استشارة
هل يمكنكم قبول هذه الاستشارة أرغب أولا وآخرا أن تكون استشارة سرية أرجوكم أنا لا أعرف ماذا أفعل وأرجوكم هي استشارة سرية لا تقوموا بنشرها وإلا لا تجيبوا
أنا محمد ابن الـ 18; عام جئتكم اليوم لأقص عليكم حكايتي الطويلة بكل ما فيها من مآسي حكايتي التي إن أخبرتكم عن بعض أجزائها لجعلتموني مجرما وأجزاء أخرى لأشفقتم علي لذلك لم أجد حلا أفضل من قص حكايتي الحزينة بالكامل
تبدأ حكايتي مع ميلادي في شهر أكتوبر من العام 2000 ولدتني أمي ولادة قيصرية بعد 8 أشهر فقط من حملها لي، ولدت طبيعيا ولا أعاني من أي شيء، مبدئيا كنت أنا الفرحة الأولى لأبي وأمي والفرحة الثانية في العائلة بعد ابن عمتي الأكبر الذي يكبرني بسنتين وكنت أحظى باهتمام وتعاطف من حولي فكما قالوا كنت خفيف الظل وشديد الجمال ومر كل شيء على ما يرام حتى أتممت عشرة أشهر حملت أمي في أخي الأصغر مني ولأسباب صحية لم يكن بإمكانها إرضاعي وتم فطمي من هذا السن الصغير لأنني رفضت الرضاعة من غير أمي عندما أتممت سن السنة وشهر تقريبا كان عمي يملك قطعة أرض يزرع فيها الفول الأخضر فكانت جدتي أم أمي الله يرحمها ويحسن إليها تأخذني إلى هناك حيث آكل من الفول الأخضر الطازج وكانت تفرح برؤيتي وأنا آكل
حتى الآن القصة جميلة ومليئة بالحنان لكن فجأة بعد شهر أصاب بارتفاع في الحرارة يأخذونني إلى الطبيب ويصف لي الدواء وآخذ الدواء ولكن لا تحسن فإلى طبيب آخر وأدوية أخرى ولا تحسن وحالتي تسوء ثم يبدأون بالبحث على جميع الأطباء وبدون فائدة تقول أمي بأنها لم تكن تجد حل لخفض حرارتي سوى بوضعي في الماء المثلج لأوقات طويلة مع استخدام التيرمومتر للتأكد من حرارتي وقالت أنني كنت أصرخ من هذا المهم أحيانا يكون العلاج شديد المرارة من شدة الحرارة كان يحدث لي ما يسمى بالتشنجات الحرارية كان يظنون أني أحتضر وقتها الحمد لله أني لا أذكر هذه الفترة أخطر ما في الأمر كان أن تتسبب الحرارة بضرر دائم في الدماغ
تم نقل الدم لي في إحدى المرات وفصيلة دمي O+ وهي فصيلة نادرة وكان من الصعب العثور على دم بهذه الفصيلة وكان أحد أطباء المستشفى يملك هذه الفصيلة والتبرع بنفسه لأجلي، وبعد طيلة بحث يعثر أبي على طبيب شاب درس الطب في أمريكا وقال لأبي سنفعل شيئين :
-نعالج ابنك
-نصلح ما أفسده الأطباء فيه، وبعد 3 أشهر تعمل له تحليل أنيميا الفول
وبالفعل بعد 3 أشهر يتم عمل التحليل والنتيجة أنا مصاب فعلا بأنيميا الفول ليكتب علي قائمة من الممنوعات أبرزها كل البقوليات فأنشأ طفلا لا يفطر على الفول والطعمية ولا يأكل اللب والسوداني ولا يعرف الفارق بين اللوبيا والفاصوليا;
نشأة غريبة صحيح المهم أخي الأصغر يولد وقبل أي شيء يعملون له التحليل وهو أيضا مصاب بأنيميا الفول ثم بعد ذلك كل أولاد خالاتي من الصبية مصابون ثم يجعلونني أنا وأخي نذهب إلى حضانة خاصة ضمانا لارتفاع المستوى الاقتصادي لأطفال هناك فلن نرى طفلا يأكل الفول والطعمية فنحاول تقليده، ويكتب علينا أيضا أخذ جرعات من حقن البنسلين كل فترة من الأيام ويلتزم أبواي بهذا
حتى الآن أبواي أبطال وأنقذا حياتي لكن يبدو أن هذه آخر بطولاتهم معي أو معنا (أنا وأخي) في أثناء فترة الحضانة كانت الوسيلة الوحيدة للتربية في البيت هي بالضرب بالرغم من أنني كنت طفلا مطيعا وذكيا سريع التعلم
لكن الضرب لم يكن بسيطا كان ضربا مبرحا فأبي يضرب بالحزام ويتمادى في الضرب ربما لربع أو نصف ساعة لي أو لأخي أما أمي فكانت تضرب بيدها أو تعض نعم كانت تعضنا وكانت عضتها مؤلمة جدا وتترك أثرا طويلا
أما أخي فكان من النوع العنيد لا يطيع وفوضوي ولا يذاكر لكنه كان ذكيا أيضا فكان نصيبه من الضرب أكبر
عرفنا الضرب من هذه السن المبكرة ونشأنا بين أبوين عصبيين جدا ربما نعذر الأم لأنها مريضة ولو أنني لا أرى ذلك كافيا فأنا أظن أننا لم نخلق لنتقاسم مشقة الحياة مع آبائنا ونحن أطفال فهذا حقنا ألا نشعر بهمومهم في النهاية نحن سنكبر وسنعول أطفال وسننفق عليهم أيضا المهم في ذلك الوقت لم تكن أمي مصابة سوى بمرض يسمى بالأرتيكاريا المناعية وهو ليس وراثيا بل ينتج عن الحالة النفسية التي تعقدت أمي منها بسبب أمها أما أباها رحمة الله فكان حنونا على أمي أي أنها كانت تعرف صدرا حنونا وآخر جافيا وتدهورت نفسيتها هكذا فماذا نفعل نحن وكلا أبوينا جافيين قاسيين لا يتوقفون عن الضرب
أما أبي كان سليما في ذلك الوقت باستثناء أنه عندما كبر أجرى عملية وأزال الغدة الدرقية واستبدلها بدواء يأخذه يوميا.
المهم هم ليسوا مرضى للدرجة التي تجعلهم بهذه القسوة وإن كانوا فنحن أبناؤهم ولنا الحق في العيش بأمان، كنا دائما نخاف المنزل أنا وأخي خصوصا نخاف الأب ونصاب بالرعب عند دخوله البيت حتى إن لم نخطئ لا أعرف هذا كان إحساسي لا أعرف إن كان أخي يتقاسمني نفس الشعور أم لا
كان يتم ضربنا باستمرار على أسباب تستحق أو لا تستحق كرهت التعامل معهم وصرت فقط أطيعهم ولا أعترض في شيء بالرغم من أنه كان يتم ضربي وأحيانا لمجرد الظن أنني أخطأت وأقسم لهم بأنني لم أفعل ولا يصدقوني ويتم ضربي فمرة أضرب لأنني أضعت 20 جنيه ومرة لعدم عثوري على شيء أرسلوني لشرائه وهكذا وكل هذا مع السب واللعن والتوبيخ باستمرار صباحا ومساء ولم تكن الأم الصدر الحنون إطلاقا كانت أحيانا تضربنا وتخبر أبي ليضربنا مرة أخرى
كنا دائما نخاف من البيت وكنت أصاب بالتوتر عندما يطلبون مني شيء خشية الإخفاق، فما بالك إن فعلت شيئا يستحق العقاب كيف يكون العقاب معهم كانت هناك وسيلة أخرى للعقاب وهي أن يأمرني أبي بالجلوس متربعا يدا ورجلا أمام الحائط على الأرض ولا أفعل شيء ولا أتحرك من مكاني حتى يأذن لي فكنت أمكث لساعات حرفيا ربما 3 ساعات أو أربعة على هذه الوضعية هذا بعد أن يتم ضربي بالحزام أو العصا هكذا كان الروتين اليومي وكانت أمي أيضا تقوم بالضرب وأحيانا تعاقبنا هكذا
أبي لم يكن يصلي إلا الجمعة فقط أما أمي فكانت مقصرة ولكنها حاليا ملتزمة، أمام هذا التقصير كان يتم عقابنا على عدم الصلاة وأمام هذا التناقض كان أحيانا أبي يمنعني من الذهاب للمسجد لماذا لأنني أختلق عذرا للخروج وعدم المذاكرة أيضا كانت تأمرنا أمنا بالمشاركة في تنظيف المنزل ولكن ليس دائما كانت أمي تكسل أن تحضر لنا إفطارا في الصباح أحيانا كثيرة فكنا نأكل الخبز المجمد هكذا بدون أن تقوم بتسخينه على البوتاجاز والجبن لأنها تدعي أنها لا تقدر وكانت تحضر الغداء يوميا أما العشاء فكان شيء نادر هكذا كنت أشعر بالجوع كثيرا وكانت تؤخر الغداء حتى عودة أبي من العمل فكان الغداء الساعة الرابعة عصرا والإفطار الساعة السادسة صباحا قبل المدرسة فكان ما بين ذلك فترة من الجوع الشديد لم أكن أتقاضى مصروف كافي لأشتري شيئا يشبع الجوع وكنت الأقل في زملائي من ناحية المصروف دائما بالرغم من أن أبي يعمل في شركة بترول وحالتنا المادية مرتاحة
حسنا يبدو أنني قد استدرجتكم لأيام المدرسة، قبل أن أدخل إلى تلك الأيام دعوني أخبركم عن الصدر الحنون الوحيد كان جدتي أم أبي رحمها الله كانت تسكن مع عمي في الدور الأرضي بينما نحن في الدور الثاني فكانت أحيانا تطلع إلينا مع أنها عجوز لتأمر أبي بألا يضربنا ويستجيب لها مع أن أمي الصحيحة موجودة ولكنها لا تفعل أي شيء تشاهد فقط وأحيانا تشجعه على ضربنا أكثر فتذكره بما فعلنا وأحيانا كان أبي ينتظر نزولها فيعاود ضربنا ومرة فعل هذا وصعدت له جدتي 3 مرات وفي كل مرة ينتظر نزولها ويضربنا حتى يئست ولم تصعد ثانية ولكن أبي لم يكن عاقا لها أبدا فقد كان أكثرا أبنائها برا في ما عدا هذا أتذكر أننا تعلمنا الصيام من سن مبكرة وأتذكر أنه عندما كان يضربنا في نهار رمضان كانت جدتي تقول له :" تضربهم وهم صيام" فيرد "ليه هو حرام"
هكذا لكن دائما كانت دائما جدتي دائما الوحيدة التي تدافع عنا ومهما كانت قسوة أمي فإن أبي كان أقسى منها بمراحل حسنا وصلت الآن إلى الصف الرابع الابتدائي وظهرت درجاتي وكانت ممتازة كنت ناقص درجة أو نصف درجة في كل مادة أخبرني المدرسين بأنها جميلة وأنهم فخورين بي ذهبت لأبي كي أفرحه ويا ليتني ما فعلت;
كان باختصار يوم أسود درجاتك سيئة "أبقى بجري عليك وشقيان علشانكو وأنت مش مقدر هات الحزام!!" حرفيا اليوم كله كان مليئا بالضرب من الصباح إلى المساء وكأنني قد رسبت في كل المواد، حسنا انتهينا من هذا اليوم هاقد انتقلت إلى الصف الخامس في هذا الوقت جعلوني أذهب إلى مدرسة خصوصي تسمى آن المهم كانت لا تعرف أسلوب للتعليم غير الضرب حتى أنها في إحدى المرات قامت بحرق أحد الطلبة في فمه وكانت تضربني بالطبع وتعتمد على أسلوب التحفيظ في التدريس ومرة لم أكن أنا أو أخي قد حفظنا فكتبت ورقة وأمرتنا بأن نوصلها لأبي ولكننا لم نفعل لقد قمنا بتقطيعها حتى فوجئنا في نفس اليوم بأن أبي قد عرف أنتو عارفين الباقي بقى;
