هذه مشاركة من أ. حسن خالدي في إجابة أ.د حنان طقش : أشك في حبيبي ؟ هل هو يخون ؟
أريد حلا .. أنا أجن
يا سادة أنقذوني ...أنا متعبة من الشك متعبة حقاً
من بداية حياتي وأني لا أثق بالرجال الكل يخون حتى وإن كانت بين يديه ملكة جمال فهو ينظر إلى غيرها وبموقعكم هذا استشارات خيانة الرجل ما شاء الله !! حدث بلا حرج ...
سأتكلم عن ما أعانيه الآن.
أنا مرتبطة بشاب وعلاقتنا كانت جميلة أنا لا أثق أبدا ولكن أوحي له بأني أثق ولا توجد مشكلة وقمت بتحذيره بداية علاقتنا إياه والخيانة فإنها سوف تحطمنا بلا رحمة .. مرت علاقتنا بشكل جيد عندما كنت أراقبه ولا تغيب عيني عليه وحتى جميع حسابات التواصل الاجتماعي التي يملكها كنت أملك الباسورد password .. ولكن جاءت فترة وقام بتغييره وعندما غيره بدأت بالشك الرهيب سألته وقال لي خصوصياته ولابد أن تكون له بعض الخصوصية وما إلى ذلك ..
بعد فترة تشاجرنا على أمر معين وابتعدنا .. أثناء فترة بعدنا الشك بدأ يرادوني وعندما أقول لكم الشك بدأ يعني أني أدخل في حالة مرضية وأنا لا أبالغ عندما أقول مرض فأنا أمتنع عن مداواة صحتي وأنسى حالي وأبدأ بالتوتر لعدة أيام والقلق والأرق وعدم النوم للصباح ومصاحبة مع البكاء والعصبية وهسترية يعني الشك لدي قاتل لنفسي أولا .. فعندما ابتعدت عن حبيبي بدأت مرحلة الشك ... هل يكلم فتاة أخرى، هل يسهر معها، عن ماذا يدور حديثهما ! كيف يستطيع أن يناديها حبيبتي ؟؟ وأناا ؟؟
وأبدأ بمراقبته ولكن الحقيقة أشعر أن شكي بمحله، فكيف أفسر وجود علامة online على برنامج حبيبي من الليل إلى الفجر وبشكل متواصل يومياااا!! كيف أفسر طلبي لاستعادة الـ password لحساباته ورفضه بحجة لديه خصوصيات !
كيف أفسر رفضه لإظهار علاقتنا على الملأ ! بحجة أنه سوف يجلب مشاكل له ؟؟ كييييف !؟؟؟؟ صدقوني أنا لست مريضة بمرض الشك ولكن هو من يجعلني مريضة لكي يغطي على أفعاله .. أنا لا أعرف كيف أتصرف أحيانا أقول أنني ظلمته وأعود له ولكن أبدأ بالشك مرة أخرى لا أستطيع أن أكمل مع أي رجل فهذه العلاقة الثالثة لي !!
وكل علاقة لا تدوم كثيرا فالأولى كانت خمس أشهر وكان خائنا يتسلى بالفتيات وأنا واحدة منهن والثاني لم تدم علاقتي به لمدة شهرين لأني بدأت بالشك من أول شهر ولم تتم خيانة فعلية بل مجرد شك فابتعدت ولم أستطع التكملة وهذا الثالث نحن الآن أكملنا الشهر الثامن مع بعض ولم تتم خيانة فعلية وأظن لأنه ماهر على إخفاء ذلك ..
لا أنوي التكملة أكثر معه لأني سوف أتحطم صدقوني لا أستطيع التكملة مع كمية الشك التي أعيشها، هو يشكو من هذا الشك ويظهر العصبية ويذكر لي بطولاته معي وكيف يضحي من أجلي،، فكيف لي أن أشك ؟؟ صدقوني خائن لا أستطيع أن أترك الشك،
ماذا أفعل؟؟، حتى إن تركته فسوف يكون الشخص التالي كذلك أريد حلا، لكن أنا حدسي صدقوني بمحله
أنا لست مريضة ولكن هو يشككني بنفسي وهذا ما جعلني أكتب لكم
2/10/2017
رد المستشار
السلام عليكم وأهلا بك على موقع مجانين أختنا السائلة "هاند" قد أجابت الدكتورة حنان طقش بشكل كاف وذكي عن وضعك.أحببت فقط أن أضيف شيئا من التفصيل على وضعك وطريقة تفكيرك.
