بؤس الفهم الشائع للرجولة ! عود على بدء !
أعاني المثلية وأحتاج مساعدة
السلام عليكم، (اعذروني على العشوائية والإطالة في الطرح ما لاحظت هذا الشيء إلا بعد كتابتي للاستشارة وأشكركم جزيل الشكر لإتاحتكم الفرصة بالتكلم عن أفكارنا وخواطرنا)
أنا شخص عمري 19، ما أقدر أحدد متى أحسست بالضبط أن مشكلتي بدأت لكن أقدم ذكرى لي هي يوم كنت في الصف السادس الابتدائي، كنت أشعر بالانجذاب للأولاد الأطول مني وأحياناً الوسامة ليست شرط، أذكر من صغري وأنا ما كنت ألعب مع الأولاد كنت أكره الحصة البدنية في المدرسة وأكره ألعب ألعاب جماعية مع باقي الأولاد يمكن لأني كنت أخاف المنافسة معهم وأفشل وينظرون لي بنظرة استحقارية،
من صغري وأمي كانت تجيبلي ألعاب البنات مثلاً العرايس لكن فقط بداية طفولتي بعدين صرت ألعب بالسيارات واللي يحبونه الأولاد لكن اللي متأكد منه أني أكره الألعاب اللي يصير فيها فريق ما أعرف ليش بالضبط لكن كنت أخاف من الفشل مرة وإلى الآن الشعور يراودني، كنت كامل طفولتي ألعب بألعاب مع البنات لكن ما كانت ألعاب أنثوية بالكامل يعني ألعاب بعيدة عن الرياضة وكورة القدم اللي كنت مو جيد بها إطلاقًا،
عائلتي تتكون من أخوي ثم أنا ثم اثنين من أخواتي بعدين أخوي الصغير، أبوي كان قاسي نوعًا ما في الماضي لكن ما أتوقع لتلك الدرجة اللي تخليني أكرهه، بالعكس علاقتي مع أبوي حاليًا رائعة وأحبه جدًا، واجهت تنمر من أخوي اللي أكبر مني بسنتين وأنا صغير، كانت علاقتي معه جيدة لكن بمرحلة ما تغيرت شخصيته معي فجأة وصار قاسي جّداً معي، وكنت بكّائي نوعًا ما لكن أحس أني معذور بسبب أن أخوي ما كان يرحم أبدًا وكثير ما يتشاجر معي ويضربني، حاليًا علاقتي معه مصلحة فقط أعتقد وبيني وبينه فجوة وما أعرف عنه شيء تقريبًا إلا بعض الأشياء السطحية،
كنت ضعيف الشخصية وأنا صغير وبسببها واجهت بعض حالات تنمر في أكثر من مرحلة دراسية، مشكلة المثلية ظلت معي بدون تراجع أو تقدم فقط أشعر بميول مثلية بدون أي ميول عكسية أو مع قليل جداً، أذكر أني مرة واحدة احتلمت وكان سبب احتلامي امرأة، أما باقي المرات يا تكون رجل للأسف أو أحياناً أكون أنا، المشكلة هنا أنه عندي شعور انجذاب لجسمي، أنا سمين شوي من الجوانب والأرداف وهذا الشيء يضايقني مرة لدرجة أن جسمي طالع أنثوي وهذا الشيء خلاني أتحسس مرة منه وهذا الشيء ملاحظينه علي الناس كلهم مو بس أنا،
من سنة بدأت أمارس العادة السرية للأسف لكن كانت بدايتها مجرد ديناميكية بدون مشاعر أو تخيلات، مع الوقت بدأت أمارسها وأنا أنظر لجسمي في المرآة مع شعور الانجذاب (أنجذب لجسمي) وإلى وقت قريب للأسف سويته كم من مرة مع بعض المقاطع الإباحية المثلية وأنا أحس بشعور ذنب عظيم مرة أحس اللي أسويه يغضب ربي، الحمد لله ما عمري خضت علاقة فعلية مع أحد كل اللي معي مجرد تخيلات ولا أتجرأ أني أسويها فعليا،
