وسواس طهارة...
السلام عليكم في الحقيقة قصتي مع الوسواس طويلة جداً ومررت بأشكال كثيرة منه كنت غالباً أتخلص منه في فترة قصيرة كل مرة ولكن هذه المرة الأمر مختلف ومقلق جداً لي، حيث بدأت مشكلتي من مرضي بالجيوب التي تضغط وتسبب نزيف بالشعيرات أراه بلون أصفر أو برتقالي عند الاستيقاظ فقط وهنا بدأنا حيث عانيت كثيراً من كيفية تخلصي وتطهير فمي من ذلك الدم وعندي إحساس كبير بأني مسرفة جداً في استخدام الماء وضميري يؤلمني،
لذلك طبعاً عند الفراغ وبعد أن نجحت في تقليل الوقت المستخدم في التمضمض أجد أن ملابسي مليئة بالماء أغلبها بسبب قربي من الحنفية وبعض قليل جداً منه يرتد من ماء المضمضة أراه وهو يرتد ولكنه يكون بلا أي لون وأغسل يدي بعدها لحد المرفق ولا أعلم سبباً لذلك ربما بسبب إحساس ارتداد الماء وأنا يمكن أن أقبل الأمر، ولكن فكرة أني أنا من ينجس المنزل هنا المشكلة أشعر أني أنقل النجاسة لكل ما في المنزل، خاصة عندما أستخدم منشفة يستخدمها كل من في المنزل.
ولكني أمنع نفسي دائماً من تغييرها وكلما استخدمها أحد أشعر بتأنيب الضمير ولا أغيرها ولا أستطيع استعمالها أبداً خاصة بعد إحساسي بنفايات شيء لها أكون في البداية أستخدمها عادي وبعدها لا أقدر، مثلاً كنت ألمس الحبوب على وجهي وخرج شيء منها وعلق في أظافري بالعادة أغسل يدي ولا أنظر بعينها أبداً.
ولكن هذه المرة دون قصد رأيت أحدها به شيء يشبه رؤوس الحبوب وكنت نشفت يدي بالمنشفة ولكني عندما غسلت يدي مرة أخرى رأيت شيء يشبه ذلك الذي كان في ظفري ولكن بسبب تجمع الماء على الظفر من الخارج فيظهر كجسم من الداخل فقلت هذا ما حدث في المرة الأولى تركت المنشفة محلها ولم أستخدمها مرة أخرى.
ولكن العائلة يستخدمونها وشيء آخر وأشعر بحرقة في نهاية الفم لا أعرف إن كانت من الوسوسة ولا أذكر أنها حدثت قبل ذلك مما يضطرني إلى غسل كل شيء آكل وأشرب به لوحده خشية انتقال النجاسة وملابسي أرفض تغييرها ولا أعرف لماذا أشعر بنجاستها أحاول التذكر ولا أجد وما يزيد الأمر صعوبة أن هاتفي قد جاءت عليه نجاسة وهذه ليست وسوسة فمسحته
وسألت شيخاً فقال إن النجاسة هكذا لن تنتقل أحياناً أعمل بقوله ولكن أعود وأشعر أني نقلتها وبذلك ملابسي نجسة ولأن من طبعي أني مبللة غالباً وهذا لا علاقة للوسواس به فهذا طبعي منذ زمن طويل أشعر بانتقالها من مكان لآخر في ملابسي وإلى أشياء أخرى في المنزل لا أستطيع أن أفهم كيف يمكنني أن أكون غسلت يدي ولكنها مبلولة ولمست شيء فأقول بنجاسة الآن وإذا ذهب الماء إلى المنطقة غير المبلولة شعرت بتنجسه لأن جسمي نجس وهكذا وحتى قضبان الأبواب لا أقوم بأي أمر لتطهيرها ولكن ضميري يؤلمني لذلك.
