منذ عشرين سنة وأنا في مستنقع الوساوس القهرية والأفكار الإباحية
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الدكتور كيف حالك؟ أتمنى أن تكون بخير
أكتب لك ما حصل لي باختصار من قفزات في حياتي لكن قفزات سلبية أدت إلى سجني في دوامة الوحدة وحب العزلة والبعد عن الاجتماعيات وأخذ جرعات قبيحة، أقصد بذلك العادة السرية والأفلام الإباحية التي كنت ألجأ إليها بعد ما يصيبني الوسواس أو الاكتئاب .
أنا شاب طموح أحب العلم وخاصة علم الشريعة وتفسير القرآن الكريم والحمد لله أحفظه كاملاً وعادة ما أكون إماما في صلاة التراويح وأختم القرآن فيه وهذا من فضل ربي، وأحب الأنبياء وخاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأحب في الله الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعاً .
مررت بوساوس وأفكار قبيحة لا يعلم بها إلا ربي وثم نفسي، ولن أبوح بها أو أنطقها لأحد حتى ولو وضعوا السيف على رقبتي .
ها هي حياتي في سطور :
مررت بالأمور القبيحة كلها والعياذ بالله وتبت منها ولله الحمد والمنة، كالأفلام والعادة السرية وما يتبعه من اللواط... أستغفر الله العظيم، وهذا كان سببا أكبر في حبي للوحدة والعزلة والبعد عن الاجتماعيات أكثر وأكثر .
أبدأ لك من زمن دراستي في الصف الخامس حيث أذكر كل التفاصيل تلك والأيام وكنت عندما أخرج من البيت أكون خائفا وأقول متى سوف أعود للبيت لأنني عندما كنت في البيت كنت أحس بطمأنينة وسلام وكنت من النوع الخائف والمتوتر ولا أحب الاجتماعيات أو المناسبات بل أحب الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر فعادة ما أقضي وقتي في الدراسة أو في الألعاب تلك، لكن مررت بمصائب في الطفولة أو ما بعد الطفولة قليلاً وأولها عدة مرات اغتصاب سواء في المدرسة وأيضا في حياتي ما بعد المدرسة،
بالإضافة إلى الضرب المبرح في المدرسة وخارجها ولا زال الضرب يدور في تفكيري وأتذكر كل الأوقات العصيبة وكأنها حدثت بالأمس وأفكر مرات في الانتقام حتى وهذا الذي أدى إلى جعل خوفي وتوتري خارج البيت أكثر وكان منطلقا للعزلة والوحدة والحب لهما أكثر وأكثر ، وللعلم كنت من الأوائل في الامتحانات والأنشطة وذلك في جميع المراحل وحتى الجامعة فمعدلي كان جيد جداً مرتفع . لكن كنت خائفا من الامتحانات فكان ما يسمى لدي فوبيا الامتحانات .
مرت الأيام وكان همي في كل شيء أن أجلس في البيت فقط ولا أخرج ، لكن أذكر أنني صاحبت أصدقاء سيئين فتعودت معهم على الأفلام الإباحية والعادة السرية واللواط وكانت جرعات أقول عنها في ذاك الوقت أحس أو أفرغ بها وساوسي واكتئابي وتعودت أكثر وأكثر حتى كنت بهذا الحال مع تلك الأمور ووحدتي كذلك إلى أن وصلت إلى 26 سنة تقريباً ثم تخرجت من الجامعة من كلية الشريعة ولله الحمد، وقررت الزواج وهنا تغيرت الأحوال كلها، يعني بالاختصار كنت مدمنا على الإباحيات ما يقارب 20 سنة أو 18 سنة على الأقل .
