رهاب واسترجاز، قمة الإيجاز!
رهاب واسترجاز، قمة الإيجاز!
السلام عليكم دكتور وائل أبو هندي، للأسف لم تصلكم سوى الرسالة التي أردت من خلالها التأكد من وصول استشارتي أم لا.
عنوان الاستشارة يدل على وجود مشكل مركب من اضطراب القلق الاجتماعي وإدمان الاسترجاز ولا أدري أكان الاسترجاز نتيجة للقلق الاجتماعي أم أن كل مشكل منفصل عن الآخر لكن ما يرجح ارتباطهما ببعض هو ظهور كل منهما في نفس الفترة الزمنية منذ أن كان عمري 7 سنوات تقريبا،
كنت وحيدة نظرا لسفر أمي الطويل من أجل علاج أختي الصغرى وانشغال أبي بالعمل وإخوتي بالدراسة، في هذه الفترة وجدت وقت الفراغ الكافي لاكتشاف العادة السرية بالصدفة؛ عن طريق أخي الذي وجدته يشاهد الأفلام الإباحية؛ فجربت أن أقلده وألمس فرجي؛ أحسست بمتعة مختلفة تماما عن متعة اللعب أو تذوق الحلوى اللذيذة، نشوة تأخذني إلى عالم آخر لكن سرعان ما تعود بي للواقع كالمخمور الذي يسترد وعيه ،
هكذا نشأت معي العادة السرية فمارستها ممارسة من الخارج فقط ولم أكن أستمتع بإدخال أي شيء. مرة كنت أستعين بالخيال فقط ومرة كنت أستعمل فيلما رومانسيا أو إباحية في القليل من الأحيان كنت أكره الإباحية لأنها تصور تمثيليات لجميع أشكال الممارسات الجنسية بطريقة مستفزة خالية من أية عاطفة سوى الخضوع والتذلل والعنف...
بقيت على هذه الحال في ممارستها بين وتيرة متوسطة وكثيفة حتى أدركت العشرينيات من عمري فصرت أمارسها بوتيرة قليلة إما بسبب إحباطات نفسية أو دراسية أو الشعور بالرغبة في ممارستها في الأيام القليلة التي تسبق العادة الشهرية لكنني لم أفلح في التوقف عنها نهائيا.
أما بالنسبة للرهاب الاجتماعي فقد ظهر أيضا منذ الطفولة كما ذكرت أدركته من خلال احمرار الوجه في بعض المواقف الاجتماعية والذي كان مصدرا لسخرية صديقاتي مني ربما كان لغياب أمي وغياب اهتمام أبي وانشغال إخوتي الكبار عني دخل في هذا وربما كانت الأسباب ترجع إلى الطفولة المبكرة بحيث لا أستطيع تذكرها، لكن لا يمكنني أن أنسى أنني كنت في حاجة ماسة إلى الاهتمام والأمان عند دخولي للمدرسة أول مرة فإذا بي أجد الرفض من بعض أقراني ومن أستاذي الذي كنت أرى فيه النموذج الذي يصيب ولا يخطئ أبدا أي أنه إذا قال أنني غبية فهو يقولها بكل ما تحمل الكلمة من معنى،
لا زلت أتذكر بتفصيل حدوث محاكمة داخل الفصل الثالث كنت أنا المتهمة الوحيدة فيها بحيث طلبت منا الأستاذة أن نكتب جملا مفيدة في الدفتر، فكتبت جملة مفادها أن "أستاذ الرياضيات عنيف" ،"عنيف كنت أقصد بها أنيق، لكن الصفة التي كتبت كانت عبارة عن تركيب ومزج بين عنيف وأنيق لكن الأستاذة رجحت عنيف، ودفاعا عن زميلها الأستاذ الذي كان فعلا أقرب للعنف منه إلى الأناقة، قامت هي بتعنيفي أمام زملائي داخل الفصل، فأقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب جملة كنت آنذاك في طور تعلم معانيها!
الظلم الذي تعرضت له بسبب خطأ غير مقصود قيد من حرية ارتكابي للأخطاء والتعلم منها ورفع من تقديري المعمم للآخرين على حساب نفسي ومحاولة إرضائهم وعدم إزعاجهم بآرائي وأفعالي قدر الإمكان.
