على حافة الجنون؛
أولا: نشكركم على هذا العمل الرائع, أنا طالب في إحدى الكليات العملية.
بدأت عندي مشكلة وأنا في الثانوية العامة بدأت عندي بعض الوساوس في وجود الله مع ضغوط الامتحانات وأخذت أفكر في كل شئ حولي بطريقه لا أستطيع السيطرة عليها ولكن بعد انتهاء الامتحانات بدأت في التحسن. وبعد مرور 3 أعوام أخذت تلك الوساوس في العودة وبشده حيث أنى لا أستطيع مجرد النظر في الكتاب وذلك لأن ذهني مليء بتلك الوساوس.
ذهبت لدكتور مخ وأعصاب وأعطاني هذا الدواء "faverin 50 mg"، ولكن لم اعرف ماذا افعل لكي لا تعود تلك الوساوس التي شلت تفكيري واعتقد أنها إذا استمرت ستؤدى بي إلى الجنون؟؟؟
ماذا أفعل لكي أستعيد صفاء ذهني؟؟؟
أرجو المساعدة بشدة
21/8/2003.
رد المستشار
السائل العزيز: أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرًا على ثقتك بنا، ونحن نعدك أن نبقى دائما معك إلى أن ينعم الله عليك بالشفاء، وأما بخصوص سؤالك عن الأفكار التسلطية، من النوع الاجتراري، فهيَ تشيرُ إلى وجود استعداد لديك لاضطراب الوسواس القهري، وأنت لم تشر إلى نوعية الأفعال القهرية التي تعاني منها إن كانت لديك أفعال قهرية وعلى أي حالٍ فإن العقار الذي ذكرته وهو عقار الفلوفوكسامين هو أحد عقاقير مجموعة الماسا، وهيَ علاجٌ عقاري صحيح في حالة الأفكار التسلطية،
إلا أن الأمر يحتاج لا فقط إلى عقار دوائي، وإنما أيضًا إلى علاج معرفي وسلوكي يقوم به طبيبٌ نفسي متخصص، لماذا؟
لأن طبيعة المسار المرضي لاضطراب الوسواس القهري هي طبيعة نُوبية، بمعنى أنها تظهر وتختفي ثم تعاود الظهور بعد فترات من الكمون التام وفي بعض الحالات ترتبط فترات ظهور الأعراض بفترات الكروب الحياتية (أو الضغوط الحياتية) التي يمرُّ بها الشخص، كما بينت لنا أنه حدثَ معك في أول مرةٍ، وإن لم تشر إلى مثله في المرة الأخيرة،
المهم أن فائدة العلاج المعرفي السلوكي في مثل حالتك هيَ تعليمك أساليب تفكير تفيد في مواجهة مثل تلك الأفكار وتختلف تماما عما تقع أنت فيه الآن من حيرة وهذا ما يجعل احتياجك للطبيب النفساني ماسًا وملحا، كما أنهُ سيجعل احتياجك للعقاقير أقل، وبهذه الطريقة نسأل الله أن تستطيع استرجاع صفاء ذهنك،
ونحب أن نطمئنك إلى أن وساوسك حتى لو استمرت لا قدر الله فإنها لا تؤدي إلى الجنون، فقط إلى مزيدٍ من العذاب وربما الاكتئاب، لكنها لا تؤدي إلى الجنون والله معك، وتابعنا بأخبارك.