عن العلاج العقّاري للوسواس القهري ؟
الشك المعكوس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم أولا لردكم السابق الذي نفعني كثيرا خصوصا مدى بالثقة.. والحمد لله بعد رسالتي الأولى
استمريت بالعلاج الدوائي مدة سنتين أو أكثر، ووجدت صحتي النفسية جيدة فيما يتعلق بالوسواس، فقررت بتشجيع من زوجتي قطع العلاج، وفعلا زرت استشاريا آخر واستجاب لطلبي على تردد منه، فقلل الجرعات تدريجيا مع تحويلي على أخصائي علاج نفسي، الذي بدأ معي جلسات العلاج السلوكي المعرفي، مركزا على ما كنت أراني ضعيفا فيه وهو القلق الاجتماعي.
على كل حال، توقفت عن المتابعة مع العلاج النفسي بعد حوالي 10 جلسات لانتقالي إلى منطقة أخرى، وأحسست معه ببعض التحسن، الذي خبأ تدريجيا، لكن لا زلت أستفيد من تقنية الاسترخاء بالتنفس العميق.
المشكلة الحقيقية عادت بعد عدة أشهر، حيث رجعت لي وساوس الشك في الصلاة، والتي كانت الدافع الأساسي لي لزيارة الطبيب النفسي في المرة الأولى.
كانت المشكلة في المرة الأولى منذ 3 أعوام أني مع الزمن صار وسواسي أكثر مكرا، فبينما يشك الناس فيما قاموا به فعلا، فأنا أشك في ما لم أقم به! فقبل التكبير أشك أني ربما كبرت، وقبل الركوع أني ربما ركعت، وفي الركعة الثانية أني ربما في الثالثة! فكنت أحتاج إلى وجود زوجتي بجانبي أثناء الصلاة لأتيقن! وأحيانا كنت أسجل صلاتي بالصوت لأراجعها، فوجدت أني كنت غالبا أو دائما أعرف الفعل الصحيح، وأصل المشكلة أن الوسواس عندنا - وهنا أشير أني من غير المذاهب الأربعة لذا قد يختلف الحكم فيها- حكمه أن لا يلتفت لشكه ويبني على وقوع المشكوك فيه، وهذا ما يبطل صلاتي حتماً، إلى أن راجعت أحد علماء الدين فأفتاني بأن أعمل بما يسبق إلى ذهني، وأن لا أسجل صلاتي ولا أعتمد على وجود زوجتي .
هذه الفتوى أنقذتني وأعادت لي الثقة بنفسي، ومع العلاج الدوائي كان وضعي ممتازا.
المهم أني بعد التوقف عن الدواء بعدة أشهر، عادت وساوس الصلاة السابقة، ولكن بشكل أشد، فصرت أشك ما الذي سبق لذهني؟! أو ما الذي يميل له ظني؟!
مع أني لو تركت أصلي بما يتيسر لي لشققت طريقي بين ظلمات الشكوك بشكل صحيح يقودني حدسي، وهذا ما تأكدت منه بتسجيل صلاتي صوتيا مرارا، ولم ينفع عودتي للأدوية بجرعاتها السابقة، ولا زلت مستمرا عليها منذ 4 أشهر تقريبا.
هنا سؤالي : ما هي التقنية العلاجية الأفضل للتعامل مع هذا الوسواس في الصلاة لأستفتي العلماء وأعمل بها؟
وجزاكم الله خيرا
19/10/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل د. "ـــــ" أو د. "شرطة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك مع خدمة استشارات مجانين بالموقع.
التقنية العلاجية الأفضل للتعامل مع الوسواس في الصلاة بغض النظر عن محتواه هي ما نسميه استعارة القطار أحادي الوقوف وتعني أن الموسوس إذا دخل في الصلاة فهو كالقطار الذي انطلق من محطة (الله أكبر) ولا وقوف له إلا في محطة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)... والمقصود بالوقوف هنا هو أي توقف عن خطوات الصلاة سواء لمراجعة ما فات استجابة لشكٍّ، أو للتأكد من إحساس طارئ أو لأي سبب يخطر على الذهن يجب على الموسوس ألا يتوقف مهملا الوساوس أيا كانت... فإذا سلم فإن عليه ألا يقع في فخ المراجعة أو التذكر.
ومما ورد في إفادتك ويجب التعليق عليه قولك (بعد التوقف عن الدواء بعدة أشهر، عادت وساوس الصلاة السابقة، ولكن بشكل أشد، فصرت أشك ما الذي سبق لذهني؟! أو ما الذي يميل له ظني؟!)... والحقيقة أن عودة الوساوس بعد التوقف عن عقاقير علاج الوسواس هو ما يحدث في أكثر من نصف الحالات التي لم تتلقى الع.س.م اللازم للوسواس القهري، وهذا معروف، لكن النقطة التي لابد من الانتباه إليها هي أنك بناء على فتوى العمل بما يسبق لذهنك ثم شكك في ذلك فمحاولتك التذكر والتأكد كل هذا ينتج عن محاولة استبطانك لما سبق إلى ذهنك ... والنصيحة ألا تفعل !
كل ما يجب عليك في الصلاة هو أولا أن تكف تماما عن مراقبة نفسك وأنت تصلي وأن تنطلق من لحظة التكبير للدخول في الصلاة فلا تتوقف ولا تلتفت لأي فكرة أو صورة أو سؤال أيا كان محتواه..... وسواء تعلق بما فعلت أو ما لم تفعل ... إذا تركت نفسك دون مراقبة ستصلي صلاة صحيحة أنت وكل إنسان..... هكذا هي التقنية المطلوبة...... وأنصح بأن تقرأ أكثر عن وساوس الصلاة على صفحة الاستشارات.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>: عن العلاج العقّاري للوسواس القهري ؟ م1