أنت تعترفين يا "هاند" أنك منذ أو وعيت بذاتك وأنت لا تثقين في الرجال، يعني أن كل استنتاجاتك هي تحصيل حاصل !! بمعنى أنّك تجمعين فقط المعطيات التي تؤيد نظرتك عن خيانة الرجل، في مغالطة منطقية تُسمى الانحياز التأكيدي (وهي تحيّز معرفي) Confirmation Bias. وهي باختصار تذكر المعطيات والمواقف أو قراءتُها على ضوء افتراض مسبق وقناعة نفسية، فتضيع لا شعوريا كل المعلومات التي تؤكد عكس تلك القناعة.
وتؤكدين أكثر من مرّة أنّك لستِ مريضة بالشك لكنّه هو الذي يُمرضك، فهل الرجلان اللذان سبقا أيضا كانا لهما القدرة على إمراضك ؟ أم أنّ نفيك لمرض الشك عنك، هو تخوف من وصمك به كما يُقال لك دائما ممّن حولك؟ أحيانا يكون صراعنا لنفي شيء نابعا من نكرانه والإحساس بوجوده حقا فينا.
ثم إن الثقة والشك إحساس ذاتي، بمعنى أننا قد نثق بشخص لا يستحق الثقة، وقد نشك بآخر يستحقها كلّها ! لذلك يكون الشك مرضيا غير موضوعي في حالات كثيرة، والثقة سذاجة وغباء واستمرارا في التعامي. فقولك "هو يجعلني أشك" غير مقنعة، لأنك إن كنت تثقين بسهولة ستثقين به رغم غدره، مما يعني أنك تشكين به رغم غياب ما يستدعي الشك، لأنك أنت من يشكلُ الشكُ في الرجال محور حياتها.
والدليل على أنّه شك مرضيّ هو الحالة النفسية التي تصفين من غياب شهية ونوم وبكاء وهسيتيريا وعصبية، فالإنسان له الحق أن يشك، ثم يضيق صدره ويحزن ويتخذ قرارا بالهجر والانفصال، دون أن يقع صريعا من مجرد أفكار واحتمالات، قد يكون ذلك مفهوما في حالة صدمة مباشرة وتلبس بالخيانة، لكن تفاقم الحالة النفسية من مجرد فكرة يدلّ على هشاشة نفسية يجب العمل عليها ومعالجتها والرجوع إلى أسباب تلك النظرة المتحيّزة المتّهمة للرجال أصالة.
مع ذلك أعرف صدقك في اعتقادك بأنك لست مريضة وأنه السبب، ولهذا تفسير واضح في نظري، وهو معايير الثقة عندك في حبيبك. فمعاييرك مثالية وعلى مقاس قلقك Anxiety وشكك، وليس على مقاس علاقة محترمة وثقة متبادلة، وخير مثال هو امتلاكك لكلمات مرور حساباته ! فالثقة عندك هي أن تطلعي على كل صغيرة وكبيرة في حياته، وربّما لو كانت طريقة لاكتشاف خواطره وأحاديث نفسه، لسعيتِ لامتلاكها أيضا ! بدعوى "أن يكون قلبه كلّه لي" ! هذه ليست ثقة، بل هذه رقابة وتملّك مرضيّ خانق ! لكنها رقابة مريحة بالنسبة لك تسمينها خطأ "ثقة" !
الثقة هي شيء نهديه ولا نأخذه كما تأخذينه أنت، الثقة افتراضُ أن الآخر لن يغدر ولن يخطئ في حقّنا. أما ما تفعلينه أنت، فهو تصرفات وإجراءات لتجنّب القلق والوسواس المتعب، ثم ستقولين "الآن بعد أن أحصيتُ أنفاسَه، يمكنني أن أتمتع بالعلاقة دون أن أعطيَه شيئا" نعم !! دون أن تقدمي له شيئا ويمنعك من ذلك عجزك وضعفك أمام نفسك، لأن خنقه نابع عن عجزك عن الإيمان به وبأي رجل غيره كما يبدو.