ومرت السنة وظهرت درجاتي وكنت قد نقصت 25; درجة في المجموع الكلي وكان أبي يسافر إلى العمل ويعود عصرا في ذلك الوقت كانت أمي في المنزل وأخذت توبخني وكانت على وشك ضربي لولا أن جدتي أم أم جاءت إلى المنزل في فرح وقالت ابنك طلع الأول وكانت قد اشترت لي علب عصير وأكياس شيبسي على قدرها لم تكن تقبض الكثير بأي حال عرفت ذلك لأنها تعمل كإدارية في المدرسة وعندها وجدت أمي تقول أنا فرحانة لك والله
هاه هل أنا أحمق كيف أصدق هذا أما أبي عندما عاد من العمل أخبرته فقال لي نفسك في أيه قلت له مفيش فأعطاني عشرة جنيهات مكافأة أريد أن أذكر في تلك السنة كنت قد تعلمت الابتعاد عن الجميع أجلس وحيدا في المدرسة ولا أتعامل مع أصدقائي وإذا قام أحدهم بسبي أو ضربي كنت أبكي ولا أدافع عن نفسي وهكذا صاروا يستغلون هذه النقطة وصرت أتعرض للإهانة والسخرية من زملائي كثيرا لكنني عرفت منهم واحدا فقط اسمه محمد سعيد كان الوحيد تقريبا الذي يحبني وكان يناديني بأعز صديق له وكان هناك أيضا حوالي 3 أو 4 أصدقاء يقدرونني مثله أما البقية فكانوا ينظرون لي على أنني ضعيف وكانوا يستحقرونني
ولكن رب ضارة نافعة يبدو أن مكوثي وحيدا جعلني أكتشف أعز موهبتين عندي: الرسم وتأليف القصص، نعم بدأت تأليف القصص من ذلك السن الصغير في البداية وجدت اهتماما من أبواي وشجعانني حتى أن أبي كان يكتب القصص لي على الحاسوب ويطبعها، لكنهم اكتشفوا شيئا أني لا أظهر هذه المواهب إلا أيام الدراسة فكانوا يحبطونني وقالوا أنها حيلة مني كي لا أذاكر;
أيام الدراسة كانت أيام صعبة لا يسمح فيها باللعب أو مشاهدة التلفاز كان أبي يقول لي أنت وظيفتك طالب لماذا تريد أن تلعب، الغريب أنني كنت أظن كل الآباء هكذا ودائما كنت أنظر لنفسي بأنني مقصر وأستحق كل هذا
في العام التالي توقفت عن تأليف القصص وبقيت موهبة دفينة داخلي ربما أخرجها لاحقا، ولكن بقيت موهبة الرسم يقظة دائما وكنت أنال اهتمام مدرسين الرسم إعجاب أصدقائي، وفي الصف السادس أجرت المدرسة امتحانا وتم اختيار أعلى درجات في الصبية فكنت أنا وأعلى درجات في البنات وسمونا بالطالب والطالبة المثالية، وأخبرت أبي أنا الطالب المثالي أنا الأول على الصبية، أبي بحث في الأمر واكتشف أن البنت درجاتها أعلى مني فقال لي:" بتضحك على أبوك بتقوله طالع الأول على الصبيان علشان متقولش أنها جايبة أعلى منك" في الحقيقة أنا لم أكن أعرف أنها أعلى مني في الدرجات المهم هذه البنت اسمها آية سأذكرها مرة أخرى في جزء آخر من هذه القصة
لكنه لم يضربني اكتفى بالتوبيخ مرت السنة ونقصت 3 درجات في المجموع وصرت الثالث على المدرسة، وتذكروا ماذا فعلت أمي وكنت الأول فماذا وأنا الثالث ولكن لم يصل الأمر للضرب توقفوا على جعلي أشعر بالفشل فقط;
في تلك السنة قام أبي بضربي ضربا مبرحا على شيء آخر فعلته أنفقت 5 جنيهات في يوم واحد نعم لا تتعجبوا لقد ضربي بسبب هذا وكانت الخمسة جنيهات ملكي من الأساس وأنا من أخبره بذلك فضربني بالحزام حتى تقطع ثم بسلك الإشارة للريسيفر حتى تقطع أيضا أذكر أنه من كثرة ضربه لي أني قدر جرحت في مناطق كثيرة في جسمي وأبرزها كانت في يدي وهذه صارت علامة في يدي حتى الآن كلما أراها أتذكر ذلك اليوم الأسود
من كثرة ضربه لي جعلني لا أذهب إلى المدرسة حتى يواصل ضربي واجتمع الجيران وجدتي وكان يقول هموته أنا هقتله النهاردة حرامي ده مش ابني، تخيل طفل ويسمع هذا من أبيه، وكل هذا وأمي لم تكن تعلق ولم تفكر في الدفاع عن ابنها قط حتى يدافع عنه الجيران وجدته رحمك الله يا جدتي، لكنني عرفت شيئا من هذه الحادثة أنه ليس كل الآباء هكذا أنه أبي فقط وقتها بدأت أعرف أنني أعيش طفولة صعبة حقا
دخلت الصف الأول الإعدادي وفي ذلك الوقت حدث شيء فظيع أحد زملائي تحرش بي وتعمد تكرار هذا وصار يطلب مني أن أسمح له باغتصابي ولم أكن أعرف ما معنى هذا ولكنني رفضت وتجنبته وكانت النتيجة أن قام بضربي وسبي ولكن مرت على خير، وخشيت أن أخبر والدي بشيء عن هذا أو بمعنى أصح لم أكن أخبرهم بأي شيء عن أي شيء في حياتي
في ذلك العام توقفت عن المذاكرة رأيت أنه في كلتا الحالتين سواء تفوقت أو لا لا تعجبهم درجاتي، وانخفض مستواي وكان ترتيبي الـ15 على المدرسة، في العام التالي عرفت العادة السرية للمرة الأولى في حياتي وصرت أقوم بها باستمرار لا أعرف لماذا لكن هكذا كانت الشيء الممتع الوحيد في حياتي فلا يسمح لي باللعب أو مشاهدة التلفاز فكانت العادة السرية هي الحل
ومرت الأيام وانتهى العام الذي قام فيه أبي بضرب أختي حتى فقدت الوعي ولكنها مرت على خير وأفاقت ولكن العجيب أنه كان يضربها هي وأخي بالتساوي لكن أخي لم يفقد الوعي فقام أبي في تلك الليلة بأخذ أختي إلى غرفته وجعلها تنام في السرير معه وأرضاها وظل يصالحها حتى نامت لكن لم يلق بالا لأخي وقد حزنت على حال أخي وأختي لما رأيت من ضرب أبي لهما ولكن شعرت بالغيرة من أختي هي بالمناسبة أختي الأكبر من الصغرى مباشرة واسمها فاطمة على اسم جدتي أم أبي رحمها الله، شعرت بالغيرة لأن أبي لم يصالحني قط طوال حياتي ولم يصالح أخي المهم أخي كان نصيبه من الضرب دائما أكبر لعناده المستمر
حسنا دعونا نكمل الآن عرفت العادة السرية ومع الوقت قادتني للأفلام الإباحية وما أريد أن أذكره اختصارا كنت على وشك الانحراف حرفيا أو أنني كنت في بداية الانحراف فعلا، لكن أخشى أن أخبركم ماذا فعلت على كل لم يصل الأمر للزنا أو التحرش كنت شخصا خجولا كنت أفعل هذه الذنوب وأنا وحدي بعيدا عن الناس أما أمام الناس فكنت منافق يظنونني مؤدب وخلوق أو ربما ظنوا ذلك لأني كنت أستحي فعل هذا أمام أحد وكنت أيضا لا أتحدث مع البنات وأرفض صحبتهم
أنا أساسا لا أصاحب الصبية فكيف أصاحب البنات نعم أنا لا أصاحب أحد وكنت شخصا غبيا اجتماعيا، حسنا مر الصف الثالث الإعدادي وظهرت درجاتي وكان مجموعي 95% وكانت النتيجة توبيخ من أبي وأمي لماذا، كانت الحجة "لو جبتهم في الثانوية هتقعد بيهم في البيت" مع أن أقاربي وجيراني كانوا يباركون لي ويعاتبون أبواي على ما يفعلون ولكنهم لم يستجيبوا حتى جاءت أحد أيام الأجازة بعد نتجية الإعدادية بأسبوع فوجئت بأن أبي قد اشترى لي اللاب توب الذي كنت أحلم به
ولم يقل لماذا فعل هذا فرحت جدا به ولكن يا فرحة ما تمت أبي منعني من تنزيل ألعاب على اللاب توب أو التسلية به وأمرني بأن أستغل أوقات الأجازة بالقراءة وأن أللعب هو لهو وحرام مع أن أمي كانت تلعب على هاتفها لكنه هو لم يفعل قال لي بأنه عندما كان في مثل سني قرأ 4 ألاف كتاب، قلت له أنا لا أريد أن ألعب أريد أن أتعلم البرمجة ودعوني أخبركم لماذا البرمجة
أذكر أنني في 2 إعدادي كنت قد بدأت أحب الحاسوب بدأت أفكر كيف صنعوا برامج للحاسوب كيف يفعلون هذا وأردت أن أفعل هذا حتى صرت في 3 إعدادي وجدت أن منهج الحاسوب عبارة عن مقدمة في لغة الفيجوال بيسك حسنا وماذا فعلت؟؟
اشتريت كتاب الترم الأول وحصلت على كتاب الترم الثاني وذاكرت الترمين في شهر واحد واستخدمت الحاسوب دون علم أبواي وصممت لعبة سميتها بنك الأسئلة لعبة بسيطة عبارة عن أنك تقوم بالإجابة على 12 سؤال إذا كانت إجابتك صحيحة تتلون بالأخضر وتكمل للسؤال التالي وإذا كانت خطأ تتلون بالأحمر وتنتهي اللعبة نقلتها على فلاشة وأريتها لمدرس الحاسب أعجب بذلك كثيرا وافتخر بي وصار يعطيني اهتماما مميزا لم يكن يرفض لي أي طلب أذكر أني في مرة طلبت منه أن أنقل لي شيئا على فلاشة فقال لي "من عيني هو احنا عندنا كام محمد"
قلت له "كتير" قال لي "لأ كام محمد بيفكر" صراحة كانت هذه الكلمة فخر لي طوال حياتي وحتى الآن أفتخر بها، المهم أبواي قد عرفا كل هذا وعرفا أنني ربما أكون موهبة نادرة في هذا المجال لكن لم يقتنعا وقالي لي أبي برمجة هاه دي ملهاش لازمة أخرك تبقى بتاع كمبيوتر وتصلح كيسات وتنزل نسخ للعيال
المهم أنا لم أنصت لهذا وقررت بداية مشواري بدأت أتعلم البرمجة لكني لم أكن أعرف كيف أبدأ ومن أين لكن تعلمت المزيد في لغة الفيجوال بيسك في ذلك الوقت كان أعز أصدقائي محمد سعيد الذي أخبرتكم به في الأعلى قد أحب نفس المجال لكنه كان يميل إلى تعلم الهكر ووصل فيه إلى درجة متقدمة جدا، لكن كل شيء انتهى مع انتهاء الأجازة لكلينا، كان أبواه يمنعانه هو أيضا من استخدام الحاسوب في أيام الدراسة حسنا يبدو أنني على أعقاب الثانوية الآن دعوني أخبركم بشيء آخر في حياتي
الذكاء
حمدا لله أنعم الله علي بقدر عالي من الذكاء فكم مرة أقوم بحل مسائل الرياضيات الصعبة وأتفوق على زملائي فيها فقد كنت أوقاتا كثيرة أحل مسألة لا أحد يحلها غيري
وظهر هذا منذ أول مرة في حياتي أحل مسألة صعبة وأكون أنا الوحيد في الفصل الذي يحلها وكان هذا في الصف الثالث الابتدائي نعم
أذكر أن مدرسة الرياضيات قد كافأتني وقتها بنصف جنيه على هذا واشتهرت بين أصدقائي بلقب عبقرينو فكانت هذه البداية فقط صرت أحل مسائل الرياضيات المعقدة باستمرار وأحد في ذلك متعة كبيرة وكما عرفت متعي قليلة في هذه الحياة وكانت النتيجة أبواي كان يفرحان بذلك وربما هذا جعلهم يتمادون في عقابي على أي شيء لكن أنا لأعطيهم أي مبررات لقد كرهتهم لبقية حياتي.
