لا أريد أن أبقى مازوخية!!
أنا أكره نفسي إلى حد التعذيب، كل الفكرة تجعلني أشعر أنني قذرة، وأخاف من الارتباط لأني لا أريد أن يأتي اليوم الذي تضعني فيه ميولي تحت سيطرتها بدل أن تكون تحت سيطرتي، فيعرف المقابل أن ما أخفيه من شخصيتي هو الجزء الأكبر منها، خصوصاً وأنني أعرف أنه لو عرف شخص هذا الأمر عني سيستحقرني فماذا لو كان شريكي؟، لكنه لن يعرف أحد إذا لم يقترب مني، لذلك أحافظ على المسافات بيني وبين الآخرين.
خصوصاً الشباب، فأنا أعلم أنني لو أردت الزواج أو الارتباط ستكون النهاية مأساوية، إن وُضِعتُ تحت سيطرة ميولي فسينتهي بي الطريق إلى الانتحار، ولا يبدو الانتحار خياراً جيداً بالنسبة لإنسانة ملتزمة مثلي.
أكبر مخاوفي أن يعرف أحد أنني مازوخية. خصوصاً لو كان شخص مقرب مني. ليس ما يزعجني فكرة علمه بميولي فقط بل أقصد استغلاله لها، شخصيتي الضعيفة دائماً تكون عثرة في طريقي وعكس إرادتي.
دعني أدخل في المهم، سأروي قصة بسيطة لتفهم ما أتحدث عنه، سبب تفكيري الدائم بهذه الميول الجنسية الشاذة.
حين كنت طفلة، كان عمري سبع سنين ولم أكن أعرف أي شيء عن الجنس تعرضت للتحرش مرة من قبل أحد البائعين الشباب ولم أخبر أحدا،
أصبح عمري تسع سنين فتعرضت للتحرش كان أكثر من ملامسة، من قبل أحد (أبناء الجيران) المقربين، في منزلنا حيث لم يكن في البيت شخص كبير وقام (محمود - 27 سنة) بإقفال الباب علي عن عمد بحجة أمه أحضر لي لعبا وصلصال، (لم أفهم إلى اليوم لماذا فعل هذا الأمر بالرغم من أني كنت أحبه، كنت أحب أنه يشتري لي دوما الصلصال ويلعب معي)، اقترب ليتلمس جسدي وقام بالاحتكاك بأعضائي التناسلية وتقبيلي، أذكر أنني لم أكن أفهم ما يجري، لكنه أقنعني أنه يريد اللعب معي فقط،
استمر هذا الشخص بفعل نفس الشيء شهوراً كلما خرج كل الكبار من المنزل، وفهمت حينها أنه يفعل أمرا سيئاً بعدما حاولت الهرب وهو يعيدني إلى نفس موضعي.
أصبح عمري إحدى عشر سنة وحتى تلك اللحظة أنا لا أعرف شيئاً عن الجنس، ذات يوم عدت من المدرسة الإبتدائية، كان نفس الشخص السابق موجودا في البيت، لكن هذه المرة كان البيت فارغاً تماماً وليس فقط خالٍ من الكبار، يعني أن صوت صراخي لم يعد يهم كثيراً، هو فقط كان يزعج مسامع (محمود)،
كانت عملية اغتصاب كاملة على سريري ممتزجة بضرب وصراخ وذعر شديد من طفلة انطفأت فرحة نجاحها بامتحان الرياضيات وتحولت إلى فيلم رعب لا ينتهي، لا أذكر سوى ابتسامته الخبيثة ومحاولاته إسكاتي بالعنف.
كانت ساعة شعرت أنها سنة. بكيت وقتها ولم أخبر أحدا أبدا إلى اليوم من خوفي أن تغضب أمي (كما قال لي محمود).تقريبا نسيت كل ما حصل بعد عدة سنين
الجزئية الثانية (التالية) لم أكن أود أن أذكرها لأن شعوراً سيئاً يعتريني حين أذكر تلك الأفعال السيئة لكن رأيت أن استمراري بإنكارها لن يغير شيئاً...
(أعود وأوضح أن كل ما حصل هنا بعيد كل البعد عن بيئتي المتدينة والملتزمة)
في هذه الأثناء انفصل والداي (ليس تطلقا، لا طلاق في المسيحية كما تعرف) وحين صرت مراهقة كنت بنتا متهورة وغير مسؤولة أبداً، كنت على تواصل (بالسر) مع رجل سيء جداً (لو علمت والدتي سأكون في مأزق)، كان *أول وآخر* رجل أتعرف عليه. كان فهد عمره 39 سنة. في حين أنني كنت 18 سنة، لم أخبره أبداً أنني مازوخية أو أملك ميولا لأذية الذات لكن على ما يبدو علم الأمر بمفرده من طريقة تصرفي، أقنعني بحبه لي واقتنعت تلك المراهقة الغبية،
صارت الإهانات التي أتعرض لها منه بمثابة ثناء وتقدير بنظري، كنت أستمتع بكل الضرر النفسي الذي كنت أتعرضه منه، ولكن اقتصر الأمر على المزاح فقط أي لم يتجاوز حدود المزاح المزعج.