إن تصورك عن الثقة والحب هو تصور خاطئ، تصور يذوب فيه الآخر فيك، وهذا مستحيل وأي رجل سيفرّ من علاقة كهاته سواء كان وفيا أو خائنا، ولا بد من خصوصيات لا شك، إن أحسن استخدامها وإلا ستظهر خيانته ولو بعد حين، لأن الخصوصيات تحفظ من كثير من التوجس والشك، لأن كلمة أو موقفا ذو سياق معيّن، قد يقرأه الآخر من سياق الشك والخيانة فضلا عن اختناق أي إنسان سويّ من نظرة مشكك مراقب له.
وإضافة إلى اختلاف معايير الوفاء والاحترام للعلاقة، فقد يكون الرجل أو المرأة تتصرف بعفوية واحترام مع الغير يراه الشريك انتهاكا لحقه حال وجوده معه أثناء ذلك الموقف، وهذا مثل أن يكون الرجل أمام الطبيب الذي يفحص زوجته مباشرة، مع أن القضية ضرورية وطبية، إلا أن غيابه أفضل من حضوره آنذاك.
وهنا نأتي لنقطة مهمة في نظري، وهي معنى الخيانة عندك. هل مجرد الحبّ يضعنا في علاقة وفاء مع الآخر؟ بكلمات أخرى، هو قد تعرّف عليك على أساس أي خلفية ؟ وقبل أن ترتبطي به عن حبّ ودون زواج، هل تأملت احتمال أن يكون مرتبطا بغيرك أو يتوق على الأقلّ؟ الحب لا يعطي كل شيء، ولا يعطي ضمانات على كل شيء. لأن سهولة إقامة علاقة على خلفيته عكس صعوبة إقامة علاقة بزواج مع أهل وشهود وأوراق.
فكل رجل سيتقدم في إطار رسمي كهذا، سيجد نفسه ملزما بالوفاء وحسن التصرّف. وهذا ما أشارت إليه الدكتورة "حنان" في مسألة المسؤولية. أنت تتخيّلين أن الحب يعطيك حق التملّك النهائي، وتتصورين أنّ من يقيم معك علاقة وهي عنده عابرة سيكون لك إلى الأبد، مع أنّ علاقات ما قبل الزواج هي متعة وتنقّل من زهرة لزهرة في الغالب، لكنّك لا تعين هذا.
في النهاية أنصحك بشدة أن تراجعي مختصا نفسانيا لعلاج الشك المرضي والتفكير الوسواسي، وربما تقدير ذات منخفض جدا وعدم أمان يجعلك تحتقرين نفسك وبالتالي تشكين في قدرتك على ملء عين الرجل الذي سترتبطين معك، لأنّ هذا سيخلق لك مشاكل كبيرة للغاية في زواجك كما توقعتِ (حتى إن تركته فسوف يكون الشخص التالي كذلك أريد حلا، لكن أنا حدسي صدقوني بمحله) إلا أنّ حدسك ليس في محلّه نظرا لحالتك النفسية التي تُعمي بصيرتك ما إن ارتبط الأمر بالخيانة.
وأيضا اعملي على إنضاج فكرتك عن الحب خارج إطار المثاليات التي تعيشينها وتفترضينها، فمن يقيم معك علاقة حب لا يراها نهاية سعيدة بالزواج كما تتخلينها، وستُفزع حقيقة بعض الرجال لاختلافها عن توقعاتك. وعليك أيضا (بما أنّك مُغرقة في الشك المرضيّ) أن تتبنّي علاقات جادة بقصد الزواج من أول خطوة وتبتعدي عن العلاقات العابرة لأنها مرتع الخيانة والتقلبات والهجر المفاجئ وهذا غير صحي لك بتاتا.
تمنياتي لك بتغير أحوالك.