من النت إلى الجوال : عجائب الخليج العصري
الحب الغريب؛
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
أنا أحب إنسان حبيته عن طريق النت وتطورت العلاقة للجوال عمره ما شافني بس يعرف عنى كل صغيره وكبيره يحبني ويتمناني أكون زوجته وأنا احبه وأتمنى انه زوجي، علاقتنا ما تعدت حدودها، المشكلة أن الإنسان هذا شكاك يشك بشكل غير طبيعي فيني ويفرح إذا زعلت اقسم با الله يقسو علي لدرجت أني تمنيت أموت ولا أشوف اعز إنسان يعذبني صدقوني لو كان يتعامل مع صخر كان انكسر وشلون أنا الانسانه اللي عطيته عمري وفديته روحي يسوى فيني كذا يمر أسبوع ما يسأل عنى.
لو ما سألت وأسبوع أكلمه وما يرد على رقمي وإذا اتصلت عليه من رقم ثاني يرد أنا تعبانه نفسيا ما أدري وش اللي غيره على فجأة تمر أيام يجيني فيها يتعذر ويقول سامحيني وما يمر يوم من بعد اعتذاره إلا وهو ما طنشنى وما يسأل عنى ولا يرد على مكالماتي
أرجوكم قولوا لي وشلون أتعامل مع هذا الشخص اللي امتلك قلبي وقسى عليه؟؟
وشكــــــــــرا.
29/08/2003
رد المستشار
الابنة الكريمة أرجو ألا تكونَ هذه هيَ رسالتك الأخيرة لنا، وأن تتابعينا بأخبارك، أهلا بك وشكرًا على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، ورسالتك الصادقة تكشف عن الحالة التي وصل إليها خليجنا العصري!،
فبعد عصورٍ وعقودٍ من إغلاق كل المنافذ للاتصال بين الجنسين انفتحت فجأةَ أبواب السبل على مصراعيها من خلال ثورة الاتصالات، وهناك إحصائيةٌ تبينُ أن 100% من البنات اللائي يدخلن على النت في بلدك يستخدمنه في الشات، أي في التعارف الذي كن محروماتٍ منه حتى قبل دخول الشبكة إلى البيوت والمنتديات، وبفضل وجود الجوال أصبحت الاتصالات بين الجنسين هيَ أكبر ما تستفيد منه شركات الاتصالات.
ولا يمكنُ في رأينا وقفُ هذا التيار، أو هذه الموجة من التغيير الثقافي والاجتماعي، ولكن يلزم الوعي بفقه هذه المرحلة، وطريقة فهم هذه المتغيرات والتعامل معها، فالوسائل والأدوات التكنولوجية لها خلفياتها وتداعياتها النفسية، ولوازمها التي ينبغي إدراكها، والتصرف بمقتضاها، ولعل من المفيد أن تقرئي الإجابات السابقة التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
هل يوجد حب عن طريق النت
هل يوجد حب عن طريق النت م
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة شكر ومتابعة، وهذه القراءات ستفيدك كثيرًا في فهم ما أقصده هنا.
وباختصارٍ أقول لك:- حبك لهذا الشاب فيه من الأمنيات والخيال أكثر مما فيه من الواقع، وأعتقدُ أنه يعرفُ كثيراتٍ غيرك، ويتعامل معهن بنفس الطريقة.- استسلامك لقسوته، واستمرار اتصالك به سيجعله يتمادى أكثر وأكثر فيما يفعله، ولا مخرج من هذا سوى أن تضبطي إيقاع لهفتك عليه، فإما أن تتماسكي فلا تتصلي به حتى يتصل هو، أو تتحملي ما تشتكين منه هنا من أسلوب معاملته لك.
نقطة ضعفك الأساسية في علاقتك به هيَ أنك تتعاملين مع هذا الشبح الموجود عبر النت أو الهاتف فقط، وكأنه الحب الأول في حياتك، وتخلصين له، ومستعدةٌ لبذل عمرك مقابل كلمات يقولها أو همسات يسكبها في أذنيك بمديحٍ أو غزلٍ أو كلامٍ معسول. لتحسين موقفك تحتاجين إلى ملء الفراغ العاطفي الذي أفسح لهذا الشاب مكانًا في حياتك، والفراغ الذهني من الاهتمامات بأشياء أخرى في الحياة غير المكالمات والإنترنت، ورغم أهمية الحب في حياة كل منا، فإن هناك أشياء أخرى تستحقُّ الاهتمام، وما أنت فيه ليس سوى وهمٍ كبيرٍ وقاسٍ، ولكن يبدو أنه أفضل عندك من الخواء فهل هذه الخيارات الصعبة هي وحدها المتاحة أمامك؟!!
**ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة نأسف أولاً لتأخرنا في الرد عليك فقد كان لظروفٍ خارجةٍ عن إرادتنا سببها أن المستشار الذي كان قد تكفل بالإجابة عليك، تعطل جهازه بسبب فيروس الإنترنت الأخير، ولهذا السبب انتظرت الإجابة عليك دورها مرتين.
وأما ما أود إضافته هنا فهو أن عليك استغلال ما ذكرت لنا من هوايات وقدرات لديك فالشعر والرسم والكومبيوتر كل واحدةٍ من هذه الهوايات كفيلةٌ بأن تملأ وقتك وذهنك خيالك، واعلمي كما نبهك أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله أن علاقتك بهذا الشخص أو الشبح الافتراضي هي في الأساس علاقةٌ إليكترونية، ولا تنطبق عليها معايير الصدق التي تنطبق على علاقات البشر العادية في حياتهم الواقعية ولذلك ينبغي أن تكوني أكثر حرصا في الانسياق وراء عاطفتك البريئة، ونحن في انتظار تواصلك وتفاعلك معنا، فتابعينا إذن بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>>: حب سابق التجهيز : من النت إلى الجوال! مشاركة