ما بعد الزواج والعمل :
عندما تزوجت اختلفت حياتي 180 درجة لأنني مررت بمسؤوليات واجتماعيات واختلاف في الحياة فأحسست بأنني لا أستطيع فعل ذلك فهكذا تنوعت المشاكل لدي :
كلما ذهبت إلى بيت أم زوجتي مثلا أو مناسبة مع زوجتي أحسست بعدم قدرتي على التعامل مع الحاضرين أو التكلم معهم أو مناقشتهم في حديث أو التكلم في جماعة مع أنهم كلهم أهلي وكنت أنظر للآخرين فكانوا يضحكون ويمرحون ويتناقشون وكنت أرى نفسي حزينا وأحب الابتعاد عنهم وكنت أنتظر متى سأذهب إلى البيت حتى أخلو بنفسي وأبتعد عن الاجتماعيات وهذا الإزعاج، وهكذا مرت الحياة والأيام إلى أن جلست مع نفسي فقلت لنفسي من أنــــا؟
المهم قلت وقررت بأن أبدأ حياة مثل حياة الآخرين أو الحياة على الأقل الحياة المطلوبة أستطيع أن أتماشى مع الظروف المحيطة بي من مناسبات أو زيارات أو كلام أو رحلات .... الخ
لكن عندما كنت أخرج للعالم مثلا لأي مناسبة فكنت أفشل في الحديث مع الآخرين أو أصاب بإحراج مثلاً أو احمرار في الوجه عند المناقشة أو حديث الآخرين وكان ذلك يؤدي إلى حزن أكبر وأكثر مما دخلت في دوامة الجلوس مع نفسي والبكاء والحزن على نفسي وزادت الأفكار والهموم والغموم .
فكلما ذهبت لمناسبة أقول لنفسي سأتحدث ولن أستسلم وهذا الذي كنت أفعله فكنت أقحم نفسي في المناقشات والحديث أمام الجماعة وإن نجحت مثلا أحسست بفرحة كالطير في الهواء الطلق وإن فشلت أو انخجلت أو احمر وجهي مثلا أحسست باكتئاب وضيق وهم وغم وثقل على ذهني وبدأ الوسواس يحدثني ويقول أنت لا شيء أنت لا تستطيع التحدث ولا تستطيع إكمال حياتك المطلوبة فلذلك كان يومي حزينا ومكتئبا وربما ألجأ لجرعة الأفلام والعادة السرية .
والمشكلة الكبرى مثل ما قلت كنت ألجا للجرعة الخبيثة فأحس إحساسا كاذباً بالاطمئنان وهذا أصبح عادة عندي، ففشلي كان يزيد بهذا الحال حتى أصبحت أرجع للوحدة مرة أخرى بل أكثر من السابق وهكذا تم الحال لمدة سنة أو أكثر وربما سنتين تقريباً .
ووصل بي الحال إلى درجة أنني عندما كنت أتكلم بالهاتف مع أحد من الناس وكنت جالسا في جماعة مثلا فالوسواس كان يقول لي اقترب أكثر من هذه الجماعة حتى يروك أنك تستطيع التحدث بشكل جيد وكنت أتحدث بصوت أعلى حتى يسمعوني الجماعة
مرت الأيام على وحدتي هذه، وبدأ وسواس جديد معي وهو في العبادات والصلاة والطهارة، وزادت مصيبتي أكثر لأن ذلك الوسواس دخل في شيء أحبه كثيرا وهو ديني فكنت أصلي وأغتسل مثلا أو أتوضأ في اليوم عشرات المرات حتى كرهت نفسي ومعيشتي وأذكر حتى أنني حجيت قبل عامين لكن كنت أحج وأدفع في نفس الوقت فدية لأن الوسواس كان يقول لم تكمل هذا النسك أو الطواف مثلا أو رمي الجمرات بالشكل المطلوب فكنت أدفع الفدية بعد عمل النسك وهكذا استمر الحال لمدة 3 سنوات تقريباً وتحملت المعاناة والألم
وذلك بفضل الله تعالى وأيضا لمداومتي على حفظ القرآن الذي أحمله كاملاً في صدري منذ صغري وحتى يومي هذا ولم أنسه ولله الحمد وفي هذا الصدد أصبت بوسواس آخر لا أدري هل هو مرض أم وسواس فكنت أتحدى الأفلام الإباحية والعادة السرية بأنني لن أرجع لها لأنني أحسست بأنها هي الخطورة الأكبر علي فكنت أضع جدولا لنفسي وأرى كم أستطيع التحمل بدون هذه الجرعة الخبيثة لكن بعد يومين أو عدة أيام أرجع لها وأمزق جدولي ومن ثم أضع جدولا آخر وهكذا استمريت في دائرة مغلقة .
