة والشخصية القوية وأنا عكس كدة تماماً.. بقيت عنيفة مع الناس جداً عنيفة في تصرفاتي عنيفة في كلامي
ما بقيت أعرف أسامح ولا حتى أحب أي حد حتى أمي وأبويا برغم المشاكل فإني أحبهم كثيراً بس ما بقيت عارفة أسامحهم أبداً وبقيت بقولهم أني بكرههم على اللي يعملوه في واللي عملوه وكان دائماً ردهم " ما عملنا معك إلا كل خير"
هما مادياً مش مقصرين بالعكس أنا في جامعة خاصة ومعظم ما أطلبه مجاب.. بحس إني بعوض احتياجي العاطفي بالاحتياج المادي وبطلب كل حاجة ومش بحس حتى بالذنب عشان عارفة أنهم " معهم"
أنا نزلت اشتغلت 4 شهور وكنت بآخذ مصروف من بابا مع مرتبي وكمان بآخذ فلوس من ماما.. بعدين قعدت عشان الكلية والحمد لله مش محرومة..
ناقصني حب واهتمام.. أنا بدور على الحب والاهتمام ده لدرجة إني بأعجب بناس كثير جداً بس أول لما الموضوع يجي للخطوبة أو حاجة رسمي ببوظه مش عايزة أتجوز!
خائفة من الفشل بوجه كل طاقتي في الدراسة وبردو خائفة من الوحدة وعايزة يبقى لي أسرة وحياة عاطفية
نفسي أبطل عنف وأرجع هادية.. بقيت حادة جداً.. بقيت هشة.. بقيت عنيفة.. بقيت أنانية.. بقيت ما عندي ثقة بنفسي وسط زملائي وصحابي.. وفي نفس الوقت بقى عندي غرور بنفسي.. ومش بأثر أي حد على نفسي في البيت.. ممكن أخويا اللي بعطف عليه وساعات آثره على نفسي.. إنما أمي وأبويا بفضل نفسي عليهم عادي ومش بحس بأي ذنب.. على فكرة لما بتعصب عليهم ساعات مش بحس بذنب بحس إني أنتقم منهم على معاملتهم تربيتهم الغلط وساعات بتبسط كمان وساعات بزعل..أنا إنسانة بماضي مؤلم وحاضر مجهول.. أنا موجوعة جداً .
مش بصلي ومش ملتزمة دينيا خالص.. بشتم مثل الأولاد عادي مش بيهمني طالما محدش شايفني.. قدام الناس أنا البنت المحترمة المؤدبة اللي مش بتغلط الذكية الشاطرة بعد ما كانت فاشلة دراسيا .. أنا كمان ساعات أما ماما بتقولي إنت هتتحاسبي على أفعالك معي دي بقولها وإنت مش هتتحاسبي على أفعالك واللي بتعمليه في؟
فتقولي لا مش هتحاسب إنت اللي هتتحاسبي.. بقولها ده دين مش عادل وهكفر وبسب الدين عمداً.. أنا أستغفر ربنا بعدها أنا مش عايزة أعمل كدة بس بقوله وأنا موجوعة وبقعد أقول بأي حق الدين ميحاسبش الأهل ويحاسب الأولاد العاقين!! عشان أمي دائماً بتتهمني بالعقوق
أنا مشتتة فعلاً.. أنا عايزة أروح للدكتور وعارفة إن لازم أرجعله بس أنا فعلاً شايفة أن فلوس الدكتور أجيب بيها حاجات تنفعني أحسن وهبقى سعيدة أكتر لأن مشوفتش أي تحسن معه قبل كدة أنا تحسنت من نفسي لما نجحت دراسياً وحسيت إني ما بقيت فاشلة ولي قيمة
أنا آسفة للإطالة
بس أنا لو ما كنت خرجت اللي عندي كنت هموت .
27/7/2018
رد المستشار
أهلا بك من جديد
كأنك تقرأين من كتاب حياة الملايين!!
الحياة البائسة نفسها التي تعيشها الجموع.
حيث الحياة هي الأسرة والدراسة أو العمل.
والأسرة هي أبي وأمي: كائنات طيبة ومتفانية في التضحيات المادية وصولاً إلى إهمال الذات من أجل الأولاد ومطالبهم الضرورية أو الكماليات، ويشعر الوالدان بالنجاح والإنجاز حين تتحقق القدرة المالية، ويلبس الأولاد ماركات، ويدرسوا في جامعات خاصة، ويقتنون أحدث الأجهزة الإليكترونية، وأغلاها.
ومع هذا التفاني، وبصحبة تلك التضحيات يتمدد غباء عاطفي شديد، وجهل بالتواصل التراحمي الهادئ، ومفاتيح الحياة المبهجة التي هي ليست في الأجهزة، والبراندات، ولا المطاعم والملاهي، والتطلعات، رغم أن الأبناء والبنات لا تكف طلباتهم وطلباتهن، ويريدون المادة مثل بقية أمثالهم في القطيع مع المشاعر، والاحترام، وحسن التواصل، ويرون هذا وذاك حقوقاً واجبة الأداء!!
الوالدان يعيشان حالة من الاستنزاف حيث الحياة هي الأسرة والأولاد والعمل من أجل تلبية المطالب، والأبناء يعيشون حياة بائسة وهم يبحثون عن الاهتمام، والاحترام، والإنجاز الشخصي، والدراسي، وتخبطات الآباء والأمهات تزعجهم جداً لأن الأسرة هي العالم أو نصف العالم!!
