عقدة القدم
السلام عليكم؛ أنا صاحب مشكلة عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي؟ ومشكلة عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي ؟ م.
الأخ العزيز الدكتور وائل أبو هندي أنت إنسان رائع وعظيم ولا اعرف كيف أشكرك لاهتمامك الكبير وأنا أعتبرك كأخ كبير لي ينصحني أتمنى أن أتعرف عليك اكثر لأنك فعلا شخصية محترمة وأهلا للصداقة والمعرفة.
بصراحة أنا أخاف الله كثيرا وأؤدي واجباتي الدينية وأعتبر الزنى من الكبائر ومن المستحيل أن أقوم بها لكن حبي للأقدام يدفعني ويؤثر علي كثيرا ويجعلني أفكر بالكبائر، أنا خلال هذه الفترة كنت أعزم على قيام فعل لا أرضاه مع بنت من الشارع مقابل نقود واستغل الفرصة وأقوم بتقبيل قدميها ولكن لم أحبذ الأمر، ثم فكرت بأن أعترف لصديقتي وأنا وهي علاقتنا قوية وسنتزوج بإذن الله، وفكرت بأن أعترف لها وأقوم فقط بتقبيل قدميها، هل تنصحني أن أقوم بذلك؟
وقل لي بصراحة إذا قمت بهذه التجربة هل ستخف عقدتي اتجاه الأقدام أم سيزداد الأمر سوءا؟ أنت لن تتصور بأي مرحلة أمر بها ومدى عشقي للأقدام وكم أتمنى أن اقبل الأقدام وبصراحة كان الشرط بنفسي عندما تعرفت على صديقتي أن تكون أقدامها جميلة!
كما أنني أفكر بأن أسجل بمعهد تجميل اختصاص مني كور وبديكور ولكني أخجل لأن هذه المصلحة اختصاصية بالبنات، أنت لن تتصور لأي درجة وصلت بهذه المشكلة وكل يوم أتعذب كثيرا بسبب هذا الموضوع، أرجو منك أن تعطيني حلا أخفف فيه هذه الحالة أعلم أنني تماديت كثيرا وهذه ثالث رسالة أبعث بها لك وأنك تتعذب كثيرا بالرد ولكن لا أحد يعرف مدى عذابي وتألمي من هذا الموضوع،
وأرجو أن تجاوبني على هذا السؤال هل أنا بحاجة إلى طبيب نفسي؟؟ |
وأشكرك سلفا
29/08/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛ صديق صفحة استشارات مجانين، أهلا بك:
لا تخجل من الكتابة إلينا أبدًا ولا تشعر بالحرج بل إنني أدعوك أيضًا إلى قراءة المشكلات الأخرى، خاصةً تلك الشبيهة بحالتك وإرسال رأيك ومشاركتك في كل طريقة عرض المشكلة وأيضًا طريقة رد المستشار، وذلك لأن الهدف من صفحة استشارات مجانين ليس فقط الإرشاد النفسي والتبصير بجوانب مجهولة من حياتنا وإنما أيضًا نسعى من خلال هذه الصفحة إلى خلق مناخٍ ثقافي وفكري يتسم بالتواصل وسعة الأفق.
وردي على أول أسئلتك (وفكرت بأن أعترف لها وأقوم فقط بتقبيل قدميها، هل تنصحني أن أقوم بذلك؟) هو نفس ردي الذي قلته في إجابتي الأولى عليك، وهو أن صديقتك حتى ولو كنتما قد اتفقتما على الزواج، ليست شرعًا حلالا لك! وبالتالي يصبح ما يدور بينكما من علاقةٍ خاصة غير متماشٍ مع قولك في إفادتك هذه (بصراحة أنا أخاف الله كثيرا وأؤدي واجباتي الدينية وأعتبر الزنى من الكبائر ومن المستحيل أن أقوم بها)،
وأنا لا أقصد أنك إن فعلت هذا مع صديقتك تكونُ مرتكبا للزنا معاذ الله لكنني فقط أكررُ ما قلته وهو أن العلاقة بين الذكر والأنثى في الإسلام يجبُ ألا تتحرك من العام إلى الخاص إلا باستيفاء شرطٍ معروف هو عقد الزواج، كما أنني نصحتك أكثر من مرةٍ بأن لا تتسرع، وفكر جيدًا قبل الاندفاع إلى ما قد تندم عليه ندما كبيرًا إذا فعلته قبل الزواج، وما لا حرج فيه إذا مهدت له جيدًا وفعلته بعد الزواج، فهذا هو المحور الذي يدور ردي عليك حوله.