لكن الحمد لله مع هذه الطريقة ومع ذهابي للدكتور وشرحي له مصيبتي أعطاني أدوية أو حبوب زولفت وساعدتني نوعا ما على تخفيف الاكتئاب فامتنعت عن الأفلام والعادة السرية رويدا رويداً .
بعد صبري كله دخلت في دوامة أخرى وهي الوسواس في العقيدة وهو لا زال معي حتى الآن وجعل حياتي اكتئابا في قلق في خوف في توتر في تمني للموت .
في البداية لا بد من القول بأن كثرت مشاهدة الأفلام للأفلام الإباحية نتج عن ذلك أفكار إباحية تتخلخل في ذهني بين الحين والآخر وهذه الأفكار بدأت في ذهني أكثر عندما قررت أن أبتعد وأمتنع عنها فما يقارب الشهور عانيت وبكيت من هذه الأفكار الإباحية ومرات كنت أنهزم أمامها وكنت ألجأ للعادة السرية وهي الجرعة المطمئنة الكاذبة كما بينت سابقاً .
المهم امتنعت كليا عن العادة السرية والأفلام الإباحية وذلك بفضل الله تعالى لكن عانيت من الأفكار كثيرا ويوما ما أجد في ذهني تخلخل لأفكار عجيبة غريبة قبيحة جدا متعلقة بالإباحيات والعياذ بالله لكنها تغيرت وأصبحت تدمج نفسها بالعقيدة والعياذ بالله .
كانت تأتيني أفكار قبل ذلك متعلقة بما أشاهده من إباحيات لكن انقلبت وصارت تدمج نفسها هذه الأفكار بشخصيات أحبها في الله وأمرنا الله أن نحبها كالصحابة والصحابيات والأنبياء حتى أيضاً في ذات الله عزوجل، أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .
وهنا بدأت المصيبة أكبر وكانت أفكار قبيحة جداً لا أستطيع البوح بها حتى ولو وضعوا السيف على رقبتي وقطعوا لساني وعذبوني فالموت لي أفضل من البوح بها علما بأن هذه الأفكار مستمرة معي منذ سنة تقريباً وحتى الآن أبكي في اليوم لله عزوجل عشرات المرات في اليوم وعيناي انتفخت واحمرت ولا يحس بألمي إلا الله عزوجل .
وزادت علي المصيبة أكبر عندما بدأت هذه الأفكار تنقلب إلى شتم وألفاظ قبيحة مع أفكار خبيثة أيضا في العقيدة ومن جميع النواحي حتى لا يتصور الإنسان ذلك في عدوه وأيضا زادت عندما بدأت تأخذ هذه الوساوس المصطلحات القرآنية، فعندما أقرأ القرآن فيتخيل إلي أفكار سلبية كآيات عن الأنبياء وعن الصحابة وعن صفات الله عزوجل فكل مصطلح أقرأه يأتيني عكسه أو ضده .
فمثلا كنت أقرأ مصطلح القريب فأتخيل ضده وهو البعيد وهكذا حتى في كل المصطلحات القرآنية أو أي شيء متعلق بالدين يأتيني ضده فعانيت كثيرا والله حتى أنني كنت أقرأ الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة فتخيل لي كلها في ذهني كأنها أمامي فكنت أقرأ قصة مثلا كقصص الأنبياء فيخيل في ذهني الشخصيات الواردة في القصة وكانوا كذا وكذا وتأتيني خواطر قبيحة تكون نفسها في أجزاء من الثانية وتنهال علي وتهشمني وتأكلني والمشكلة أنها خواطر قبيحة جنسية كفرية ملعونة والعياذ بالله .
والطامة، أنني ابتعدت عن الجماع مع زوجتي حتى، لماذا. هل تعلم؟ عندما كنت أقترب من زوجتي أو سواء أحدثها بمحبة أو ألعب معها كان يخيل إلي أفكار قبيحة في الوقت ذاته، وكانت متعلقة بالعقيدة، وبالتحديد بالصحابيات رضوان الله عليهن فهن الطيبات الطاهرات العفيفات الصادقات.والله امتنعت عن الجماع وقلبي امتلأ بالشبع من زوجتي والمحبة التي كانت بيننا أيضا أحس أنني شبعت منها بسبب هذه الأفكار عندما كنت أقترب من زوجتي . ولي الآن لم أجامع زوجتي تقريبا عدة أشهر .
