تائهة...
السلام عليكم في البداية أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع وأعتبره فضلاً من فضائل الله وهداية ورحمة منه والله يعلم كم فرحت حين وجدته عن طريق الصدفة وأريد منكم مساعدتي ونسبة الشفاء من المرض وهل يمكن أن أشفى منه كليا وكم من الوقت يتطلب للشفاء؟
وأشكركم لأنكم أتحتم الفرصة لنا للفضفضة لأني لأول مرة أطلب من أحد مساعدتي في هذا الموضوع لأنه يسبب لي الإحراج وأرجو أن يكون الرد من قبل الدكتور وائل أبو هندي وعذراً على طريقة كتابتي. أنا فتاة أتم العشرين من عمري في أواخر هذه السنة وأرجو منكم عدم إظهار عمري على الموقع أعيش مع عائلة مسلمة مع أبويا وإخوتي الثلاثة (أولاد) يكبرني اثنان بسبع سنوات ويصغرني أحدهم بخمس سنوات وعلاقتي بهم جيدة نوعاً ما ولا أعاني من أية إعاقة والحمد لله ولا أملك أصدقاء أو بمعنى آخر لا أجيد تكوين صداقات.
لقد تضاءلت آمالي في الشفاء من مرضي النفسي.أعاني من الخوف الاجتماعي وعند مواجهة الناس أصبح غير قادرة على التحكم في تصرفاتي وينتابني الخوف الشديد وأشعر بارتعاش في جسمي وخاصة في يداي (وهذا الأمر يسبب لي الإحراج عند تقديم شيء للضيوف) وأشعر باحمرار شديد في وجهي كما تتحجر أعصاب رقبتي فأصبح غير قادرة على الالتفات وأشعر بطنين في أذني اليمنى في الضجة أو حين سماع صوت عالي ويتشدد نصف وجهي الأيمن وأشعر بالضيق والتوتر والنعاس وخمول الأطراف وتتشوش أفكاري ويتلعثم لساني وتتضارب خطوات مشيتي .
وقد كنت أتمنى لو أن الأرض تبتلعني ولا أكون على هذا المنظر المحرج وتراودني هذه الحالة حين ركوب المواصلات وفي الشارع وفي ضجة السيارات واكتظاظ الناس وفي الأماكن العامة وفي المطاعم فأشعر أني محل أنظار الآخرين وهذا يحزنني كثيراً ويشعرني بالإحراج والضعف أمام الآخرين كما أني قبل الخروج من المنزل تزداد دقات قلبي وأشعر بالخمول والخوف ويصفر وجهي حتى وإن كان المكان قريباً من البيت وحتى عند ركوب السيارة مع عائلتي يلازمني صداع شديد وزغللة في العينين كما أني أشعر بالحرارة من فترة لأخرى وحين زيارة الأهل لنا في المنزل تجدني أتهرب من الجلوس معهم وأفكر أني إذا جلست مع عدد من الشباب لا أعرفهم لوحدي سأشعر وكأني أجلس على الجمر وتراودني تلك الأعراض أمامهم علماً وأن هذه الحالة تلازمني منذ سن العاشرة حين عشت طفولة عادية ترافقها بعض المشاكل بين الوالدين وغالبا ما يكون السبب امرأة .
وهذا ما سبب لي الحزن والكآبة فقد كنت دائمة البكاء وأذكر أنني غالباً ما أقفل باب غرفتي وأنهمر في البكاء كما أني كنت أحياناً أخاف من والدي وأشعر أني غبية أمامه وأشعر بالخجل الشديد واحمرار في وجهي حين أنظر إليه مع العلم أنه يدللنا كثيراً ويحبنا إلا أنه يتغير كليا حين يكون غاضباً. كما أني لم آخذ الحنان الكافي من والدتي فأحياناً عندما أدخل في حوار معها ولم أشعرها أنها سيطرت علي تقول لي (إنك تفعلين ذلك معي لأنك لستي ابنتي الحقيقية ولو كنت كذلك ما جعلك الحنان الذي يجمع بين أم وبنت حقيقة تتصرف ما تفعلينه معي) وقد كنت غالباً أحاول أن أنسي نفسي ما قالته لي في تلك المرة وأنها قالت لي ذلك لأنها في حالة غضب شديد وأني ابنتها الحقيقية.
كما أنها لا تفهمني في أغلب الأحيان و تتهمني بالظلم دائماً وغالباً ما تفضل إخوتي علي كما أني في هذه المرحلة تعرضت للتحرش الجنسي من قبل بواب منزلنا الذي يكبر والدي بسنوات قليلة فقد كان يجعلني أحس بالرغبة الجنسية بملامسة عضوي أحياناً من فوق الملابس ولكنه لم يلمسني مباشرة كما أني مارست الجنس مع قريبتي ولم تكن هذه الممارسة إلا بمس الأعضاء التناسلية مباشرة فقط كما أني تلامست بجسمي كله مع قريبي من نفس سني وكنت غالباً ما أفكر في ممارسة الجنس معه وأنا في السادسة من عمري وقد كنت أشعر بعدها بالأسف وتمنيت لو أني لم أفعل ذلك معهم.
وفي سن المراهقة كنت عديمة الثقة بنفسي وفي قدراتي وكنت أشعر أن الجميع يحاولون أن يشعروني بالنقص وخاصة أبناء عمي فغالباً ما أحس أني غبية أمامهم وقد كنت أخاف من الذهاب إلى المدرسة وأخاف من الفصل ومن الأساتذة ومن التلاميذ ومن تجمع التلاميذ في ساحة المعهد وخاصة تجمعات الأولاد ولا أذكر أني شعرت يوماً بالراحة النفسية حين تواجدي مع الناس وقد كنت أشعر دائماً أني غير عادية وذلك لحساسيتي المفرطة
وقد نعت قريبتي التي تكبرني بثمان سنوات هذه الحساسية بالجنون فكانت تشعرني دائماً أني مجنونة وفي يوم ما في سن الحادية عشر خرجنا معاً في نزهة عائلية ودخلنا لمحل لبيع الساعات وحينما سألت البائع عن ثمن الساعة التي أعجبتني جاوبني فلم أسمعه جيداً وذلك لاكتظاظ الناس والضجة في المحل فطلبت منه أن يعيد الثمن مرات عديدة وقد كانت قريبتي بجانبي فسألها إذا كنت أعاني من نقص في السمع وطلب منها أن تخبرني هي عن الثمن إلا أنها أجابته أني أعاني من نقص في ذهني فحزنت كثيراً لأنها تحدثت عني إلى غريب بهذه الطريقة البشعة وأمامي ولماذا قالت له ذلك .
كما أني كنت أشرد كثيراً في الفصل وأتخيل بعد انتهاء الحصة أنني كنت أحادث نفسي وأتصرف تصرفات المجانين (مع العلم أن الأساتذة يعاملونني معاملة جيدة وزملائي كذلك ويحترمونني كثيرا) حتى أني في مرة سألت صديقتي هل إذا كنت فعلاً أتصرف كذلك فاستغربت كثيراً وضحكت في نفسها كما أني كنت شديدة الخوف من زميلة لي في نفس الفصل وذلك لأنها كانت شقية وأخاف أن تضحك علي التلاميذ في يوم ما وقد كنت أخاف من البنات الأنيقات والجميلات وأغار منهن ومن نظرات الشباب لهن وإعجابهم بهن ولماذا لا يكون لي معجبون مثلهن مع العلم أن حالتنا الاقتصادية جيدة والحمد لله وأني أحب الزينة والأناقة إلا أني لم أكن شديدة الاهتمام بمظهري الخارجي كثيراً وكنت شديدة العزلة.