أرجو المساعدة بما أستطيع فعله
2/9/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "علا" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أشعرتني سطورك بعمق المأساة التي تعيشينها يا "علا" .... فالتهاب الجيوب الأنفية كثيراً ما يسبب إفرازات أنفية للخلف أي أنها تنزل في أعلى تجويف الفم بدلاً من فتحة الأنف ... وهي غالباً خالية من الدم (لون أصفر أو برتقالي) لكنها أحياناً تحمل بعض نقاط الدم بسبب احتقان الشعيرات الدموية نتيجة التهاب الجيوب، إلا أن هذا في الغالبية العظمى من الأحوال يكون قليلاً جداً بحيث يعامل فقهياً معاملة اليسير الذي يعفى عنه ! فضلاً عن أنه ليس نجسا في أصله، بمعنى أن إفرازات الأنف ليست نجسة ولا يمكن لبعض نقاط الدم أن تجعلها نجسة... وأنت لم تشيري إلى وجود أي دم.
بالنسبة لك لا يكون الأمر بهذه البساطة أبدا فأول ما وسوست وسوست بالإسراف في الماء لأجل غسيل فمك من هذا الإفراز ... وكل الناس يغسلونه ولم أسمع من أحد منهم شكوى من كثرة استخدام الماء لغسل فمه... إلا ربما قبل الفجر في بعض الموسوسين أيام الصيام.
ثم لا تتوقفين وسوسة عند هذا الحد بل تتابعين قطرات الماء التي تبل ملابسك أثناء عمليات الغسيل لفمك (الذي يراه الناس صغيراً بحيث لا يمكن لغسله أن يتسبب في تبليل الثياب) والذي يبدو أنك تعاملينه بشكل لا يتناسب مع كونه فم شابة صغيرة .... وليس نفق شبراً مثلاً !
هناك حكم مشهور في الشافعية يقول (غسالة النجاسة طاهرة ما لم تتغير) ... فإذا افترضنا جدلاً أن ما تغسلينه من إفرازات كان نجسا فإن لا تستطيعين اعتبار ما طار من رشاش الماء على ثيابك وأنت تغسلين فمك نجساً إلا إذا كان تغيره واضحاً أي أنه يصبغ المكان الذي أصابه من الثوب... هذا لا يتحقق فعن أي نجاسة تتحدثين يا "علا" ... قبل أن تتعذبي بانتقالها.
وعندنا قاعدتان فقهيتان في منتهى الأهمية أن تستوعبيهما هما ألا تنجيس بالشك بمعنى أنه لا يصح أن تحكمي بنجاسة شيء لمجرد أنك تشكين بنجاسته.. والقاعدة الثانية هو ألا نجاسة إلا بعلامة (تفرض نفسها فرضاً ولا يفتش عنها) والحكم بالنجاسة من غير علامة وسوسة ... إذن فما تحكين عنه وسوسة وليس حقاً نجاسة يا ابنتي.
لا توجد أصلاً نجاسة في كل ما تظنين نجاسته وترهقين نفسك بالتطهر منها، وأما فكرة أنك أنت التي تنقل النجاسة في البيت فتصحيحها أنك تنقلين ما تظنين خطأ نجاسته!! فالحبووب التي تظهر في الوجه وما يمكن أن يخرج منها هو أيضًا مما يمكن أن يأخذ حكم اليسير الذي يعفى عنه لأنه يحدث أو يمكن أن يحدث لكل بني آدم، وبالتالي عليك ألا تمتنعي عن استخدام المنشفة لأنها طاهرة.
وأما ما تشعرين به من "حرقة في نهاية الفم" فليس إلا واحداً من أعراض التهاب الجيوب الأنفية وليس هذا من الوسواس لا هو ولا إفرازات الأنف للخلف أو لأعلى .... وإنما الحكم بنجاستها هو الوسواس يا "علا".
أنصح أن تعالجي جيوبك الأنفية لدى طبيب جراحة الأنف والأذن والحنجرة وأن تسارعي بالبحث عن معالج سلوكي معرفي (م.س.م) وطبيب نفساني لهما خبرة في علاج الوسواس القهري ذي الأعراض الدينية.
واقرئي على مجانين:
وسواس التلوث والتنظيف علاج وسواس النجاسة القهري
الانتشار السحري للنجاسة
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .