بعدما التقيت بك
شكرا لكم على جهودكم المتميزة وسوف أبدا بعرض مشكلتي؛
مشكلتي بدأت عندما كنت صغيرة فأنا على قدر عال من الجمال وكل من يراني يشيد بجمالي، أما من ناحية الشخصية فأنى أمتلك شخصية جذابة ولي حضوري المميز وثقتي بنفسي عالية وطموحة جدا ملتزمة والحمد لله.
قام والدي بتزويجي رغما عني وأنا في سن السادسة عشرة من ابن أخيه والذي كان على النقيض تماما، وكنت لا أحبه أبدا وحياتنا كلها عبارة عن مشاكل، مرت السنوات وأنجبت خلالها أبنائي الثلاثة كان أصغرهم لديه عيب خلقي وتوفي زوجي رحمه الله وطفلي في شهوره الأولى.
أقسمت ألا أتزوج لكي أرعى أطفالي، وكنت أعيب على إحدى قريباتي تخليها عن أولادها من أجل رجل، تقرر إجراء الجراحة لطفلي بعد إتمامه العام والنصف وفي المستشفى في غرفة التنويم دخل الاستشاري فجأة ورآني وأنا حاسرة عن وجهي وبعدها تغيرت معاملته تماما، أصبح مهتما بشكل خاص، يُكثر من الحضور إلينا، يهتم بمداعبة طفلي، يحاول الحديث معي بأي طريقة نظرات المودة والمحبة بادية تماما عليه، أصبح أكثر لطفا وفي كل موعد يتجلى اهتمامه الزائد، وهذه المعاملة خاصة بنا كما علمت من بقية المرضى.
المشكلة أنني أحببته لأني وجدت فيه الهدوء والاتزان والنضج فقد تعدى الخامسة والأربعين بسنوات وجميع صفات الرجل التي أحبها وأقسم أني لم أحب رجلا قبله أبدا، وألوم نفسي كثيرا لأني تعلقت به ولماذا هو وفي هذا الوضع بالذات بالرغم من حبي الشديد له!
وذلك لعدة أسباب أولها قناعتي أنه لا يوجد رجل يقوم مقام الأب، وثانيا أتوقع لو حصل الزواج أن يأخذ والد زوجي رحمه الله أطفالي ماعدا الصغير، ثالثا أنه من جنسية مختلفة بالرغم من أن السبب الأخير لا يمثل أهمية بالنسبة لي إلا أنه يمثل الكثير بالنسبة لأهلي....
أنا محتارة جدا ولا أستطيع وزن الأمور بصورة صحيحة ولم أتخيل نفسي بهذا الضعف أبدا أبدا أبدا.
أرجو الرد سريعا فالموضوع يشغل بالى كثيرا.
14/7/2004
رد المستشار
تعالي يا أختي الكريمة نتناول مشكلتك على مستويين
المستوى الأول: إن كانت فكرة الزواج مطروحة، فهل هذا هو الشخص المناسب؟!
ولنبدأ بالمستوى الأول:
الشرع والعقل والمنطق تؤكد جميعا أنك في حاجة للزواج، وأن الأصل لأي امرأة في شبابك أن تعيش مؤتنسة برجل تشعر معه بالسكينة والمودة والرحمة... ليس معنى كلامي أنك بزواجك ستجدين النعيم المقيم وجنات عدن والسعادة الوافرة، فالزواج كما هو ألفة وحب هو أيضا مسئولية لا تخلو من صعاب ومشكلات... ولكنه على أية حال فطرة يحتاجها كل رجل سوي وامرأة طبيعية... لذلك فإن الشريعة لم تطلب منك حدادا أو إضرابا عن الزواج أكثر من فترة العدة!!
والشريعة الإسلامية تكلف أهل الأب برعاية الأولاد –مع عدم حرمانك من التواصل معهم متى شئت– وذلك لعدم الاصطدام بالفطرة البشرية وهي رغبتك في الزواج.. ولكن.. في بعض الأحوال تجد المرأة نفسها مضطرة لمقاومة فطرتها وعدم الزواج عندما تشعر أن بيت الجد لن يوفر لأولادها التربية السليمة، أو أن الجد سيحرمها إلي الأبد من التواصل مع أولادها، لذلك فإنها تضطر لإلغاء فكرة الزواج –رغم معارضة هذا للفطرة– حرصا على مصلحة أولادها ولها الأجر العظيم عند الله تعالى..
والآن.... تستطيعين تطبيق هذا الكلام على نفسك لتصلي إلى قرار بشأن فكرة الزواج.. هل زواجك سيترتب عليه إضرار بمصلحة الأولاد وهل بيت الجد لن يوفر لهم الظروف الملائمة للتربية أو يحرمهم منك إلى الأبد... فإذا كانت فكرة الزواج ممكنة، نأتي إذن للسؤال الثاني: وهو:-هل هذا الشخص مناسب لك؟
إن كل ما بينكما هو مجرد إعجاب، والإعجاب ربما يكون مؤشرا إيجابيا ولكنه ليس كافيا، فموافقة أهلك عليه شيء ضروري، ووجود درجة من التوافق والتفاهم بينكما ضروري أيضا، واستعداده لقبول أولادك في حياته مهم كذلك..
هناك معلومات كثيرة يجب أن تعرفيها لتقرري إن كان هذا هو الشخص المناسب أم لا، فإن لم يكن كذلك ربما تنتظرين غيره.. كأني أريد أن أقول أنا مع فكرة الزواج –طالما لم يترتب عليها ضرر بالغ للأولاد– ولكني لست مع الاندفاع في الارتباط بأي شخص قبل دراسة مدى مناسبته لك من معظم الجوانب.
وأخيرا: لا تنسي الدعاء والاستخارة.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك ونعتذر عن تأخرنا عليك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك المستشارة الدكتورة فيروز عمر غير إحالتك إلى بعض الروابط من على مجانين عن قواعد اختيار شريك الحياة، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة.
أحبها ولكنها خليجية!
وصمة المطلقة وصعوبة الاختيار
زواج الأقارب: وقواعد الاختيار
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.