كما أني كنت أحياناً أتخيل أن الجميع يراقبني وأن الله خلق هذا الكون كله ليختبرني ويراقب الجميع تصرفاتي وأن أكون محل أنظار الجميع. كما.أني لا أملك هدفاً في الحياة ولو حدث مكروه لعائلتي لا قدر الله سوف أموت بعدهم وحياتي غير منظمة مع العلم أنني أمارس العادة السرية باستمرار منذ سن المراهقة وأحيانا أمارسها بالعشر مرات في اليوم وذلك لإحساسي الشديد بالفراغ العاطفي والوجودي وحاولت أن أتوقف عنها في الفترة الأخيرة إلا أني فشلت وأحياناً أكلم الشباب على التلفون أو النت وحين أدخل للشات أريد أن أتحدث في موضوع جنسي مع أحد ما لا أعرفه علماً أني أخجل كثيراً من الجنس الآخر وأحيانا تراودني أعراض الرهاب أمامهم وخاصة أمام تجمعات الشباب وكثيرون يقولون عني مغرورة ومتكبرة وذلك لعزلتي الشديدة.
كما أني أعاني من الأرق في النوم وأحلامي تشبه أحلام المجانين فأستيقظ على ألم في رأسي وغالبا ما يلازمني صداع شديد طوال اليوم وأشعر بالخمول في كل أطراف بدني ولا تعجبني طريقة مشيتي في البيت ولا تصرفاتي حتى عندما أكون وحدي في البيت كما لا تعجبني ملامح وجهي وأحياناً أكتشف أني أضحك وحدي أو تتغير ملامح وجهي وذلك حين تذكر نفسي وأنا في حالة رهاب شديد ولماذا كنت خائفة من الناس مع أن الأمر لم يستحق كل ذلك الخوف. وأحيانا أنظر إلى نفسي أني فتاة جميلة إلا أني غالباً ما أكون عديمة الثقة في جمالي وأن الشباب لا يرونني جميلة كما أن أظافر يداي وأظافر ساقي اليمنى بشعة وذلك لأني أقضمها بفمي باستمرار وهذا الأمر يسبب لي الإحراج أمام الناس فأظل طول الوقت أخبئها كما أن أطراف جسمي سريعة التعرق ووجهي كذلك وخاصة في الصيف وأشعر بالخمول والألم في عيني عند النظر في الشمس ولا أقصد بذلك النظر للشمس مباشرة..
لقد سيطرت تلك الأفكار الغريبة بالنسبة لكم على تفكيري إلى أن أصبحت لا أجيد التفكير حتى في أبسط الأمور وأصبحت أعاني من الإعاقة الفكرية نوعا ما فعندما أحاول التفكير في موضوع ما أفشل ولا أستطيع التركيز ولا حتى أن أرتب أفكاري وأجمعها وأنظمها وهذا ما يجعلني أرفض مقابلة الناس وأضطرب أمامهم لأني أتخيل أني لو تحادثت معهم سوف تتشوش أفكاري ولن أتستطيع أن أوصل لهم فكرتي.كما أني عديمة الثقة في أفكاري وأخاف لو عبرت عن نفسي أن يعتبرني الناس تافهة أو تقابل فكرتي بالرفض والنقص.