حسنا لقد انتقلت إلى المرحلة الثانوية وقررت أن أذهب إلى مدرس رياضة آخر يسمى محمد الشيخ
حسنا دعوني أخبركم نبذة عن هذا المدرس عندما كان في الثانوية العامة حصل على مجموع 99% ودخل هندسة بترول وكان بعد أول سنة في الكلية حول أوراقه ودخل كلية التربية قسم الرياضيات بكامل رغبته وسط اعتراض أهله وكل من حوله على هذا وصراحة أنه مدرس متميز جدا عبقري بمعنى الكلمة وطالما أتحفته وأفرحته بحلي لمسائل الرياضيات المعقدة كالعادة والتفوق على زملائي في هذه النقطة كان هذا المدرس يعاملنا معاملة الرجال لا يضربنا أساسا ولا يحضر معه عصا وهذا ما أعجبني فيه وجعلني أحترمه كثيرا لكن الفرحة لا تكتمل في الصف فقد ماتت جدتي فاطمة الصدر الحنون في نهاية الصف الثالث الإعدادي لي، وظهر أبي على أقصى بشاعته
أخي قد توقف عن المذاكرة وصار يهرب من الدروس ويأخذ أموال الدروس وأنفقها على النادي والسيبر أتذكر صرخات أخي وهو يقول "الرحمة... الرحمة" وأبي لا يجيبه ولا حتى أمه وأبي يتفنن في عقابه فيضربه حتى يتورم جسده ويأمره بالنوم على البلاط وألا يأكل معه كعقاب، وأخي لم يتوقف عن أفعاله وامتنع عن المذاكرة لبقية حياته;
وأنا أيضا رأيت معاملة قاسية من أبي فها هو يضربني ويجبرني على المذاكرة أمامه في الصالة ولا يأمن تركي أذاكر في غرفتي وحدي ويجبرني على السهر حتى الساعة 12 وإيقاظي الساعة 6;
وإذا رآني أغفو كان يقوم بضربي أو تعنيفي في حين أنه كان ينام أكثر من هذا كان ينام حوالي 9 ساعات في اليوم أما أنا فمحرم علي النوم وكانت النتيجة أني صرت أغفو في الدروس وأوقات مذاكرتي كانت فقط عراك مع النوم حتى لا يضربني أبي أو أمي
وأقسم لكم كانت هذه أسود أيام حياتي أيام الثانوية صاروا يجبروننا على المذاكرة ليل نهار وبدأت أصاب بالبرد كثيرا ولا يزول أظنكم تعرفون لماذا لأن هذا أحد أعراض قلة النوم وحجة أبي في هذا أنه كان لا ينام عندما كان في مثل سني حتى يذاكر
حسنا بدأت في ذلك الوقت أشعر بالدوخة والدوار وأخبرتهم فكان ظنهم أني بتدلع وأني بآكل لب وحاجات ممنوعة مع أني كنت ملتزم ومش بآكل حاجة من دي المهم تم تجاهل الأمر ونضيف على هذا شيء آخر صرت أشعر بطرقعة مفرطة في ركبتي اليسرى عندما أصلي وعندما أخبرتهم كان الرد هذا طبيعي في سنك تجاهلوه أيضا .
حسنا قبل أنا أنهي هذه السنة دعوني أحدثكم عن حادثة أخرى كنت في ذلك الوقت أمتلك حساب في لعبة كونكر ولكنني لم أكن ألعبها إلا قليلا لعدم وجود الإنترنت جاء لي أحد أصدقائي وهو من أحبهم إلى قلبي وقال لي "فلان بيقول أنه عايزك" "عايزني في إيه؟؟" "مش عارف والله أنا قلتلك عايز تشوفه عايز إيه شوفه براحتك يعني"" طيب"
فلان هذا سائق توكتوك المهم بالصدفة قابلته في الشارع وقال لي "خد ده إيميلي في كونكر عايزك تلعب بيه شوية علشان ببقى مشغول" المهم يعني هذا هو كل ما أرادني لأجله لماذا؟؟ أنا لا أعرف المهم وافقت ولم أفتح حسابه في اللعبة سوى مرة واحدة.
وبعد أسبوع اتصل بي وقال : "أنا غيرت الباسورد بتاع الإيميل ""ماشي هات الجديد؟؟"
"هديهولك بس مش عالتليفون الباسورد فيه رموز ومش هعرف أقولهلوك كده" "طيب أبقى أخده لما أقابلك" "لأ تعالى البيت دلوقتي" "لأ مش مستاهلة" "يعم تعالى بس" "ماشي هعدي عليك بعد الصلاة"
المهم قد حدث دخلت البيت ولا شيء يدور في ذهني وما إن دخلت أغلق الباب بالمفتاح; لقد فهمت كل شيء أنه شخص شاذ هاأنا أمام محاولة اغتصاب مرة أخرى تحرش بي مرات عديدة وهددته وطلبت منه أن يفتح الباب ويدعني أنصرف وحاولت ألا أسبب مشكلة خفت على ما قد يقوله الناس عني إلى أن صرخت "حد يلحقني"
وقتها توقف يبدو أنه قد خاف لقد كنا بالنهار وربما هذا أخافه أخذ يبرر تصرفاته بأنه لا يقصد أي شيء وأن هذه هي طريقة تعامله مع أصدقائه و ...إلخ حتى تركني أخرج ونجوت منه ولم أخبر شيئا عن هذا لأحد لكنني عشت أياما كثيرة من الخوف وأقبلت مرة أخرى على العادة السرية وعدت لفعلتي في العام الماضي;
وكانت النتيجة أني لم أستطع التركيز في الامتحانات وحصلت على 90% وعاقبني أبي بمنعي من اللاب توب والانترنت في الأجازة، وهكذا أغلق باب حلمي في تعلم البرمجة وكبتني أكثر فأكثر
حسنا دعونا نكمل ولنتفق أن أمي كانت متفقة معه في كل شيء يفعله وتساعده في تنفيذ عقابه عليناـ طوال فترة الصف الأول الثانوي إلى الثالث لم يكن أبي يتوقف عن ضرب أخي ضربا مبرحا أو بمعنى أصح تعذيبه والله لو يعذب في كافر لعطف عليه وبالطبع أمي أيضا تقوم بالضرب وإن كانت ضعيف فقد أصبحت مصابة مشكلة في أحد صمامات القلب وأصيبت بمرض السكر. وإن كان عمرها لم يتعدى الـ 38; وأخي توقف عن المذاكرة ودخل ثانوي منازل لأنه لم يصل لمجموع الثانوي العام
حسنا هانحن الآن في الصف لثاني الثانوي وقد بدأت الأفكار تلعب في رأسي أريد أن أترك هذا المنزل وأرتاح أريد أن أتركهم وأذهب للبحث عن وظيفة سأعمل وسأجد فرصة للحياة على الأقل سأجد حريتي وسأرتاح منهم
دخلت الصف الثاني وقد ازدادت صحتي سوء لقد زاد الشعور بالدوار لدرجة أني هممت للوقوف في إحدى المرات فشعرت بدوار شديد وأحسست بالعمى للحظات وسمعت صوت ارتطامي بالأرض نعم لقد سقطت أرضا من شدة الدوار هل هذا طبيعي أيضا؟؟
حدث هذا في الصباح وكانوا نيام ولم يعلم أحد ولكنني أخبرتهم لكن لا أحد يهتم، كان دائما أبي يذكر عبارة أكرهها يقول: أنت في سنك ده مستحيل تتعب "لو جالك مرض جسمك هيفرمه"
حسنا هل هذا صحيح هل نسي أني مصاب بأنيميا الفول كفيلة بإضعاف مناعتي؟؟في تلك الفترة التي صرت فيها الثانوية من الصف الأول للثالث قد رأينا أنا وأخي قمة الاحتقار
أمي لم تعد تلتزم بتحضير اللحم أو الدجاج يوميا لسد احتياجاتنا من البروتين فصار يمر 3 أيام أو أكثر بين كل مرة وأخرى وتحدثت معها قلت لها فقالت "أنتم مش حاسين بالنعمة اللي أنتم فيها في ناس بتاكل اللحمة دي مرة في الأسبوع" أخبرتها بأنيميا الفول فكان الرد بالغضب والسخرية وقالت "فيه بيض مش بروتين ده"
أحب أن أخبركم بأن هذا ما كان يحدث فعلا كنت آكل البيض صباحا ومساء وأحيانا أمي لا تحضر الغداء أساسا فكنت آكل البيض غداء أيضا
وهناك شيء آخر تغير عندما كنا صغارا كان أبي لا يسمح بدخول أي أشياء نحن ممنوعون منها حفاظا على شعورنا لدرجة أنه لم يكن يسمح لأحد يدخل البيت ويأكل شيء من هذا
لكن فجأة صاروا يشترون كميات كبيرة من اللب والسوداني ويأكلونها أثناء نومنا مع أخواتي البنات لأنهن غير مصابات بها ولكن تطور الأمر صاروا يأكلونها أمامنا وربما أمي تطبخ شيء من هذا على الغداء وفجأة أصبح شعورنا لا قيمة له
وازدادت الأمور سوء بعد أن أصبحت كل مفاصلي تطرقع وأحيان تصدر صوت أزيز وأحيانا أشعر بالألم مع الحركة وكل هذا أخبرتهم به وكان الرد المشهور "عادي في سنك" وكل هذا مع الغضب بالتأكيد ولم يعطوا اعتبار لي
ودعوني أخبركم بما صار الوضع عليه هذه السنة لقد فوجئت برغبة شديدة ومستمرة في الأكل أشعر بالجوع باستمرار وأصبحت آكل كثيرا جدا علاوة على مشكلتي مع أفعالي الجنسية التي أرهقت نفسي كثيرا في محاولتي للتوقف عنها ودون جدوى لم أكن أستطع منع نفسي حتى وجدت حل أرحم لها لم أعد أمنع نفسي عنها إذا جاءتني الرغبة في فعل شيء أهم إلى العادة السرية حتى أفرغ ما بداخلي على الأقل لن أقع في ذنب أكبر ومع ذلك ظهرت لي أعراض أخرى لا أعرف هل ذكرتها في الأعلى أم لا وهي تقلب المزاج أنا أجلس في سلام وأمان الله وبدون شيء يعكر مزاجي وفجأة أشعر باختناق وضيق لا أعرف ما هذا بدون سبب وصرت أصاب بهذا كثيرا يتعكر مزاجي بدون سبب وأحيانا كانت تأتي أيام سوداء يتعكر فيها مزاجي طوال اليوم ودعوني أكمل الحديث بحادثتين كلاهما أسوأ من الأخرى