أصبحت أرى نفسي في كل طفل يعنف لسبب تافه أو بدون سبب، أرى نفسي في كل طفل لا يستطيع أن بنبس بكلمة واحدة في حضور الكبار رغم توجيه الأسئلة له. لا أستطيع الآن التعبير عن رأيي أمام الآخرين خصوصا إن كان مخالفا لهم ويتطلب مني مهارات الإقناع والربط بين الأفكار وما إلى ذلك، لا أستطيع أن أجمع شتات أفكاري أثناء حديثي مع شخص معين، لا أستطيع أن أتوجه بالكلام المباشر والواضح للدفاع عن حقوقي وما إلى ذلك من معوقات الرهاب الاجتماعي...
لكن كل ذلك لم يكن ليمنعني عن الدراسة والعمل حين أقول لم يمنعني هذا لا يعني أن الأمر كان سلسا ولكن كنت أخوض حربا نفسية في كل فصل من فصول الدراسة، لكنني كنت أقدس الدراسة وكنت أعتبرها السبب في تقدير المرء لذاته لكنني أدركت متأخرة أنني كنت مخطئة لأن التنشئة الاجتماعية للفرد هي التي تجعل تقديره مرتفعا أو منخفضا وليس إنجازاته في الأساس، فقررت أن أتلقى علاجا نفسيا للرهاب وذهبت عند الطبيب أخذت دواء من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين "seroxat" لكنني كنت أجد صعوبة في تغيير أفكاري عن نفسي وعن العالم من حولي،
لم أجرب أن أواجه بالتدريج ما أخشاه من مواقف اجتماعية وأن أعطي لنفسي الوقت الكافي للتغيير في إطار ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، هذا ما قررته مؤخرا حتى لو تطلب مني الأمر عاما أو عامين أو أكثر من المواجهة لا يهم فأنا أتوق لأن أعيش ما بقي من عمري باستقلال فكري مقيد بمبادئي وباعتقاداتي العقلانية أي لا يخضع لسلطة الآخرين في أي حال من الأحوال هذا هو هدفي في الحياة.
حينما أقدم على أي خطوة إيجابية تعزز خطوات العلاج "كالرياضة والمطالعة.." أصطدم بالعادة السرية التي ترجعني خطوات للوراء رغم محاولاتي المستمرة لتجاوزها من خلال تبخيسها في نفسي وتعمد الشعور بالغثيان مثلا عند تذكري لها وللصور التي تسببت في استثارتي، ماذا عساني أفعل كي أتوقف عنها وأطوي هذا الماضي؟ لا يهمني في شيء لون الشفرات ولا ترهلهما ولا أن يكتشف شريك الحياة أنني كنت أمارسها بقدر ما يحز في نفسي أنني جعلت الله أهون الناظرين إلي وأنه فاتني أن أكون عفيفة بسببها!
دائما أطرح على نفسي هذا السؤال هل أنا عفيفة أم لا؟! أحاول أن أبحث عن سبب تعلقي بها؛ وعندما أتذكر أنه لا تربطني أية علاقة عاطفية بأي شخص وأنه ليس هنالك إشباع عاطفي مصدره أنا أو الآخر أخمن أن هذه هي أسباب استمراري في ممارسة هذه العادة "أي الحاجة إلى الحب"،
أفكر في الزواج ليس من أجل التخلص من العادة السرية فقط ولكن من أجل أن أجد شخصا أحدثه عن ضعفي فيستوعبه، شخص يفهمني وأفهمه من دون حاجة إلى كلام طويل شخص يحبه قلبي وعقلي معا!
لكن الرهاب يمنعني حتى من إعطاء فرصة لمن يتقدمون لي لا أستطيع أن أتعارف في إطار الزواج، لا أستطيع أن أطرح أفكاري بشكل سليم ومباشر، أن أقدم نفسي أو أن أحدد ما أريده في شريك الحياة، أبحث عن أي حجة للتهرب من الزواج رغم أنني أريده.