إن حالتي هذه تؤلمني كثيراً كثيراً وقد التجأت إلى الله بالدعاء والبكاء إلا أني يئست وأصبحت عديمة الثقة في الله وفي وجوده والله يعلم كيف كتبت هذه الرسالة فقد أصبحت أفكر في مسائل تفوق طبيعة العقل البشري في وجود الله وأصبحت أفكر أن القرآن ليس إلا مجموعة تخاريف وأشعار نظمها النبي واستوحاها من الكتب الدينية الأخرى لإرساء قوانين تتحكم في المشاعر الإنسانية لتتفوق بالخير على الشر وأن الشيطان ليس إلا وهم يبرر الشر في الإنسان ليبين أن الإنسان بطبعه خير وأن الشيطان هو الذي يعكر عليه هذا الطبع ويسلب منه الخير ويجب السيطرة عليه وأن كل ذلك تخاريف في تخاريف فالإنسان يولد ويعيش حياته كما هي ثم يموت ويمحى اسمه من الوجود وتأكله الديدان والحشرات كأي جسد تالف فالإنسان ليس إلا جسد وعقل وطاقة والروح من الخرافات ومن لا يملك عقلا يعيش كالحيوان وأن الناس يصبرون أنفسهم بالاعتقاد أن هنالك آخرة وأن المعجزات لا وجود لها إلا في الكتب وإن كانت هنالك معجزة فهي من صنع السحر والشعوذة،
مع العلم أنه عند تأملي للطبيعة أعترف بأن هنالك خالق لكل هذا علما أني أتطلع على آخر اكتشافات العلماء وتوصلهم لإمكانية استنساخ وخلق البشر مع أن القرآن يعجز الإنسان لخلق جميع الكائنات الحية ويضعف من قدراته العقلية فقد وصل الإنسان بعقله للقمر وخرج من الأرض وسيطر على الكائنات الأخرى واستطاع العقل البشري استنساخ بشر وخلق حيوانات ولا نعلم ما الذي سوف يكتشفه هذا العقل بعد..
إني أقول كل ذلك وأنا كلي أسف على نفسي وأن الله يعاقبني بمرضي النفسي بسبب تلك الأفكار. آآآه! أقسم لكم أني دائماً أحاول أن أمحو تلك الأفكار من مخيلتي ولكن دون جدوى فأستمر في التفكير فيها دون إرادتي فهل أصبحت ممن يحذرهم الله وهل أصبحت من الملحدين والعياذ بالله لا أريد أن أصبح كذلك.. إنني لا أريد أن أصل إلى مرحلة الكفر فأرجوكم أنقذوني!.
إنني أشعر بالخمول والحزن طوال الوقت وخاصة بالأرق فلا أستطيع أن أنام في الليل إلا في ساعات متأخرة مع العلم أنني الآن في البيت ولا أخرج منه إلا حين زيارة الأهل مع العائلة في السيارة وأصبحت لا أعرف طريقاً سوى بالسيارة علماً بأني دخلت الجامعة إلا أنني لم أستطع أن أواصل فيها وذلك لأسباب الرهاب فأوهمت لعائلتي أن هذه الجامعة لم تروقني وسأدخل في السنة القادمة إلى جامعة أخرى علماً وأن السنة الدراسية القادمة لا يزال لحلولها سوى خمسة أشهر وأني خائفة من الذهاب للتسجيل في هذه الجامعة وأشعر أني سوف أبدو كالضائعة والتائهة والمجنونة ولن أستطيع أن أسجل في الجامعة لوحدي. كما أنه لدينا أفراح كثيرة في هذه الفترة وأنا أخاف حتى من التفكير فيها وكيف سأبدو؟. أكيد سوف أكون مثل العادة كالمجنونة وستتشوش أفكاري وأصبح غير قادرة على التحكم في نفسي.
إني الآن أعيش في شبه عزلة لولا تواجد أخويا الصغير معي وذلك حين عودته من المدرسة وأمي بعد رجوعها من الشغل ووالدي (إلا أنه لا يدخل المنزل سوى في النصف الثاني من الليل وإن دخل في النهار فإنه لا يجلس طويلاً وذلك بحكم عمله). كما أن والدي يعاملنا بطريقة متحضرة وغالبا ما ينصحني بالخروج من المنزل ومرافقته إلى العمل والتعامل مع الموظفين والاستئناس عليهم إلا أنه لا يريد أن يفهم أني أعاني من مرض نفسي وأني أعشق العزلة في البيت, إني أحس أن لا أحد من أهلي يريد أن يفهمني ويساعدني في الخروج من حالتي هذه. لقد تعبت كثيراً إلا أنه لدي الثقة في مساعدتكم لي وأعرف أن مشكلتي لن تحل بمجرد ردكم عليا لذلك أعدكم بالبقاء على التواصل معكم وأرجو أن لا تحولوني على روابط لمشكلات مشابهة لأني تقريباً قرأت كل المشاكل الشبيهة لمشكلتي.