فعندما كنت أقرأ في صفات الله عزوجل كانت تتخيل لي على أرض الواقع والعياذ بالله، وكان الوسواس يحبرني على إعادة القراءة مع قلب هذا الفكر السلبي القبيح الذي يأتيني في ذهني إلى تفكير إيجابي، فلذلك كنت أفكر أو أقرأ الآية أو أعيد ذاك الفكر لكن بدون أن يأتيني فكر سلبي فيه أو أقرأ الحديث مرة أخرى وأحاول أقرأه بفكر إيجابي دون السلبي لكن كنت أفشل ويزيد الفكر القبيح السلبي ويصبح أكثر تطورا في القبح والخباثة مما يزيد ذلك علي من الوحدة والبكاء .
أتحدث لك الآن ما يحصل لي فأنا قامع فيه ولا أستطيع الانفكاك عنه مع أنني أعلم علم اليقين أنه بوسواس ولا فائدة منه لكن لا أدري لماذا أعيده لأحوله إلى تفكير إيجابي وإن لم أفكر مرة أخرى بالإيجاب كان هناك ثقل على ذهني وكان شيء يجرني إلى الخلف ويقول لي أعد الفكرة مرة أخرى بشكل إيجابي وعندما ألجأ إلى الفكرة وأعيدها إلى الإيجاب كنت أفشل فتأتيني فكرة سلبية وتكون أقبح وأخبث من سابقتها .
الآن الذي أعانيه هو كالآتي :
عندما تأتيني فكرة أو حديث أتحدث به مثلا مع أي أحد في الشرع أو الرموز الدينية أو الأنبياء أو في رحمة الله أو عقابه.... الخ تسقط في ذهني مباشرة تفكير قبيح جداً أو تفكير ضد أو عكس مصطلح الذي أنطق به أو الحديث الذي أتحدث به وهذا يؤديني إلى الفعل القهري وهو أن أنطق بالمصطلح أو الحديث أو الفكرة نفسها التي أتتني منها الفكرة القبيحة أن أنطق بها لكن دون أن تأتيني الفكرة السلبية معها، لا بد أن أفكر بشيء إيجابي عند نطق ذلك المصطلح أو الآية، فأذهب لكي أعيد الآية أو الحديث أو المصطلح وأحاول أن يكون النطق خاليا من التفكير السلبي الذي أتاني في الوهلة الأولى لكن أفشل فعندما أنطق بذلك يأتيني فكر أقبح وأخبث من سابقة وأقصد بالخبيث التفكير الإباحي ،، أستغفر الله العظيم .
فأذهب وأكرر نفس المصطلح محاولاً التحدي مع الوساوس حتى أنطقه دون فكر سلبي، لكن أفشل وكذا أبكي وأبكي حتى تنتفخ عيناي، والله العظيم أعلم أنه وسواس ولم يأمرني الله عزوجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الشيء فقط قال النبي عليه الصلاة والسلام، قال : فليستعذ بالله ولينته، وهكذا عندما أقرأ هذا الحديث يطمئن قلبي وأتشهد وأقول بدأت بداية جديدة وأرتاح قليلاً، ومن ثم بعد ساعات يتكرر الفعل عندما يأتيني تفكير سلبي عند نطق أي مصطلح إيجابي فأقوم وأعيد ذلك المصطلح متحد بذلك الوسواس والفكرة السلبية وأدخل في دوامة البكاء مرة أخرى وهكذا .... الخ
أيضا أنني من أحب الصحابة وشخصياتهم وأقلد شخصياتهم من ناحية القوة وجهادهم في سبيل الله وأضرب الأمثلة للشباب على ذلك أيضا، فأقول لهم دعوكم من الشخصيات الكافرة كلاعبي كرة القدم أو المصارعين وغيرهم، احتذوا بشخصيات الصحابة الكرام، ولذلك كنت أشاهد كثيرا أفلام والمسلسلات التاريخية التي يبين فيها قصص الصحابة وحياتهم كمسلسل عمر الفاروق رضي الله عنه،
فعندما أقرأ سيرة الفاروق أو قصة من قصصه مباشرة تأتيني صورة ذلك الممثل الذي كان في المسلسل بشخصية هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وهنا يأتيني الاكتئاب وأقول كيف أفكر في صحابي جليل وتأتيني صورته في الذهن، وليس ذلك، بل صورة قبيحة جداً جداً وأنت تعرف قصدي يا دكتور مالذي أقصده بالقبح! ومتمثلة في ذلك الممثل لكن الوسواس يقول لي ويحدثني بأن شخصيته شخصية الفاروق فأنت فكرت في شخصية ذلك الممثل فذلك يعني شخصية الفاروق .