لكنني جعلت تخلصي من الرهاب الاجتماعي أولى من دخولي غمار مشروع جاد يحتاج إلى كفاءة رجل وامرأة معا وحب بعضهما لبعض. لكن صديقة لي نصحتني أن لا أهدر أية فرصة للزواج فقد أفقد فرص الزواج ولا يتيسر العلاج وصديق آخر قال لي أن الزواج لا يشكل عائقا أمام أي أمر إن كان الزواج ناجحا؟
لكن هناك احتمالية الفشل والفقد بعد الارتباط والذي يكون وقعه على الشخص"الرهابي"الحساس أقوى ما يكون على غيره. هل توافقني سيدي الكريم؟
آسفة جدا جدا على الإطالة
كل الحب والاحترام لك سيدي الكريم ولكل المشرفين على الموقع
26/11/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "لا داعي له" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
حقيقة لا أملك سوى أن أحييك على انضباط لغتك العربية وسعة اطلاعك وعمق استبصارك بحالتك، والحقيقة أن ما هو بحاجة فعلية للعلاج هو الرهاب الاجتماعي الذي سيفتح شفاؤك منه طريقك للحياة التي تناسب من هي بمستواك الفكري والثقافي.... والعلاج الذي وصف لك قديما كان علاجا منقوصا لأن لا أحد يحسن دوره كطبيب نفساني سيصف لمريض رهاب اجتماعي عقارا فقط دون برنامج ع.س.م مناسب
واقرئي عن النظريات المعرفية للرهاب الاحتماعي ففهمك لما يحدث في ذهنك في المواقف الاجتماعية ليعقد مشكلة الرهاب هو ما يساعدك إلى جانب العقار في اجتياز المهمات السلوكية المختلفة التي تتفقين عليها مع معالجك وأنتما تضعان معا خطوات البرنامح السلوكي العلاجي.... كل المطلوب منك هذه المرة هو أن تحسني اختيار الطبيب المعالج بحيث يعرفك بحقك في العلاج ويساعدك في الحصول عليه.
وأما مشكلة الاسترجاز أو العادة السرية فرأيي الشخصي أنك نجحت بامتياز في التخلص من اعتيادها ولم تعودي تمارسينها إلا لضرورة أجد نفسي أكثر حكمة بكثير من أطلب منك أكثر مما حققت فمن بطالب شابا أو فتاة غير محصنة هذه الأيام بأن يكف أو تكف عن الاستمناء/الاسترجاز أقل وصف يمكن وصفه به هو إما أنه ظالم في قسوته أو جاهل مغيب عن الواقع المعاش.... الأهم من ذلك هو أن الاسترجاز بالمعدل والكيفية التي ذكرت هو ما يمكنك من البقاء عفيفة أما أن تعتبري الاسترجاز نفسه علامة على فقدان العفة فربما صح هذا الكلام من أكثر من ثلاثة عقود لكنه الآن ليس صحيحا والاسترجاز حتى معدل مرة أسبوعيا هو مساعد على صون العفة وليس نقيضا لها.
وأما تأجيل الارتباط فلا أحد ينصح به البنت في مجتمعاتنا إلا إذا كانت مستعدة للتخلي عن دورها الاجتماعي كأنثى ... بمعنى أن على من تشعر بحاجتها إلى الزواج ألا تؤجل معاينة الخطاب وتقييمهم أبدا ولا لأي سبب خاصة وأن احتمالية الفشل والفقد بعد الارتباط قائمة دائما مهما كانت الاحتياطات والتمهلات التي يقوم بها الخاطب أو المخطوبة قبل الزواج... لا أقول لك تسرعي في الموافقة على من يتقدم لخطبتك ولكن أقول لا تغلقي الباب ... ولا تنتظري حتى العلاج من الرهاب الاجتماعي لتبدئي في مقابلة الخطاب بل سيري في الطريقين معا.... فليس صحيحا ولا صائبا أن تجعلي تخلصك من الرهاب الاجتماعي أولى من دخولك غمار مشروع الزواج.
أسعدتني رسالتك وأسأل الله لك التوفيق، وأهلاً وسهلاً بك دائماً يا ابنتي على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>>>>: رهاب واسترجاز، قمة الإيجاز! م1