الأولى أبي كان يضرب أخي كالعادة بعنف لساعة تقريبا وأمي تنظر وتشجع أبي وتصب على أخي كلام مؤلم وتعاتبه وأخي يصرخ من الألم وأبي لا يرحمه حتى صرخ أخي "عيني عيني" لقد أصاب أبي أخي في عينه لقد كان المنظر مروعا ولكن أبي لم يكترث واصل الضرب لولا أن أمي دخل قلبها الرحمة أخيرا وتذكرت أنها أمه; وطلبت من أبي التوقف وأما أنا فقد وقفت وقلت له "حرام عليك هو عمل إيه لكل ده" وكان صوتي مبحوحا ولكنني لم أبكي لكني كنت متألم جدا من الداخل ليتيني استطعت أن أبكي أمي أخذت أخي على الفور إلى الطبيب وخرجت معها وأما أبي فقد رفض الخروج وقال الطبيب أن عينه سليمة الإصابة كانت فوق العين مباشرة لو كانت أخفض قليلا لأعمته في الحال وكتب له دواء وظل أخي يرى بصعوبة بعينه هذه لكنه تحسن مع الوقت وعاد لطبيعته الغريب في الأمر أن الطبيب منع أخي من الخروج في الشمس لكن أبي أمر أخي بالذهاب لدروسه وهو على حاله هذه ويعلم أنه يضره هكذا ولابد أن الشمس ستؤذيه ولابد أن نفسيته ها نفسية إيه لن أنسى يوما ما ذلك المنظر ماذا أشفع لأبي بعد ما فعل أي رحمة هنا لو كان أبي كافرا لرحمه لكن يبدو أنه أسوأ من الكافر وماذا عن أمي هل نسيت أنها أم لنا أم أننا لم نعد أبنائهم
الغريب في الأمر أبي لم يكن يضرب أخواتي البنات ربما ضرب أختي فاطمة وهي صغيرة مرة حتى فقدت الوعي ولكنه لم يضربها مرة أخرى أما أختي الصغرى إيمان لم تذق الضرب أبدا ربما هي أكثرنا استمتاعا بهذه الحياة لكنني لم أغار منهم أنا لا أرغب بأي حال من الأحوال بتكرار هذا مع غيري بالنسبة لأختي الصغرى إيمان والتي كنت أحن عليها هي وفاطمة دعوني أخبركم بشيء يدل على فرق الرحمة بيني وبين أمي فإن كانت أمي لا تضربها لكنها تعاملها بقسوة نوعا ما حسنا أتذكر أختي هذه وهي في سن الثانية عندما كانت تبكي حتى أبقى معها قليلا ولا أخرج لدروسي وأتذكر عندما تكون بين حضن أمي فأمد يدي إليها فتترك أمي وتحتضنني أنا بينما العكس لا يحدث لأنني بساطة لا ترى مني قسوة إطلاقا كم مرة حملتها فيها وأخذت أهدئها حتى تنام وكم مرة مرحت معها وتماديت في المرح ونفس الشيء مع أختي فاطمة لكن فاطمة لا تظهر مشاعرها
لكنني لن أنسى يوما قال فيه أبي لأختي فاطمة "اسمعي الكلام بدل ما أضربك زي الصبيان" في الحقيقة أنا لم أغر منهم يوما وإنما هذا القول استفزني جدا وكأن الصبية ليسو بشرا ألا نشعر بالألم ألا نحزن هل نحن مخلوقين لنعاقب; أما إن أخطأت أختي في حقي في مرة واشتكيت فتكون النتيجة أنني ظلمتها وأنها لا تقصد وغير مسموح لي بأي حال من الأحوال بضرب أخواتي البنات أو حتى برد السب مع أنهن أصغر مني وإنما من المفترض منهن احترامي لدرجة أنني إذا فعلت شيء بسيط من هذا معهم ربما كلمة بسيطة مني كفيلة بأن أتلقى عقاب وأن يجعلونني ظالم ومخطئ في حقهم حتى أن أختي فاطمة صارت تستغل هذه النقطة فهي تستفزني وتسبني لأسباب تافهة وإذا رددت هذا "كده بتقولي يا كذا... أنا هقول لماما وشوفها هتعمل إيه"وكان يحدث فينسوا كل ما هي فعلته وأصبح أنا المخطئ لدرجة أنها صارت تضربني لأنني لا أرد السب حتى خوفا من أبواي فوصل الأمر للضرب ولا أفعل لها شيء وإذا اشتكيت فأنا مخطئ وهي لا تقصد أما إيمان فكانت عاقلة لا تستفزني وتهدئني إنها من تحبني في هذا البيت عديم المحبة;
دعوني أصارحكم أنا أصبحت أخاف من فاطمة مع أنها أصغر مني بـ 7; سنوات أما إيمان فهي أصغر مني بـ 12 سنة أفرح دوما لرؤية إيمان بينما فاطمة فأنا فقط أظهر لها الحب وأحاول أن أعذرها بأنها طفلة ولا تملك حرية الإرادة مثلنا وما أفعله لإيمان أفعله لفاطمة أي أنني أساويهن في المعاملة ولا أجعلها تشعر بفرق دعوني أذكر لكم بعض الصفات لإيمان إيمان هذه خفيفة الظل ومرحة لكنها حساسة جدا ولكن هناك جزء فيها يشبهني غير أنها حساسة جدا هو الذكاء إيمان تظهر عليها دائما أعراض الذكاء إنها باختصار سابقة لسنها كثير من تصرفاتها تشبهني فيها إنها عبقرية مثلي سأبذل كل ما في وسعي لتعيش حياة كريمة ولن أذكر لها يوما ما فعله أبي بنا لأنها تحب أبي وأمي دائما فلتبقى تحبهم وتعاملهم بما يرضي الله
ولكن ظهرت مشكلة أخرى لقد بدأ شعري يصاب باصفرار أخبرت أبي قالي "شكله كده حلو" توقفت عن الشكوى وقررت ألا أطلب منهم شيء مرة أخرى، وانتهى العام الدراسي وكانت درجاتي هذه المرة أقل لقد كانت 86% وفي ذلك الوقت كان أبي قد تغير نظام عمله من 4 سنوات وصار يسافر أسبوع ويأتي أسبوع وكان يسافر ويأتي كل أحد، وظهرت نتيجتي يوم السبت وكان سيأتي في اليوم التالي وكان العقاب بالنوم على البلاط نعم نفس العقاب الذي طبقه على أخي سابقا، ومع إهانة مستمرة من أمي وكلمات قاسية وشعرت وقتها بأقصى درجة من كرهي لهم وقررت ترك المنزل، لم أكن أرد بأي شيء
ومر اليوم ونمت واستيقظت صباحا أخذت اللاب توب وحقيبة أخرى بها بعض ملابسي وخرجت تاركا ورقة لأبي وأمي كتبت فيها "اعتبروني مت" هذا كان ملخص المكتوب فيها، وذهبت لمدينة مجاورة لكنني كنت ساذج ولا أعرف أين أجد وظيفة بدأت أولا بمحاولة بيع اللاب توب فكان سعره 1200 جنيه فلم أوافق، كنت أعتقده بـ4 ألاف، ولم يكن معي مال كافي حتى للعودة ولم آكل شيء في ذلك اليوم فقط كنت أشرب الماء ولم أشعر بالجوع وقضيت اليوم أتجول في الشوارع ولا أفعل شيء سوى هذا ولم أبحث عن وظيفة وندمت أنني لم أخرج بطاقة شخصية حتى الآن، مر ذلك اليوم الصعب وفي المساء بعد أن تأخر الوقت وصارت الساعة الواحدة ليلا قررت أن أعود ولكن كيف؟؟
لم تعد هناك سيارت نقل وليس معي مال كان كل ما في جيبي هو 1 جنيه وكانت الأجرة وقتها 3 جنيه في المساء، وبالفعل لم أجد أحد ذاهب لبلدي فجلست أمام الموقف أشاهد المارة وأريد أن يمر الوقت
ثم قلت "يارب أنا عايز أروح" بعدها بـ 5 دقائق وجدت سائق ينادي باسم بلدي فقلت له "نعم لكن معييش فلوس" فتركني وذهب ثم عاد وقال لي "تعال اركب"
فركبت ودفع لي أحد الأشخاص من بلدي ولم نكن نعرف بعضنا وعدت للمنزل ولكنني لم أدخل ووقفت خلف المنزل وسمعت أمي تنادي باسمي وتسأل أخوتي عني وعاد أبي بعد أن اكتشفت أنه لم يعد من العمل حتى خرج للبحث عني وها هو قد عاد بعد أن يئس، وقتها خرجت وجلست أمام المنزل وحاولت النوم لكن لم أستطع، ومر الوقت حتى الصباح وناداني أبي وقال "تعالى يا بيه" وقال "أمك ما نامتش من امبارح" واحتضنتني أمي وقالت "أنا طفشتك؟؟" "أنا السبب" وكانت تبكي لكنني لم أرد بشيء وقال أبي "اعملي له فطار"
وانصدمت عندما علمت أنني لم آكل شيء، وهاقد أكلت شيئا قليلا لم أكن جائعا، واكتشفت أنهم قد أخبروا كل أقاربي وأصدقائي والكل كان يبحث عني
وجلست مع عمي وكان هناك مدرس رياضيات اسمه محمد نصر سأذكره لاحقا هذا المدرس يدرس خارج بلدي لكنه من بلدي وكان صديق أبي ولم نكن نعرف بعضنا سوى من الاسم فقط وظل يخبرني بأني مخطئ ومهما كان السبب كان يمكن أن يحل بالعقل وأن أمي كان ممكن يحدث لها شيء في هذا
ثم ذهبت إلى عمتي أنا وأخي وقضيت عندها 3 أيام وأخبرتها بكل شيء وكان موجود ابنها الأكبر شريف الذي أخبرتكم به سابقا وكان قد دخل كلية الطب ونجح في السنة الأولى وقتها، في البداية أخبرتهم بالكثير وكانوا يستمعون لي ولكن بعد يوم أخبروني أني مخطئ وكان شريف هو الأكثر غضبا وأني هكذا عاق لوالداي وأني مخطئ ولكنهم طلبوا مني فعل شيء أن أقوم بعمل تحليل أنيميا حديد وكان عمي أخو أبي طبيب تحاليل وعنده معمل وأخذني لأعمل معه حتى يبعدني عن أبي هذا ما قاله.
