أعراض مرضية ورهاب البلع
السلام عليكم أتمنى أن يفهمني أحد لأن وضعي صار صعب .. 2014 أصبت فجأة بتسارع نبض وبرودة أطراف وخوف وضيق تنفس ولا أعرف السبب ورحت للمستشفى عملوا تخطيط قلب عادي وتحليل سكر وضغط وكان كل شي طبيعي قالوا يمكن بسبب السهر أو تعب عصبي ثاني صار عندي ضيق تنفس [ محاولة أخذ نفس عميق أكثر من مرة وتنهد مستمر بسبب الشعور بالكتمة وأحياناً أتجشأ إراديا ] وبعد عدة محاولات حتى أشعر أن الرئتين امتلأت غير مرتبط بجهد أو راحة في كل وقت هذا وضعي رحت لأكثر من طبيب أخصائي تنفسي [فحص سريري، كفاءة رئة، أشعة صدر، فحص الأوكسجين] النتيجة طبيعي بفضل الله
قلت يمكن يخطأوا رحت كررت الفحص أكثر من مرة نفس الشيء .. ثم فحصت القلب بسبب الألم أو ضربات بالنبض أحيانا تأتي بعد كل نبضتين توقف ثم نبضة وأحيانا سحبة بالصدر وأحيانا مثل الفقاعة تملئ صدري حتى أكح من قلقي منها لما تأتي رحت فحصت عند أكثر من طبيب قلب [إيكو، تخطيط، جهد، هولتر] أكثر من مرة والنتيجة طبيعي بفضل الله لكن الهولتر بين ضربات هاجرة قليلة قال سببها القلق أو هضمي ..
وصرت اقرأ عن أي عرض أشعر بيه وكانت أعراض مثل تنميل أو دوخة أو شد بنصف الوجه الأيسر وانقباض وصرت اقلق من الأعراض وأفكر انه يمكن مرض التصلب المتعدد لا سمح وسويت رنين و تحاليل أكثر من مرة والنتيجة طبيعي بفضل الله صرت أقول يمكن هناك شي ما يعرفوه خاصة ضيق التنفس لأنه أكثر شيء ضعفني .. أنا أعرف أني إنسان قلق وعندي ترقب سلبي وأفكار سلبية لكن المشكلة الأعراض ما تخليني أقتنع أن السبب نفسي لأن الضيق يأتي حتى وأنا مرتاح ويختفي أحيانا وأنا قلق يعني يأتي إذا هو يحب صرت لا أثق بطبيب وأفكار كثيرة برأسي ووساوس قهرية مثل تكرار الكلام والقراءة ..
وقبل 8 أشهر صار عندي شد وطنين وقلقت جداً وبعد الفحص أيضا مفراس ورنين وأذن وأنف وحنجرة قالوا طبيعي وبعدها خالي بحادث سير ولما خرج من المستشفى صرنا نساعده وصار يشرق بالأكل ومرة شرق وتوفى وما نعرف السبب من الشرقة أو شيء أخر لأن حوضه مكسور وضربه في رأسه وبعد أن توفى بشرفة صارت عندي فوبيا بلع الأكل و حالياً أكل سوائل فقط ووزني نزل ولم أجد حل لوضعي
الأطباء أحس أنهم قبل أن يسمعوا وضعي يكتبوا علاج مثل سيرترالين و غيره وما أخذه وليس عندنا معالج سلوكي CBT
أريد مساعدة الله يحفظكم خاصة ضيق التنفس والبلع وتشخيص الحالة ..
6/11/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "عرفات" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعاني منه هو الوساوس والمخاوف المرضية التي انتشرت في زماننا هذا، وهي جزء من فقدان الطمأنينة العام الذي حدث لكثير من الناس، كما أن التدخلات الطبية المختلفة وما نتج عنها من أن حياة الناس أصبحت كلها تدور حول المرض وحول الصحة وما هو مفيد وما هو مضر - وغير ذلك – جعل الناس تكون أكثر هموماً وأكثر انشغالاً حيال صحتهم دون مبرر حقيقي للخوف؛
لأن المرض يوجد والمرض هو سنة من سنن الحياة، وبنفس المستوى توجد الصحة - إن شاء الله تعالى – والإنسان عليه أن يعرف تماماً أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وفي ذات الوقت إذا أصيب الإنسان بمرض ما فبفضل الله تعالى أصبحت الوسائل الطبية تساعد الناس كثيراً في التغلب على المرض، وإذا ابتلي الإنسان بشيء فعليه بالصبر وعليه بالاحتساب، وأن يسأل الله تعالى أن يرفع عنه البلاء.
