حالات من الهلع المفاجئة وتفكير سلبي يقيدني
عندي 25 عام
أعمل مصممة جرافيك
عندي مشكلة بالتوتر الزائد عن الحد المحتمل بالنسبة لي. هو ليس شعور دائم ولكن شديد أدى إلى أن أقرر الاستقالة من عمل جديد بدون أي أسباب وا ضحة لي سوى أني أشعر بالتوتر وعدم الراحة ورغبة شديدة في البكاء أكاد أتملكها ورغبة في العودة إلى المنزل، فقط أشعر بالراحة عندما أكون بالمنزل أو بصحبة أحد أفراد أسرتي، شخص أعرفه جدا حتى أشعر بالاطمئنان والراحة ويهدأ جسدي
هذا الشعور بدأ معي منذ كنت صغيرة عندما كنت بالسابعة من عمري في منتصف الفصل الدراسي روحت أبكي لا أريد الذهاب إلى المدرسة ولا أريد ترك أمي، لا أرتاح إلا إذا ذهبت إلى المنزل أو تركت المدرسة ورحلت. لا أتذكر كيف انتهى الأمر. لكن ظل هذا الإحساس الرهيب بالتوتر والرغبة في البكاء الشديد والضيق يأتي عند كل بداية عام دراسي، كان كابوس. أول أسبوع في الدراسة كان أسبوع لا نوم كنت أكره النوم لأنه ينتهي سريعا ويعني أني سأذهب للمدرسة عندما أستيقظ فأذهب للنوم متأخرا، كنت أنام وأنا يقظة في نفس الوقت، متوترة كل اليوم .
لم أكن أفرح للقاء أصدقائي ولا بالعودة للدرية كباقي من حولي وحماسهم، من وقت الفسحة أترك أصدقائي وأذهب للجلوس مع أختي كان ذلك الشيء الوحيد الذي يعيد إلى الراحة المؤقتة وعند انتهاء الفسحة أرغب في البكاء لأني سوف أتركها. كان وجودها يشعرني بالراحة والطمأنينة تماما كانتهاء اليوم الدراسي وميعاد المرواح لأنه يعني العودة إلى البيت. بعد مرور أول أسبوع دراسي يذهب هذا الإحساس وأعود طبيعية جدا وكأن شيئا لم يكن. لكن بحلول كل عام جديد تعود نفس الأزمة من جديد.
عندما تخطيت مرحلة الإعدادي أصبحت أحاور نفسي وأحاول تهدئتها والتفكير المنطقي بأن لا شيء يستدعي كل هذا القلق والتوتر والحزن، وأصبح هذا الإحساس الذي أصفه بأنه إحساس بعدم الأمان يقل تدريجيا حتى يكاد أن ينتهي بآخر ثلاث أعوام دراسية.
عند دخول الجامعة عاد بشدة، أشد من أي وقت مضى، أصبحت ضعيفة لا آكل طيلة اليوم حتى أشعر بالوهن فأضطر لشراء الطعام، بضع لقيمات فقط وأشبع. حتى أعود للبيت عندها قد أطيق الأكل بشهية نوعا ما وأرتاح قليلا وأنام قليلا فنومي مضطرب. كنت أبحث عن زاوية بعيدة عن الناس وأجلس لوحدي هكذا كان أريح لي وأستمع للقرآن، أحيانا أبكي كالأطفال بكاء هستيري لكن معظم الوقت أكتمة. ظللت على هذه الحالة شهر أو أكثر حتى ألفت المكان والناس وتعودت. ظللت سنتين أعاني في بداية العام الجامعي حتى أصبحت أحب الجامعة وأشتاق لها. تطورت شخصيتي أصبحت ألاحظ أني أصبحت أقل توترا كنت أقف أمام الصف لأعرض مشروعي بتوتر نعم ويد ترتعش قلب يدق دقا قويا وسريعا لكن بشيء من الثقة لم أعاهده من قبل. طننت أني تغلبت على هذا الإحساس ولن يعود، هذا أعطاني ثقة بنفسي.
تقدمت على وظيفة أعجبتني جدا وكنت متحمسة وتوتر قليل قليل جدا. أول يوم ذهبت للعمل كنت طبيعية لم أشعر بشيء غير طبيعي أبدا، لكن بعدما وصلت وتعرفت إلى الناس وجلست وحدي لا أفعل شيء إلى أن ارتحت وشعرت بأني أريد العودة للمنزل. لم يحدث شيء لكن عاد الشعور يضغط علي أعصابي، قررت أن أتمالك نفسي وأن أتجاهل كل ذلك وعندما عدت للمنزل واستقبلتني أمي شعرت أني أكاد أنفجر وأبكي لكن تمالكت نفسي وذهبت إلى غرفتي، باليوم التاني زاد الشعور بعدم الراحة وعدم الأمان لم أعد أثق بنفسي ولا عملي، شعرت أني لن أكون جيدة بالقدر الكافي على الرغم من مدح مديرتي عملي لكن كان هذا مريح مؤقتا، كنت أذهب للصلاة للهرب وأدعو أن يذهب هذا الإحساس أتمالك نفسي من البكاء طيلة اليوم.
