عاشقة الأكشن: شراب الجنس وسرابه مشاركة2
السلام عليكم؛
كم هو رائع هذا الموقع.. وكم هو رائع إبداعكم في الجمع بين الإقناع والتأثير مع التشخيص المتخصص، إضافة إلى اعتزازكم الذي لا يخفى بالدين والأخلاق.. إخوتي بل أساتذتي..
كم كان يعجبني أيضا بالإضافة لما سبق الموضوعية المنضبطة في التناول.. وعدم التجريح.. أو بعبارة أدق: عدم خروج المستشار أو المستشارة عن النقد والتحليل إلى بث انتقاد ساخط جارح بعبارة غير منضبطة تتسلط على مجتمع بأسره أو فئة كبيرة منه.. تلكم هي العبارة في هذه الاستشارة: عاشقة الأكشن: جريئة تبحث عن الحنان، ومجتمعكم يتغير سريعا في هذا الاتجاه، ويحتاج إلى عقول ثورية مثلك لتناضل ضد التخلف والفصل القسري غير الإنساني بين النساء والرجال، وتهميش المرأة واحتقارها بحرمانها من حقوقها العامة، ومنها حقها وواجبها في المشاركة الاجتماعية والثقافية..
أما أنا فأعلم مرادكم بحسن ظني فيكم.. لكني -والله- أربأ بكم عن هذه الصورة من الانتقاد الصارخ الذي يحتاج لصياغة أبلغ تأثيرا وأهدأ نفَسا.. كأن يقال -مثلا-:
"ومجتمعكم يتغير سريعا في هذا الاتجاه، ويحتاج إلى عقول ثورية مثلك لتناضل ضد غلو بعض فئات المجتمع في الفصل بين النساء والرجال، وتهميش المرأة بحرمانها من حقوقها العامة، ومنها حقها وواجبها في المشاركة الاجتماعية والثقافية.. دون حجة أو برهان صحيح"..
وهذا أيها الأكارم النبلاء -سددكم الله- حتى لا يختلط خطاب أمثالكم بخطاب العلمانيين الذين يستخدمون عبارات مشابهة، فأنتم أصحاب رسالة وهم.. كم أتمنى ألا أرى منكم أساتذتي مبالغة في رد ملاحظتي.. فما منا من معصوم.. وما أردت إلا تحرير الخطاب والصياغة من اللبس والتجريح والتعميم.. حرصا على اجتماع قلوب كثيرة على قبول فوائدكم الجمة.
أسأل المولى لي ولكم التوفيق والسداد.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19/9/2004
رد المستشار
الأخ الكريم؛
أنت تلفت برسالتك النظر إلي عدة قضايا شديدة الأهمية.
أبدأ بالأهم ألا وهو خشيتنا من قول الحق وتسمية الأشياء بأسمائها حني لا يختلط خطابنا بخطاب العلمانيين الذين يستخدمون عبارات مشابهة، وهذا يمكن أن يكون مدخلا واسعا –وللأسف فإن هذا هو ما يحصل فعلا– بشأن غض الطرف عن منكرات كثيرة ترتكبها فئات واسعة تحت لا فتة الدين، ويسكت عنها من يعرف مدي خطورتها حتى لا يقال أن المتدينين ينتقد بعضهم بعضا، أو يخلط البعض بين نقد بعض الأشخاص والأفكار، أو بين فضح الممارسات الخاطئة المصطبغة بالدين والتشكيك في الدين نفسه من ناحية صلاحيته للتطبيق أو جودة معاييره ومقاييسه وخططته لإدارة الحياة.
لا يا أخي؛
نحن أولي بهذا مما تسميهم العلمانيين -ولا يوجد في الحقيقة مثل هذا التكتل المنسجم- وهو وصف يحتاج إلي إعادة نظر، وهذا حديث يطول.
إذا كنا حتى الآن لا نستطيع التمييز بين الهجوم علي الدين وقيمه وانتقاد ممارسات المسلمين المنتسبين إلي حين لا يفهمونه غالبا، ولا يحسنون تطبيقه أحيانا.
وإذا كنا لا نجرؤ حتى الآن علي نقد تخلفنا من منظور إسلامنا، وكشف عيوبنا، والمصارحة بأوضاعنا المذرية، لأننا نهتم بهاجس أصوات الصلة بالناس والواقع حتى لا يقال كذا وكذا، فاسمح لي أن أقول لك أن هذا المبدأ خطير، وأنه من أسباب تعثرنا وتخلفنا وتأجيل مواجهة مشاكلنا.
أرفض هذا المبدأ وأنتقده، وأدعو إلي مراجعته وإعادة النظر فيه، وأنتظر اليوم الذي نقول فيه الحق لا نخاف في الله لومة لائم، ولا يمنعنا من هذا خشية القيل والقال، ولكن هذا لا يمنع من أن المثال الذي اخترته لتدخل منه إلي الفكرة، التي أعترض عليها هو مثال جدير بإعادة النظر هو الآخر، وسنقوم بتغيير النص لا خوفا من التشابه مع العلمانيين فنحن لا نهتم بهذا إطلاقا، ولكن لقوله تعالي (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الإسراء:53) والله تعالي أعلي وأعلم.
وشكرا علي مشاركتك.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة كوم، وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به أخي وحبيبي الدكتور أحمد عبد الله، غير الإشارة أولاً إلى أننا بالفعل عدلنا العبارة التي أشرت إليها،
وثانيا أود إحالتك إلى ما ظهر على صفحتنا من مشاركات تدور حول مشكلة عاشقة الأكشن: جريئة تبحث عن الحنان فقط قم بنقر الروابط التالية:
عاشقة الأكشن: شراب الجنس وسرابه مشاركة
عاشقة الأكشن: شراب الجنس وسرابه مشاركة2
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين نقطة كوم، فتابعنا دائما.