ونصفه الآخر بحث دوؤب عن الذات في بيئات تيه، وتفكك، وضعف تواصل!!
لوحة متكررة أوضح ألوانها الغباء، وقلة الحيلة، والجهل، والكبر عن أن نتعلم فنون الحياة الطيبة!!
أنا لا أستطيع إنقاذ أحد من غبائه، ولكن أستطيع نقل بعض الخبرات والملاحظات لمن يريد التحرر من البؤس، وهو أو هي من يتحرر بنفسه، أو يؤثر البقاء في جحيم غبائه مع الآخرين!!
أنت أصبحت لديك الآن بصيرة أرجو أن تهتمي بصوتها لأنه الأهم وسط الضجيج الذي يملأ رأسك.
أبوك وأمك يوفران لك المطالب المادية كما تقولين – ولا قيمة لصراخهما إلا لأنك تعتبرين أن رضاهما، أو عطفهما، أو احترامهما لك، وأنت هشة وضعيفة وعنيفة – هو السبيل لتشعري بنفسك، أو ترين ذاتك على نحو إيجابي!!
يعني مطلوب منهما القبول بك كما أنت، بينما أنت لا تقبلين بهما كما هما، وأنت وأمك تتداولان كلاما عن العدل الإلهي، والأرضي.... إلخ!!! عن أي عدل تتحدثان؟!
أنتما أبعد ما يمكن عنه – كل بطريقته القبول المتبادل يريح الجميع، وقبولك لهما يريحك أنت.
الاهتمام والعطف والرعاية والحنان والحب هي احتياجات تعلمنا أن ننتظرها ممن حولنا، وأحيانا نتسولها، ومن أجل الحصول عليها يمكن أن نرتكب الجرائم، أو نضع أنفسنا في مواقف شديدة الحرج.
يؤسفني بل يسعدني أن أقول لك أن مصادر الحب والاهتمام والرعاية أوسع بكثير من الأهل والأسرة وحتى من شريك الحياة.
وهذه المصادر تبدأ من الذات، ومن تدربي على الاهتمام بنفسي، ورعاية نفسي، وحب نفسي، ومسئوليتي عن أموري ماديا ومعنويا، ويتضمن هذا دعم قدراتي على الاستقلال المادي والمعنوي مع تقدمي في العمر، واكتسابي للخبرات في الحياة!!
ومن المصادر قدرتي على التواصل الإنساني والاجتماعي مع شبكة دعم ومساندة أبنيها ممن حولي، وقد يكون الوالدان جزءاً منها بحسب قدرتي على استثمار ما يصلني منهما دعماً ومساندة، وإهمال وتهميش ما قد يصدر عنهما من غباء.
التركيز مع هذا الغباء هو اختيار حر تمارسينه ويوجعك، وإهماله، والتغاضي عنه بوصفه جزءاً من دراما الحياة هو ما يسمونه السماح أو التسامح، وليس التسامح أن نحتفي بالغباء الذي يصلنا من الآخرين، ولكن في عدم الاهتمام ولا الاحتفاء ولا الاحتفاظ به، ولا التفاعل معه باعتباره حدثاً مهما يرسم صورتنا عن أنفسنا!!
صورتنا الذاتية نحن نرسمها بالحركة في الحياة الواسعة وأنشطتها التي ربما تبدأ بالدراسة، ولا تنتهي بها!!
دعي عنك الحياة البائسة التي ترى البيت هو العالم تمارسي فيه أو تبحث فيه عن التحقق والاهتمام والاحترام، وتعيش فيه المشاعر كلها، أو تكاد، وتبحث عن تلبية الاحتياجات!
البيت هو جزء من العالم، وفيه – أي في العالم – اهتمامات وهوايات وثقافات وأنشطة وبشر وشغف وشعر وموسيقى ورياضة وطبيعة وسفر .... إلخ.
وأحزن والله حين أرى شباب الناس وعنفوان الصحة والعقل والقدرات يضيع في صراعات تافهة، وغباءات لا قيمة لها!!
أخرجي من موقعة غباءك وغباء من حولك إلى العالم الواسع، وابحثي عن ذاتك بعيداً عن الصورة التي تتوهمينها مما يصلك من أبيك ,أمك، وعيب عليك أن تعتبري أمك مرجعاً في الدين، أو سبباً في كراهية أو حب تجاه الله.
ليس بيننا وبين الله واسطة، ولدينا عقول وقولب وأرواح مؤهلة للبحث عنه بداخلنا، وفيما حولنا، والتواصل معه سبحانه حباً أو عتاباً، أو محاولة فهم، أو متعة قرب.
كفي عن الحياة وكأنك مجرد صدى أو رد فعل، وابحثي عن نفسك الحقيقية لا صورتك كما تبدو في معاملة أهلك.
انقطاعنا عن هذا البحث، وانقطاعنا عن مصادر الدعم والسند التي أودعها الله بداخلنا وحولنا، وانقطاعنا عن الله ذاته يذهب بنا إلى حيث أنت من هشاشة وضعف وعنف، فغادري هذا البؤس إلى عالمك الأوسع، أو ابق حيث أنت إن كنت تحبين الوجع.
وربما تفيدك العودة لمضادات الاكتئاب،
وتابعينا بأخبارك