أفيدوني قبل أن أجن
السلام عليكم جميعاً.. أكتب لكم وأنا في أضعف حالاتي وعلى حافة الجنون قلبت كثيراً في مواضيع المنتدى لعلي أجد من مثل حالتي ولكن لم أجد ما يطمئنني ويهدأ البراكين التي فيني لا أعرف إلى من ألجأ بعد الله تعالى ليكون سبباً في علاجي فأنا لا أستطيع أن أقرر أن الذي في وسواس فقط فأدفعه وأرتاح أو أن فيني جهل في الفتاوى وتقصير ويترتب على ما فعلته أحكام بحقي لأرتاح من العذاب
نقص وزني كثيراً وأنا حامل وخائفة على جنيني وهذه الفترة أصبحت حياتي كلها بكاء وهم لا نوم ولا أكل ولا راحة حتى فكرت أن أفترق عن زوجي لأني سأصبح عبئاً عليه وعلى ابنتي التي لا أستطيع أن أهتم بها كالسابق..
والآن سأبدأ بموضوعي من البداية أنا كنت منذ صغري أحب العبادة والصلاة وأقوم بجميع النوافل ما استطعت وأحفظ القرآن إلى أن بدأت في المرحلة الأخيرة من المدرسة تأتيني بعض الشكوك في الاستنجاء والصلاة وكنت آخذ وقتا طويلاً للاستنجاء وأقوم بحركات غريبة للتأكد وبدأت الوساوس تزداد شيئاً فشيئاً في كل العبادات والغسل والطهارة والاحتلام والإفرازات وتحولت حياتي جحيماً وأرى أن كل ما أفعله خطأ وفي قلق وخوف
ثم بدأت أقرأ عن الموضوع من فتاوى وطرق علاج ولم تنفع إلا مؤقتاً وترجع حالتي تنتكس لأني أشعر أن كل ما أفعله بإرادتي حتى وصلت إلى مرحلة عجزت عن الغسل أكثرت الشكوك في النية وغيرها فتركت الصلاة ما يقارب السنة وفي هذه السنة حاولت أن أقرأ عنه وأتقوى إلى أن استطعت أن أغتسل وأعود للصلاة من جديد وعانيت كثيراً لرؤيتي اختلافاً في حكم تارك الصلاة ومنهم من يرى كفره وكذلك الاختلاف في غسل العودة للإسلام والمهم أني رجعت أصلي
وعادت الوساوس ولكن كنت أتجاهلها قدر الإمكان ومنها ما خف ولم يعد يتعبني مثل الاحتلام والاستنجاء والطهارة وبقيت باقي الوساوس مرة أنتصر عليها ومرة تنتصر علي فكنت أستخدم طرقاً حتى لا أقطع العبادة وألزم نفسي على إكمالها فأقول أني أكفر أو ألحد أو أسب الله وأقول السب أو أشرك به وأعبد معه كذا وكذا وأني فعلاً أقصد ذلك وأحلف على ذلك إذا قطعت العبادة وأحياناً لا أستطيع إكمالها فأحس أني قد أكون كفرت أو أشركت وأعود للتشهد ثم أحس أني لم أقله جيداً وأعيد الأفعال وهكذا
وكنت أقول لو كنت فعلاً متقينة أن الله ربي وأنه يعلم كل شيء وأن علمه غير قاصر وأني أعبده ولا أعبد سواه فإني لن أقنع نفسي أني على الإسلام وأنا من داخلي أقول لو فعلت عكس ذلك يعني أني غير متيقنة ولا أستطيع وأرجع لأحاور نفسي وغيرها من الطرق مثل الدعاء أن أموت على الكفر لو قطعت الصلاة وأقطعها والحلف واليمين والنذر وغير ذلك من الطرق التي زادت الحالة سوءاً وأنا في شك دائم بإسلامي فأتشهد قبل كل عبادة وقبل الغسل وهكذا ولا أحس بلذة في أي عبادة..