وهناك أجرى لي ذلك التحليل وكانت النتيجة ١١.٨ نسبة الهيموجلوبين أنا لم أكن أتوهم عندي أنيميا حديد فعلا وقال لي عمي أن هذه النسبة تعني إحساسي بالدوار وعدم التركيز وأنها قد أثرت بشكل أو بآخر على دراستي فقد كان من المفترض أن تكون من 14 إلى 18; وأخبرت أبي فرد غاضبا: مش أنت عندك أنيميا الفول النسبة دي عالية للي عنده أنيميا الفول بطل دلع طب بص قول للدكتور وائل وهيقول أن النسبة دي عالية كمان"
وقد حدث عمي أخبر الدكتور وائل وهو أحد أقاربي وقال بأن أنيميا الفول لا علاقة لها ما دمت ملتزم بالابتعاد عن الممنوعات وكتب لي علاج حديد وأخبرت أبي ثانية وأمي كانت على دراية بكل هذا وكانت مع رأي أبي وقال أبي "ليه مقلتلوش إنك بتاكل نص حتة طعمية كل أسبوع"
في الحقيقة هذا كان يحدث فعلا ولكن وقتها كان قد مر أكثر من شهر على آخر حتة دي'
فلم أرد ولم آخذ العلاج
حسنا بعد هذا بحوالي 20 يوم مات خالي 35 سنة شعرت بالحزن ولكني لم أبكي سوى أن دمعت بدموع بسيطة ودعوني أخبركم لمذا لقد توقفت عن البكاء منذ 3 سنوات فكم مرة بكيت وأبي أو أمي يضربانني ولم يعطوني اهتمام وأمي كانت تسخر مني وتقول "يعني مظلوم" وتوقفت عن البكاء حتى مع موت جدتي فاطمة عندما كنت في 3 إعدادي لم أبك
وأما جدتي أم أمي فقد تدهورت نفسيتها بعد موت ابنها الولد الوحيد وصرت أنا المفضل لها دائما بعد موت خالي وبقيت هكذا حسنا ها قد اقتربت من الصف الثالث ولكن دعوني أخبركم بشيء حدث لي في الأجازة كنت قد أصبت أحد الأيام بسخونية فأتاني أبي بحبة دواء وأخذتها ولكنني لم أتحسن لشيء واحد أبي لم يرحمني قد جعلني أخرج عدة مرات لأداء بعض الطلبات وكان بعضها بعيدا وكنت أعود كل مرة وأنا أشعر بتعب أكبر ثم جاءت الساعة العاشرة مساء ودخلت للنوم ولم أكد أنام حتى أيقظني أبي وقال "أنت نمت" "قوم هات أمك من عند ستك"
وروحت ما اتكلمتش مع أني والله ما كنت قادر أقف على رجلي من التعب وبالطبع أنيميا الفول تزيد الأمر سوءا لأن أي مرض يتسبب في حدوث تكسير في الدم
حسنا ذهبت لبيت جدتي وهي أم أمي وقالت "أنت جيت وأنت تعبان ليه"
لم أرد ولكن كان بالصدفة دكتور وائل موجود وكتب لي دواء وقال"لازم ترتاح أنت أكيد خرجت مع صحابك كتير وأنت تعبان"... حسنا ماذا أقول
ورحت لصيدلية ولما عرف الصيدلي اسم الدواء اللي أبي أعطاهولي _لم أخبر دكتور وائل به_ قال أن أكبر من سني وخطأ أني أخذته
يعني أبي كان يؤذيني حقا من كل النواحي
وعدت للمنزل وذهبت للنوم ولكن أبي دخل وقال "أنا عايزك راجل مش شوية تعب يهدوك كده"
قلتله "الدكتور قال لازم أرتاح"
قال"عارف وعلشان كده اديتك دواء عارف إنه كبير. عليك بس علشان تخف"
لم أرد سوى برد أنه على حق وأني كنت بتدلع ونمت
ولكن دعوني أقص شيئا كده في أيام الصف الثاني الثانوي أبي كان يرغب دائما في أن أدخل علمي علوم وأنا كنت أريد علمي رياضة في الحقيقة لم يكن أبي وحده كان كل خالاتي وأمي ولكن هنا قد طفح الكيل لن يتحكم في حياتي ثانية قلت له "أنا عايز علمي رياضة عايز أدخل حاسبات ومعلومات"
"حاسبات ومعلومات! وتبقى في الآخر واحد بيصلح كيسة وينزل نسخ للكمبيوتر"
"لأ حاسبات ومعلومات مش كده أنا عايز أتعلم حاجة بحبها"
قالي "لأ هتدخل علمي علوم وتدخل طب وكل اخواتك هيعملوا كده"
تكرر هذا النقاش كثيرا ولكن كان مرة يتم بطريقة أخرى كالتالي
"لازم تدخل طب أنت مش شكل مهندس أنت دكتور وأنت في قلبك رحمة وهتحس بالناس وبعدين المهندسين صيع وأنت مش كده"
"طب وأقعد 7 سنين وفي الآخر في حاجة مش بحبها"
وأحيانا كان يتم الحوار بالضرب والسب كانت هذه نقطة التحول في حياتي لم أعد أعذرهم على شيء لقد كرهتهم إلى الأبد.
ولكنني لم أسكت وأخبرت الكثير من أقاربي وتدخلوا وطلبوا من أبي أن يتركني على رغبتي في النهاية أبي قال "تدخل علمي علوم تجيب طب تدخل علمي رياضة. تجيب هندسة بترول"
لم أوافق وتكرر طلبه كثيرا حتى وافقت وقلت" بس أنا مش بحب هندسة البترول أنا عايز حاسبات ومعلومات"
قالي "أقل من 99% مانتش داخل البيت هات 9% وأدخل اللي أنت عايزه أيه رأيك في العرض ده" قلت "99" قال لي "يا كده يا تدخل علمي علوم وبردو تجيب طب" ... قلت "موافق هدخل علمي رياضة"
كان تفكيري في هذا الوقت أني أدخل شيء أحبه فقط ويحدث ما يحدث يوم النتيجة
وها أنا الآن على أعقاب الثانوية العامة_ ليتها لم تأتي... بدأت الدروس في شهر 7; ذهبت لدرس رياضيات عند مدرس اسمه أ/ رامي أذهب إليه منذ الترم الثاني من الصف الثاني الثانوي بعد أن أجبرني أبي على الذهاب إليه وكنت أكره أسلوبه في التعليم فتخيل يقوم بالضرب المبرح للطلبة وحصته طويلة ويعطي واجبات ثقيلة
وأنا لا أريد أن يجبرني أحد على فعل شيء ولدي عقدة من الضرب ولم يكن قد ضربني سوى ضربات تسببت بحدوث شيء نسميه بالبلدي "قالوا" كان أشبه بتجمعات للدم في يداي نتيجة شدة أو كان أبواي يعرفان بضربه مدعيين أنه هكذا عنده ضمير ومجتهد تقريبا كان يذهب إليه أكثر من 3/4; الدفعة وكل سنة يخرج مهندسين وينسب هذه الأمجاد لنفسه لكنني أرى أن هذا ليس دليلا لأنه يذهب إليه معظم الطلاب فمن الطبيعي أن يكون منهم لكن كل الطلاب عنده يحصلون على درجات عالية في الرياضيات وهذا طبيعي لأنه يأخذ وقتهم للرياضيات فقط فواجب ثقيل وحصة طويلة
ولكن في النهاية أبي أجبرني على الذهاب إليه وأمي كانت موافقة له في هذا بل إنها من اقترحت أيضا قضيت أول أسبوع وقد اكتشفت أنني لا أستطيع أن أواصل هكذا هذا مستحيل أنا أذهب إلى 3 دروس فقط والوقت لا يكفي بسبب الرياضيات فأنا أقضي 7 حصص في الأسبوع لهذا المدرس أي بيوم الجمعة وكل حصة ساعتين ونصف والواجب ثقيل
فماذا سأفعل عندما أدخل في ضغط أكبر
أبي 0رفض أن أتركه وقال لي" لأ تروح عند مدرس معاه لكن ما تسيبوش"
وقد حدث ذهبت إلى مدرس آخر وأردت أن أكمل معه وأترك أ/ رامي لكن أبي قد رفض وهاقد مر شهر ولكنني قد اكتشفت شيئا لا يمكن السكوت عنه هذا أ / رامي لديه أخطاء فادحة في المنهج يعلمنا قوانين خاطئة في البداية لم أصدق لكنني بدأت بالبحث في الكتب وقضيت بعض الوقت مع أ/ محمد نصر تحدثت معه وأعجب بتفكيري وأنني قد اكتشفت هذه الأخطاء كانت أخطاء في القوانين الأساسية للمنهج كان أ / رامي لا يفهم المنهج لأن منهج الرياضيات كان قد تغير وظهر المدرس على حقيقته أنه لا يفهم رياضيات وصرت أنا وأستاذ محمد نصر أصدقاء وكانت من أجمل الأشياء التي فعلتها أيام الثانوية ودعوني أخبركم القليل عن أ/ محمد نصر وإن كنت لن أوفي شيئا من حقه أ/ محمد نصر هذا من المدرسين العباقرة صراحة وهو صديق أبي منذ وقت طويل جدا وصديق مقرب جدا له وعندما تعاملت معه وصرنا أصدقاء سرعان ما لاحظ كمية الذكاء التي أنعم علي الله بها قال لي "أنا عمري ما شفت حد بالذكاء ده قبل كده ربنا يحميك" وطالما تحدث مع أبي وقال له "محمد ابنك مش صغير ده سابق سنه محمد صاحب قرار هو مش عايز يسيب أ/رامي علشان عايز يتدلع ده له أسباب مقنعة محمد مش عايز تدلع سيبه على راحته ده متقلقش عليه" ولكن أبي لم يستجب إطلاقا لقد صرت أقضي الوقت مع أ/ محمد نصر وكنا نتحدث في أمور جميلة أشاركه فيها أفكاره في الرياضيات وجعلني في نفس مقامه وطالما أبهرته بقدرتي على حل المسائل الصعبة وربما إيجاد حلول غير مسبوقة ومميزة لمسائل أخرى عادية وربما وصل الأول لحد اكتشافي أصول بعض القوانين وتفسير كيفية اكتشافها وكل هذا من التفكير فقط لا أبحث ولا أسأل أحد أنا فقط أفكر مع نفسي حسنا دعونا نعود إلى اكتشافي لأخطاء أ/رامي ولكنه أ/ محمد نصر كان من بلدنا أي نعم ولكنه لا يدرس هنا فلم يكن بوسعي أنا آخذ درس عنده
أخبرت أبي وقال لي "روح قوله بس مش أودام الطلبة بينك وبينه بعد الحصة"
وقد كان ولكن كان رد أ / رامي "سيبك من الكتاب واسمع كلامي"
فلم يكن بوسعي سوى أن أخبر بعض أصدقائي لأحذرهم حتى لا يخطئوا أيام الامتحانات ولكن لا أحد منهم تركه وبقيت مع أ / رامي وأنا أضيع حرفيا في بقية المواد لا وقت يكفي لأي شيء لم أكن أذاكر سوى الرياضيات والكيمياء فقط.
