العوج طول عمره عوج افسخي الخطبة !
استشارة نفسية..
أنا فتاة تقدم لي شاب قبل سبعة أشهر سألنا عنه ولقينا إجابات طيبة فتمت الموافقة، لكن بعد أن تواصلت معه بدأ يسألني كثيراً عن الماضي بلا توقف وأجبته وظهرت منه علامات الشك مثلاً يطلب كلمة مرور حساب الفيسبوك وأعطيته ثم طلب مني إعادة استخراج شريحة هاتفي القديمة فلم أستطع ذلك لأنه مر عليها وقت طويل وقد تألمت منه كثيرا وقررت الانفصال لكنه اعتذر وسامحته، لكنه قاسي معي جداً دائماً ينتقدني وعندما أجادله يقول بأنه بدافع التشجيع لا أكثر ويقول أن قساوته بسبب تصرفاتي لكن أقسم أنني لم أعامله إلا بالحسنى وأنفذ كل طلباته.
وقد طلب مني زيادة وزني حتى أرضيه في المستقبل ولا يلتفت لغيري ولما أخبرته أننا يجب أن نؤجل العرس لأسباب مادية أخبرني أنه لن ينتظرني وسوف يتزوج بأخرى هنا قررت الانفصال حقا رغم أنه يخبرني أن كل كلامه فقط لكي أعدل عن قرار التأجيل لأنه مستعجل للزواج إلا أنني سئمت تسلطه وقد أخبرت أمي وأخواتي بكل شيء فثارت ثائرتهم وقالوا أنه يجب أن أبتعد عنه وصليت استخارة ومقتنعة بداخلي أنه يجب أن ننفصل أحسن لكنني لم أستطع القيام بهذه الخطوة.
أشعر بتأنيب الضمير ربما أجرحه أو أظلمه رغم أنه مصر على أنه لم يخطئ ويطلب مني أن أعتذر منه وأن أغير تفكيري وأنني لا أفهمه وأنه سيشتاق لي أنا الآن حقا مرضت نفسيا صرت أبكي طوال اليوم وتوهت بين ضغط أمي وأخواتي أنهم يرون أن الانفصال هو الحل وبينه هو الذي يتهمني بأنني أنا المخطئة مما سبب لي إحباط وزعزع ثقتي بنفسي وأصبحت أكره نفسي كثيرا وألومها ولا أقوى على اتخاذ أي قرار سوى البكاء حتى ضعفت وهزلت.
أنجدوني وأخبروني كيف أتصرف وأتجاوز هذه المحنة وهل أنا مخطئة أم هل هناك أمل في تغييره للأحسن بعد الزواج ؟
أرجوكم أنقذوني فأنتم ملجئي الوحيد بعد الله تعالى
23/9/2018
رد المستشار
السلام عليكم الأستاذة إيناس مشعل وعلى الأخت "سهيلة".
لن أزيد شيئا عمّا قالته لك مستشارتك أختي سهيلة، فقد أحسنت اكتشاف خطيبك، أضم صوتي لصوتها ولصوتك الداخلي تذكرةً وسنداً في قرارك بالانفصال.
لا يصلح لك هذا النوع من الشخصيات، سيُعذّبك، كيمياؤك ستخلق تفاعلاً كريهاً مدمّراً مع كيميائه، صدّقيني... فأنت إنسانة حساسة وعندك قابلية للمطاوعة وعدم الاعتراض... إذا تزوجت به سيشوّه نفسيّتك ويشوّه تصوّرك عن الزواج والعلاقة مع الرجال إذ سيكون أول تجربة لك ويعطيك أول انطباع حوله، انطباع سيء للغاية سيشكّل لك صدمة حياتك.
خطيبك منحرف نرجسي un pervers narcissique . كما أشارت مستشارتك.
