قوتي تنهار..
أنا فتاة عمري 22 سنة مشكلتي أني كثيراً ما أختلي بنفسي في حجرتي بمفردي وأنعزل بها حيث يوجد بها عالمي الخاص والذي يتمثل في الشخصيات الوهمية التي أختلقها بنفسي وأجعل من نفسي بطلة كل القصص التي تجمعني بهذه الشخصيات وأتحدث إليهم أتخيلهم في مختلف أركان الحجرة وأتحدث معم في بعض الأحيان بصوت عالي
ولكني لا أشعر بقلق حيال ذلك لأن لدي قدرة كبيرة في التحدث مع الأخريات بلباقة شديدة تثير الانتباه إلا أنني أخشى التعامل مع الأشخاص الجدد خوفاً من الوقوع في الإحراج ولكن سرعان ما أستطيع التعامل معهم بشكل مريح وهدفي من المراسلة أنا عايزة أعيش الواقع وأبعد عن الخيالات دي لأنها ساعات كثير بتشعرني بأني غير سوية وبالأخص عندما أجهش في البكاء لقصص قد اختلقها خيالي
الشق الثاني إدمان الإنترنت أعاني من إدمان الإنترنت ولدي قدرة على المواصلة عالية 20 ساعة بعد الأكل والشرب ومتطلبات الحياة التي في الغالب ما تأخذ أكثر من 3 ساعات في اليوم أبحث عن الحب بين هؤلاء المترددين على شاشات الإنترنت ولكن في حدود أن يكون في معرفة سابقة يعني ما أصاحب من النت وذلك أيضاً على الرغم من أني أتمتع بقبول عالي ووجه جميل وقوام ممشوق أي أني لا أهرب من عدم قبولي فالواقع فأنا مرغوبة بشكل مستمر
ولكني أبحث عن الرومانسية وقصص الحب المشبعة بالعواطف الممزوجة بألم مع العلم أنني فنانة تشكيلية فأنا أبحث عن الحب الحب الحب وأريد أن أتوقف عن ذلك فقد سيطرت حجرتي على كياني لا أخرج لكي أتعامل مع الواقع حبيسة حجرة وأتعايش معها كأنها عالم كبير أو الأرض ومن عليها.
أنا آسفة على الإطالة ولكن بقي شق ثالث وهو بالفعل ما يؤرقني الجنس مصطلح يثير بداخلي الغريزة والغضب أحبه ولكني دائما كرهت استخدامه في الوقت غير المناسب واستطعت كثيراً السيطرة لأني مجرد شعوري برغبة به كنت أشعر بالدونية من سنة تقريباً تعرفت على شاب بدا لي ملتزم ورائع الخلق تطورت العلاقة وأخذنا نتحدث بكل الوسائل لساعات طويلة جداً لدرجة أننا تعايشنا قصة حب بالطبع شوهدت ولكنها عندي أروع قصة عشتها تطورت العلاقة الشخص حاول أن يجعلني أثق به بشتى الطرق
وفعلت ما دائماً كنت أنفره وهو إقامة علاقة عبر الهاتف حيث تكلم في هذه الأمور في البداية بشكل مهذب وأخذ يتدرج والحدث جديد على أذني وشيق بعد أول مرة صدمت أني فعلت ذلك وابتعدت ولكن حبي له أرغمني على العودة على شرط عدم تكرار ما حدث ثم حدث بعد ذلك مراراً ناشدته التوقف يتوقف لمدة ويعود مرة ثانية توترت العلاقة ولكنه أصر على ألا نترك بعضنا البعض وأنا لا أقوى على فراقه ولا أتحمل الأفكار التي تراودني بأني أموت لحظة ما أفعل الفاحشة وأن الله يراني وأكاد أجن وهو وأخذ الموضوع ببساطة وهو ما يعرف سبب القلق والخوف اللي أنا فيه ولا راضي يقتنع إن الذي نعمله زنا ويبرر أننا مبنعملش غير مع بعض.
أرجو من المستشار أن يقدم عدة خطوات وأنا سوف أنجح بإذن الله في اتباعها على أن تكون بسيطة وواضحة
وشكراً جزيلاً
11/10/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة أهلاً وسهلاً بك، تبدو مشكلتك مركبة في الظاهر إلا أن جوهرها واحد أو أن ما تتشكل عليه الأعراض كلها واحد وهي الإفراط في تفضيل ما أسميته عالمك الخاص، هي نزوعك للانطواء، فرغم أنك كما وصفت نفسك ليست لديك مشكلة في التفاعل الاجتماعي وإن كانت فعابرة وبسيطة سرعان ما تتجاوزينها، إلا أن نزوعك للانطواء هذا، والإسراف في ما نسميه أحلام اليقظة، فالإسراف فيها والانفصال بها عن الواقع المعاش إنما يعتبر جزءاً مما يجعل الإنسان بمثابة التربة الخصبة لتولد وربما توالد اضطرابات نفسية عديدة، ولهذا فأنا معك في أهمية الخلاص من أحلام اليقظة المفرطة واقرئي عنها : فصام؟ وسواس؟ أحلام يقظة؟
وأما المشكلة الثانية التي يمكنُ جداً أن تتشكل على لبٍّ من الأولى فهي إدمانك للإنترنت وللعلاقات عبر التكنولوجية متمثلة في علاقة في غياب العقل: من النت إلى التليفون ثم انحدرت بك إلى الجنس التليفوني، إلا أنها كلها بفضل الله أدواءٌ لها دواء، واقرئي عن ذلك إدمان الإنترنت..داءٌ له دواء .
ومن المهم أن تعرفي أن للعلاقات عبر التكنولوجية خاصة الإنترنت مخاطر ومحاذير عديدة لعلك تجدين تفاصيلها في سلسلة مشكلات تجدين معظم روابط شرحها بنقر العناوين التالية:
هل يوجد حب عن طريق النت؟ م
بلا رجل من التليفون إلى النت: أأمن!
فكرت أنت ربما وسمعت حكاياتٍ أكثر من كل ذلك، لكنك رغم ذلك تنزلقين في ذلك الوسيط التكنولوجي، وأحسب أن انطوائك الواقعي أو نزوعك له قد مثل نوعا من التهيئة لذلك الانزلاق سواء في إدمان الإنترنت أو العلاقات غير الطبيعية، واقرئي في ذلك: وسقطت في شراك العنكبوت : أختي مدمنة إنترنت ؟
وستجدين يا ابنتي في هذه الروابط كثيراً مما يفيدك في التخلص من تلك العادات الإدمانية السيئة، إضافة إلى أهمية تقييم حالتك إن أمكن من قبل طبيب نفسي خاصة في حال عدم قدرتك على حل المشكلة وحدك.