وكان أ/ محمد نصر موافقني على رغبتي في ترك أ/ رامي ولم تكن هذه سوى البداية فقط فقد اكتشفت مزيد من الأخطاء ل أ/ رامي حتى حدث في أحد الأيام أن ضربني أبي في أحد مناقشاتي له حول تركي له وتركته ودخلت إلى غرفتي بكيت وجدته قد دخل خلفي وأعطاني 100 جنيه وقال لي "تعالى إحنا خارجين"
وخرجت معه وأخذني إلى مدرس رياضيات متقاعد اسمه محمد مشرف هو مدرس أبي سابقا وجلسنا معه وبدأت أخبره عن لماذا أرغب في ترك أ / رامي وكان معترض على تركي له وأنه بإمكاني أن أذهب له في درس خصوصي وهناك يغير طريقة شرحه كما أريد لولا أن وصلت إلى نقطة أخطائه في القوانين وقتها قال لي :"كده عوده وقع دي ملهاش حل لازم تسيبه شوف أنت عايز تروح عند مين غيره"
كان منظر أبي مخجل فقد شمت في أنه قد وافق أبي في عدم تركي لأستاذ رامي وأنني مخطئ لكن بمجرد ذكري للقوانين الخاطئة وذكري لها باعتبار أنه مدرس رياضيات سابق حتى وافق على الفور على رغبتي في تركه ثم انتهزت الفرصة وأخبرته برغبتي في وجود الإنترنت في المنزل أيام الدراسة ووافق على شرط. وجوده يوم الجمعة فقط وقد كان وبدأت أستخدم الإنترنت في الدراسة
وتركت أ / رامي وذهبت لأستاذ محمد الشيخ الذي أخبرتكم به في الأعلى ولكن قبل أن أذهب إليه أخبرني أ/ محمد نصر "جايلك واحد من أيام الدقة القديمة بتاعة زمان اللي ماعادتش موجودة دلوقتي" وذهبت إليه وكان يأخذ 500; جنيه في الشهر مقابل درس خصوصي لي 3 حصص في الأسبوع وكل حصة ساعة ونصف وكان يعتدل في الواجب والعمل ولا يكرر الفكرة وأصر أ/ محمد الشيخ على أن آخذ الدرس وحدي لدرجة أنني في يوم طلبت منه أن يسمح بأحد أصدقائي بأن يأتي معي لكنه رفض لقد فهمت بعد ذلك لماذا يفعل هذا عندما سألت أصدقائي ممن يذهبون عنده اكتشفت أنه يتعامل معي بنظام مختلف عن البقية أنه يعرف من أنا وقد صرنا أصدقاء وصرت أقص عليه أي شيء يهممني وأتناقش معه وأعجبته في تفكيري وصار كل حصة يعطيني مسألة أو أكثر ليرى تفكيري فيها ويجعلني أحلها في البيت وأعود له الحصة التالية قد حللتها ويعطيني هو حله فيها ونتناقش ونبدأ الحصة كانت هذه أجمل الأيام لقد قدرني وعاملني معاملة خاصة كنت أحيانا من كثرة الضغط النفسي أكره الذهاب إلى الدرس أو أهمل الواجب وكان يعاتبني في ذلك شيئا قليلا مع أنه لو فعل غيري هذا معه لكان قد طرده فورا وقد فعلها سابقا مع غيري كثيرا ولكنه لم يفعل هذا معي إطلاقا ولم يهددني حتى لقد كان يشعر بي
حسنا في أي شهر نحن الآن نحن في منتصف 11 قدر تكرت أ/ رامي وذهبت إلى أ/محمد الشيخ منذ بضعة أيام هاهو الوقت قد انفرج بعد تركي أ/رامي لأكتشف المصيبة التي أنا فيها أنا لم أفتح كتاب في أي مادة سوى الكيمياء والرياضيات ماذا سأفعل أمامي الكثير من المواد المتراكمة قررت ألا أستسلم لقد بدأت أذاكر العربي وأستغل آخر الأسبوع حيث الإنترنت لأحمل بعض الشروحات في المواد المختلفة وبدأت أتحرك شيئا فشيئا في اللغة العربية وأنا متحسر على كمية المجهود الذي يتوجب علي بذله لأواكب باقي الطلاب وبدأت أيضا في الفيزياء ومازلت متأخرا في الإنجليزية والفرنسية وطوال هذه الفترة وأبي وأمي لا يتوقفان عن رمي كلمات جارحة بأي شكل وأبي دائما يعايرني ويشعرني بأن أ/محمد الشيخ مادي لأنه يأخذ 500 جنيه في الشهر وغير هذا ويقول "سبتك على راحتك أهو علشان لما تتوكس آخر السنة ما يبقاش ليك حجة" لم أكن أرد لكنني كنت أفقد ثقتي بنفسي وجاء يوم أمرني أبي بعدم مقابلة أ/محمد نصر ثانية بحجة أني أقضي وقت كثير معه وهذا يعطلني عن الدراسة وفعلت ولكن أ/محمد نصر انتبه لهذا وقابلني بعدها بيومين في الشارع وقال لي "معدتش بتيجي ليه؟" قلت له "انشغلت في المذاكرة بس
قالي "متكدبش أبوك قالك صح؟"
قلت له "عرفت إزاي"
قالي "مش صاحبي من زمان أنا عارفه أكتر منك وأنت ابنه"
وعاتب أبي في ذلك وكانت النتيجة أن أبي سبني وقالي "هي أي حاجة لازم تقولها للناس...." لكنني لم أجاوب.حسنا فلنطوي هذه الصفحة ودعوني أكمل لقد لمعت في رأسي فكرة ذات يوم بتنزيل كتاب في تعليم البرمجة وحدث وبدأت أقرأ في الكتاب ويا الله كان كتابا ممتعا للغاية تمنيت لو لم أكن في الدراسة وأستطيع تطبيقه وكان الكتاب من 700 صفحة وقرأته بالكامل في شهر ونصف وهذا لم يؤثر على دراستي بتاتا كنت أنهي ما علي بسرعة ربما أنجز في ساعة ما يمكن لغيري أن ينجزها في 5 ساعات لم أكن أحل كثيرا لدرجة أني كنت لا أفعل الواجبات وأوفر أوقاتها في مراجعة ما تأخر علي في مواد أخرى ولا يهمني نظر المدرس لي على أنني فاشل أو ما شابه لكن دعوني أذكر أن إنجازاتي لم تتوقف على الرياضيات لقد ذاع سيطي أيضا في الفيزياء أحل جميع المسائل الصعبة في الفيزياء وأتفرد بالإجابة الصحيحة على أحد الأسئلة الصعبة لدرجة أني في إحدى الحصص حللت سؤالين لم يستطع أي أحد في المجموعة حل أي من هما ودائما أحصل على درجة في المجموعة لم أكن أصل للدرجة النهائية كنت أخطئ في الأسئلة السهلة من قلة تركيزي وفي الكيمياء. صرت أبدع فيها وأحل الأسئلة الصعبة فيها وأتفرد بهذا حتى صار كل أصدقائي ينظرون لي نظرة الفخر وربما الغيرة أو الحسد وفي اللغة العربية صرت أنتقض طه حسن في يوم من الأيام أكتشف له أخطاء والتناقضات في روايته وأناقش فيها مدرس اللغة العربية الذي كان يوافقني في هذا واكتشفت أنه ينظر إلى رواية الأيام أيضا بنفس الطريقة وانتقضت أيضا بعض الضعفاء وانتقضت العقاد وأضف على ذلك الإبداع في النحو كل هذا كان يظهر مني في السنوات السابقة ولكن ليس بهذه الكمية لهذا سماني أصدقائي بألقاب عديدة عبقري عبقرينو أينشتاين ولكن في الثانوية صاروا يقولون "بترول" أيضا وكنت مع كل هذا أعيش حياة من التوتر والضغط وأفقد ثقتي بنفسي كثيرا وما أريد أن أذكره لكم أنه برغم هذا الاكتئاب الذي أنا فيه كنت خفيف الظل وربما أخرج نكات مضحكة بين أصدقائي مع أن ما في داخلي عكس كل هذا مازلت كل الأمراض النفسية والعضوية التي ذكرتها سابقا موجودة بل إنها تسوء أكثر حسنا دعوني أختصر الوقت قيلا أنا الآن في شهر 2 وقد منعت من الإنترنت منذ نهاية شهر 12 ولكنني وصلت إلى مرحلة سوداء من الاكتئاب لقد أصبح شعري يتساقط حقا وبدأت أصاب بالصلع ولم يهتم أحد شعري يتساقط بغزارة لا أعرف ماذا حدث فجأة لكنني ما أعرفه أنني منذ دخولي الثانوية العامة وأنا أفكر في امتحانات الثانوية وأحلم بالكوابيس ويحدث لي تقلبات في المزاج باستمرار واضطرابات في النوم لدرجة وصولي للنوم لـ12; أو 13; ساعة من اليوم وأقوم بصعوبة من السرير وكانت أمي تعنفني على هذا وتقول"ده منظر واحد في ثانوية عامة ده منظر واحد عايز يجيب مجموع" وغير ذلك من الكلام الجارح غير ذلك اضطرابات الهضم وصرت أصاب الإمساك مرة وبالإسهال مرة وتؤلمني بطني كثيرا و لكن إحساسي بالجوع لا يتوقف وزني يزداد حقا كل هذا طوال السنة ولكن ماذا عن ما فعلت في شهر 2; لقد أحسست برغبة في إيذاء نفسي كنت أفعل ذلك أحيانا لكن هذه المرة أسمكت قطعة حادة وأخذت أجرح نفسي في بطني ورجلاي جروحا سطحية نوعا ما شعرت بالمتعة في فعل هذا ولكن ما استغربته أنها كانت متعة جنسية... وليست متعة عادية ولكنني ارتحت عندما فعلت هذا ولكنني أعرف أنني كنت أفعل هذا مسبقا منذ كنت صغيرا ولكنني كنت أضرب نفسي ولكن هذه المرة قد جرحت نفسي لقد تدمرت نفسيتي أنا أكره نفسي الآن ولكنني قاومت ما يؤلمني في أعماق نفسي وواصلت المذاكرة وإن شعرت بالاختناق فسأقوم بجرح نفسي حتى أرتاح وأتكمن من مواصلة المذاكرة في ذلك الوقت اكتشفت أني لم أذاكر شيئا في الإنجليزية تخيل أنا في شهر 2; والامتحان بعد 4 شهور وهناك مادة لم أذاكر فيها شيء قررت أن أذهب إلى مدرس لغة إنجليزية إضافي وبدأت أذاكر الإنجلزية من البداية وضعت لنفسي خطة بأن أنتهي من الإنجلزية في شهرين فقط وقد كان أي أنني الآن في شهر 4 من المفترض أن أراجع الآن لكنني صدمت لقد نسيت كل الكيمياء ماذا أفعل هل ضاع مجهودي هباء; ربما لا أود أن أذكر لكم شيء هنا أبي أصر أن أعود لأستاذ رامي فرفضت لكنه أصر أن أعود وأنا أخبره "مش محتاجة أنا ماشي كويس" لكنه أصر فقلت "طب أروح له درس خصوصي وأفضل مع أ/ محمد الشيخ "قال لي" ماشي بس المهم ترجعله" حسنا عدت إلى أ/رامي وكلي هم وإحراج من كيف سيبدو شكلي أمامه وقد عدت إليه بعد أن تركته كان أ/رامي يعطي 3 حصص في الأسبوع خصوصي لمن يريد فالدفع بالحصة وكانت الحصة الواحدة بـ40; جنيه أي أنه أغلى بكثير من أ/ محمد نصر وفي الحقيقة هو لم يكن يفعل أي شيء سوى أن يجلس لشرب الشاي وأمامه الطلبة كل منهم يحل مع نفسه في الامتحانات ومن يقف أمامه شيء يناقشه فيه وكنا حوالي من 4 إلى 3 طلاب نصل إلى 14 طالب يوم الخميس وأحيانا أكثر وكان ما يفعله هو أن يتركك تختار امتحان في أي مادة وتقوم بحله وإذا واجهتك مسألة تخبره بها وإن لم يحدث فهو لن يفعل أي شيء إنه فقط يجلس يشرب الشاي ولا يفعل أي شيء أنا كنت أحل الامتحان ويسألني "عندك مشكلة" أقوله "لأ" وأنصرف ويأخذ الـ 60 جنيه على هذا فبالله عليكم من هو المادي هنا في حسب نظرة أبي للماديين ها مضت الأيام حتى اقتربت الامتحانات وهو لا يعطي دروس خصوصية في الامتحانات فاضطررت إلى الذهاب في المجموعة وفي ليلة امتحان الجبر كان الأستاذ يحل المسائل التي يشتكي منها الطلاب حتى أعطته طالبة مسألة فكتبها سمعت أصدقائي يقولون "هي المسألة دي تاني" تعجبت فقالوا "ده بقاله شهرين كل ما حد يطلب المسألة دي مايرضاش يحلها ويقول مش هحلها إلا ما حد يحلها" هذا الكلام معناه أنه لا يعرف الحل هو لم يفعل ذلك من قبل فإن وضع مسألة ولم يحلها أحد يسخر من الطلاب ولكن يقوم بحلها فلماذا هذه المسألة وقال الأستاذ "مش هحلها ألا إما حد يحلها" يعني نحن في ليلة الامتحان ولن يقوم بحلها بالتأكيد هو لا يعرف الحل المهم قلت لأصدقائي"أنا عارف الحل" فنظروا بتعجب "طبعا بترول" "طب ما ترفع إيدك" قلتلهم "لأ شكلي وحش أنا سبته ورجعت مينفعش" فقالوا هما للأستاذ قال الأستاذ "أنت عارفها يا محمد" قلت له"آه" فرد "حد غير محمد" لقد فهمت الأمر يظن أني هنا لأهزمه أنا لا أظن هكذا