سيتحكم فيك عن طريق أربع أساليب:
1- الإغواء أو إثارة إعجابك Séduction
2- تمثيل دور الضحيّة victimisation
3- إشعارك الدائم بالذنب Culpabilisation
4- التخويف Intimidation
فهو سيُحاول نيل إعجابك بأمور معيّنة حتى تبقي قريبة منه، بعد كل محاولة لرفضه والانفصال عنه ستشكين وتقولين مع نفسك: فيه صفات جيدة وتكلفي نفسك عناء البحث عنها، وربّما هذا التيه والشك يشكّل جزء من حيرتك وتقطّعك من الداخل، لأنّك لا تستطيعين أنْ تحسمي في "شرّه وعدم مناسبته لك"
ثم يُغرقك بتظلماته ومشاكله وشقائه، حتى تتعاطفي معه وتشعرين أنه في حاجة لك وتحاولين احتواءه بكل عيوبه ومشاكله، تشعرين بأهمّيتك عنده على هذا المستوى، وفي كل هذا إن وقعت مشاكل فلن يعترف أبدا بخطئه (يعجز عن ممارسة النقد الذاتي) ودائما أنت من يجب تحمل عقدة الذنب.
ولاحظي أنه يبرّر قسوته وانتقاده وقلّة نضجه بأفعالك (دافع التشجيع (أنت من يجب أن يتغيّر) / ويقول أن قساوته بسبب تصرفاتي / رغم أنه يخبرني أن كل كلامه فقط لكي أعدل عن قرار التأجيل / ويطلب مني أن أعتذر منه وأن أغير تفكيري) لاحظي أنّه بعيد عن المحاسبة ومطلب التغيير والتنازل.. أنت من يجب أن تزدادي في الوزن لترضيه، وأنت من يجب أن تتغير. وأنت من يجب أن يفهمه لا هو.. طبعا يرى نفسه شخصا رائعا يستحق الاهتمام وأن يضحي الناس من أجله وأنه مظلوم ولا يفهمه الناس.. ! (دور الضحية على خلفية غروره المتضخّم)
وأخيرا سيبدأ بترويضك بالتخويف وتقلبات المزاج بشكل لا تعرفين فيه السبب حتى تلومي نفسك أنت لأنك لست في المستوى المطلوب لإرضاء جلالته وستتخلّين عن حقوقك ومُتعك من أجل تفادي التصادم معه ومع مزاجه الكريه الذي يُشعرك بالذنب.
ستُعانين من خطاب متناقض un discours paradoxal يمدحك اليوم بشيء ثم يسحب ثناءه غداً، ينتقد ويزمجر ثم يعود لطيفا واعدا (مثل قوله سوف أشتاق لك بعد أن قال لك سأتزوج غيرك) يعني يؤرجحك بين الأمان والهجر بين القبول والرفض بين التمر والجمر...
هذا كلّه سيهشّمك من الداخل، وها هي أول البوادر ظهرت عليك في وقت قصير. تشعرين بالذنب اتجاه وتخافين أن تظلميه وأن تؤذيه، والسبب لأنك لم تستطيعي تحديد أين الخلل، لم تستطيعي أن تضعيه في بؤرة الاتهام والمسؤولية بسبب أساليبه التي أربكتْك.
وأقول لك شيئاً متوقّعاً جداً، هو لن يضرّه الانفصال بقدر ما سيضرّه صدّه والتخلي عنه وأن جاءت منك لا منه، سيُسمعك كلاماً قاسياً جارحاً بعد الانفصال ويُشعرك أنّك ضيّعت فرصة ثمينة للارتباط برجل رائع ومميّز.. سيحب أن تكون آخر كلماته طعنات ليتركك تسبحين في دمائك متألّمة، في حين أن الانفصال يدل على عدم التفاهم ولا داعي لكل ذلك التهجّم والسب والقذف. توقعي ذلك وتعاملي معه بعقلية ناقدة ساخرة، وقولي له قد نبّئت من أخبارك.
أتمنى لك التوفيق والراحة، وأيضا أتمنى أن تعملي على تحسين ثقتك بنفسك وتطوّري مهاراتك النفسية والاجتماعية، وتزيدي وعيك بالأمور المتعلقة بالزواج.
تحياتي