وعلى هامش ذلك، أفيدك بأنني من كثرة حبي للصحابي الجليل الفاروق فقد أسميت ولدي الفاروق، وقد وعدت الله عزوجل بأن أسمي ابنتي أن رزقني الله سأسميها عائشة تيمناً بأمنا عائشة رضي الله عنها .
وأنا الآن غارق في هذا المستنقع لا أدري كيف أقنع نفسي بأن لا أعيد ذلك المصطلح، وحتى ولو كان إيجابيا لأن ذلك يفتح علي بابا من السلبيات والأفكار القبيحة، لكن لا أدري كيف أقنع نفسي ، .
صرت أهرب من قصص الصحابة وتاريخهم أو من أي شيء يتعلق بالفقه والوضوء والغسل وكذا لأنني أخاف أن يتمثل لي ذلك في مخيلتي بشخصيات الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم كلهم فألجأ إلى الاكتئاب وأدخل في دوامة الإعادة أو الفعل القهري الإيجابي كما أسميه، حتى أن أسمي بلال ومرات أنطقه فيخيل لي بأفكار قبيحة جداً والله، تجاه الصحابي الحبيب الجليل المؤذن من أهل الجنة بلال بن رباح رضي الله عنه وأسأل الله أن يحشرني معه في الجنة .
المشاكل الباقية وهي العادة السرية والوساوس في الصلاة والعبادة التي ذكرتها في الأول الحمد لله قد انتهت 90 بالمئة، لكن الذي أعاني منه حاليا هو الإعادة الإيجابية بحيث تفتح لي أبوابا للفكر السلبي القبيح، وأيضاً وسواس العقيدة الذي أنا غارق فيه فتأتيني وساوس قبيحة جداً جداً جداً في الرموز الدينية الذين أجبهم في الله والله،،، وأسأل الله أن يحشرني معهم في الجنة .
وهي أفكار ووساوس قبيحة جدا دكتور لا أستطيع البوح بها أبداً وحتى أخجل من نفسي عندما أقول أنت حافظ للقرآن الكريم فكيف يأتيك هذا الوسواس .
هذا الذي لدي يا دكتور ، وأسال الله عزوجل أن يسخر لي أحداً ليعطيني علاجاً سلوكياً مناسباً أستطيع تطبيقه فإنني مداوم على العلاج الدوائي، لكن أحتاج علاج سلوكي الذي لا يتوفر في بلدي .
الحمدلله الحمدلله الحمدلله على كل حال .
ملاحظات :
• آخذ حبوب زولفت في اليوم حبتين وأحسست بتخفيف في الاكتئاب ولله الحمد لكن لا فريق في الأفكار والوساوس .
• أنا حافظ للقرآن الكريم كاملاً وإمام للناس في التراويح وأختم القرآن في التراويح وكل يوم يكون لي نصيب في قراءة القرآن الكريم ولله الحمد .
• أنا خريج كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
• عمري 32 سنة ومتزوج ولي 3 أبناء .
• ذهبت إلى عدة مستشارين لكن لا فائدة فقط يقولون لي داوم على الحبوب وسترى النتيجة ولي الآن ما يقارب 6 أشهر لكن لم أحس بفرق في الوساوس، فقط أحسست الفرق في الاكتئاب،
والله أستطيع التحمل هذه الوساوس لأنني أعلم بأنها ابتلاء والله يبتلي أقرب وأحب العباد له لكن الذي أحزن أن هذه الأفكار والوساوس في أحب الأمور لي وهي ديني وعقيدتي .