ودعوني أخبركم بهذه المسألة هي مسألة في صورة سؤال اختر موجودة في كتاب خارجي وموجود الحل النهائي فقط أي خطوات الحل غير مذكورة لهذا فهو لم يستطع إيجاد الحل وهذه المسالة كانت من ضمن مشاكل عديدة طلبها من أ/محمد الشيخ وقمت بحلها والغريب أن أ/محمد الشيخ لم يكن يعرف هو أيضا الحل ولكنني أنا حللتها في ربع ساعة فقط وأيضا إنها كانت مسألة صعبة فعلا المهم ظل الأستاذ يسأل من يعرف الحل وكل مرة إنه فقط أنا حتى نفذ صبره في آخر الحصة وحللتها وخرجنا والطلاب منبهرين بي وكيف حللتها وذهب إلى الامتحان صباحا
لكن علي ذكر ما فعلت مع الكيمياء التي نسيتها قبل الدخول في الامتحانات .... علي أن أستعيد أنفاسي بدأت أراجع الكيمياء وأنجزتها في أسبوعين ها أنا جاهز للمراجعة لكن... أخ لقد نسيت مذاكرة اللغة الفرنسية هذا كان مكمن الرعب حقا أنا لم أذاكر حرفا فيها بدأت أذاكر الفرنسية وأقوم في نفس الوقت بمراجعة باقي المواد وأنا أذاكر مادة منذ البداية ولم أرغب يوما في تأجيل أي مادة أريد فقط أن أنتهي من الثانوية العامة وأنتقل إلى الكلية بأسرع وقت حسنا اقتربت الامتحانات والرعب يملأ قلبي وها أنا على أعقاب أول امتحان إنه اللغة العربية في ذلك اليوم الذي سبق امتحان اللغة العربية كنت مرعوبا جدا ومتوتر ولم أستطع النوم وبقيت حتى الفجر أحاول النوم وفي النهاية خرجت وأخبرت أبواي أنا لا أستطيع النوم وكانت النتيجة شيء لم أره طوال حياتي ولن أراه مجددا كمية من العطف والحنية ومن أبي وأمي أخذت تهدئني وتحفزني وتشجعني وتذكرني بأن الله لن يضيع تعبي وأني سأخرج من الامتحان مسرورا وكان أبي قد قطع أجازة لمدة شهر من العمل حتى يبقى بجواري مدة الامتحانات وخرجت لأصلي الفجر في المسجد وعدت واستطعت النوم لساعتين فقط واستيقظت للامتحان وأمي تقرأ لي القرآن وتدعو لي وأبي أخذني وأوصلني إلى اللجنة وطوال الطريق كان يطلب مني ألا أفكر في الامتحان كان فقط يمزح معي ويلهيني في مواضيع أخرى وأنساني الامتحان حقا ودخلت امتحان اللغة العربية وما أن بدأت الحل حتى اطمئننت واختفى التوتر مني الامتحان أسهل مما توقعت بكثير وخرجت من الامتحان وتوقعت أن أنقص فيه حوالي درجتين لا أكثر ووجدت أبي منتظرني أمام اللجنة وأوصلني للبيت وأخبرته بأني سأنقص درجتين قال لي "مش مشكلة ركز في اللي جاي"
وهكذا سرت في الامتحانات واحدا تلو الآخر حتى وصلت لامتحان التفاضل وانصدمت فيه بمسألة من 3 درجات تعتمد على قانون لا أعرفه تندمت لأنه كان أمامي في الكتاب ولم أعره اهتماما . ولكنني تمالكت أعصابي وركزت في بقية الأسئلة وتركت المسألة هذه للنهاية وعدت لها وفكرت في شيء مجنون جدا أمسكت بقلم رصاص نظرت إلى السعاة حسنا باقي نصف ساعة ركز الآن وبدأت أفكر في كيفية استنتاج القانون نعم أنا سأستنتج القانون بدأت أكتب بعض الأشياء بالقلم الرصاص وها أنا قد فعلتها لقد ألفت القانون ومسحت ما كتبته بالرصاص وبدأت أحل وكأنني أعرف القانون; وكان هذا أول مطلوب أما المطلوب الثاني فهو أيضا يحتاج لقانون لا أعرفه أيضا أمسكت القلم الرصاص وألفت القانون الثاني وأكملت المسألة وحللتها وراجعت على بقية الأسئلة حتى انتهى الوقت وخرجت مسرورا لأن الله أنقذني من 3 درجات محتمة وانتهت أيام الامتحانات وتوقعت أن أنقص حوالي 5 أو 6 درجات وأخبرت أبواي بهذا وأمي قالت "ربنا بطمنك يا بني"
اقترب ظهور النتيجة وقبل أن تظهر بثلاث أيام ناداني أبي "تعال" _نعم
_تعالى نتحاسب يا بيه على اللي عملته أيام الثانوية مفكرني هعديها كده بالساهل أنت فضحتني أودام الناس وقلت في البلد كلها أبويا عايز يدخلني علمي علوم وأنا عايز رياضة وأنا في الآخر سبتك براحتك وقلتلك أدخل اللي أنت عايزه قلتلي مش عايز أروح درسين في كل مادة وقلتلك براحتك فضحتني أوادم محمد مشرف وسكت عليك روحت لأستاذ تاني على مزاجك علشان عايز تتمرقع ومش عايز تبقى راجل وتذاكر بمرقعة واستحملتك واستحملت عصبيتك علينا طول السنة وكنت بتجيب درجات زفت في امتحانات الدروس وسبتك براحتك مكلمتش مفكر إن كل ده هيعدي مفكر أن أبوك خدام عند أهلك ***** مفكرني هفوت الكلام ده مفيش حاجة من اللي أنت عملتها أيام الثانوية إلا و أنا مش مسامحك فيها وعايزها تقعدلك في عيالك وكمان فضحتني قبلها لما سبت البيت والناس قالت على أبوك ظالم وكمان اشتكيتني لعمتك واستحملتك قعدت تقولي عضمي بيطرقع وشعري بيقع وبدوخ ناقص تقولي****** واستحملتك كل ده مفكره هيعدي بالساهل يلا مفكر أبوك إيه
بالطبع هذا ملخص الكلام الذي كان مليئا بالسب والضرب لكنني لم أسكت وقفت في وجهه ودافعت عني نفسي للمرة الأولى في حياتي ولم أترك له فرصة لضربي لن أسمح له بأن يفعل بي مثل ما فعل في أخي... ومر ذلك اليوم وحتى ظهور النتيجة كان أبي لا يكلمني حتى جاء يوم ظهور النتيجة كنت متوتر في ذلك اليوم إلى أقصى درجة ومليء بالرعب والقلق وأتذكر ما سيفعله بي أبي أنا بالتأكيد لم أصل للـ99% ولم أصل لمجموع هندسة البترول ماذا سأفعل كان لأمي صديقة لها أخوها يعمل في الكنترول وقالت لها أنها بإمكانها أن تعرف مجموعي فوافقت أمي وقالت "هكلمه وأقوله وهو هيجيبها" في تلك الفترة كنت في المطبخ مع أختي أساعدها في التنظيف ومر الوقت ببطء حتى سمعت أمي تصيح ولكنها كانت صيحة فرحة خرجت أسألها "أنا جبت كام" لم ترد ولكنها كانت قد تركت هاتفها بجوارها فأمسكته حيث صديقتها قالت "مبروك يا بشمهندس أنت جبت ٤٠٥,٥" هذا يعني ٩٨,٩٪ ;أي أقل بشيء هين من ال99% لكن ما أتذكره وأكرهه في تلك اللحظة هو عدم إحساسي بالفرحة بتاتا; لكني شعرت بالراحة أنا لن أعاقب كان أبي في الخارج أماما البيت ودخل على الصوت وقال "أنا مش عايز أفرح لازم نتأكد نستنى لما النتيجة تظهر عالنت" وبعد قليل شريف ابن عمتي وهو أكبر مني بسنتين وكان قد دخل كلية طب بنها اتصل علينا وقال أني فعلا حصلت على 405,5 وقد رآها على الإنترنت المهم حان وقت الفرحة بالنسبة لهم والراحة من التوتر بالنسبة لي أنا لا أريد سوى أنني قد كفيت شرهم حسنا ها أنا قد حصلت على ما يريده أبي وجاء عمي إلينا وشاركنا الفرحة وبعد ذلك توالت الزيارات وها أنا الأول على القرية قالت لي أمي "شوف لو كنت سمعت كلامي كان زمانك جايب أكتر من كده مش كان زمانك قفلت الإنجليزي (أنا جبت فيه 48 من 50) لو كنت سمعت كلامي وروحت لمدرسين اتنين من أول السنة فيه و..." أما أبي فقال "أنت جبت مجموعك ده علشان سمعت كلامي"
ودعوني أذكر لكم ما قاله أبي للناس عني بعد ظهور النتيجة وما هو تناقض واضح مع تصرفاته السابقة "محمد ابني ده مفيش زيه قالي عايز أدخل رياضة قلتله أدخل يابني بس لازم تبقى حاجة كويسة مدام أنت اللي اختارت "وكلام آخر "هو فيه زي محمد ابني لما أستاذ رامي معجبوش سابه لأ سابه بس ده طلعله أجندة بأخطائه في المنهج وأنا قلتله براحتك روح للمدرس اللي أنت عايزه.." إلخ إلخ ولم أتناقش معهم في أي مما قالوه أنهم فقط يرغبون في أن يظهروا مثاليين للناس لكن ليقولوا هذا فليقتدي الناس بهم ولا يعارضوا رغبات أبنائهم
بعد بضعة أيام بدأت أشعر بالفرحة وبحجم الإنجاز الذي حققته وإن كانت فرحة متأخرة كان الناس يعطونني أموالا وكانت أمي تأخذها علاوة على أنها تفعل هذا التصرف منذ كنت طفلا وأنا أكرهه ولكني لم أتضايق من هذا لكن ما ضايقني حقا هو أنها أخذت 7 آلاف مني واشتروا لي ملابس بـ 2000 جنيه وهاتف بـ 4000 أي أنهم دفعوا ألف فقط من جيبهم ولكن أبي أخذ يذكرني "شوف مش مخلي في نفسك حاجة أهو جبتلك موبايل وهدوم كويسة علشان قيمتك وسط الناس" وأنا كنت أجيبه "ربنا يخليك ليا" لكني أشعر بالحقارة في داخلي لطالما طلبت منه أن يشتري ملابس لي وأنا في الثانوية وكان يعترض ويعطيني من ملابسه القديمة وكانت كبيرة وغير ملائمة وكنت أشعر بالإحراج بين أصدقائي وأنا أرتديها وجعلتني أشعر أني أقل من أصدقائي هل الآن تذكروا أني ابنهم أم لأنني صرت مهندس فالفخر يجعلهم يفعلوا هذا شعرت بكمية من الغضب في أعماقي لم أظهرها لهم ولا لأي أحد
وقال لي أبي "زي ما وعدتك يا بطل هات 99% وادخل اللي أنت عايزه شوف أنت عايز إيه"
قلتله "هندسة بترول وتعدين"
قال لي "أخيرا ربنا هداك علشان تعرف أن كلام أبوك صح "
في الحقيقة أنا فكرت بطريقة أخرى أنا لن أدخل هندسة طنطا لا أريد أن أبقى قريبا منهم أريد أن أبتعد هندسة البترول موجودة في السويس أنا أريد أن أخلص منهم ثانيا أنا أعرف أبي إن اخترت هندسة طنطا فسيعاملني بسوء وهذا ما اكتشفته لاحقا. حسنا اخترت هندسة البترول وظهرت نتيجة التنسيق وها أنا ذا مهندس بترول فعلا تنسيق الكلية كان من ٩٨.٨٪ بعدها زاع الخبر في البلد لأن آخر شخص دخل هندسة بترول في بلدنا عمره الآن 41 سنة أي منذ 23 سنة لدرجة أني سمعت أناس مجتمعين في الشارع وواحد منهم يقول "مش في واحد دخل هندسة بترول السنادي" و...
