السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، أنا صاحب مشكلة الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا ومشكلة : الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا "متابعة "
لقد استمعت إلى نصيحتك وزرت الطبيب وأخبرته عن المشكلتين ولا أعرف كيف فعلت ذلك ولكن الله قواني ومنحني الجرأة وما أود قوله هو أني ما زلت أعاني وبشدة من هذه الوساوس فلقد توحشت بشدة لا أقوى عليها حتى لقد تمنيت الموت من هول الوساوس أو أني لم أخلق أصلا ولم أستطع النوم.
ما كنت أود سؤاله هل معنى الحديث أن من تراوده وساوس بشعة كهذه دليلا على الإيمان؟
ولماذا أحس بهذا الانهيار البشع أمام هذه الوساوس؟ وهل ستظل هذه الوساوس معي إلى الأبد؟
ولماذا أحس بأني لا أريد المقاومة ولا أستطيع؟ هل سأشفى يوما ما؟ هل سأعاقب عليها؟
لقد أصبحت أخاف من الموت جدا وأحيانا أشعر كأني مذهول وأني في كابوس، هل يستغرق العلاج وقتا طويلا؟
هل سأظل في حاجة إلى الأدوية؟
أهم شيء هل هذه الوساوس دليل على الإيمان؟ وإن كان كذلك لم الصالحون الذين أعرفهم لا يعانون منها؟
ولم لا أحس بالسكينة والراحة والطمأنينة؟
22/8/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلاً بك مرةً أخرى على صفحتنا استشارات مجانين، ومعنى الحديث الذي ذكرته لك في ردي الأول: وهو ما رويَ من أن أحد الصحابة قال للرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأجد في صدري ما تكاد أن تنشق له الأرض، وتخر له الجبال هدًّا"، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أوجدتموه في قلوبكم.... ذلك صريح الإيمان"، ثم قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواه مسلم وأبو داود وأحمد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
وفي حديث آخر: "إن الشيطان ليأتي أحدكم فيقول له: مَنْ خلق الشمس؟ فيقول: الله. فَمَنْ خلق القمر؟ فيقول: الله. فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله"، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواهُ مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، وذلك حتى يقطع الإنسان هذه الوساوس.
معنى هذا الحديث هو أن وسوسة الشيطان للمؤمن فيما يتعلق بالتشكيك في الله عز وجل وفي الأمور الغيبية، دليلٌ على عمق الإيمان، ولكن وساوس الشيطان هيَ التي تزول بالاستعاذة، وأما الوساوس التي لا تفيد فيها الاستعاذة فتندرج تحت تصنيف الوسواس القهري، وهيَ أيضًا كما علمتنا خبرتنا مع المرضى تحدثُ في من يحتل إيمانهم بالله عز وجل جزءًا هاما من كيانهم فلا تقلق من فضلك، والله سبحانه وتعالى يحاسبنا عما نملك فعله ونملك عدم فعله وليس عن ما يحدث رغما عنا بل إنني أقول أن الإنسان المؤمن يثابُ على هذه الوساوس بقدر ما تعذبه وتؤلمه لأن هذا دليل على إيمانه.
وكل ما تشتكي منه بعد ذلك هو أعراض الوسواس القهري الشديدة مع الاكتئاب المصاحب لها، وسوف تزول إن شاء الله ولكن عليك بالصبر، وإن شاء الله ستشعر قريبا بالراحة والسكينة والاطمئنان فقط عليك بالصبر، وتابعنا بأخبارك.