لي محاولات كثيرة أني أترك العادة وقبل فترة شبه طويلة قدرت أتركها لشهر بس رجعت مرة أخرى وإلى الآن أحاول أتركها، ذهبت مرة لمكة قبل فترة قريبة وأخذت عمرة ودعيت الله بكل قلبي أن يخلصني من هذا العذاب، الحمد لله استطعت ترك العادة لأسبوع من فترة طويلة صحيح أني فعلتها مرتين بعدها لكن كان الفاصل الزمني طويل بين المرات يصل لأسبوع مقارنة بقبل الذي كان الفاصل تقريبا عبارة عن يومين أو أقل وها أنا الآن أحاول تركها مجددا ولن أيأس أبدا،،،،
أحيانا أشعر أني أنجذب للي أكبر مني بشيء يعني جسما وعضلات أو عقلا وبالغالب جسم فقط، أتوقع أني أنجذب للرجولة واللي فيهم شخصية رجولية،،،،، أتوقع أن هذا الشيء مهم أنه يذكر اللي هو قبل سنوات أيام عمري 12-13 تعرضت للاعتداء الجنسي بأحد مولات أحد المدن أخذني رجل ما أعرفه لغرفة معزولة في المول كان يحاول يتملقني من البداية وأنا صدقته ومشيت معه وكان معي ولد خالتي، ولد خالتي شك أن فيه شيء غريب معه وقدر يهرب منه أما أنا كنت أستحي أني أتركه كذا أحسه عيب بس ما توقعت أن ورائه نوايا سيئة،
الحمد لله ما سوى لي شيء فعلي فقط حاول ينزع عني ملابسي لكن لجبنه ويوم شافني انفجرت خوف هرب وأنا هربت وتوجهت على طول لأمي، وقت هذه الحادثة كانت خلفيتي الجنسية معدومة فما كنت أعرف وش كان قاعد يسويلي، مع الوقت أهلي حاولوا يوضحون لي بطرق غير مباشرة وبطبيعة مجتمعنا دائما ما يخجلون من ذكر الأشياء المتعلقة بالجنس وما إلى ذلك وبطريقة قدرت أفهم أنه كان يحاول يلمسني لسبب إمتاعي فقط ولا كنت أعرف وش هذا الشعور بالضبط.،.
أنا حاليًا عندي أصدقاء الحمد لله وما أتوقع أني انطوائي مرة لكن أحيانًا أحب العزلة لأسباب مثلا أني أتململ من اجتماعات اللي يصير فيها رسمية أو مع ناس ما أعرفهم، أفضل صديق لي كان ولد عمي أحسست أن بيني وبينه ترابط لأن أنا وهو مرينا بنفس الأشياء وكلنا لنا نفس الماضي لكن أحس أنه هو متقبل فكرة ميوله وما أشوف أنه يحاول يغير من شخصيته المايعة أو من طريقة لبسه مثل ما أنا أحاول أسوي، جرحني قبل فترة معينة بسبب اعترافه أني مو أنا أفضل أصدقائه وهذا الشيء بقي بنفسي صراحة قد يشوفونه الناس شيء بسيط لكني تحسست منه بحكم أني كنت أعتبره أفضل أفضل أصدقائي وكنت أحس أنه يعتبرني بمثل الشيء،
استغليت الفرصة الصراحة وقولت أني بخفف العلاقة معه لأن جلوسي معه أحس يثبت ويقوي أكثر ميولي المثلية بحكم أنه يفهم اللي أمر فيه لكن بدون ما يحس أنه شيء غلط طبعا اثنينا حاسين بميولنا الخطأ لكن بطريقة غير مباشرة استحياء وخجلا منا بقولها،،، مرحلة الثانوية كنت خجول فيها مرة وما كانت لي علاقات أو صداقات أبدا بسبب أني واجهت بعض التنمر في مرحلة المتوسطة لكن من الناحية الاجتماعية أعتقد أني بدأت أتحسن لأني قدرت أكون لي علاقات في الجامعة وأدخل في نقاشات رجولية مثلا عن السيارات أو ما يجذب الشباب بالعادة واللي ما كنت أقدر أدخلها قبل لعدم معرفتي بها أو لشعوري أن هذا الدردشات ما تلائمني،،،