وأرجو أن تتمعنوا جيداً في قراءة رسالتي هذه وأن تمدوني بالحل المطول والمناسب.ولكن لا تنصحوني بالذهاب إلى طبيب نفسي فإن ذلك مستحيل بالنسبة لي وإن كان من الممكن وصف الدواء المناسب لي ليخفف عني أعراض الرهاب التي أعاني منها ويا حبذا لو أمددتموني ببرنامج يساعدني على ترتيب أفكاري وأنا أعرف أن ذلك سخيف ولكني أجد صعوبة كبيرة في التفكير فإذا أردت التفكير في موضوع ما لا أعرف كيف أنظم أفكاري وأجمعها فأتخلى عن التفكير في ذلك الموضوع كما أصبحت أعاني من وسواس المرض وقد زاد في الفترة الأخيرة حيث لدي إحساس بالموت القريب ومخاوف من مرض خطير كأن الله يؤهلني لخوض هذه المرحلة الخطيرة من حياتي أو ربما لن أعيش بعد الصراع مع مرض خطير.
أرجو منكم المساعدة في كيفية التخلص من هذا الوسواس الذي يلازمني طوال الوقت كما أني أشعر بضيق وحزن كبيرين في صدري وأخيراً أرجو منكم محو كل المعلومات التي تدل على شخصيتي إذا نشرتم الرسالة على الموقع .. وشكراً وعذراً على الإطالة.
8/9/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين، وشكراً على ثقتك المتكررة، وأقول المتكررة هنا لأنني انتهيت منذ يومين فقط من الرد على نفس هذه المشكلة نصاً وشخصاً وقد وصلتني من خلال صفحة مشاكل وحلول للشباب، وأنا أعرف أن الرد يرسل لصاحب المشكلة قبل ظهوره على الصفحة بفترة، ولم تضيفي هنا إلا رغبتك في أن أقوم أنا بالرد عليها، إضافة إلى طلبك ألا نعطيك روابط لمواضيع مشابهة، أو هذا ما وجدته فرقا بين النصين، والحقيقة أنني في هذه الحالة لا أستطيع فهم المطلوب مني! هل المتوقع مثلا أن أقول غير ما قلته سابقا؟ ؟ .......
هذا هو النص الذي وصلك من خلال البريد الإليكتروني أكرره لك هنا:
(((((( ما تعانين منه هو خلطة شائعة من أعراض القلق والاكتئاب المختلطة المزمنة والتي بدأت معك غالبا من سن صغيرة وإن اختلفت صورة وشدة الأعراض النوعية من وقت لآخر، فقد بدأت المعاناة كما ذكرت وأنت في سن العاشرة، أي كانت غالبا أحد الاضطرابات الانفعالية ذات البدء النوعي في الطفولة Emotional Disorders with Onset Specific to Childhood فما تشيرين إليه من أعراض يعبر عن ذلك، حيث يوجدُ قلقٌ مركزي مفرطٌ، ومن الواضح أن القلق أو غيره من الاضطرابات الانفعالية استمر معك طبعاً لأنك لم تطلبي العلاج ولا انتبه أحد من أهلك لأهميته أو ربما حتى لم ينتبهوا لوجود ما يستدعي العلاج، وهذا مع الأسف حال معظم الأسر العربية إذ يعتقدون اعتقادا جازما بأن الاكتئاب والمرض النفسي لا يصيب الأطفال
مثلك مثل نماذج كثيرة، من الراشدين الآن، الذين يعانون من أشكالٍ شتى من الاضطرابات النفسية الانفعالية، والذين ربما كان من الممكن التدخل النفسي العلاجي لحالاتهم في الطفولة، وربما كان ذلك لو حدث مغيراً لمسارات حياتهم أو على الأقل مخففاً من معاناتهم الطويلة العمر، وذلك أمرٌ أيسر في الطفولة منه في الكبر خاصة إذا توفرت سبل العلاج النفسي المناسبة للأطفال كالعلاج بالرسم أو اللعب
أنت كما هو واضح عانيت من شتى صنوف الاضطرابات الانفعالية أو ما نسميه بالأعصبة Neuroses، فمن الرهاب الاجتماعي بشتى أعراضه وملابساته ، إلى خليط من أعراض الاكتئاب على خلفية من عسر المزاج وعدم الثقة في النفس، ثم وصولا إلى ما يشبه الأفكار التسلطية الاجترارية، التي قد تكونُ عرضا من أعراض الاكتئاب المختلط أو ربما عرضا من أعراض الوسواس القهري!