18/12/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد صفاء" أهلاً وسهلاًً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
الطريقة السلوكية الوحيدة التي تفيد مع الوساوس هي الإهمال المستمر والثابت والمتكرر كلما تكرر الوسواس .... الإهمال يعني أن الأفكار الوسواسية ستبقى موجودة وإلا فماذا تهمل ؟ والإهمال يتنافى تماما مع أن تحاول الرد على تلك الأفكار أو رفضها أو تحييدها أو إلغائها أو إعادتها مع تذكر شيء إيجابي.... كل هذه أفخاخ لا تؤدي إلا إلى تكاثر الوساوس واشتدادها.
بالتالي فإن ما يجب عليك اتباعه سلوكيا عند ورود أي من الوساوس على وعيك هو:
(1) ذكر نفسك بأن هذا وسواس لست مسؤولا عنه
(2) اقبل بوجوده وإمكانية تكراره ..... واعلم يا ابن الناس ألا علاج يعمل على الوسواس وإنما فقط على استجابة الإنسان له.
(3) أهمله تماما ولا تفعل أي شيء له، ولا أي شيء غير ما كنت تفعله أو تنوي فعله في اللحظة السابقة لوروده ... وكأنك تؤكد أن لا أثر للوسواس عليك.
(4) إياك وتحاشي (تجنب) أي سلوك أو مكان لأنك لاحظت أنه يسبب زيادة للوسواس..... بل النصيحة أن تفعل العكس غير مبال بالوسواس.
أظن قراءتك لهذه النقاط الأربعة قد أوضحت لك أين يكمن الخطأ في طريقة تعاملك مع الوسواس، وأما ما يتعلق بتشخيص حالتك فمن الواضح أنها مزيج من أعراض اضطرابات الوسواس القهري والقلق الاجتماعي والاكتئاب أي ما نسميه خلطة القلق والاكتئاب... ومن الواضح احتياجك للع.س.م إضافة لما تتناول من الم.ا.س.ا أو الزولوفت وهو عقار السيرترالين Sertraline .
إذاً ابق على جرعة 100 مجم من عقار السيرترالين مثلما أنت الآن لكن غير من أسلوبك وأصلح ما اتخذت من قرارات خاطئة مثل هجرك لزوجتك، واعتزالك الجزئي للناس وخوفك من المصطلحات الدينية وكذلك الإعادة الوسواسية فلا شيء إيجابيا فيها حقيقة.... وعندما تثق في قدرتك على التجاهل التام والثابت للوساوس .... ستجد أنها بدأت في الخفوت شدة وتكرارا مع مرور الأيام.... لكن لا تعتبر ذلك شفاء فليس بعد.... إذ أن من عادة الوسواس أن يختفي ثم يعاود الظهور خاصة في أوقات الكرب Stress وهو ما يعني أنك يجب أن تتعلم كيف تتعامل مع الوسواس وأنت تحت تأثير كروب الحياة المختلفة.
نقطة أخرى مهمة في حالتك يا "محمد صفاء" هي أن اضطرابك أوسع من مجرد أعراض اضطراب وسواس قهري لأن اكتئابك قد يكون اضطرابا مستقلا عن الوسواس مثلما أعراض القلق الاجتماعي ... وهذه المشكلات النفسية كلها تجعلك معرضا للكروب أكثر من غيرك
إذاً فليس هذا هو الشفاء كما أفهمه وأعلمه لمرضاي بل ما زال يلزم التدريب لمدة لترسيخ آلية الإهمال فعليك في حال خفوت الوساوس أن تحاول استفزازها !! نعم أعني ما أقول يا"محمد صفاء" فأنت تتدرب على إهمالها أولا ثم على استفزازها لتحدثَ فتهملَها ... تخيل أننا ندرب عضلة ما لتصبح أقوى ... ألسنا نحتاج التدريب وتكرار التدريب ؟ هكذا تدرب عقلك على تجاهل الوسواس ..... النقطة المحورية هي أن تكون دائما على وعي بأن الحل الوحيد الناجع للأفكار الوسواسية هو تتفيهها ومن ثم إهمالها كلما حدثت وأن أي اشتباك فكري مع الوسواس لا ينتهي أبدا إلا لصالحه ! فلا تخدعن نفسك بأنك سترد أو ستنكر أو تستبدل السلبي بالإيجابي فأنت لا تستبدل وسواسا إلا بوسواس.
ننتظر أسئلتك واستفساراتك بعد تجريب ما نصحناك به، وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>: 20 عاما من خلطة القلق والوسواس والاكتئاب ! م