هنالك أيضاً عدد كبير من الناس يصابون بالمخاوف المرضية نتيجة لحادث معين - كما حدث لك في قصتك مع خالك - فعلى سبيل المثال: إذا أصيب صديق بمرض ما، أو قام الإنسان بزيارة ما في المستشفى لأحد أقربائه وكانت حالته متدهورة، أو إذا سمع عن قصص وروايات ما تتحدث عن أن فلان أو علان من الناس قد أصيب بكذا وكذا، أو إذا اطلع على المعلومات في الصحف اليومية والمجلات أومن خلال شبكة المعلومات، فإن هذا قد يسبب هاجساً وانشغالاً لكثير من الناس، مع أنه - وبكل أسف - كثير من هذه المعلومات قد تكون غير دقيقة، أو ربما أصيب بها عدد قليل من الناس أو شخص واحد و ليس الملايين من البشر.
هذه هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمخاوف المرضية، وفي ذات الوقت الإكثار من التردد على الأطباء وأن يقوم كل طبيب بإعطاء التفسير من منطلق تخصصه، أو من منطلق قيمه الذاتية المهنية، فإن هذا أيضاً أضاف كثيراً إلى مشاكل الناس وهمومهم حيال صحتهم.
أخي الكريم: الأعراض التي تعاني منها ليست مؤشراً على إصابتك بمرض خطير، وحتى إذا أصيب الإنسان بمرض معين فهل هذه تعتبر مصيبة؟! لا – يا أخِي – كثير من الناس مصابون بأمراض مزمنة، ولكنهم يعيشون حياة طبيعية جدّاً، ومع ذلك لا أريدك أن تقلل من أهمية الأمر، ولكن أريدك أن تصحح مفاهيمك أن الإنسان حتى لو أصيب بالمرض فهذا لا يعني مصيبة أبداً، فعلى الإنسان أن يقبل ما أصيب به وألا ينكر، وألا يلجأ إلى الدفاعات النفسية السالبة مثل النكران ومثل التبرير – وهكذا – بل على الإنسان أن يتبع التعليمات الطبية الصحيحة من الطبيب الثقة المقتدر دون أن يدخل في دهاليز الوساوس التي تؤثر سلباً على صحته.
أخي الكريم: الخوف من الأمراض التي تعالج بالتوكل، وأن يسأل الإنسان الله تعالى أن يحفظه، ومن هذه الأدعية: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام) وسيئ الأسقام يشمل كل الأمراض -بإذن الله تعالى- وعليك أن تسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك وألا تغتال من تحتك، وأن تسأل الله العفو والعافية.
هذه هي الحقيقة الأولى، والحقيقة الثانية هي: ألا تتردد كثيراً على الأطباء، وأنا أفضل حقيقة أن يكون لك طبيب واحد كطبيب الأسرة أو الطبيب الباطني الذي تثق فيه، ويمكنك أن تقوم بمقابلته مرة كل ستة أشهر وذلك من أجل إجراء الفحوصات الروتينية العامة، فمن حق الإنسان أن يطمئن على صحته وهذا أمر جيد جدّاً. لكن حاليا أنصحك أن تبتعد عن التردد على الأطباء تماماً.
أرجو أيضاً أن تعيش حياة صحية، فإن هذا أمر جيد، بأن تمارس الرياضة كما هو مطلوب، وأن تكون معتدلاً فيما تتناوله من طعام، وأن تكون فعّالاً و إيجابياً، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، فإن هذه كلها أمور تساعد الإنسان كثيراً في التخلص من القلق ووساوس المرض.
أنصحك أيضا بأن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للمخاوف والوساوس خاصة الوساوس المرضية، والعقار الذي أفضله لك هو السبرالكس، ويعرف علميا باسم (إستالوبرام)، وهو من الأدوية الجيدة والسليمة جدّا، وهو غير إدماني ولا يسبب أي آثار جانبية مضرة أو خطيرة، فأرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام (بعد الغذاء) لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
أسأل الله تعالى لك العافية، وبالله التوفيق.
واقرأ أيضًا:
الع.س.م لوسواس المرض