وأما قولك (لكن حبي للأقدام يدفعني ويؤثر علي كثيرا ويجعلني أفكر بالكبائر)، فيحتاج منك إلى بعض المراجعة، فأولاً يستطيع أي شابٍ أن يقول أن حبه لجزءٍ معين من جسد المرأة بشكلٍ مبالغ فيه يدفعه إلى التفكير في الجنس كثيرًا، ويستطيع أي شابٍ أن يقول أن حبه لجسد المرأة أو لموضوع الجنس بشكلٍ مبالغ فيه يدفعه إلى التفكير في الجنس كثيرًا، فهل الجنس يقابل الكبائر؟ بالطبع لا،
ولماذا لم يتكلم مثل ذلك الشاب عن الزنا؟ واقع الأمر أن كل شابٍ يعاني من الحرمان الجنسي تتوارد على خاطره خيالاتٌ ووساوس شيطانية ومن نفسه تتعلق بجسد المرأة كلا أو جزءًا وربما بما هو مألوف وبما هو غير مألوف، ولكن نظرة أي شابٍ من هؤلاء إلى ما يفكر فيه ويتوارد على خاطره إراديا ولا إراديا على أنه أمر طبيعي لأنه محروم، وأن عليه أن يتعففَ وأن يقاوم شهوته تلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا هي السبب في الفرق بينك وبينهما من حيث تضخيمك للأمر وخشيتك من الوقوع في كبيرة الزنا،
فأنت ما زلت لا تصدقني على ما يبدو في أن ما تعاني منه لن يسبب مشكلةً كبيرةً بعد الزواج، وما زلت تشعر داخل نفسك أنه شيء لا يصح فعله مع الزوجة، أو أنه على الأقل يجب أن تختبر تلك المرشحة لأن تكون زوجتك مبدئيا وقبل الزواج، وهنا أنبهك إلى أن حبك الشديد أو كلفك بالأقدام ليس مبررًا كافيا، لأن تخطئ في حق الله وفي حق نفسك وربما في حق صديقتك أيضًا،
وهذه هيَ إجابةُ سؤالك الثاني (قل لي بصراحة إذا قمت بهذه التجربة هل ستخف عقدتي اتجاه الأقدام أم سيزداد الأمر سوءا؟) فأنا أفرق بين أن تندفع الآن إلى فعله في الحرام وبين أن تنتظر فرج الله عليك بالحلال.
وأما أن تفكر في اتخاذ مهنة تحتم عليك الجلوس تحت أقدام النساء، فهنا أنت أولاً ستسلك مسلكا حرامًا منذ البداية، فهذه ليست مهنة الرجل المسلم، ثم أنك كمن يضع نفسه فوق الصفيح الساخن (رغم أن حكايتك تذكرنا بفيلم سينمائي آخر لفؤاد المهندس والدكتور خشبه ولا أذكر اسمه الآن) لأنك ستشعل النار في رغبتك تلك وستنتج عن ذلك مشكلاتٌ لا يعلم مداها إلا الله.
وأما طلبك (أرجو منك أن تعطيني حلا أخفف فيه هذه الحالة) فإن الحل الوحيد هو أن تسعى إلى الزواج وأن تسأل الله تعالى التوفيق فيه فهذا هو الحصن الذي يقي الرجل المسلم، فلماذا أنت متأخر في الزواج؟
وأما سؤالك الأخير عن حاجتك لطبيب نفسي فإن الأمر يتعلق بما ستطلبه من ذلك الطبيب النفسي، فمن الممكن أن يعطيك ما يخفف عنك بعض التوتر والقلق فيما يتعلق بالكلف بالأقدام أو الميول المازوخية، لكن ليس لأنك مصاب باضطرابٍ ذهاني مثلاً فأنت لست مجنونا بالمعنى الشائع خارج موقعنا للكلمة، وعلاج حالتك الأمثل هو ما بينته لك من خلال الزواج، لكن الطبيب النفسي قد يساعدك في تخفيف قلقك وتوترك، وتابعنا بأخبارك وشاركنا برأيك والسلام عليكم ورحمة الله.
ويتبع ..... : عقدة الأقدام أم عشقها المازوخي؟ مشاركة