عدت إلى البيت وكرهت الجلوس لوحدي كنت أبحث عن أفراد أسرتي بالمنزل وأجلس معهم لأشعر ببعض الألفة والراحة مع أني لست كذلك، أنا أحب في الجلوس لوحدي. منعت الأكل لم أكن أشتهيه أبدا ولا أشعر بالجوع حتى في اليوم الثالث تركت العمل كانت لدي أسباب لكن أنا أعلم أنها ليست السبب وأستطيع التغلب عليها إن لم يكن هذا الشعور موجود جلست مع أبي وأمي لم استطع تمالك نفسي من البكاء الشديد هستيريا لا أستطيع السيطرة عليه وأنا أتكلم. شعرت بتأنيب الضمير لقلقهم علي وشعرت أني خذلت أبي. يؤلمني ذلك
لم أكن مرتاحة لماذا لا أعلم، نعم محيط الناس لا يشبهني لكن هذا اعتدت عليه منذ كنت في الجامعة، والناس كانت لطيفة معي لم يحدث شيء واحد ليثير كل هذا الخوف والغريب أني ذهبت للعمل بمكان آخر وشعرت بالراحة، أعتقد أني اخترت مكانا أقل قليلا من إمكانياتي لأشعر بالثقة هذا ما توصلت إليه، لا أعلم، الآن هذا الشعور يعود كلما أفكر بالمستقبل.
يعود إن قررت ترك العمل والذهاب للعمل بمكان آخر، أخشى الفشل بسبب هذا الإحساس. لا أريده أن يسيطر على قراراتي. لماذا أشعر بعدم الأمان والثقة بسهولة وفجأة.
أحيانا كنت أذهب للعمل الذي أنا فيه الآن ثم يهجم هذا الشعور بعدم الأمان، يومان أو أقل ويختفي. أفكر في موت والدي وماذا سأفعل بدونهما بهذا الضعف فيزيد رعبي وأبكي أكثر حتى أقرر أني لن أفكر فيما لا أتحكم به
ملاحظة أنا فعلا لا أشعر بالأمان في مهنتي، لكن أنا أفكر في ذلك بعد عشرة أعوام وأحاول أن أجد حلول أعمل عليها منذ اليوم فلا أجد داعي للهلع الذي يأتي لي. ثانيا ظروفنا المادية جيدة جدا .
أتحمس كثيرا لأفعل وأتعلم شيء ثم أقول لنفسي لن أنجح ثم أشعر بالتوتر وأبكي وأشعر بالخنقة .
تزيد ضربات قلبي لا أرتاح ويهدأ توتري إلى أن كتبت خطة على الورق وكتبت البديل لكل شيء إلا الفشل .
ملحوظة أخيرة كانت هناك حالات وفاة عندما كنت صغيرة وخفت الذهاب للمدرسة لكن لا أتذكر التوقيت قبل أم بعد. وبعدها بعام ماتت جدتي وكنت أبكي قبل أن أنام خوفا من أن أموت ولم أخبر أمي قط.
وقبل العمل الجديد الذي تركته بشهرين توفي خالي. هل لهذا علاقة، ماذا بي؟
3/10/2018
رد المستشار
صديقتي
تكمن مشكلتك فيما تقولين لنفسك سواء بطريقة واعية أو لا واعية
تقولين في خطابك "أتحمس كثيرا لأفعل وأتعلم شيء ثم أقول لنفسي لن أنجح ثم أشعر بالتوتر وأبكي وأشعر بالخنقة" لماذا تصدقين أن لن تنجحي؟ لماذا تقولين لنفسك هذا؟
ارتباطك بالمنزل والأهل للتخلص من التوتر والقلق ربما يكون بسبب أنك أيضا تقولين لنفسك أن هذا هو الأمان أو أنهم سيتقبلونك بلا شروط.. وتصدقين نفسك بلا منطق أو مناقشة.. هذا جيد إن كان يشعرك بالأمان ولكنك قلصت الشعور بالأمان وحصرته فيما هو قريب ومعتاد.. ولكنك نجحت في تقديم مشروعك في الجامعة أمام باقي الطلبة بدون وجود المنزل ووالديك معك في هذه اللحظات.. من الطبيعي أن يتوتر الإنسان قليلا في مواقف كتلك لكي يكون يقظا منتبها.. ولكنك نجحت في هذا بمفردك.. إذا يمكنك ذلك.
التخطيط الجيد وحساب الاحتمالات يشعرك بالطمأنينة وهذا أسلوب جيد ولكن لا ينبغي حساب احتمالات غير منطقية لضرورة الفشل.
وعلى أي حال، ومن وجهة نظر منطقية: هل من الممكن أن يعيش أي إنسان بلا أخطاء وبلا فشل مدى الحياة؟ بالطبع لا وبالمثل فقد شعرت بالتوتر مرات عديدة ثم تغلبت على الشعور مع اعتياد الأماكن والناس الجديدة.. لديك أعراض مشتركة مع ما يسمى أجورافوبيا ولكن تغلبك على التوتر تلقائيا عن طريق الاعتياد يجعلك خارج هذا التشخيص.خوفك من الموت سببه الحقيقي هو أنك لا تسمحين لنفسك بالاستمتاع بالحياة وممارستها بالقدر الطبيعي والفطري... من يعيشون اللحظة بعمق لا يخافون من انتهائها أو من الموت.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح حوارك الداخلي وفكرتك عن نفسك والحياة وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
نفسي عصابي رهاب نوعي Specific Phobia