ثم أصبحت أقول هذا الكلام بإرادتي حتى في الأشياء العادية لألزم نفسي على فعلها أو أمنعها ثم أحيانا أفعل العكس فمثلا أقول لو فعلت كذا فأنا أكفر بالله أو أشرك أو أو وأحيانا أفعله (وقد سألت دار الإفتاء ببلدي وقالوا أنه لا يكفر وتكفي التوبة) ولكني غير مطمئنة وكل مرة أقول أني أتوب ولكن أرجع أقوله أحياناً بإرادتي وأحياناً أحس حتى لو أني أردت فعل شيء معين فكأني أقصد هذا الكلام وأحياناً أفعل العكس..
والمهم بعد ذلك تزوجت وحاولت أن أتغلب على الوساوس وخفت بشكل كبير ولكن كلما اغتسلت كنت أتشهد احتياطاً وفي مرة من المرات تضايقت من إعادة الصلاة عدة مرات وقطعها فتلفظت بلساني بسب الله بإرادتي ثم ندمت على ذلك واستغفرته وبقي هذا الموضوع يؤنبني وأحياناً كنت أشعر أني أسب الله في داخلي بإرادتي كلما تضايقت من الوسواس أو أحس أحياناً أني أسب بغير سبب
وبعد ذلك تغاضيت عن هذه المواضيع كلها وانشغلت بولادتي بابنتي وخف الوسواس كثيراً مع بقاء شعوري أني قد أكون كفرت وبدأت أشعر بالفرح من جديد ولكن مع تنغيص الوسواس قليلاً ولكن كنت مسيطرة عليه تقريباً
ثم جاءت فترة ابتعدت فيها عن كل النوافل ولا أقوم إلا بالفرائض من صلاة وصوم بدأت أتساهل بالصلاة وأؤخرها عن أوقاتها جميعها تقريبا تكاسلاً وأحياناً أصلي فرضا مع فرض آخر تكاسلاً وأحياناً أقول أني سأقضيه غداً أو بعد غد ولا أقضيه وفي هذه الفترة كان الوسواس خفيفاً جداً ولا يؤثر على حياتي
ومنذ فترة وهي التي حولت حياتي إلى جحيم أشد من الجحيم السابق وهو عندما قررت التوبة والالتزام بالصلاة في أوقاتها وسجلت للتحفيظ بدأ الشك يرجع وتذكري الفترة التي تركت فيها الصلاة قبل الزواج وهل اغتسلت غسل العودة للإسلام أو لا مع أني أشك أني اغتسلت من كل حيض واحتلام سابق والعودة للإسلام احتياطا في غسل واحد
ثم بدأت أرى في الفتاوى عن حكم تارك الصلاة وفزعت لما عرفت أنه يكفر ثم زاد الشك وبدأت ترد على أسئلة كثيرة عن حكم من أخّر الصلوات وترك بعضها ففزعت لما عرفت أنه مختلف في حكمها ومنهم من يرى كفره ثم بدأت الوساوس تتوالى علي وهو أني قد أكون لم أغتسل عن الحيضات والاحتلامات والعودة للإسلام عندما تركت الصلاة مطلقا في السابق وبالتالي فإن صلواتي طيل هذه الفترة لا تصح مع أني كنت أغتسل للحيض بعد ذلك فيعني هذا كأني تركت الصلاة
وكذلك اختلافهم في تكفير من أخّر الصلاة زاد عذابي ومن ثم تواردت الأفكار وهو أني قد أكون أتتبع الرخص عندما كنت في السابق آخذ بالفتاوى السهلة وبالتالي قد أكون كفرت وغيرها من الأفكار التي دمرتني وإلى الآن تتوارد علي وكلما بحثت عنها أجد فيها رأيا يكفر مثل من تلفظ بسب الله وتأخير الصلاة وتركها وطرقي التي أستخدمها للتخلص من الوسواس وإكمال العبادة وغيرها من الأشياء التي مرت علي وذكرتها لكم
فعدت إلى نقطة الصفر وبدأت الوساوس ترجع لي بالتدريج في الطهارة والاستنجاء والاحتلام والغسل وكل ما يتعلق بالصلاة ولا أستطيع تجاهلها كالسابق لخوفي أن تكون صلاتي خطأ فأكون كفرت لأني كمن تركها ورجعت أقرأ الفتاوى في مواضيع العبادات مجدداً لخوفي أن أكون اخترت الأسهل في السابق وأحيانا أؤجل قراءة الفتاوى لليوم الثاني للتأكد من صحة أفعالي في العبادات فأقول أن صلواتي التي صليتها في هذا اليوم لن تقبل لأني لم أسارع إلى الاستفسار عن شيء فعلته في الصلاة لأتأكد هل صحيح أو لا أو قول دار في قلبي فأتأكد هل كفرت أم لا؟؟
وصرت أقول الشهادتين احتياطا للدخول في الإسلام ثم أقول أني اعتبرت نفسي كافرة والإنسان يؤخذ باعتباره فكل عباداتي السابقة بطلت وعلي الغسل والعودة للإسلام وبالتالي حتى زواجي فسخ وغيرها من الشكوك وقولي في قلبي لماذا اختارني الله لهذا الابتلاء أو لماذا لم تكن الصلاة مرتين تخفيفاً هذا بعض مما يدور في خاطري وعقلي حالياً وجعلني أحس أني أريد الموت !
