عن العلاج العقّاري للوسواس القهري ؟ م
مرحبا
أود أن أضيف المعلومات التالية:
- مما يزعجني في وسواس الصلاة أنه ذهب بكل ما بقي من توجه وخشوع، حيث ينشغل ذهني بالعد.
- وحتى لو عملت إحدى "تقنيات التأمين" كالتسجيل، أو حتى لو صليت جماعة فلا يلين قلبي أو يتوجه فكري للأذكار.
- بل صرت أتبرم من مجالس الذكر والموعظة، فأذهب يسوقني عقلي لكن لا أجلس إلا بما يسمح به ضيق صدري فأغادر في أسرع وقت متاح، وكذلك الحال مع تلاوة القرآن الكريم أو النوافل.
- وربما كان لذلك علاقة بالتحول في تفكيري العقدي، فصرت كالواقف على منتصف الطريق، لا مؤمن بتفاصيل الدين، ولا منكر لوجود الله عز وجل، إنما ألتزم قدر المستطاع، دون ميل قلبي، وأسمع الخطيب والواعظ فلا يتحرك قلبي كثيرا إلا بمقدار "أننا آمنا بالله" وفي سريرتي أن الرجل أضاع عمره ووقته في هذه التفاصيل.
وربما لموجات الإلحاد والتشكيك أثرها، فصرت أبتعد عن كل هذه النقاشات بعد أن كنت أميل لها أيام مراهقتي وبحكم طبيعة الجو حولي،
وأوثر التعمق في العلوم الطبيعية، وإن كنت أرتاح إن سمعت الردود العقدية المحكمة على هذه الشبهات.
21/10/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل د. "-" أو د. "شرطة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك مع خدمة استشارات مجانين بالموقع.
يشتكي أغلب مرضى الوسواس القهري وليس ذوي الوسواس القهري في الصلاة فقط من فقدان الخشوع في الصلاة، ويرجع ذلك في بعض الحالات إلى سبب أو أكثر من الأسباب التالية:
1- الانشغال بالوساوس التي تهاجم المريض أثناء صلاته والقهور أو الاحتياطات التي يلجأ لها ليخفف أو يلغي أثر الوساوس هذا قبل العلاج السلوكي المعرفي
2- الانشغال بالوساوس أو بتكرار الوساوس رغم نجاحه في تجاهلها بعد تلقيه الع.س.م ... فمن المفهوم أنه لا يوجد علاج يعمل مباشرة على الوساوس وإنما على استجابة المريض لها... بالتالي ربما تزيد الوساوس خاصة في المراحل الأولى للتجاهل.... ورغم نجاح المريض في تجاهلها إلا أن حدوثها وتكرارها لابد أن يفسد الخشوع.... لكن الخشوع مطلوب لا يدرك إلا بقدر من كل بني آدم، وهو معذور لأنه بني آدم فما بالنا بالمريض.
3- لجوء البعض إلى مستوى عميق من التبلد الانفعالي كنوع من صرف الانتباه إلى درجة الانعزال عن الوساوس... فهل مع التبلد يمكن الخشوع؟
4- العلاج العقاري بمعززات السيروتونين م.ا.س.ا لأن الخدر الانفعالي أحد آثارها الجانبية.... ولذا يشتكي كثير من المرضى من أن الأقراص عالجت وسواسهم لكنها أفقدتهم الشعور بالخشوع.... وهذا الأثر الجانبي ينتهي عادة بعد التوقف عن استخدام العقاقير.
5- حين يقع المريض في فخ وسواس الخشوع ! أي حين يتمثل وسواسه في استبطان شعوره بالخشوع في الصلاة وهو ما يجعله معرضا للشك في كل مرة استبطان لدواخله النفسية.
وبوجه عام أتوقع أن الجانب الأكبر مما تستشعره أنت من نقص في الخشوع أو في الإيمان راجع لتكرار محاولتك استبطان مشاعرك لتعرف كم أنت خاشع أو كم أنت مؤمن أو مصدق ...إلخ فهذا الاستبطان كما بينت لك قبلا وفي أكثر من إجابة سابقة يجعل مريض الوسواس معرضا جدا لالتباس الأمر عليه لأن الاستبطان يعطي فرصة كبيرة للوسواس فيلبس الأمر على المريض.
أرجو أن أكون ساعدت بردي هذا في توضيح الأمر لك، وأتمنى أن تدرب نفسك على أداء عباداتك دون اللجوء لاستبطان مشاعرك تجاهها حتى يأذن الله لك بالتعافي الكامل إن شاء الله، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>: عن العلاج العقّاري للوسواس القهري ؟ م2