وأصدقائي كانوا ينقلون كلام الناس عني الخبر انتشر حقا وصرت حديث الناس فعلا
عمي جاء لي في يوم وقال لي: "هما بيسموك عبقرينو" قلت له "آه عرفت منين"
قالي البت اللي معايا في المعمل قالت لي قلت له "دي من تفهنا عرفت إزاي" والمعمل أيضا في تفهنا عمي رد "يعني هي من تفهنا وعرفت وعمك معرفش;"
لا أعرف حقا كيف وصل حديث الناس عني إلى تفهنا ولكنني لم أكن أشعر بقيمة نفسي حتى قال عمي هذا وتأكدت أني عقلية نادرة
أنا لا أرغب في الفخر إطلاقا ولكنني أذكر ما حدث في حياتي بما في ذلك السيء والحلو
حسنا ظننت أن نفسيتي ستتحسن بعد ما حدث لكن لا أنا مازلت أشعر بالاكتئاب وأقوم بإيذاء نفسي حتى أنني صرت في الأجازة أمامي وقت كبير من الفراغ يمكنني أن أؤذي نفسي فيه يوميا وربما عدة مرات في اليوم.
فكرت في أن أبدأ في تعلم البرمجة لكن مهلا أنا لم. أعد أرغب في هذا لقد كرهت المجال كله حاولت أن أدفع نفسي لتلعم البرمجة ها هو كل شيء متاح الإنترنت والهاتف والحاسوب والوقت. لكن لم أستطع تعلمت أشياء بسيطة إضافية وفجأة أصبحت حياتي بين اللعب وإيذاء نفسي والعادة السرية ياللأسف مرة أخرى أعود للعادة السرية ولكنني لم أكن أستمتع بهذه الحياة
حسنا ها هي الأيام تمر وقد تغيرت معاملة أبواي لي وصارت كل طلباتي مجابة وصاروا هم من يطلبون مني الذهاب للطبيب لأجل العظم والشعر وأنا هنا رفضت وتعجبوا لكنني قلت لهم "معاكم حق أنا كنت بتدلع فعلا" لكن أمي أصرت وذهبت لدكتور جلدية وكل ما فعله هو أن فرك في شعري بيده وقال لي "شعرك حلو" "معندكش حاجة" لا أعرف ماذا أقول ولكن كيف يقول هذا وهو يرى أماكن صلع في شعري وأيضا يرى كيف يتساقط وهو حتى لم يطلب أي تحاليل أو أي شيء
هذا شجعني إلى عدم الذهاب لأي طبيب آخر ولم أذهب لطبيب العظام وانتهت أيام الأجازة ودخلت الكلية وظننت أن حياتي ستتحسن لكن; لقد ساءت حياتي في الوقت الذي بعدت فيه عن البيت بدأت أفكر فيما فعلوه في عندما كنت طفلا وبلغ معي الاكتئاب ذروته لقد كرهت الحياة إجمالا لم أعد أشعر بالمتعة في فعل أي شيء لا في اللعب أو الدراسة وعادت تقلبات النوم توقفت عن العادة السرية لم تعد تعني لي أي شيء لم أعد أستمتع بها ولكن جاءت علي أيام تذكرت فيها ما فعلوه بي وأنا طفل فإذ بي أتذكر جدتي وهي تدافع عني فبكيت بحرقة والعجيب لقد بكيت أكثر مما بكيت يوم موتها لقد أحسست بقيمتها الآن رحمك الله يا جدتي;
لقد كرهت الدراسة لم أعد أذاكر أي شيء حرفيا أحاول أن أدفع نفسي لأذاكر لكن دون جدوى الوقت يمر هكذا ودون جدوى وكأن وجودي بين أبواي وصراعي معهم كان يلهيني عن إدراك حقيقة ما فعلوه بي وزاد الأمر سوء عندما حكيت لبعض أصدقائي عن القليل مما فعله أبي فكانت نظرات التعجب واكتشفت أنه لا أحد منهم تعرض لشيء كهذا وأنني فعلا كنت أعيش حياة قاسية; لكن هناك بصيص أمل أنا على وشك إتمامي سن الـ40; سأشفى أخيرا من أنيميا الفول سآكل ما أريد خصوصا أنهم في المدينة هناك يوم فيه لوبيا ويوم فاصوليا ويوم عدس فكنت أشعر بالنقص عندما أرى الناس يأكلون مالا آكل لكنني كنت أصبر إنها أيام وسأصل لسن ال40; وسأبدأ حياة جديدة هاقد تغيرت معاملة أبواي لي وشأشفى من أنيميا الفول وسأبدأها بكوني مهندس بترول ياللروعة ولكن قبل أنا أقوم بإجراء تحليل أنيميا الفول أخبرتني أمي "أن أنيميا الفول لا شفاء منها هم كانوا يفعلون ذلك لي وأنا طفل حتى لا أحزن" ولكنني قد صدمت ومع ذلك أجريت التحليل وفعلا أنيميا الفول لم تذهب السيء أكثر أنها لم تتحسن نسبة إنزيم الـG6PD كما هي منذ أن ولدت 70 ومن المفترض أن تكون على الأقل 221 حسنا في ذلك اليوم الذي عرفت فيه النتيجة بكيت بحرقة ولم أخرج إلى الكلية وقضيت اليوم نائما وفي اليوم التالي كان الطعام في المدينة لوبيا أكلت الطبق كله وتعمدت أن أؤذي نفسي لم ينتهي اليوم حتى بدأت أشعر بالتعب وفي اليوم التالي شعرت بتعب شديد وإرهاق ودوار وآلام في أماكن كثيرة ونمت طوال اليوم أيضا ولم أخرج وقضيت بعدها أسبوعا مريضا ولكني تحسنت في النهاية وقررت عدم فعلها مرة أخرى ولكنني ربما أفعلها مرة أخرى هذه الفكرة لا تفارقني وسأنفذها ثانية لقد أصبحت حياتي أسوأ لم أكن أتخيل ليوم واحد في حياتي أني سأعيش بأنيميا الفول حتى أموت هل سأقضي عمري أرى الناس يأكلون ما أشتهي أكره مرارة الحرمان والمصيبة أنه لا رجاء فيها كيف سأعيش هكذا لا قيمة لحياتي هكذا
أنا أبكي بعض الأوقات وأوقات أخرى أنام كثيرا ولم يتوقف شعري عن التساقط وعظامي تطرقع وإحساسي بالدوار لا يتوقف إضافة إلى إحساسي بالندم على حياتي الضائعة التي لاقيمة منها عدت إلى موهبتي القديمة في الرسم ورسمت بعض أصحابي ورسومات أخرى ثم توقفت عن الرسم مرة أخرى وصرت أصلي وأحيانا لا ولم أعد أستطيع فعل أي شيء في حياتي حتى اللعب لا أستطيع لم أعد آكل كالبداية أنا آكل مرة واحدة أو مرتين في اليوم لقد نزلت10كيلو مع أنني قليل الحركة لكن هذا جيد أنا وزني زائد أساسا سأواصل أريد أن أنقص أكثر أنا لا أشعر بطعم الحياة وأكره أبواي كثيرا ولن أسامحهم يوما على فعلتهم هذه ولا على ما فعلوه لأخي لقد دمروا حياتي ماذا أفعل بهندسة البترول هذه إن كنت لن أستطيع أن أعيش بسعادة وماذا أفعل لشعري الذي صار يصلع وعظامي وماذا أفعل أنا سأرسب للمرة الأولى في حياتي أنا لا أذاكر ماذا أفعل;
أنا لا يهمني أي من هذا أنا فقط أريد أن أستعيد إحساسي بالسعادة لا أدري أن أتصالح مع أبواي معاملتهم قد تغيرت أساسا ولكنني مازلت أكرههم ومهما فعلو لن أسامحهم ولكنني أريد أن أشفى من الاكتئاب وأن أستعيد قوة شعري أريد أن أستعيد قوة عظامي التي تدخل في كراحل خشونة الآن وماذا عن وجهي لاحظت شيئا غريبا وجهي تتغير ملامحه فمرة أبيض ولا وجود لحب الشباب وأبدو في كامل شبابي ومرة أخرى أبدو قبيحا جدا ومجعد وحب الشباب يملأ وجهي ولا أستطيع أن أرى شكلي في المرآة ومرة صحيحا وأشعر بالقوة ومرة أخرى مريض بدون سبب وكانت الناحية السيئة في الحالتين هي الغالبة أما شعري فقد زاد الوضع سوءا
ماذا أفعل إن ذهبت إلى طبيب آخر وقال لي أنت سليم والله لأسوي فيه العمايل
أنا لا أتحمل هذه الحياة ماذا أفعل؟
23/11/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
رسالتك مشحونة بأعراض اكتئابية في الوقت الحاضر ولا يوجد شك فيمن يطلع عليها بأنك تعاني من نوبة اكتئاب جسيم.
استرجعت ذكريات طفولة تميزت بالعنف المنزلي وتأزم التعلق بالوالدين، ولا شك بان الام الماضي دفعت عتبة الإصابة باكتئاب جسيم إلى الأسفل. في نفس الوقت لابد من الإشارة إلى أن الإنسان الذي يجلس في موقع اكتئابي لا يسترجع إلا ذكريات كئيبة ومؤلمة.
هناك أيضاً قلق اضطراب نقص إنزيم G6PD الذي قد يسبب نوبات حادة من فقر الدم الانحلالي. هذا الاضطراب شائع جداً في العالم العربي وعلاجه هو تجنب الطعام الذي يسبب نوبات الانحلال. جميع المصابين به يمضون في حياتهم بصورة طبيعية، ولا يختلف في إطاره وعلاجه عن حساسية البعض لبعض المواد الغذائية. لا داعي للقلق منه وتمضي في حياتك متجنبا الطعام الذي يجب أن تتجنبه استنادا إلى نصيحة الطبيب المعالج.
تعاني الآن من جميع أعراض الاكتئاب الجسيم التي وصلت إلى درجة شديدة بدأت تؤثر على أدائك الوظيفي بصورة ملحوظة وفقدت الأمل في الحاضر والمستقبل ولا تسترجع إلا ذكريات ألم الماضي.
تتوجه نحو المركز الطبي في منطقتك أو طبيب نفساني للحصول على عقار مضاد للاكتئاب وتعلمه بنقص الإنزيم الذي تعاني منه. احتمال الشفاء والتخلص من هذا الاكتئاب عالية جدا فلا تتأخر في المراجعة وكل شيء سيكون على ما يرام.
وفقك الله.