وأحيانا أقول لو توفت ابنتي أفضل لها من أكون أمها ثم أستغفر وأنهار من كلامي، وأقول لماذا أنا أكابر وأحاول أن أبحث عن فتاوى لا تكفرني فقط لأحافظ على زواجي ولو كنت غير متزوجة لقلت الشهادتين احتياطا وعدت للإسلام وتركت الوساوس وأقول لماذا حملت وجنيت على جنيني وغيرها من الأفكار التي لا أستطيع قولها حتى لا تحتقروني أكثر..
أنا الآن محطمة فعلا كل الذي أريده أن أعبد الله بلذة وبدون أن أشك في إسلامي قبل أن أموت وأن أكون زوجة وأما صالحة ولا أشك في صحة عقد زواجي.. حاولت أن ألجأ للمشايخ ولكن منهم من قال أن أراجع دكتور نفسي ومنهم من لم يرد ومنهم من رد علي وطمأنني ولكن أشك أقول أنه ليس من العلماء الكبار
وكذلك لجنة الإفتاء في بلدي أفتوني بعدم كفر من ترك الصلاة وتكفي التوبة وأن غسلي عن الحيض يجزئ ولكن خوفي من فتاوى كبار العلماء بعكس هذا الكلام يخيفني وهو كفره ثم شكي هل اغتسلت أو لا وكلما أسألهم عن المواقف التي تمر علي يجيبوني بأنه تكفي التوبة وتجاهل الوساوس وثم بعد فترة أرجع أسألهم نفس الأسئلة ثم أشك إذا ذكرت كل الأشياء أم لا وأبقى في نفس الدوامة ثم أقول ربما من رد علي لم يفهم السؤال أو كان قليل العلم وأن على الإنسان أن يتحرى ويرى الاختلافات والأدلة ثم يختار ما يوافق الدليل كما سمعت من كبار المفتين
وهكذا منذ شهر وأنا على هذا الحال ولا أعرف ما الخلاص أخاف على نفسي أن أجن أو أقضي على نفسي فلا يعلم بما فيني أحد وفكرت في الانفصال لأني حاليا عاجزة عن القيام بحقوق زوجي وكذلك ابنتي أخاف أن أغسلها حتى لا أتنجس وحاليا أنا أقنعت زوجي أني أعاني من كآبة الحمل وأريد مراجعة دكتورة نفسية، وأحاول أن أتواصل مع أئمة العلم في بلدي وبعد أن أقفل عنهم أشك وأقول قد لا يكون على علم كافي أو أشك أني لم أستفسر عن كل الاستفسارات وأرجع أبحث عن آخر
وهذه هي حالتي وكلما أردت الصلاة أو الوضوء أحاول أن أقنع نفسي أني باقية على الإسلام حتى يتبين لي عكس ذلك وأجلس أقنع نفسي فترة طويلة وأعيد الوضوء والصلاة عدة مرات وأقول أني لن أقنع نفسي لأني متوجهة إلى الله وهو يعلم كل شيء ثم أعيد وأقنع نفسي ثم أقول أني كفرت لأني بذلك غير متيقنة إن الله عالم بكل شيء وأبقى في دوامة ثم أقول أني لم أقل ذلك وأنه من الوسواس ولكن تأييدي للكلام وتطبيقي له يعني أني موافقة عليه وأصبحت في ألم وقلق وصداع وضيق دائم وخوف من الصلاة التي تليها..