أحس أحيانا أن لي حركات مايعة أو أنثوية شوي، شكل وجهي بشكل عام طبيعي لكن شكل جسمي أو حركاتي ممكن أحسها أنثوية وأتوقع هذا الشيء طبيعي بسبب أن أغلب طفولتي مع بنات،،، أنا مرة رافض فكرة ميولي ودائما ما أدعو الله أنه يرد لي فطرتي السليمة وأبدا مو مقتنع بفكرة أن الميول شيء جيني ولا ما كان الله حرم علينا شيء ما تقدر تغيره،
أرغب جدا بتكوين أسرة أبي أمسك طفلي بيدي يوم من الأيام أحب الأطفال جدا جدا وأتمنى أني أرزق بواحد أبي أربي عيالي على الأشياء الصحيحة وأعلمهم الغلط والصح وبحاول أبعدهم قدر الإمكان عن الطريق اللي مشيت فيه واللي سبب الميول المنحرفة بي ودائما ما أتضايق من فكرة أنه بحالتي هذه مو قادر أتزوج ،،،
مجتمعي اللي حولي بشكل عام يأخذون فكرة الشذوذ بشكل مزاحي يعني مو غريب أن صديقك يتغزل بك أو يتكلم معك بألفاظ شبه جنسية أو مع غيرك على سبيل المزاح فيمكن هذا الشيء هو اللي خلاني أكتشف بشكل متأخر أن عندي مشكلة ولازم أصلحها،،، بشكل عام أنا شخص طيب جدًا ومستمع جيد وكثير ما أسمع الناس تمتدح أخلاقي وكيف أني هادي وحليم، لكن بصراحة أنا أشيل بقلبي وأجد على الناس ولا أقول لهم وأفضل أني أبقيه بنفسي رغم أن شعور القهر يقتلني أحيانا،،،
أنا باستثناء مشكلة ميولي حياتي أعتبرها سعيدة الحمد لله لكن متيقن أن اللي فيني بلاء وأنا مأجور مع كل دقيقة أكافح فيها شعوري بإذن الله،،، أتمنى ذكرت كل التفاصيل اللي تحتاجونها ويعلم الله كم الراحة اللي أحسست فيها فقط من كتابتي لهذه الاستشارة.
وشكرا لكم جداً
والله يكتبها في ميزان حسناتكم
23/10/2018
رد المستشار
السلام عليكم الأخ "إبراهيم" وأعتذر بشدة عن التأخير الخارج عن سيطرتي. وأهلاً بك على موقع مجانين للصحة النفسية.
أبشرك بأنك لا تعاني من اضطراب هوية جنسية ولا حتى ميول جنسي مثلي، أولاً كيف يمكن أن تكون متأكداً من أنك مثلي التوجّه وتشخيص المثلية يحتاج أكثر من شعور وتخيلات، ولا يمكن الجزم به قبل إتاحة علاقة غيرية طبيعية (علاقة مع امرأة في حالتك) يختبر فيها الإنسان نفسه وشعوره ورغباته، وهذا ما لم يحصل معك.
ما حصل في نظري هو أنّك أسقطت احتياجك لمواصفات رجولية لم تجدها في نفسك (حسب ظنّك) شكلاً وشخصية فبدأ عندك نوع من الاحتياج والبحث عن تلك الصفات في الشباب والرجال، فتكونت عندك أفكار وسواسية بخصوص رغباتك وميولاتك الجنسية، واختلطت عليك مشاعر النقص وضعف الثقة مع مشاعر الخضوع الجنسي للرجال (أي ذلك الشخص الذي يملك ما لا تملك).