المهم أنني حين تقولين لنا حضرتك (ولكن لا تنصحوني بالذهاب إلى طبيب نفسي فإن ذلك مستحيل بالنسبة لي)، فإن معنى ذلك أننا لن نقول أي شيء ذي معنى لأن النصيحة الوحيدة الواجبة هي هذه، لا بل وليس فقط الذهاب مرة أو مرتين وإنما يجب أن تكوني مستعدة لمشوار مع معالج نفسي غالبا سيكون طويلا، وأقصى ما نستطيع تقديمه لك من خلال الإنترنت هو المشورة والإرشاد وبعض الروابط لتعرفي أكثر.
وأما سؤالك عن عقاقير لتقليل أعراض الرهاب الاجتماعي فللأسف لا يمكننا وصف عقاقير عبر الإنترنت هذه واحدة، والثانية هي أن علاج الرهاب الاجتماعي الأساسي هو العلاج السلوكي المعرفي، وهذا هو نفسه ما تحتاجينه لعلاج مشكلة الثقة بالنفس، وغيرها كثيرٌ ما ورد في إفادتك.
وتبقى لنا إشارة مهمة هي أن قول الأم أو الأب للطفل أو الطفلة بأنه ليس ابنها أو بنتها هو نوع من القول الشائع عند الغضب، فكثيرون من الأطفال قيل لهم مثلا "وجدناك عند باب المسجد" أو وجدناك على كومة قمامة" ولكن ذلك لم يتسبب في مشكلات إلا لمفرطي الحساسية منهم، كذلك فإن التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة أمرٌ يحدث لكثير من الفتيات الصغيرات وعلاج آثاره ممكن أيضًا عند الطبيب النفسي، وأما ما تسمينه ممارسة جنسية وأنت في السادسة من العمر فليس إلا لعبا جنسيا يمارسه أغلب الأطفال.
كذلك فإن قضم الأظافر بالأسنان والشك في جمال الخلقة عند النظر في المرآة ، كلها أعراض تتماشى مع أعراض خلقة القلق والاكتئاب خاصة تلك التي تبدأ منذ الطفولة، وخلاصة ما يجب قوله لك هو أن العلاج النفسي ضرورة ومن يقدم العلاج النفسي هو الطبيب النفساني، فعليك أن تستخيري ربك أولا ثم تفاتحين أهلك أو من تختارين منهم بضرورة العلاج النفسي.
واقرئي أيضًا:
خلطة القلق والاكتئاب ومسرح الجن !
القلق الرهابي في الطفولة
رهاب الجنس الآخر
وبهذا انتهى ردي أحسب يا أختي أنك لو أردت رأيا آخر لطلبت مستشاراً آخر، وإن كنت أنصح بأن تتحركي في اتجاه ما نصحتك به أي أن تطلبي العلاج عند الطبيب النفسي، وأما أن تطلبي مني قولا غير ما قلت، فهذا ما لا أستطيع، وشكرا لك، وأسأل الله أن يكتب لك الشفاء وتابعينا بأخبارك.