الخلاص من الوساوس الكفرية : الفهم وطلب العلاج م
وسواس لم يخطر على قلب بشر
السلام عليكم دكتور وائل ها أنا أعود إليكم لطلب العون بعد أن خمدت الوساوس بشكل كبير ومفاجئ لمدة ثلاث سنوات سبحان الله، نعم ثلاث سنوات اختفت تقريباً أو على الأقل كانت مازالت في رأسي ولكن لسبب أو لآخر لم تكن بتلك القوة والإلحاح الذي كانت عليه من قبل، سأدخل في صلب الموضوع، عانيت من مختلف الوساوس ولكن أشدها علي وعلى نفسي هي وساوس التنقيص من الذات الإلهية، وورود هذه الأفكار في لحظات غير لائقة، وهذا ما حطمني نفسياً جداً جداً جداً، ويجعلني أفقد عقلي،
أعلم أنا ما أفكر فيه (هذه الوساوس) لا يكمن أن تكون حقيقية بأي حال من الأحوال وإلا خرجت من دائرة الإيمان، فلا أريد أن أفصل هذه الأفكار بالذات لأني أراها بأنها "لم تخطر على عقل بشر أبداً"، النوع الثاني يا دكتور وهذا الذي يكاد يجنني بنفس درجة الوسواس الأول، ألا وهو "أفكار سب وشتم معتقدات الآخرين" مهما كانت ديانتهم، لماذا؟؟ لا أعرف! أليس من المفروض أن الوسواس لا يأتي إلا في أشياء عزيزة على النفس؟؟ لماذا إذا جاءني في سب معتقدات الآخرين؟؟
ولا أخفيك يا دكتور أن الطامة الكبرى هي في الصراع القائم في عقلي هو أني بين نارين نار رفض وشتم مقدسات الآخرين وبين الحكم الشرعي "من قدس مقدسات الآخرين فإيمانه مردود" فأنا ليس لدي قدرة على تمييز إن كان رفضي للفكرة الوسواسية هذه ناجم عن كراهة كل ما يأمرني به الوسواس أم هو ناجم عن تقديس مقدسات الآخرين وبالتالي خسرت معتقدي؟؟ ولك أن تتخيل حجم المعاناة التي أعيشها الآن!!
آسف على الإطالة وعلى أفكاري الغريبة التي أعود وأؤكد أني لا أظن أنها خطرت على عقل بشر وشكرًا لكم وبارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته!
5/9/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
وردت عبارة في إفادتك كسؤال، ومن المؤكد أني وغيري قلناها مراراً في ردنا على سؤال الموسوس لماذا يأتيني الوسواس في ديني؟ ولكن من المفروض أن الوسواس لا يأتي "غالباً" إلا في أشياء عزيزة على النفس؟؟ أي أن تصحيح العبارة يكون بإضافة غالبا... فصحيح أن الأكثر تديناً يأتيه الوسواس الديني أكثر من الأقل تديناً.
وأن الأكثر إخلاصاً وإعلاء لقيمة الإخلاص لشريك حياته هو الأكثر وسوسة بالوقوع في خيانة...إلخ. لكن رغم ذلك هناك كثير من الوساوس لا معنى لها... ومنها تلك التي تشتكي منها وإن كنت كمسلم تؤمن بالأديان السماوية الثلاثة أصعب حالاً من غيرك فأنت تؤمن بصحيح الأديان الثلاثة يا "محمد" ... ولا يستشعر اليهودي ذلك لأنه يؤمن فقط باليهودية ... وأما المسيحي فهو إن وسوس تجديفاً بمقدسات إسلامية لن يعذبه ذلك مثلما لو وسوس بمقدسات يهودية... المهم هو أن الأفكار الوسواسية يمكن أن تحتوي على أي فكرة وإن كانت غالباً (وليس حصرياً) تتعلق بما هو عزيز على النفس.
ما أنصحك به يا "محمد" هو إهمال هكذا أفكار بغض النظر عن محتواها فيكفيك معرفة أنها وسواسية ليكون إهمالها هو الإستراتيجية لأنجح... وأما الصراع القائم في عقلك والدائر حول رفض الفكرة الوسواسية وتمييز ما إن كان رفضك ناجماً عن كراهة كل ما يأمرك به الوسواس أم عن تقديس مقدسات الآخرين.... فإن من المهم أن تعرف أن هذا التمييز الذي تطلبه من نفسك ليس مطلوباً منك لأنه يستدعي التفتيش في الدواخل (دواخل الإنسان كنواياه ومشاعره وذكرياته ....إلخ) ... لأن التفتيش في الدواخل هو آفة الموسوس
لأنه يعطي أكثر من ثغرة للوسواس فتكون النتيجة هي أنك تقع من وسواس لآخر ولا تستريح لأي شيء تستشعره داخلك ببساطة لأن الوسواس يلبسه عليك ويشككك فيه.
وأما أن وسوستك هذه لم تخطر على عقل بشر فهو تصور غير صحيح، فقد عالجت أكثر من مريض وأكثر من مريضة بنفس الشكوى... وعليك ألا تتبع هذه التصور لأنه قد يوقعك يوماً بالإعجاب بأفكارك الوسواسية وهو أمر يجعل العلاج أصعب.
وأخيراً أهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: الخلاص من الوساوس الكفرية : الفهم وطلب العلاج م2