أنت تعاني من ضعف في تطوير شخصيتك، ولا يمكن تفسير ما أنت فيه بحادثة الاعتداء السطحية وغير المكتملة أصلا والحمد لله (مع ما لها من أثر) ولا لعب البنات، راحتك مع البنات نابعة من ضعف تأكيدك لذاتك وقلّة عدوانيتك وإثباتك لوجودك ورأيك بين الأولاد، الذين يتسمون بالعدائية والعنف غالباً أكثر من البنات، لذلك ترتاح في أجواء البنات الهادئة والمتقبّلة واللطيفة أكثر من أوساط الأولاد، وهذا عمّق الشعور عندك بأنك "أنثويّ".
وهذا غير صحيح. ما يصفك الناس به (الهدوء الطيبة الكبيرة والحلم والإنصات) غالبا يكون دليلاً على شخصيّة تجنّبية لها نصيبها من الرهاب الاجتماعي، بدليل أنّك تقول "لكن بصراحة أنا أشيل بقلبي وأجد على الناس ولا أقول لهم وأفضل أني أبقيه بنفسي رغم أن شعور القهر يقتلني أحيانا" وهذا يدل على أنّك تريد فعل شيء لكن لا تستطيعه أمام الناس، وهذه ليست طيبة ولا حلماً ولا هدوء محموداً ! بل هو من علامات توكيدية ضعيفة وقلق في إبداء الرأي ومجابهة الناس بما يكرهون.
هناك مشكلة الجسد التي تؤرّقك وتذهب باستنتاجاتك ووساوسك لأبعد مما تؤدّي له الحقيقة، تكون أفكار مغلوطة لديك عن الرجولة المتعلقة بجسدك الممتلئ وحركاتك الأنثوية كما تصفها لا يمكن أن نستبعد حضور أفكار وسواسية بخصوص ما تراه أنت حركة أو قولا أو شكلاً أنثوياً. لكن ما هو مؤكّد أنّ صورة الجسد عندك لا تزيد المشكلة إلا تضخّما، فعليك إذن أن تضع برنامجاً للحمية والرياضة، بصرامة وحزم واستمرار حتى تنحت جسدك قليلاً وتقضي على الشحوم الزائدة، وليس المطلوب أن تكون مفتول العضلات، المطلوب فقط أن تفقد الوزن الزائد والشحوم الإضافية التي تشكّل جزء كبيراً من نظرتك لنفسك ورجولتك الناقصة في نظرك.
تبقى قضية العادة السرية وخيالاتك، قد لا تستطيع أن تقلع عنها كلية، وأتساءل هل هناك من يقلع عنها كلية في العالم كله مهما كان متديّناً أو مهما كانت، حسب ما أراه وستقرئه، الإنجاز يكون على مستوى تباعد الوتيرة لا على مستوى الانقطاع التام، وكيفما كان حالك، إن فعلتها فلاً تفعلها أبداً على خيالات شاذة أو أمام إباحيات مثلية، حاول أن تركز خيالاتك على ما تحب من البنات وابتعد قدر الإمكان عن اشتهاء الرجال، حاول اكتشاف ميولك اتجاه النساء، ذاك الميول المخنوق عندك بسبب ثقتك الضعيفة اتجاه البنات واستحالة إن تكون مرغوبا من قبَلهنّ (حسب اعتقادك) لذلك أنت تتجنب وتستبعد أن يكون لك حب وميول لهنّ.
وأتمنى لك التوفيق، وأنصحك بزيارة مختص نفسي للعمل على تطوير شخصيتك وعلى رهابك الاجتماعي وتوكيد ذاتك المنخفض.وإليك بعض الروابط واحرص على قراءة ما ينفعك من روابط ضمنَها:
توكيد الذات، إثبات الذات
عواقب ضعف توكيد الذات
وسواس المثلية وسواس الشذوذ هل أنا شاذة ؟
تأرجح الوزن، وصورة الجسد!