حياتي عذاب...
السلام عليكم
أرجو مساعدتي في تشخيص وعلاج حالتي المرضية
حيث أنني ومنذ فترة تتجاوز العشر سنوات أعاني من الأعراض التالية:
1. التشائم الدائم والضيق من كل شيء وعدم القدرة على عمل شيء، حيث أنني فاقد للرغبة في كل شيء وأرى الدنيا سوداء دائماً
2. العصبية على أقل الأشياء حيث أنني على الدوام أعاني من حالة ضيق وعصبية مفرطة ولا أتحمل أحد وعلاقاتي مع كل من هم حولي سيئة جراء المزاجية العالية والعصبية.
3. الإقدام على العمل باندفاع كبير في البداية ثم يخبو هذا الاندفاع وأترك أي شيء أقدم عليه بكل بساطة وحتى بعد محاولات مضنية للحصول عليه
4. دائماً أفكر في نفسي بأني فاشل وأني أقل من كل من هم في سني وأني بلا قيمة ولا فائدة وأن الكل يكرهني الأمر الذي يجعلني أبتعد عن الناس وعن التفاعل معهم
5. علاقاتي الأسرية سيئة جداً مع الجميع والدي وإخواني وأخواتي وأقاربي.
6. فشلت في الزواج مرتين والأسباب على الأغلب لها علاقة بسوء المزاج والعنف
7. نظرتي للمستقبل سوداء فأنا لا أهتم بشيء ودائماً أنتظر حدوث أمر ينهي الحياة وحتى أنني أقول لنفسي دائماً ما فائدة النجاح والدراسة والأولاد والعائلة ما دامت هذه الدنيا ستنتهي يوماً
ودائماً لدي قناعة بأن نهاية العالم وشيكة ما يدفعني إلى قراءة أمور ومشاهدة وثائقيات حول النهاية المنتظرة
8. أعاني من عدم التركيز والقلق وقلة النوم وتقلبه، حيث في أيام الأسبوع لا أنام إلا أربع ساعات وفي نهاية الأسبوع أنام 10-12 ساعة
9. أميل إلى العزلة الشديدة لدرجة أني أحيانا لا أحب الخروج من البيت فأبقى فيه يومين متتاليين دون خروج وإذا خرجت فإن علاقتي مختصرة بعدد معين من الأصدقاء
10. أفتقد إلى الشعور بالأمان ولدي مخاوف من المستقبل حتى أنني أشك في قدرتي على التعايش مع المتغيرات ودائم الخوف على مصيري مستقبلاً، ولدي خوف من التغيير
11. لدي خوف دائم من التعامل مع أشخاص جدد وعدم ثقة بأحد وأتعامل مع الجميع بسوء نية على أنهم ينون بي شراً أو أن لهم مصلحة في التعامل معي
12/8/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شفاك الله وعافاك مما تجد وتعاني. أحزنني ألمك سنوات طويلة رغم وضوح معاناتك. لديك اكتئاب واضح يشرح جميع حالاتك من صعوبة النوم إلى انخفاض الدافعية وسوء العلاقات الاجتماعية وتفضيل الوحدة.
عليك بمراجعة طبيب نفساني في أقرب وقت ليصف لك الدواء المناسب ولا تتردد في تناوله فمهما قيل وكتب عن الأدوية النفسية تبقى أهون مما تعانيه من عذاب يجعل الحياة فعلاً لا تستحق ما يبذل فيها من جهد، وأصر كذلك على أن يتابع طبيبك علاجك معرفياً وسلوكياً.
لماذا نعيش الحياة إن كانت نهايتها إلى زوال؟ هناك عدة أسباب تحضرني في هذه اللحظة. بداية لأن ليس لدينا خيار آخر سوى الاستمرار فيها، تبوء محاولات الخروج القسري منها بالفشل ومزيد من الألم وفقدان جميع فرص تحقيق ما نريده، وهو أمر يعرفه كل عاقل ولذا لا يجرب الخروج القسري إنسان سوي التفكير.
كمحاسب تعرف العلاقة المنطقية بين الأرقام ومثلها العلاقة بين الحياة والجهد المبذول فيها، قوانين ثابتة لا يمكن الخروج عنها وهي ما يصفها رب العالمين بسنة الله في خلقه.
اعتزال الحياة لا يؤدي للراحة بل العكس فإن أبسط الإنجازات في الحياة تسعدنا لو كان قطف ليمونة زرعناها أو إصلاح باب مكسور، أو إيجاد قيم مفقودة في ميزانية.
كونها زائلة لا يعني التخلي عنها بل الإسراع في استثمارها كيف يشاء كل منا، ولأن لدينا أهدافاً نسعى لها نسرع خوفاً من انتهاء وقتنا قبل تحقيقها وننشغل بتحقيق الأهداف عن التفكير في وقت النهاية والزوال.
السطور السابقة تقدم لك مثالاً لما يجب أن يقدمه لك طبيبك النفساني من العلاج المعرفي، جعلتها عامة لأني لم أتبين خانة الديانة، نحن كمسلمين أنعم الله علينا بآيات في سورة المؤمنون تهون علينا ما نجد في الدنيا ففي البداية تصف لنا خلقنا وموتنا وبعثنا، وفي النهاية يخبرنا رب العالمين بأن جزاء الصبر في الدنيا هو الفوز في الآخرة، ويهون على المتعبين أمثالنا بتأكيده لنا إن مكوثنا في الأرض قليل، هون على نفسك بتكرار إن الجنة قريبة إن شاء الله جعلنا الله ووالدينا من أهلها.
وأهلاً وسهلاً بكم في موقع مجانين وتابعنا بأخبارك