أحس أني في مرحلة انتظار أقول أني باقية على الإسلام حتى أتأكد من الناحية الشرعية أني مسلمة وحتى أتعالج مع الدكتورة النفسية ويعذبني أني في شك دائم في إسلامي وبالتالي بقية عباداتي وصلاتي أشك فيها والآن بدأ الاحتلام يتكرر علي فاليوم أحسست بلذة وغير متأكدة أني رأيت حلما وغسلت المكان دون تفتيش وكذلك العصر حلمت بالجماع ولا أتذكر أني شعرت بلذة وأيضا غسلت المكان دون أن أفتش لخوفي أن يعود لي هذا الوسواس الذي حرمني من النوم سابقا..
لا أعرف هل هناك أمل في شفائي؟؟؟
أسأل الله أن يريح ويسعد كل من يطمئنني بكلامه..
4/11/2018
رد المستشار
الأخت المتصفحة الفاضلة "أ" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
بدأ معك اضطراب الوسواس القهري بصورته المعتادة في مجتمعاتنا (بدأت في المرحلة الأخيرة من المدرسة تأتيني بعض الشكوك في الاستنجاء والصلاة وكنت آخذ وقتا طويلا للاستنجاء وأقوم بحركات غريبة للتأكد وبدأت الوساوس تزداد شيئا فشيئا في كل العبادات والغسل والطهارة والاحتلام والإفرازات وتحولت حياتي جحيماً)... ومثلما يتواتر حدوثه يزيد الوسواس كلما زادت الرغبة في الالتزام .... ويقر كثيرون بأنهم إذا فترت همتهم للعبادة وتكاسلوا يخفت الوسواس ليزيد عند عودتهم لمحاولة الالتزام وفي هذا كلام كثيرٌ على استشارات مجانين مثلاً:
الوسوسة والالتزام الديني هل من علاقة ؟
الأفكار الشيطانية والالتزام الديني
الإفادة في الوسوسة والالتزام والإرادة !
الوساوس لا تناقش ولا تحاور لأنها لا تزول بإثبات خطئها ... ولا يصح معها إلا الإهمال... حتى لو أشعرك الوسواس أنها منك أو بإرادتك أو أنك تستجلبينها لا تفعلي غير إهمالها، والإصرار على المضي في العبادة دون تكرار أبدا ودون احتياطات خاصة بما في ذلك التشهد قبل كل عبادة (والحمد لله أنك لم تقولي الاغتسال والتشهد!) للدخول في الإسلام فالموسوس لا يخرجه الوسواس القهري عن الإسلام مهما فعل... فأنت باقية على الإسلام رغم أنفك ورغم أنف الوسواس... ولا داعي لمشاعر الانتظار التي تصفين.
وأما غير ذلك من الطرق التي لجأت إليها لمنع نفسك عن الانقطاع عن العبادة بسبب الوسواس (مثل الدعاء أن أموت على الكفر لو قطعت الصلاة وأقطعها والحلف واليمين والنذر وغير ذلك من الطرق التي زادت الحالة سوءا) فلم تكن إلا لتزيد الحالة سوءًا فكلها أفخاخ ينصبها الوسواس للمرضى الغافلين أو غير المدربين.
حالك الآن في منتهى السوء مع الأسف ففضلاً عن شديد اكتئابك أنت ماشية على الوساوس لا تحيدين ! فأنت تتشهدين قبل كل عبادة 24×7 وتقرئين الفتاوى الخاصة بالعبادات يومياً فضلا عن تواصلك الدائم مع كل من استطعت من أهل العلم الشرعي، أي جحيم يعنيه هذا بالنسبة لمن تقول: (وعانيت كثيرا لرؤيتي اختلافا في حكم تارك الصلاة ومنهم من يرى كفره وكذلك الاختلاف في غسل العودة للإسلام) .... أنت ببساطة تنتجين الوقود الدائم الفياض للوسواس ! ويجب أن توقفي هذا إن استطعت قبل الوصول إلى الطبيبة النفسانية.
أسأل الله لك سرعة التعافي وأنصحك بكثير من القراءة على مجانين، وأهلاً وسهلاً بك دائماً على الموقع فبالتطورات تابعين.