حينها بدأت التخيلات التي تراودني منذ طفولتي تزداد أكتر لكن هذه المرة مع كمية مضاعفة من الإهانات، كنت أرى نفسي في تخيلاتي في موضع حقير أتلقى شتى أنواع الإذلال والضرب، وأشعر بمتعة لا توصف حتى بدأت أتوق لتجربتها على أرض الواقع.
بعد أن شعرت أن (فهد) أصبح يفهم أنني أستمتع بما يفعل خصوصا أمام الآخرين، صارحته بالموضوع (قلت له أنني أستمتع بتلك الأمور) وكان أسوأ قرار اتخذته بحياتي، من هنا انطلقت سلسلة من الاستغلال والعنف غير المبرر وتقليل الشأن خصوصا أمام الآخرين وأمام أصدقائه، جميعهم كانوا أكبر مني بكثير، كان يصفني بأوصاف مثل (غبية، بشعة، حقيرة، وتطورت لألفاظ سوقية أكثر) أذكر أنني أكلت أكثر من كف على وجهي ولكمات على جسدي لأسباب تافهة حتى أنه كان يرغمني على أمور لا أستطيع ذكرها هنا. (لغرابتها وليس لوقاحتها).
سرعان ما انتهت تلك العلاقة. لكن لازالت التخيلات تلاحقني، أنا لا أشعر بأي شيء مغر حينما أسمع عن أو أشاهد كل ما يخص العلاقات الجنسية الاعتيادية، فأنا لا أنجذب لأي صورة جنسية طالما لم تحتوي إهانة جنسية، وأخاف من الصلاة وأشعر بتأنيب الضمير كلما استثارتني تلك الصور والمشاهد التي تنطوي على إهانة.
وصرت أضع نفسي دون أن أعلم في أي موقف يجعلني أشعر بقلة القيمة أمام الآخرين. وإن لم أجد ما يشبع رغبتي أؤذي جسدي بأي شكل (حرق - لكم - ضرب بالأسلاك - جرح) وأفكر في عبارات تحطمني طوال الوقت حتى أكتئب وأبكي. قد أتقبل هذا بيني وبين نفسي، لكن أكبر كوابيسي أن أضعف وتتكرر قصتي مع الشاب فهد،
فعلاً قد أكون أريد من يشعرني بالإهانة ولكن
أخاف جداً من أن يتكرر الاستغلال الذي يؤثر على حياتي سلباً وأفقد السيطرة على نفسي.
17/12/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
ما يثير الانتباه في رسالتك هو ما يلي:
١- تفوقك الدراسي وتدهور مستواك التعليمي في العامين الماضيين. هذا يشير أولا إلى أن الاضطراب الذي تعانين منه وصل إلى درجة من الشدة ويؤثر عليك تعليمياً واجتماعياً.
٢- تشيرين إلى عدم العمل وبأنك فاشلة في كل شيء. هذه العبارة تشير إلى موقع اكتئابي.
٣- هناك شعور بأنك عرضة للاستغلال وهذا ما حدث فعلاً.
٤- وأخيراً وليس آخراً هناك درجة عالية من الاستبصار وهذا يبشر بخير.
صدمات الطفولة بأنواعها وخاصة الجنسية كثيرة الارتباط بالسلوك المازوشي والاكتئاب سوية. السلوك المازوشي أحياناً وفي هذه الحالات يتم تقسيمه إلى صنفين. الصنف الأول هو المازوشية الشهوانية erotogenic masochism وهذه أقل بأساً من الصنف الثاني وهو المازوشية الأخلاقية Moral masochism. أنت تعانين من السلوكين وهذا السلوك أشبه بعملية دفاعية غير صحية لكبت المشاعر الجنسية الصحية التي لا يتقبلها الإنسان. هذا الدفاع يساعد الإنسان على تجنب الاكتئاب بسبب الصدمة ولكنه يفشل عاجلاً أم آجلا ويدخل موقعاً اكتئابياً.
الوظيفة الثانية للسلوك المازوشي هي ارتباك الارتباط العاطفي السليم بإنسان آخر بسبب صدمات الطفولة. لم يساعدك انفصال الوالدين وبالتالي هناك شعور عميق بالقلق والفراق لا تقوين على التعامل معه.
التوصيات:
١- لابد أولاً الخروج من الموقع الاكتئابي وهذا أشبه بزنزانة حقيقية تمنعك من تطوير نفسك. أنت بحاجة إلى عقار واحد أو أكثر لاستعادة توازنك الوجداني.
٢- الخطوة الثانية هي الدخول في علاج نفسي للتخلص من أزماتك النفسية ووضع علامات جديدة على الطريق.
٣- لا بد أن يصاحب العلاج النفسي عملية تأهيل للعودة إلى التعليم أو العمل والدخول في علاقات عاطفية سليمة.
٤- عقدة المازوشية قد تزورك بين الحين والآخر مع الشعور بالقلق بسبب فراق عاطفي ولكنك ستتغلبين عليها بالتأكيد.
٥- درجة الاستبصار عالية وستصلين إلى خط النهاية للشفاء.
وفقك الله.
ويتبع>>>>> لا أريد أن أبقى مازوخية م